سوق المدينة

محمد جادالله محمد

سوق المدينة

كانت المرة الاولى.. التى خرج خميس فيها.. بره عن حدود القرية.. التى نشا فيها..
وتربى فى حواريها..وبين حقولها ..
كان وحيد امه.. ولذا تربى على ان يسمع كلامها.. ولا يبتعد ابدا عنها.. ولو كان مع خاله
او عمه.. كانت امه تخشى عليه.. من كل شئ.. ولذا قامت بعمل..بحوث اجتماعية..باعتباره ابنها الوحيد.و.بمساعدة شيخ البلد.. والعمدة..تم اعفائه من الخدمة العسكرية..الجهادية.. وايضا تولت استخراج ..الهويه..لالبطاقة الشخصية له. والبطاقة التموينية..
ثم خطبت.. له احدى قريباتها.. وبعد عدة شهور.. انتقلت.. الى رحمة الله......
بعد عدة اسابيع من وفاة امه..وبناء على طلب خطيبته.. وتشجيعها له..
اخذ خميس.. عدة ازواج من الطيور.. قيدهم من ارجلهم ..ووضعهم امامه.. على الحمار..
وكذلك عدة قوالب.. من الزبدة الفلاحى...والجبنة القريش..فى حلة كبيرة.. وتوجه الى السوق.. لبيعها.. كما كانت امه تعمل..فى كل اسبوع..
وقبل حلول المغرب.. كان خميس قد باع.. ماكان معه من طيور.. وزبده..وجبنة قريش. وتحسس جيبه..الممتلئ بالنقود الورقية والفضية..ابتسم بينه وبين نفسه..
وتوجه للمدينة.. للاستطلاع.. ولشراء جلباب صوف له.. لزوم الدخلة.. وبعض الاقمشة
الحريمى لخطيبته.. لزوم الزفاف.. وظل يقلب عينيه على جانبى الشارع.. يتنقل من محل الى محل ..ومن دكان الى دكان اخر..وهو يسحب خلفه الحمار..رابطا فى غبيطه حلتى الزبدة والجبنة القريش...حتى جذب انتباهه محل واسع كبير..للاقمشة والملابس ..عليه اضاءة بالنيون واعلان للاكزيون .. بتخفيضات كبيرة.. فى الاسعار وبنسب كبيرة.. ولذا عليه ازدحام كبير من الاهالى ومن تجار التجزئة.. ..
على الفور.. قيد الحمار.. من رجليه..امام احد ابواب الدكان..
ودخل خميس.. شاقا طريقه وسط الزحام.. متوجها لاحد البائعين.. مستخدما قوته وعرض كتفيه
ولما وصل لاحد البائعين.. وساله ليعطيه طلباته.. لم يعره بالا.. وطلب منه الانتظار لانه
مشغول مع تجار التجزئة.. ولم ينتظر خميس.. انما توجه لبائع اخر ..الاانه وجده كذلك مع تجار التجزئة..لم يسمع منه ..
وطلب منه ايضا الانتظار.. واسنخدم ضخامة اكتافه فى شف طريقه لبائع ثالث الا انه وجده كذلك ..مشغول مع زحام من الحريم يلتف حواليه.. تململ خميس ولم يطق الانتظار.. خاصة ان الليل قد دخل ...بعد ان اذن المغرب..
وقريته على بعد عدة كليومترات.. من المدينة ولذا قرر ان يخرج. من المحل ويرجئ شراء الملابس .. الى الاسيوع القادم ..
وحال خروجه.. وجد استاذا انيقا وحيدا.. يرتدى بزة.. وعلى عينيه. نظارة جالسا..بمفرده بجوار فاترينة.. الزجاج ..فى اول مدخل المحل ..وامامه مكتب كبير به ادراج النقود عند وليس عليه اى زحام لا من تجار التجزئة ولا من الاهالى..
توجه خميس بسرعة اليه.. وهو يحسبه ابن صاحب المحل.. نظر خميس اليه على استحياء وانتظر لحظة..لم يحدثه فيها.. ربما كان مشغول فى حسابات والده..هكذا ظن خميس..
ثم رفع صوته وساله.. ان يبيعه اقمشة صوف له.. واخرى شيت وحراير لخطيبته..
ولما لم يسمع منه اجابة.. كرر خميس له طلبه.. ودون ان.. ينظراليه..
الا انه ايضا لم يسمع منه.ردا.. على طلبه لا بالاجابة ولا بالرفض ..مما اعتبره ..خميس بانه لم يعبره وبالتالى اهانه وعلى اثر ذلك .. اندفعت يده بقوة.. من جانبه.. فى صدر.. هذا الاستاذ الانيق.. ليعبره ويذكره بطلبه..قائلا له بشخط..انا باكلمك ..ترد علي.. الاانه ما كاد.. ان يرفع يده عنه.. حتى خرجت صرخة.. من خميس رافقت.. ارتطام الكرسى بالارض .. يا نهار اسوخ ..وحدثت ضجة. وصخب.. حضر على اثرها.. صاحب المحل وعدد من البائعين.. الذين التفوا حول خميس....
فتح صاحب المحل الادراج.. واطمان اولا عل النقود.. وهو فى شدة الغضب.. سال خميس وهو يقبض على كتفه.. انت بتكسره ليه..
رد خميس عليه.. بسرعه وباندفاع وانفعال..قائلا... هوه اللى شتمنى الاول.. ضج الجميع.. بالضحك والصخب.. حال سماعهم خميس.. بما فيهم العمال وصاحب المحل الذى اصطحب خميس الى الداخل...
وكلف احد البائعين.. باحضار كل طلباته.. وبسعر الجملة.. وعزمه على كوب شاى..
اثناء ذلك.. افهمه ان الاستاذ الانيق.. ماهو الا مانيكان.. نصف من الجبس .. وضع على كرسى.. من الخشب للاستعجال....
ضحك خميس.. وهو ينصرف..بعد ان حصل على بضاعته..
ومصافحا صاحب المحل.. وقائلا له..
حصل خير.. المرة الجاية.. ما تخليهش.. يشتمنى الاول ...
كلماتى وبقلمى
محمد جادالله محمد الفحل

المصدر: منتديات خجلي - من قسم: قصص - قصص قصيره - روايات - قصص واقعية - روايات طويلة