متابعين خجلي على تويتر

متابعين خجلي على الفيسبوك


العودة   منتديات خجلي > شعر - نثر - خواطر - قصائد - قصة - رواية - ثقافة > قصص - قصص قصيره - روايات - قصص واقعية - روايات طويلة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29 - 5 - 2012, 03:27 AM   #1

صعب المنال
خجلي موهوب
افتراضي رواية عزف المحاجر كاملة - تحميل رواية عزف المحاجر






ابناء تعاقب بفعل الآباء ..


قرارات صعبه .. تحدي وكفاح .. الم وامل .. حب وتضحيه ...






عندما نعيش صراع بين الواقع والحلم لابد ان يتغلب احدهما على الاخر..

وعندما نهوي في عمق الوادي .. لابد ان نكتشف ان في ذاك العمق المظلم نفق منير وسلم نرتقي فيه للاعلى

وعندما يغلق امامنا الباب ويسد الطريق لابد ان نبحث في مكان ما عن ابواب مفتوحه على مصراعيها ..









عندما نكتم أنفاسنا لنستلذ بأنفاسهم ...

ونوأد أفراحنا لنعيش أفراحهم ...

ونغتال احلامنا لتكبر أحلامهم ...

عندها نقول عذرا ايها القلب ..فلتمت نبضاتك .. لتحيا نبضاتهم ...







عَزف المحَاجر..






.







ضجيج وأصوات مرتفعه خطوات بين مسرعه ومتأنيه ، صدى ضحكات وأخرى عبرآت

وبين هذا وذاك .. ترانيم عزفتها القلوب وتغنت بها الارواح .. وانشدتها الدموع..

.

~ ضباب أم عزف
المحاجر ؟ ~


مازال الضباب يغلفهما .. لا ارى بوضوح ؟!

أغمضتُ عينيّ بتتابع لعل الصورة تتضح أكثر !!

~ نعم اتضحت بعض الشيء وان كان الثمن تدفق ذلك الدمع المحجور ~

ازدرت ريقي بصعوبه .. ثم شددت على يديّ اخفف من توترهما..

وقدمي تصنع مع الارض نغمه موسيقيه سريعه

~ خوف اضطراب قلق بعثرة شتات هذا ما اشعر ~

سحبت نفسا عميقا لعلها تسكن تلك الروح المضطربه بين حناياي ...

ويستريح قلبي الذي يرقص ك الطير الذبيح ...

وضعت يدي عليه أتلو بعض الآيات...

أخاطب بها روحي لتستكين وقلبي المرتجف ليهدأ ويطمئن ....

وما ان سكن ...



اغمضت عيني

ارسم صورة غرفتي .. ولعبتي ..وامي .. واخوتي ...


فتحت عيني ببطئ أودع تلك الذكريات الدافئه التي صنعتها ... فتلاشت الصوره

وتناثرت كما مشاعري واحاسيسي ...


.

وقعت عيني على ذاك القادم من بعيد ..تسارعت خطواته تبرزه هيبته ويسبقه وقاره

راقبته بصمت

عبثت يداه بأوراق تصفحها ثم دسها في الحقيبه... واقترب أكثر حتى لفحتني حرارة أنفاسه

وأشرقت ملامحه الجاده بناظري ... تأملني قبل ان ينطق... وغزت نظراته عمق عيناي

وكأنه يبحث عن جواب لسؤال يعصف بروحه... ولأنني لا املكه أجدت فن الهروب وأشحت بنظري عنه ...

مد يده فأسرعت يدي المرتجفه للتشبث بها ..ساعدني على النهوض .. حتى استويت واقفه

شد على يدي يؤكد علي... فابتلعت ريقي الذي جف.. وحركت راسي ب الإيجاب ..

أطلق زفرة كان قد احتبسها فتره ... وشد على يدي اكثر وهو ينطلق بي الى حيث المجهول....

تحركت خطوه ثم أبيت...لا لست أنا بل قدماي التي أبت أن تتحرك... حاولت .. لكنهما خذلاني...

خذلاني .... و ..... خذلاه ..

توقفت مرغمه ... فتوقف هو مصدوم ...

التفت نحوي... وتعلقت نظراته بعيني لتمطر وجعا وحسره ..

ارتسمت على شفتيه شبح ابتسامه....فازددت ألما...

شد على يدي أكثر.... فضاعت حروفي وألجم لساني..

.


.

"
~ خيبه ~

اغمض عينيه وسحب نفسا عميقا .. وكأنه وجد جوابه...ارتخت قبضته..

فحركت راسي نافيه ...

لا اريد ان يتركني..لا اريد ان افقده

ابتسم... ولمعت عينيه ببريق ترجم احاسيسه ... وشعوره...

سحب يده .. ليعصف بروحي الضعف....

واستدار ببطء... لاتابع طيفه يتلاشى كما الذكريات ....





الن ه ايه


قبل خمسين عام

لهيب الماضي





مساحه صحرواية واسعه نثرت فيها تلك الخيام السوداء باهمال .. مما اعطاها روعه وجمال ...

آبار تبدو مهجوره بمثل هذا الوقت .. .. اغنام .. وابل .. وخيول ... انتشرت بسكون في رحاب الارض...

ظلام يتوسطه ضوء القمر... ويزينه تلألأ النجوم ...واجواء السكون يتخللها صهيل الخيل ...وعواء الذئاب..

.

غطت شعرها بما يخفيه ويستره ...وتقدمت بخطواتها الوجله.. تكاد تتعثر بثوبها الطويل تحمل بين يديها المرتعشه صحن عشاءه المتواضع ..

ظلام عم تلك الخيمه وشع بآخرها ضوء السراج الخافت ...

حيث يجلس هو .. بهيبته وقسوة ملامحه ... تقدمت نحوة.. واضعة الطبق امامه ...وهمست ببعض الحروف المختصره ..

: سم يا بوفيصل ..


اطلق تنهيدته وهو يتامل عشاءه... بينما التقطت هي المروحه المصنوعه من السعف وحركتها فوق الطبق كرمز ل الاحترام ولتبعد عنه الآفات ..


لم تنطق بكلمه حتى فرغ من طعامه الذي كان يبدو انه قُدّم في وقته ... فبعد عمل مضني وشاق ... الطعام والنوم هو اكثر ما يحتاجه ..

قدمت له المنشفه بعد ان انتهى من غسل يديه ... ورتبت له الفراش بحركات رتيبه اعتادت على اتيانها كل ليله ...


لكن هناك ماكان يشغلها.. ويشتت تركيزها... وبدا واضحا له ...

: هاتي اللي عندج يا وضحه ؟

رفعت راسها له وفتحت فمها صدمه..... ثم ابتلعت ريقها لتنطق : سلامتك ... مافيه الا العافيه

: تكلمي وهاتي اللي عندج ... اعرفج عدل يوم يكون في قلبج كلام اكون بوادي وانتي بوادي .. قولي يا وضحه وش عندج


ابتلعت ريقها الذي جف .. وجلست بطرف فراشه الارضي ... عبثت باصابعها ترتب الكلمات تصفصفها ثم تنثرها لتعيد ترتيبها اخرى




: وضحه



: آ م آ كلمتني ام صالح اليوم .. تقول انه بوصالح حصل على الاوراق و.....



قاطعها بغضب : ماخلصنا من هالكلام الفاضي ؟ وبعدين يا بنت الناس ؟؟... صدعتي راسي من كثر ماتعيدين هالتفاهات واعيد لج كلامي ...الحين تبيني اخلي اشغالي ولقمة عيشي واركض ورا اوراق لا تودي ولا تجيب ؟!
مثل فلان وعلان ؟؟



: ب .. بس الناس يا بوفيصل .. يقولون انها مهمه .. وما بقى احد ما راح يقدم عليها ..



: مهمه لهم هم .. محنا بحاجتها .. خليهم يتهنون فيها .. واحنا عندنا الاصل والاهم ....من متى اوراق تثبت اصل وفصل




: بس حتى اخوك بوفايز صارله اسبوع يراجعهم فيها ...




: هذا انتي قلتي اسبوع .. تتحملين انتي وعيالج اسبوع بدون اكل ؟ بوفايز اخوي الله موسع عليه يقدر يغيب اسبوع واثنين وما تتاثر ميزانيته .. لا تقيسين حالنا بحاله ..



اغرورقت عيناها وطأطأت راسها بخيبه ... واصابعها تعبث بطرف شيلتها ..

لا فائده .. كلما فتحت له الموضوع يرد بنفس الانفعال .. لماذا لا يرى اهميتها والكل يسعى اليها؟

هو ليس مهمل لكنه يعمل بالاولى من وجهة نظره .. فهو ليس كابو سعد الذي التهى عن عائلته بملاحقة النساء..ليس كابوحمد

الذي لم يعد لعائلته منذ شهور ومصيره مجهول...وانا لست كام سالم التي فقدت الزوج والعضيد ولم تجد من يسعى لها

على الاقل هو موجود بالقرب وسند يعتمد عليه بعد الله وهو اب يسعى جاهدا لتوفير لقمة العيش الصعبه




وصلها صوته الدافئ بعد ان احس بغلظته

: طفي النور ياوضحه ونامي ... والصباح رباح ...






.


في بعض الاحيان نغفو ثم نستيقظ لنتدارك ما غفونا عنه.... وفي بعضها نغفو ولكن تطول الغفوه ... فنصحوا ولكن قد فات الاوآن ..







~ عَزْف الْمحَاجِرْ ~
البارت الاول
منذ نعومة اظفاري عرفتك ... ترعرعت بين ابجدية حرفك

توسدت ارضك .. وحلقت في سماك

اطرب عشقا حين يُذكر اسمك .... ويتراقص قلبي فرحا بقربك



احبك .. لا لا .. هو فوق الحب ... هو شعور اكبر اعمق اصدق

هو قيد قيّد قلبي ليكون ملكك .. وحصر احلامي كي لا تتجاوز مداك .....

كبرت وليته لم يكن


اراك تزداد قسوة وازداد تعلقا بك

اراك تبتعد ... وانا اجري خلفك .... اناديك فلا تسمع

لا ادري سبب كل هذا العشق لك رغم تجافيك وقسوتك

لا اعلم سر شعورك نحوي وشعوري نحوك


هل تشعر بي !! هل ترويك عبراتي ؟؟ هل تطرب لآلامي وأشجاني ؟؟


هل اذنبت بحبي لك وانا لا اعرف غيرك ؟.. هل اذنبت بتعلقي بك وانا لم اعرف سواك?


اتاتي بعد هذا لتقول من انت؟؟


انسيتني ام تتناساني ؟

انا طفلتك ... معشوقتك ... انا جزء منك ... احلامك التي زرعت ... امالك التي انتظرت

انسيت خطواتي الاولى على ظهرك ؟ وصدى ضحكاتي على ارضك ؟

انسيت تلك الاحلام التي رسمتها على جدرانك ... واشهدتك فيها على عدم هجرانك؟؟

.

.


لازلت اح ب ك .. فزدني عذابا.. واسقني قسوه..

ازدك حبا .. وارويك عشقا لاخر قطره .....


يا وطني


.




~ غربة وطن ~


حي شعبي شبه متهالك.. محاط بمنازل لا تختلف من حيث التصميم والرداءة والقدم ...

طرق ضيقه ... ومتعدده .. برك مياة متجمعه هنا وهناك... اطفال تدوي صيحاتهم الطفوليه في

المكان... تلطخت ثيابهم الرثه بالرمل والماء لترسم لوحة فنية مشوهه من الطين عليها ..


.يجوبون الشوارع عبثا .. بينما اشباههم على مقاعد الدراسه !!


احياء لا تنعم بالهدوء حتى ساعات متاخره من الليل

.

.




هنا تحت سقف خيمة نصبت امام المنزل المتواضع ...كان مجلس رغم بساطته اكتنفته الهيبه

والوقار بحضور كبار من رجال المنطقه ... لامر ضروري وهام .. امر يتحدد فيه المصير.. وممكن ان تنقلب فيه الموازيين ....


.



تردد صوت ابو خالد في المجلس ليقطع الصمت .. وتلتقطه الاسماع بشغف :


وش قلتوا ؟!! الرجال جا يعلمنا بالعلوم الزينه والطيبه .. والاخبار اللي قالها تسر

وما تضر ..




ابو فهد : وش زينته يابوخالد الله يصلحك .. الولد يحرضنا نترك ديارنا واهلنا بعد

هالعمر ؟ له ما نسويها يا بو خالد .. له يا خوي...



بوناصر بتاييد : وانا قولتي من قولة بوفهد .. ديارنا ما نتركها ولا نتحرك منها و لو

على قطع رقابنا.. صبرنا سنين والفرج جاي باذن الله ... راح الكثير وما بقى الا القليل ...




ابو سعد : ما لنا في الغربه يابوخالد... ان كان هو يقدر لانه فرد ، والواحد بروحه يتحمل...

لكن من ياخذ معه عياله واهله واللي يعيلهم وشلون يعيش بهم في ديرة الغرب ناس

لا نعرف دينهم ولا لسانهم ...





بوفهد : هالفكره ماهيب جديده يا جماعه .. وماشفت احدن راح وفلح ... الغربه شينه

وما في مثل ارضك واهلك .. وان جاروا عليك...




.

الطاقات الشبابيه كان فيها من الحماس للفكره ... حماس متوقد بلهيب الامل .. لكنه ما لبث

ان اخمد بكلمات الشيبه واعتراضاتهم ....

.



تحركت نظرات ابوخالد وسط ضجيج الردود والاعتراضات ... تبحث في الوجوه عن تلك النظرات

القوية الواثقه التي يثق بها ...


توقفت نظرات ابوخالد عليه وتامله للحظات يقرأ ملامحه ...قبل ان ينطق ...

كان يجلس هناك بصمت .. هيئته تدل على انه يغط بتفكير جاد وعميق ....

وكأن الحوار الذي دار قبل قليل عصف به فحرك الرماد الساكن بداخله منذ سنوات .. واشعل نار القرار والمصير ..



بو خالد : وانت يا الصقر؟!!


حينها رفع صقر راسه ... وارتفعت اليه الانظار


"ساله عمه وهو شبه متاكد من رأيه ، يعرفه ، ويجيد قراءة افكاره .. لكن تمنى ان لا يصيب توقعه فيه هذه المره فقط ....

"



رفع صقر راسه لتلاقي نظراته القوية الحاده نظرات عمه المتعبه المشفقه .. ثم دارت نظراته في تلك الوجوه

المتجهمه والحائره التي تعلقت نظراتها به تنتظر رأيه وقراره

ورجعت اخرى الى عمه.... الذي حرك راسه بالايجاب آذن له

بالحديث ...



: من رايي نخاويه .. وهذا الحل الوحيد قدامنا... ادري انه صعب ..صعب انك

تتخلى عن حق انت اولى فيه ... صعب تترك ديارك واهلك مسقط راسك

واجدادك ..اللي لو طلب روحك فداله .. لكنه باب امل وانفتح ويمكن ما ينفتح

مرة ثانيه .. قعدتنا كل مالها تضيق وحالنا من سيء لاسوأ .. ع الاقل اذا رفضوا

الشيبه.. يطلع منهم الشباب .. ترا مجاديفهم تكسرت .. وذاقوا من الذل

كفايه ... انتم تحملتوا لانكم تاملتوا خير بالايام ... لكن بعد خمسين سنه..ماظن

فيه امل يرتجى..وكل خيوطه تقطعت ...افتحوا لهم الباب...اطلقوا سراحهم ...

خلوهم يعيشون طعم الحريه ولو يوم بالعمر ...


.


أطبق على المجلس صمتٌ وترقب لم يطل ....لحين اطلق صقر كلماته التي كان يخشاها العم ...

فهاج المجلس وماج بين مؤيد ومشجع ومعارض ... وملتزم للصمت ...

.

وانفض على تلك الكلمات الموجعه وذاك القرار الصعب ...



.

ليس سهلا ان تودع أرضا احتوت طفولتك وأحلامك..وشهدت كفاح آبائك وأجدادك

ليس سهلا ان تغمض عينك وتدير ظهرك ل مأوى جيرتك وحمى قومك

ليس سهلا ان تنسل من ماضي بلغ عنيا .. لتبنى حاضرا ومستقبلا مجهولا



لكن الأصعب ان تبقى مكبل اليدين مطأطأ الرأس طوال عمرك ..


أمران احدهما أمرّ من الآخر ...!!





فما الحل ؟





.


.


اولاد بوفيصل :

بوخالد
بوفهد
بوصقر (متوفي )
بوفيصل (متوفي )

،،،،،،،،،،،

اولاد بوفايز :

بوناصر

بولافي

،،،،،،،،،،،،،

بنات ابوسعود:

ام ناصر (زوجة ابو ناصر )
ام عهود (ارملة ابوفيصل ثم زوجة ل ابو لافي )
ام صقر ( ارملة ابو صقر










~ البدآيه ~




فضاء بحجم " صبرهم " واسع وامتداده على مد البصر ....

وارض " كأحلامهم " كبيره تلونت بزهور الربيع ..واكتست بالثوب الأخضر...

والسما "كأقدارهم" ملبده بالغيوم تبرق وترعد تنذر بقرب المطر والعواصف الرعديه....

وجبال "كشموخهم " راسية بشموخ وثبات..لا يزعزعها عصف الريح ولا يضعفها إغداق المطر ...



توزعت المخيمات بشكل آسر وجذآب كلوحة فنيه أُتقِن صنعها.. ودبت في الصحراء الحياة بعد الموت المؤقت لها طوال اشهر السنه ..

على تلك الفرشه التي توسطت الارض حول الشاي والقهوة وسلة التمر تحلقت النساء باحاديثهن المتنوعه المتسمه بالثقل

والهدوء بين الشجن تاره والفرح تاره اخرى ...

وتلك الخيمه البيضاء احتوت الفتيات وشقاوتهن بين ضحكه وابتسامه وحديث مرهف ومثقل بالواقع وبالاحلام الورديه...

اما الاطفال نثروا هناك فلا حدود تقيدهم ولا ارض ولا سماء ... انتشروا بحرية تسموا ارواحهم بين السماء والارض

.. وصرخاتهم الطفوليه تنعش اجواء المكان ...بين لعبة واخرى..


والشباب احتلوا لهم بقعه خصصوها للحديث والتسامر واخرى صنعوها ملعبا وانغمسوا حماسا في لعب الكره ... بعكس

الشيبه الذين تجمعوا حول النار والقهوه ... تدفئهم ذكريات الماضي....



.


في مخيم آخر مقابل



ارتفعت ضحكاتهن بشكل هستيري حتى صرخت فيهن دلال : اششش وجع زين وجع فضحتونا الحين يجينا عمي

والا واحد من الشباب وينكدون علينا الطلعه ...




مسحت غدير دموعها التي نزلت من الضحك : أي والله صج ..بس الله يقطع ابليسج يا دودي جبتيها وانتي بنت ابوج ...

وانفجرت بالضحك مره اخرى وشاركنها الفتيات....




دلال بعصبيه : غدرووه وجع ان شاءالله .. والتفتت للبقيه بغضب هييييه وجع انتم بعد ترا وربي اقوم واخليكم!

ثم فزت قائمه ....



امسكت صمود بيدها كاتمة ضحكتها بتكشيره : يووه دلول اقعدي بس... واحنا اشقلنا الحين ؟؟ ... اقعدي بس اقعدي......



جلست دلال عاقده حاجبيها : والله انكم خبول ... وقسم لو رجعتوا لنفس الكلام لخليكم وقوم .....


صمتن كاتمات ضحكاتهن واخفين بمكر الابتسامه .... لكن أعينهن دارت في بعضها البعض تتناقل رسائل

تحذيريه...........لتنطق صمود بشغب : زين دلول احلفي انه مو صج ؟



هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههههههههههههه انفجرن ضاحكات وتعالت اصواتهن ...



فزت دلال واقفه بغضب ... ولحقت بها صمود ضاحكه ... زادت من خطواتها حتى لحقت بها وامسكت ذراعها




: دلوووووووووووول دليييييييييييييييييييييييييل



دفعتها دلال بغيض : ابعدي



لكن صمود احتضنتها بحب ... : دلول وربي احبج .. واحب اضحك معاج ... فديتج دلول لا تزعلين



ابتعدت دلال عنها : ضحكج ثقيل وبغيض واكرهه ...وكملت بهمس: ترا حتى انا اعرف عنج اشياء واشياء... (حركت حاجبيها بخبث )



كشت ملامح صمود تقرا ملامح دلال التي لمست فيهن الصدق....لتنطق الثانيه بعزف موسيقي : ز ز ز يايايا دددد


توسعت عيني صمود وشهقت بصدمه ...


امسكت دلال كتفها بأسف : بسم الله عليج " دودي " ... هيييه اضحك معاج اشفيج صدقتي


دفعت يدها بعنف : سخيفه... وضحكتج بايخه مثلج ....



توسعت عيني دلال بعجب : منو اللي بدى الحين ...؟؟


ثواني من الصمت ثم انفجرن بالضحك على بعضهن..لتقاطعهن صرخة جهريه


: هيييه صوت !!


شهقت دلال .. وكتمت صمود شهقتها بيدها ...


وصلهم صوته مرة اخرى : مرياام...


تعلقت نظراتهن ببعض ... وزاد احمرار وجنتي صمود بخجل ...لتتوسع ابتسامة دلال الخبيثه وتحرك حاجبيها بمكر ...


زيد ينادي اخرى: مريم ..



ابتلعت صمود ريقها .. وهمست وهي تدفع الهواء بيديها لوجهها الساخن : مريوم بالخيمه لحظه اناديها ...



استدارت بعجل .. لكن اوقفها صوته الذي انطلق من وراء الساتر : منو صمود ؟


اغمضت عينيها تنتزع الحروف انتزاعا : ايي .. سم



: صمود بلغي اهل صقر يطلعون .. تراه ينطرهم من نص ساعه في السياره


التفتت لدلال التي لوت شفاها خوفا من غضب صقر ..



صمود بشبه ارتياح : خلاص ان شاءالله الحين يطلعون...




ما ان ابتعدت خطواته ... حتى افضت دلال بخوفها : نص ساعه ياويلي بيذبحني


: تستاهلين ...بعدين صج اخوج نكته من بعد مخيمكم يعني عشان يجي بسياره ؟ ...



: حدج عن الصقر


: اليوم الصقر وباجر خويلد ...


تلفتت دلال بقلق : وجع وجع فضحتينا يمال ......قطعت عبارتها وامسكت بذراع صمود زين تعالي معاي .... ع الاقل وصليني للسياره



ابعدت صمود يد دلال عنها : اسفه .. يالله مع السلامه ورينا عرض اكتافج .. ..والله يعينج ههههه



ضربتها دلال على كتفها .. وودعتها صمود بابتسامه واسعه وهي تحرك حاجبيها بخبث ...


لتحرك الاخرى يديها بالدعاء : اشوووف فيج يووووم يا صمود ....




.



تنهدت صمود بابتسامه... وخيالها يسحبها لعالمه الحالم ...

.

زيد اسم ارتبط باسمها منذ الصغر.. فاقتحم احلامها عند الكبر...

هو مستقبلها المشرق .. احلامها الورديه .. طوق النجاة بالنسبه اليها..

لم تربط احلامها الا به...ولم تبنِ مستقبلها الا بوجوده

لم يكن غريبا ابدا ان يقترن اسم صمود بزيد عند الحديث النسائي خاصة خالاتها ووالدتها وشقيقاته

فهو امر اصبح مألوف وطبيعي عندهن....

لكن رغم هذا فخجلها وحياءها يبقي شعورها نحوه طي الكتمان ... لم تبح به لاحد سوى ل...

.

ارتجفت عندما شعرت باحد امسك كتفها والتفتت نحوه بفزع


عهود : على وين ياحلوه.. تراج وصلتي مجلس الرجال ... واتبعتها بضحكات على شكل صمود التي استوعبت

مكانها واكتمت شهقتها بيدها ..


(عهود ) ههههههههه يالله خلينا نرجع .. شكلج سرحتي... وه اللي شاغل عقلج يتهنى فيه



صمود : محد شاغل عقلي مثل اللي شاغل عقلج ... الا ماكله اكل ...



: يووه فديته بس...



: وجع استحي..



: زوجي كيفي حلالي ....


: لما نفتك منج وتروحين لبيته ذيك الساعه قولي زوجي


: احلفي بس ؟


سرحت نظرات صمود بذاك القادم من بعيد لتقول : زكرت الأؤوط آآم ينط




لتتلقى ضربه من شقيقتها : وجع لا تغلطين حدج عن زوجي عاد ؟


حركت صمود يدها بملل : وع .... الله عالزوج بس...



تنهدت عهود بحب مستنده بكفيها على كتف صمود : اللي مايطول العنب ...........







.


سحبت عباءتها لتحرر جسدها منها وتكلمت تكرر على والدتها كلمات الخال : يمه خالتي تسأل عنج وتسلم عليج .. وزعلانه ليش ماجيتي معاي


: الله يسلمج ويسلمها.. ما قلتي لها ان ام خالد كانت عندنا ..


التفتت لوالدتها التي تحرك الابريق بسرحان على المدفأه : أي بلى.. بس تنطر منج زياره ..وهي بعد مع بناتها راح يطبون عليج باي وقت



: حياهم الله ..



اقتربت من والدتها وجلست بهدوء .. ثم حملت الابريق عنها لتسكب الشاي في الفناجين وتخلطه بالسكر

ثم تحركه بالملعقه ليشق صدى اجراسها صوت الصمت


" هل فعلا يصدقن بنات الخاله ؟ ... هل فعلا عمتها ام خالد قدمت لتحقق الحلم وتضع نهاية للامنيه بخط الواقع ..

احمرت وجنتاها بمجرد التفكير بذلك ..ثم نفضت تلك الافكار ساخره من تفكيرها يبدو ان حديثهن الذي ازعجها قبل ساعات قد راق لها وصدقته ..

رفعت الفنجان بيدها المرتعشه من الافكار التي غزت مخيلتها الحالمه "



قدمته لوالدتها وهي تهمس : مم يمه.. اشعندها عمتي ام خالد ..ممم جيتها غريبه اليوم حتى شكلها يقول انه

فيه شي .. يعني بالعاده تجي وتسولف ..و.......

" لم يكن لكلامها مصداقيه او معنى... لكنه فضول ينهش قلبها وخيالها "



اخذت والدتها منها الفنجان عاقده حاجبيها : وين صقر ؟



اختنقت الكلمات الباقيه في صدرها.. تعلم اسلوب والدتها اذا ارادت انهاء النقاش في موضوع ما ...او اغلاقه قبل فتحه ...


: نزلني .. ورجع لمخيم الرجال يقول عنده شغل ضروري ..


مسحت ام صقر وجهها بكفها المرتعش وهمست بدعاء : الله يستر






.




هناك عند مخيم الرجال ... توقف اللعب... وهجرت النار والقهوه... وتجمهروا جماعات بقلق حول تلك السياره التي توقفت من لحظات ..


صقر : وشلون امسكوه ؟



ابو خالد : كان جايب اهله وفي الطريق صادفهم تفتيش ... وزين انهم سمحوا له يوصل اهله ويرجع لهم ...

انتقلت عينا صقر نحو ذاك المخيم الذي ولابد اشتعلت فيه نار الحسره والالم ..



صقر : ماصار الا الخير ان شاءالله ..


بوخالد يمسك بيديه محذرا : دربالك ياولدي .. لا تتهور ونخسر اثنين بدل الواحد ...


رد بثقه : لا تخاف ياعم .. تنحل باذن الله .. انت بس لا تشيل هم ...



بوخالد : اذا شد عليك الامر اتركه... ونشوف له حل .. بس المهم انك ما تورط نفسك يا صقر


صقر : لا توصي يا عم .. ماهي اول مره .. ونتفاءل خير ان شاءالله ..


قبل راس عمه.. وفتح باب السيارة راكبا ...ليفتح الباب الاخر ويدخل منه فهد


: بروح معاك ..


صقر : ماله داعي يا فهد .. خليني اشوف الموضوع اول


: خلني اطمن عليه.. وتعرف الوالده ماراح ترتاح الا اذا قلت لها اني رحت وشفته


هز صقر راسه موافقا وادار المحرك منطلق نحو مقصده ...






.



اسندت الهاتف بكتفها الايمن واذنها وهي ترتدي غطاءها وعباءتها

وصلها صوت والدتها القلق: عهود رايحه لهم ؟


: أي يمه .. بطمن على عمتي وميثا ..


: انطريني نص ساعه بس انا راجعه


: يمه تتاخرين .. بشوفهم الحين وانتي الحقيني ..

: لا تروحين بروحج .. شوفي صمود والا وحده من خواتج


: زين يمه ..


: عهود لا تطلعين بروحج فاهمه...


: ان شاءالله ان شاءالله باخذ صمود معاي ...


: أي زين نص ساعه وانا وراكم ...


: زين يالله مع السلامه ..



اغلقت الخط والتفتت لصمود المندمجه بتبريد اظافرها

: صمود يالله قومي


عقدت حاجبيها بملل : لا مالي خلق ... والله تعبانه ورجولي تعورني من المشي..


غدير : انا بروح معاج .. لحظه انطريني ..


عهود : امي مو راضيه تروحين معاي ولا راضيه اروح بروحي الا مع صمود يالله صمود قومي بلا استعباط


صمود بضيق : عهود فارقي تراني واصله حدي .. اووف


توسعت عيني عهود بغضب: احلفي بس .. قومي لا اقومج غصب ..


نهضت صمود تزفر غضبا : يااربي ياااربي متى افتك من وجه هالعهود



وصلتها صرخه عهود التي سبقتها للخارج

: يالله بسرررعه


صرخت بصوت مماثل : زيييييييييييين ....

ارتدت معطفها الاسود .. وشالها الذي لفته بعنايه على شعرها بخت من العطر وتاملت شكلها مرارا في

مرآتها الصغيره ..قبل ان تخرج على صرخات عهود التي فقدت السيطره على اعصابها ...



.


صافح صقر بحراره .. ثم انتقل لمصافحة فهد..
واشار لهم بالجلوس مرحبا

: ياهلا والله بالصقر ..وينك يا رجال ما تنشاف الا بالمخافر... شكلي كل يوم بمسك واحد من العايله عشان اشوفك



توسعت ابتسامة صقر التي لم تمحو الجديه من معالم وجهه

صقر : لا اصدق بس ؟!!... ياخي من كثر ماشوفك نسيت وجهي وحفظت وجهك حتى باحلامي صرت تطلع



نايف : ههههههههههه ...الله يالبخيل .. كلها طلعة قنص يومين بالاسبوع ومستكثرها ...يالله من لقى احبابه



صقر بابتسامه : ما يحتاج اشرح غلاتك ..


نايف : اكيد واثق .. والا ما كنت اسمح لك تقومني من عز نومي لمقابلة وجهك ..


" نايف صديق الطفوله لصقر .. شقيق واكثر ... ورغم ان الظروف والقوانين فرقت طريق كل منهم عن الاخر ..

الا ان ارواحهم وقلوبهم بقيت على مودة واتصال لم يفرقها ولم يزعزعها شي ....

فان كانت القوانين بيد البشر .. فان القلوب بيد رب البشر "


ساد صمت مؤقت ما يسمع فيه الا اصوات الفناجين والاكواب ... الى ان فرغ الخادم من توزيع الشاي لهم ..

.وما ان خرج واقفل الباب حتى تحدث نايف

: لا تشيل هم يا فهد.. اخوك بالحفظ والصون ... واذا تبي تشوفه وتطمن عليه الحين

آخذك له وادخلك عليه ..بس انت تدري ان المخفر اللي فيه الحين مو تابع لنا...

ورغم هذا اوعك خير لي معارف وان شاءالله ما يقصرون..


: ما تقصر يا نايف ..الله يبارك فيك


: صدقني يا فهد هذي قوانين ... والا كان بودي اطلعه الحين ولا اخليكم ترجعون بدونه ..


صقر : ما تقصر يا نايف ... عارفينها .. ويمكن اكثر ناس يعرف القوانين هم احنا


نايف : هههههه أي اكيد بلا شك....


فز صقر واقفا وكذلك فهد ..وفز نايف معهم...

صافح صقر نايف بامتنان : ما قصرت ياخوي .. سامحنا ازعجناك ..

شد نايف على يد رفيقه : ولو ماسويت الا الواجب يا صقر.. وبكره باذن الله مشعل يرافقكم بسلامه




.


كانت صورتها تلوح لهم في الافق كما لاحت صورهم لها .. يقتربون وتقترب


قابلتهم دلال في الطريق

: شفتوا اللي صار ؟


عهود بقلق : أي سمعنا .. والحين شنو الجديد

دلال : صقر راح يشوفه مع ولد عمي فهد .. الجو مكهرب عند الحريم والرجال

عهود : وميثا شلونها

دلال : ميته من البجي .. وامها بعد .. الله يعينهم


صمود تدخل يديها في جيوب معطفها من البرد : بس صقر يعرف بهالامور... اذكر مره طلع ثامر وخالد ...


دلال : أي صح .. بس مو كل مره تسلم .. الله يستر بس ...


عهود: يالله خلونا نشوف عمتي وميثا


.


همسات تتصاعد وتخفت.. دعوات ترتفع ..وصمت قاتل يطبق بين حين وآخر...


ابو فهد بقلق : تاخروا


بوخالد بامل : اذكروا الله .. وان شاء الله بيوصلون .. اذكروا الله ..


فز خالد للخارج .. يشعر ان نفسه قد ضاق عليه... ولحق به ثامر لشعور مماثل


ثامر : تظن يطلعه صقر ؟


خالد : قول ان شاءالله ... صقر عنده معارف.. ويقدر يوسطهم ...


ثامر : لاحول ولا قوة الا بالله ...لمتى هالمعاناه لمتى











خالد : اذكرالله يا ثامر... وما تضيق الا يتبعها الفرج ..


امسك خالد بهاتفه .. وضغط على ازرته التي حفظها عن ظهر قلب...


ليصله ذلك الصوت الاجش : هلا خالد


: بشر


: ان شاءالله خير.. بس الحين مناوبه وتعرف صعب انه نتصرف قبل الصبح


:أي أي صح .. فهمت... وبعدين



: الله كريم.. طمن عمي وقوله ما فيه الا الخير ان شاء الله ...لا يشيل هم..


: يصير خير ... ماقصرت الله يعطيك العافيه


: الله يعافيك..


اغلق الهاتف بضيق مضاعف ...لتلتهمه نظرات ثامر القلقه والمتهلفه لمعرفة الاخبار ...


: بشر يا خالد ؟ .. شنو قال ؟





.


عهود : ميثوه وجع بسم الله على مشيعل لا تفاولين عليه



ميثا منتحبه:.. ماشفتي الحسره بعيونه لما طلب منه يسمح له انه يودينا للمخيم ويرجع له ..

يرجع له برجوله ..امي مسكت بثيابه لا يروح بس راح راح برجوله للسجن ...



احتظنتها عهود تخفف عليها وتهدئتها : ميثا مشعل مو اول ولا اخر واحد ينمسك منا ..

والحمدلله كلهم طلعوا ومافيهم الا العافيه ... لا تكبرين الموضوع ولا تفاولين عليه




تكمل دلال : وبعدين اخوي صقر واخوج فهد راحوا له .. وانا متاكده انهم مايرجعون الا معاه ...




.


كانت تقف كوقفتها عند دخولها ...ثابته شامخه ..احمر انفها ووجنتيها من البرد

تحاول الهروب ان لم يكن بجسدها فبروحها وفكرها قدر المستطاع

دست كفيها في جيب معطفها.....وهي تنظر اليهن من اعلى وقفتها حيث هم جلوس على الارض..

اتخذت لها زاويه .. تتامل فيه الوضع بعيدا عن تاثير دموعهن وعويلهن..

لم يكن مشعل الاول ولن يكون الاخير...هذه هي حياتهم.. وتلك معاناتهم .. حياة ينتفي فيها الاستقرار ..

حياة نسجت بمعاناة الماضي والحاضر...لكنها وان كانت منهم .. انسلخت بجلدها..وارتدت ثوبا ليس لها...

نجحت في ذلك ... الى الان ربما؟ ...لم تذق الا القليل مما ذاقو .. لكن الى متى؟

هل تتوقف احلامها هنا... وتغفو عند عتبة الواقع ؟

ام انها اقوى من ان تنهيها بموقف وآخر... وستمضي قدما صامده كاسمها ؟






المعزوفة الثانية











عَزْف المحاجِر ..







: ميثاااا



كان صوت فهد ينادي من خلف الخيمه

فزت ميثا واقفه بركب متخاذله وقلب ينتفض

وارتفعت لها الاعناق .. ساعدتها دلال بوضع الشال على راسها والغطاء على وجهها..

خرجت لشقيقهاالذي يقف خارجا على امل ا ن تسمع منه اخبار تسر وتطمئنها ..



بادرها بالسؤال : شلون امي؟!


حركت راسها بالنفي وهي تمسك بغطائها وتشد عليه : ما دري امي بخيمة خالتي ام صقر ..بس ش


قاطعها بامر : روحي عندها ودربالج عليها ...طمنيها وحاولي تهدينها ما وصيج يا ميثا


هزت راسها بالايجاب وعيناها تلتهم ملامحه تريد جوابا لتلك الاسئلة التي تعصف بروحها ..


قال : ادخلي جيبي غطا وشوية اكل


توسعت عيناها : حق منو ؟.... والتفتت للسياره الفارغه الا من صقر فاحست بذوبان روحها .....مشعل ما رجع؟؟


: لا .... يرجع باجر ان شاءالله ... بس جيبي الغطا ولا تاخرينا ...


كتمت شهقاتها بيدها وعادت ادراجها متخاذله لتلقي بجسدها المنهار باحضان عهود التي استقبلتها

: ميثا .. ميثا اذكري الله ..شنو صار؟!!


لكن انهيارها كان شديد .. كيف لا وشقيقها يقبع خلف القضبان بلا ذنب ارتكبه .. وينتظره المصير المجهول الذي

غرق فيه الكثير ونجا منه الاخر برحمة الله ......." الإبع اد "




اخذت صمود الغطاء وخرجت به لفهد ترافقها دلال التي اسرعت لصقر بسيارته


دلال وقد احكمت لف غطاءها : بشر ياخوي ؟!!


اجاب بثقه : خير خير ان شاء الله .. باجر يطلع باذن الله


: صج يا صقر؟ .. اكيد ؟


هز راسه بالايجاب : دلال يمكن نتاخر شوي.. .. ماوصيج على امي وعمتي..


: لا توصي.. عمتي ام فهد عند امي بالخيمه ...


: زين اجل .. وانتم بعد روحوا عندهم ..لا تقعدون بروحكم ...


عقد حاجبيه وبان بملامحه الضيق وهو ينظر لتلك الواقفه هناك: منو هذيك ؟


التفتت دلال حيث اشار.. : م..نو .. آ ..ه ذ ي



انقذها فهد الذي دخل السياره بعجل : يالله صقر ..



هز راسه والتفت لدلال التي ابتعدت عن النافذ قليلا : ادخلوا داخل .. ولي كلام معاكم..


هزت راسها وهي تلفظ انفاس الراحه بعد ان اصابها الفزع من نظراته المشتعله ...






.

.


كانت اهدأ من ميثا ... تكتم ألمها بداخلها... لم يفتر لسانها عن الدعاء والرجاء..


والنساء من حولها يواسينها بحكاية مشابهه لفلان وفلان...


فهذا فلان امسكوه اليوم وخرج بالغد... وفلان الاخر لم يبقى الا لحظات ... وثامر من قبله


كذلك خالد ... فالوضع شبه اعتيادي ولا يدعو للخوف...او كما يتمنون انه كذلك ..

سحبت قدميها بهدوء..لتجد نفسها خارج هذا الجو القاتم ..وتقف امامها والدتها وشقيقاتها قادمات للتو ..


والدتها بقلق : صمود ها بشري يمه...!!


هزت راسها معبرة عن لا جديد وجسدها يرتجف لا تعلم اهو بردا غضبا .. او قلقا واضطرابا ترفض التعبير عنه!


دخلت والدتها الخيمه وتبعتها عبير ... بينما امسكت صمود بيد غدير قبل ان تدخل : تعالي غدوره مالي خلق ارجع داخل


نظرت غدير لعينيها تعرف شقيقتها جيدا رغم انها اصغر منها سنا ... لكن هيَ وصمود روحين في جسد ..


غدير : اسلم على عمتي وارجع لج ..


هزت صمود راسها : انطرج لا تتاخرين وتاخذج السوالف .. (وبهمس) ولو ادري انه مافي سوالف داخل تشد وتجذب


هزت غدير راسها موافقه : ثواني بس ....




.


دخلت غدير ووقفت صمود تنتظرها خارجا..

تنهدت بضيق .. وهي تنظر محط قدميها... وزفرت بملل ...وهي تعبث بقدمها بالتراب تصنع منه خطوطا

مستقيمه وثانيه مستديره واخرى منحيه ثم تمحوها كان لم تكن ...


لم اعد احتمل كل هذا البؤس والحزن.. اريد ان اخرج منه .. ومنهم ..ومن عالمهم... الذي فرض علي.. وعليهم ..

لم يعد قلبي يحتمل.. تعبت .. أنهكت روحي ... يارب أليس لي الحق ان احيا كمثيلاتي .. او حتى شقيقاتي...أليس لي

الحق ان اخرج من وراء الستار وارفع راسي فخرا عندما اقول فلانه بنت فلان .. ان لا انفجر غيضا وغضبا

كلما سئلت من انا وما هي هويتي ؟ وان لا تذوب والدتي وشقيقاتي خجلا كلما سئلوا عني وعن هويتي...... ف يكذبون !!

اليس لي الحق ان اشعر بالامان والاستقرار وان احلم ك .... الاحياء


7



: صم ود ...


رفعت راسها لذاك الصوت الذي تعرفه جيدا

وهمست : مريم ؟

زادت ضربات قلبها خاصه عندما التقت عيناها بذاك الذي يجلس خلف المقود ...ينظر لها من بعيد...

اشارت لها مريم بيدها لتقترب من السياره ...

:صمود .. تعالي ..



فلم تجد في نفسها معارضه لذلك ابدن ... اقتربت وانفاسها تسارع خطواتها المرتعشه ..


وصلها صوت خالتها التي تجلس بقربه : صمود بشري يمه شنو صار؟!


ابتلعت ريقها واخرجت بضع كلمات هي فقط التي استطاعت السيطره على حروفها

: للحين خاله ماصار شي بس....


صفقت الخاله بيديها : لا حول ولا قوة الا بالله .. وليش مشعل!! شنو مسوي ؟ ..هو سوى شي والا ..!!

سوى شي والا ..!!

سوى شي والا ..!!

.


" لما الاستغراب... فوضعهم غريب حتى للقريب منهم لايعرف اوضاعهم الا انفسهم.

لانهم وحدهم من يعايشها .. ويتكبد عناءها...

لهم تفاصيل خفيه .. لا يعرفها غيرهم...

ولا يتذوق مرها الا هم .. "



صمود تلزم الصمت لمشاعر الم جرفتها واخرى خجل صفعتها

.

" نعم تخجل.. تخجل من وضع لا ذنب لها فيه... تخجل من شي لم ترتكبه... لكنه فرض عليها...

فهذا الذنب الذي ركب عليهم مع نظرة الشفقه والاحتقار من الخلق لهم آفه تنهش وتمزق افئدتهم فتذوب

لها ارواحهم حزنا وكمدا ؟.. "

.


.

تكررت الاسئله عليها ماذا فعل مشعل ؟ وتعددت التخمينات من مريم ووالدتها ...

بينما صمود يجرفها عالم آخر بعيد عنهم : م آ .. ل ..ب..س ..


هذه الحروف التي استطاعت اخراجها ... و......

لا
لا

لماذا... ليس الان !! ...

لا

اصعدي ارجعي حيثما كنتي...ليس الان

لا يارب ... ساعدني ........

.


لما بكيت؟ لما نزلت دموعي الان؟

تبا لك.. ليس امامه ... لا يارباه ... ارحمني...



.


نزلت ام ناصر مفجوعه واحتضنتها لتفرغ الاخرى ما بداخلها ...بشهقات متتاليه ونحيب مؤلم...



بكت بحرقة بين ذراعي خالتها ومريم...


ليصلها صوته فيشل شهقاتها المرتفعه

: افا يا صمود ليش البجي الحين ؟... افا بس تبجين وانا موجود !...ولايهمج
الحين رايح لهم وماراح يصير الا الخير



دست راسها اكثر بحضن خالتها .. بينما التفتت الخاله لابنها تشجعه: أي يمه روح وطمنا عليهم.. وانا كل شوي بتصل فيك



هز راسه صامتا ...

آلمه الوضع.. لاينكر ذلك... كما لا ينكر ان هذا الحدث مع ما قبله سيكون سبب في امور قد تتغير وقد تتبدل قريبا ...

نطق بعد سرحان : ان شاء الله ...بس لا تشيلون هم...

وادار المحرك ... وافكار غبيه وموجعه تعصف براسه ...



.


امسكت بها مريم تهدي وضعها.. بينما انطلقت الخاله للخيمه ...



الخاله ام ناصر..

شقيقة ام صقر وام صمود .. لم تحيا معاناتهم ولم تتذوقها..لكنها تتاثر بحالهم... رغم انها ليست على ارتباط دائم بمشاكلهم ..

مهما كان ارتباطها واهتمامها بهم .. وحبها لهم يصعب عليها تفهم وضعهم المتغير والمتقلب..
فلاجلهم تخلق قوانين مستمره وتوضع عثرات متجدده... عثرات وقوانين لا يعلمها ولا يكتشفها ويطلع عليها الا من يعيش وضعهم ..



.





مريم : خلاص دودي.. اهدي بس ..

نظرت اليها صمود...وهي تعيد الدقائق الماضيه ضعفها بكاؤها شهقاتها ووو.... وما ان استوعبتها ...

واستوعبت ما حصل فيها حتى غطت وجهها بيديها وانفجرت باكيه مره اخرى ليس للسبب نفسه

لكن ربما لانها فشلت وللمره الالف في الصمود امامه ... ؟




.








.


لم يستحسن العوده للمخيم في هذا الوقت كذلك فهد ..وفضلا المكوث في المنزل الى الصباح ..


لم ينقطع الاتصال بينهم وبين اعمامهم .. بين حين وآخر للاطمئنان على الاحداث ..


قطع حديثه مع فهد ورفع الهاتف لاذنه بعد ان تعرف على رقم المتصل


صقر : هلا بك زيد



: هلا فيك .. وينكم فيه انا في المخفر ومالقيت احد!!



عقد جبينه ثم بسطه : لا رجعنا للبيت... ماله داعي وقفتنا هناك... ننطر الصبح ونرجع ...



: اها .. مسافة الطريق اجل..



مسح جبينه بضيق : لا يا زيد ... خلك مع عمامي .. يمكن يحتاجونكم بشي ... واذا احتجنا لك بكلمك على طول ..



: خلاص اجل الصبح انا عندكم باذن الله ...



: ما تقصر ..



: ولو.. يالله سلام ..






اغلق صقر الهاتف.. ليتلقى سؤال فهد له


: منو زيد؟!


: أي زيد .. واطلق تنهيده ....


: شنو بينك وبينه ؟!!

نظر اليه برهه .. ولما ادرك مقصد سؤاله اجاب رافعا حاجبه الايسر : ولد خالتي... وولد ولد عم ابوي



: احلف بس ؟!



مال حلقه بابتسامه ساخره وهو يضع الهاتف جانبا....وصمت طويل.....

.
.

وصله صوت فهد ..الذي فرغ للتو من التحدث بهاتفه ووجده على وضعيته


: بشنو سرحان الصقر ؟؟



عقد جبينه : الفكره تكبر في راسي يا فهد ...وكل يوم عن يوم اتمسك فيها اكثر ...


: تعوذ من ابليس يا صقر.. مو انت اللي تقول هالكلام ...انا ومشعل وحتى خالد يمكن نفكر فيها لكن انت لا


: ليش يا فهد؟ شنو عندي زود عنك؟ الحال من بعضه..والمر اللي تذوقونه مره ... انا اذوقه الاف المراات ..



: بس الهروب مو حل



: من قال هروب ؟ ... عمري ما فكرت اهرب من شي...لكن هالخطوه مواجهه اكثر منها هروب



: لا تفكر بنفسك... فكر باهلك يا الصقر..


: وهذا هو السبب يا فهد... صدقني هالخطوه ان خطيتها... فمالي فيها غير العنا



: اجل ليش تفكر فيها ؟


: لاجلكم انتم.... لاجل كل من هو مثلي ومثلكم ..




: منت سوبرمان والا الرجل الخارق فكر بالواقع يا صقر



: ابتسم على كلمة سوبر مان ...... وتوسعت ابتسامته على ملامح فهد الغاضبه ...



مال بجسده للخلف واراحه على فراشه الارضي ....لتكون هذه آخر الكلمات لهذه الليله ..

وبدآيه لاحلام المستقبل






.

.

بعد مضي يومان ..

وبعد ان اعلنت الشمس الودآع ... عانق هنا على الارض اللقاء ...


ارتفع الغناء بصوت النساء كبيرات السن من غير أي آلات موسيقه .. فقط باصواتهن التي لها نغمه مميزه تثير الشجن ..

وبتصفيق الفتيات والاطفال الحماسي الذي ارتفع صداه في الخيمه ..


.

"كان ذلك فرحا بعودة مشعل .. وخروجه من السجن بعد يومين قضاهن بين قضبانه...
لم يهدأ لهم فيها بال .. ولم يتذوقوا فيهن طعم الراحه ... ولم يعد فيهن صقر ولا فهد للمخيم الا به "

وخروجه اليوم سالما يستعدي كل هذه الفرحه الكبيره بعد الثناء على الله وشكره ...


.

ارتفع الغناء ...وزاد الحماس

واقتحمت ميثاء الوسط .. حركت جسدها بحركات ابهرت الحاضرات... واعجبتهن ...

كم هي سعيده بعودة شقيقها ...وتشعر بروحها تحلق فوق الارض ...


ارتفع التصفيق لها والتشجيع ... لتخرج بعدها وتدخل عهود .. وتشاركها دلال ولم يكنّ اقل من السابقه مهاره وابداع

لكن الاهم كانت تلك الابتسامه التي تعلو وجوه الجميع ... والفرحه التي ترفرف جوانحها بين افئدتهم










...




.
.


اسرعت بخطاها مع شقيقاتها عبير وغدير من مخيمهن قاصدات مخيم ام فهد...


يحملن العصير والحلا الذي اوصين والدهن به من الصباح الباكر ولم يعد به الا الآن ...


بينما سبقتهن شقيقتهن عهود ووالدتهن الى الخيمه منذ وقت ..



صمود بخطى عجله وانفاس شبه منقطعه : بسرعه يالله الحين يوصلون ...


اسرعن بخطاهن لتحذرهن عبير


: دربالكم بس لا يطيح العصير او ينكت ...


ترد غدير مطمئنه : لا ماسكته عدل ... صمود دربالج على الحلا ...


صمود : أي لااا....... وتباطأت خطواتها بخيبه.... : يوه شوفوهم وصلوا ...


وتوقفت خطواتهن ايضا في المنتصف ...يراقبن المشهد ..



توقفت السيارة عند الخيمه ... وترجل منها مشعل مع فهد وخالد.. وكذلك صقر يميزه طوله وشماغه الذي لفه ع الطريقه الاماراتيه



خرجن عمات مشعل يهنئنه واحتظنته امه بشوق وحنين وكذلك شقيقته ميثا ......



بينما ابتعد الشباب عنهم مسافه ...تتلقفهم اسئلة العمات عن الاحداث وعن ما جرى...



وفي الطريق الاخر..

اصوات ابواق السيارات تنطلق متواصله معبره عن السعاده والفرحه ...سياره


بها ثامر ......واخرى بها زيد ...


وما ان دخلن النساء ... بقين الفتيات يسترقن النظر من باب الخيمه على الحركات الاستعراضيه التي يقوم بها الشباب

وترتفع ضحكاتهن تاره.. وتنخفض لهمسات تاره لصراخ امهاتهن عليهن


.








توقف بسيارته عندما لمحها وسطهن ...وتسارعت انفاسها عندما راته يقترب...فالقت بالحلا ع الارض لتعلو صرخات


شقيقاتها : صموووووود ..لالالا


لم تهتم لصرخاتهن بل اخذت ترتب هندامها بارتباك وتثبت غطاء شعرها ....


توقف قريبا وانزل النافذه : مساء الخير ..


رددن بصوت واحد : مساء النور .. اهلا زيد ...


: مبروك رجعت مشعل


رددن : الله يبارك فيك


توجه بنظراته اليها ليخصها الان بالحديث : مو قلت لج راح يطلع ... هذا احنا طلعناه ورجعناه ...


ابتسمت وحركت شفاها الثقيله لترد.... لكن صوت اجش قاطعها وقبض ملامحها المنبسطه لتنكمش فرفعت عنقها اليه

: صمود داااخل يالله


ابتلعت ريقها ..وانتقلت نظراتها بين سيارة زيد وصقر الذي يقف خلفها ..


ضرب بيده السياره : زيد اسبقنا ع مخيم الرجال ...


لم تعجب زيد نبرته الآمره.... فتامله بغيض ليرفع الاخر حاجبيه : سمعت ؟!


حرك زيد سيارته بغضب حتى اثارت الغبار من خلفه الذي تصاعد كما الدخان من نظرات وانفاس صقر


صرخ بهن : شموقفكم هنيه ها ؟


اكتفت بنظرات حاده ارسلتها له.... بينما تحدثت غدير : نبي نروح الخيمه بس شفناكم عندها .. كنا ننطركم تبعدون عشان نقرب..




عبير بقلق : انا رايحه الخيمه ... وانطلقت بخطواتها المترجفه مسرعه نحوها غير آبهه بشقيقاتها خلفها...



رفع حاجبه يخاطب تلك الناقمه : مو عاجبج كلامي اشوف ؟


كان يشعر بزفيرها المشتعل.... لكنه اكثر اشتعالا منها ... الا يكفي ذاك الوجه المكشوف لتقف مع ذاك في منتصف الطريق ..



: يالله روحوا داخل .. هالمره بعديها لكم ... بس ان شفت هالحركه مره ثانيه ماتلومون الا نفسكم


هزت غدير راسها وسحبت صمود من يدها : ان شاء الله


لتنطق الاخرى بهمس : حلال عليه حرام على غيره ؟
[quote]


رفع حاجبه ولما استوعب كلماتها صرخ بها: صمود ...


التفتت اليه فهمس بغضب: ان ما تعدلتي وربي لاعدلج انا .....ترا ما تعجزني وحده مثلج .... ما يكفي هالوجه اللي كاشفته للرايح والجاي ....




: مالك حق تكلمي... امي راضيه .. وهم عمامي ما كلموني... انت تكلمي ليش ...


: اكلمج واذا بغيت اشق الارض وادفنج فيها ومحد يتكلم فاهمه ؟؟؟


اغرورقت عينا غدير بالدموع خوفا... بينما بقيت نظرات تلك حاده صعبه...


غدير تشد يد شقيقتها وبهمس: يالله صمود تكفين يالله


غادرت تنفث دخانا وتزفر نارا


كم ودد لو يدفنها حيه .. هنا في هذه الارض...





....






استقبلهن دلال وعهود عند باب الخيمه

دلال: اشصار ؟ ليش تاخرتوا.... كان لديهن خبر من عبير... لكن اردن صورة اوضح ..


دفعتهن صمود لتشق صفهن للداخل وتمتمت بغضب : اخوج الله ياخذه


شهقت دلال ويدها على صدرها : بسم الله عليه



التفتت لها صمود بوجه محتقن ورفعت حاجبها


: ياليته بس يهتم بنفسه واهله ويكفي الناس شره ...(ورفعت اصبعها مهدده ) ترا للحين ساكته عنه..

وربي ان انفجرت ماخاف ولا من اللي اكبر منه ...




لم تسمع منهن رد لكنها شعرت بيد تسحبها بقوه لخارج الخيمه ..التفتت نحوها.. لتوجه اليها والدتها انتقادها

: صمود شهالكلام اللي سمعته مو عيب ؟


مسحت على ذراعها بالم : شنو سمعتي ؟


: كلامج مع دلال ...مو عيب يا صمود .. عيب ..صقر مو بس اخو دلال... تراه ولد عمج واخوج وولدي قبلج انتي قبل ما

تشوفين الدنيا .. تقولين خليه باهله ؟ لو كان همه بس اهله جان ما شفنا مشعل وقبله خالد وثامر...

ولا جان كل ما سافرت قلبي مطمئن عليج وعلى عهود لاني اوصيه عليكم ..ناسيه اشكثر يتعنى لكم ..

وماخلا شي قاصركم ... حتى لو كان لكم اخو مني ومن ابوكم ما سوى اللي سواه صقر الحين تنكرينه يا صمود؟!





هربت بنظراتها بعيدا عن نظرات والدتها ..التي بدت معاتبه .. ومتضايقه من تصرفها..


: وانا معطيته كامل التصرف فيج وبخواتج ك اخو واكثر ... يعني لو شنو يسوي انا سامحتله



توسعت عيناها صدمه ...بينما حركت والدتها راسها بالايجاب


: مثل ما قلت لج ...









.

.

هناك بقرب النار المتضرمه ... جلس قوم حولها... يتسامرون ..

وآخرين فضلوا الوقوف قريبا ..


استند ثامرعلى السياره : أي يامشيعل الدنيا ماتسوى بدونك


ابتسم مشعل لكنها ابتسامه تخالطها المراره : كثر منها ... راح تتعب وانت تقولها ..


ناصر : زين الحين تقول مسكوك على الاجازه لانها منتهيه .. ليش ما تجددها ؟ لمتى تنطر ؟



مشعل : تدري انها ما تتجدد...


ناصر باستغراب : شلون يعني .. ما تجدد ... وليش يمسكونكم ؟


ثامر : هذا اللي صاير .. الاجازه الجديده ما تطلع .. والقديمه ما تجدد ... وان امسكوك عاقبوك؟


ناصر : احلف بس


تحدث صقر القادم للتو : لا في قانون جديد ..صارت تتجدد .. والجديده تطلع


مشعل : ليش ما قلتوا ؟ شنو ناطرين اجل..


صقر : أي ماسمعت الشروط الباقيه


مشعل : أي نسيت كلمة بشرط... من كثر ما تعودنا عليها نسيناها ...


ثامر بحماس : بشرط شنو ؟



صقر : توقع على مستند انه لك اصل من الدوله الفلانيه ...


ثامر : واذا ما عندي اصل ولا فصل من الدوله الفلانيه ولا العلانيه


مال فم صقر بابتسامة : توقع انك مقيم هنيه بصورة غير قانونيه ....


توسعت محاجرهم ونطقوا كلهم بصوت واحد : يااا سلالالالام ....





اوقف سيارته بقوه وعجل حتى احدثت صوتا ... واتاه مندفعا وصوته الثائر يسبقه

: هيه انت... شهالاسلوب اللي كلمتني فيه... تراني مو اصغر عيالك ...و..

نظر اليه صقر بطرف عينه ثم تجاهله واستمر بالحديث مع ابناء عمومته..

لكن زيد اقترب ودفعه من كتفه :هيه انت ما اكلم


لم يكمل جملته ... لانه اصبح معلق بين السما والارض بقبضة صقر ويحترق بنظراته ...

ابقاه لثواني ...

ثم انزله ومازال يشد على اعلا ثوبه بقبضته ... وتكلم من بين اسنانه بهمس بحيث لايسمعه الا هو ...


شوف يا زيد انت رجال منت صغير وعارف علوم الرجال

وبيوت الحمايل لها بيبان تطقها وتدخل.... اما سوالف الدرايش والسطوح فهذي مو عندنا هذي لغيرنا احنا آل ..ال...

اذا عندك شي... وناوي عليه .. طق الباب.....

فاهم ؟!!



لم يجب الاخر اللي ضاع بنظراته.....


ناصر وفهد وخالد يتدخلون : اذكروا الله شنو صاير ...


افلت صقر قبضته .. فانطلق زيد يتوعده ويتهدد ...



راح تندم ياصقر وربي راح تندم


... المعزوفة الثالثة


اولاد ابوفيصل (الجد)

1- ابوصقر اولاده ( صقر – دلال )..
2- ابوفيصل ( فيصل – عهود – صمود )
3- ابوخالد ( خالد – ثامر )
4- ابوفهد ( فهد – مشعل – ميثا )





اولاد ابوفايز ( الجد )

1- ابولافي متزوج من ام لافي زوجته الاولى ) اولاده منها ( جواهر – فجر )
(وزوجته الثانيه ام فيصل) اولاده منها ( غدير – عبير )


2- ابوناصر (متزوج اخت ام فيصل – وام صقر )
واولاده ( ناصر – حصه – زيد - مريم )




ام فيصل + ام صقر + ام ناصر = شقيقات ..







بقايا آثار وأطلال كذلك بدا هذا المكان الذي انتعش منذ أيام مضت ليعود إلى بياته وصمته متطلع بشوق إلى اللقاء القادم...

اجتهد الشباب في إسقاط المخيمات .. وترتيبها ثم نقلها للسيارات .. وانشغلت الأمهات والفتيات في تجميع باقي الحاجيات ...






انطلق صوتها المتعب من خلف الحاجيات ومن بين ضجيج النقل والتنقل ...



: يالله غدور هذا اخر صندوق وديه السياره




اقتربت بخطى منهكه وهي تمسح جبينها تعبا : ان شاءالله ...



سالتها عاقده جبينها : وين خواتج ... صمود وعهود و...




انحنت غدير تلتقط الصندق : صمود وعبير يجمعون اغراض خيمتنا .. وعهود بخيمة المطبخ ..





قالت برضى : يالله يمه خفوا ادينكم شوي الناس تحركت وابوج شوي وراجع ...





ردت وهي خارجه : ان شاءالله يمه ان شاءالله ...




لكن توقفت عندما وصلها صوته من خارج الخيمه ثم رات صورته... فعادت ادراجها بحذر وهي تلتفت



لوالدتها : ولد خالتي صقر وعيال عمه ؟





نهضت والدتها بصعوبه بعد ان ابعدت عنها الحاجيات .. ثم تقدمت بخطواتها وهي تثبت غطاء شعرها ووجهها ..





: هلا يمه صقير




رغم ان لفظ اسمه بهذه الطريقه تصغير له لكنه يحبه منها .. خاصه ان صوتها يحمل تلك النبره



ذاتها من صوت ذاك الراحل ..



لايعلم ان كانت تلك النبره هي الحنيه او الشجن او ذلك الالم الدفين في اعماق القلب ... لكن ما يعلمه انها تعيد



اليه ذكراه .. كما تعيدها تلك المتمرده التي تمثل لوحه منسوخه منه بشكل انثى





: هلا يمه صقير




: بالمهلي .. (قبل راسها ) شلونج يا خاله عساج ماتعبتي بس




: الحمدلله ياولدي دامك بخير انا بخير ...رمقت بني عمومته يقفون بعيدا فاشارت بيدها للخيمه



: ادخل ياصقر والا تستحي مني ؟





ابتسم ممسك يدها بحنيه : ان استحيت من امي بستحي منج ... بس جايين انا والشباب نشيل الخيام



اذا خلصتوا منهم





قالت بخجل : لا يمه ليش اتعب عمرك ... ابولافي موجود .. والبن




قاطعها : افا بس... واحنا وين رحنا ؟ ابولافي راح يودي الاغرض .. واحنا بنطيح الخيام ونلفها على



مايوصل لاجل ما تتاخرون ...بس سويلنا درب يام فيصل ...





: الله يعطيكم العافيه ياولدي... ثواني بس ...





ابتعد صقر عن المخيم لابناء عمه تاركا المجال للفتيات حتى يخرجن من الخيام ...



وماهي الا دقايق حتى خرجن متسترات تسبقهن والدتهن ...



اشار لابناء عمه باتجاه المخيم ... وتوجه هو ل خالته : خلينا اوصلج للمخيم




: لا مايحتاج يمه .. هذا هو مخيم ام ناصر





تحركت نظراته لذاك المخيم .. فلمحه يقف امام سيارته ..



تحدث : الا الوالده تسال عنج ووصتني اقولج...ما بخاطرج تروحين عندها وعماتي ؟





التفتت لبناتها ولمحت ملامح صمود الغاضبه وبداية اعتراض سينفجر من شفتيها ..فردت



: أي والله بخاطري اروح عندهم قعدتهم ما تنمل ..خليني اسلم على ام ناصر لانهم بيمشون الحين ...



وبعدها اروح عند امك





لم تخفى عليه تلك الابتسامه الخبيثه التي ارتسمت على تلك الشفاه..فرد متمثل الثقه: حياج الله ...





.





اقتربت ميثا بعباءتها وغطاها : السلام عليكم





ام صقر ودلال : وعليكم السلام




ميثا : يالله عمتي القهوه عندنا هناك ع الفرشه على ما يخلصون الشباب





همست دلال وهي ترفع يدي والدتها عن الصندوق : يمه روحي ارتاحي مابقى غير هالصناديق اسكرها وخلاص...






: مو تعبانه يمه ... خلينا نخلص منهم ونرتاح















آخر مواضيعي

0 مسلسل الغرفة الحمراء الحلقة 17
0 مسلسل دفعة بيروت الحلقة 11
0 مسلسل ذنب ام الحلقة 5
0 مسلسل النمر الحلقة 7
0 وصفات لتشقق الشفاه
0 زواج القاصرات في تركيا , زواج القاصرات , جدل في تركيا بسبب زواج القاصرات
0 رسائل وفاة 2013 , مسجات وفاة 2013 , رسائل حالة وفاة 2013 , مسجات حالة وفاة 2013
0 طريقة شوي صدور الدجاج بالفرن
0 ازياء كشخة للرجال
0 ملابس اطفال شتويه 2014


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية اجمل غرور كاملة ملآك قصص - قصص قصيره - روايات - قصص واقعية - روايات طويلة 33 8 - 3 - 2015 10:05 AM
تحميل رواية فارس احلامي كاملة , تحميل رواية مشاعل من اروع روايات النت كاملة ملآك قصص - قصص قصيره - روايات - قصص واقعية - روايات طويلة 6 28 - 6 - 2014 03:28 PM
تحميل رواية الحب بعد فوات الاوان كاملة للجوال صعب المنال قصص - قصص قصيره - روايات - قصص واقعية - روايات طويلة 12 22 - 5 - 2013 07:21 PM
تحميل رواية في صمتي كلام - رواية في صمتي كلام كاملة صعب المنال قصص - قصص قصيره - روايات - قصص واقعية - روايات طويلة 2 16 - 10 - 2012 02:34 AM
تحميل رواية صاحب الظل الطويل كاملة صعب المنال قصص - قصص قصيره - روايات - قصص واقعية - روايات طويلة 4 11 - 9 - 2012 07:23 PM


الساعة الآن 04:25 AM.


المواضيع المكتوبة في منتديات خجلي لاتعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وإنما تعبر عن وجهة نظر كاتبها

Security team

تصميم دكتور ويب سايت