متابعين خجلي على تويتر

متابعين خجلي على الفيسبوك

 


العودة   منتديات خجلي > الاسلام - حياة الرسول - صوتيات -مرئيات > مواضيع اسلاميه - فقة - عقيدة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24 - 9 - 2014, 08:58 PM   #1

صعب المنال
خجلي موهوب
افتراضي معلومات عن الحج



التشويق إلى حج البيت العتيق
الحمد لله الذي فرض على عباده حج بيته العتيق، وجعل الشوق إلى زيارته حاديا لهم ورفيقا ، والصلاة والسلام على من أنار الله به الدرب والطريق ، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين... أما بعد ..
فإنّ الله تعالى فرض على عباده الحج إلى بيته العتيق في العمر مرة واحدة، وجعله أحد أركان الإسلام الخمسة التي بني عليها، لقوله صلى الله عليه وسلم : « بني الإسلام على خمس... وذكر منها: حج بيت الله الحرام » متفق عليه
فالحج فريضة ثابتة بالكتاب والسنة والإجماع، فمن أنكر فرضيته وهو يعيش بين المسلمين فهو كافر، أما من تركه مع إقراره بفرضيته فليس بكافر على الصحيح، ولكنه آثم مرتكب كبيرة من أعظم الكبائر.
ولما كانت النفوس مجبولة على محبة الأوطان وعدم مفارقتها، رغب الشارع في الحج ترغيبا شديدا، وجعل له فضائل جليلة، وأجورا كبيرة، لأنه يتطلب مفارقة الأوطان والمألوفات من أهل ومال وصاحب وعشيرة، وكذلك حثا للعباد على قصد هذا البيت بالحج والزيارة، وتشويقا لهم إلى رؤية تلك المعالم التي هبط فيها الوحي ونزلت فيها الرسالة.
أخي سارع ولا تتأخر
قال تعالى: { وللّه على النّاس حجّ البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإنّ الله غنيّ عن العالمين } [ آل عمران : 97 ]
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « تعجلوا إلى الحج، فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له » أحمد وأبو داود،.
وقال صلى الله عليه وسلم : « من أراد الحج فليتعجل، فإنه قد يمرض المريض، وتضل الضالة، وتعرض الحاجة » أحمد وابن ماجة وحسنه الألباني .
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لقد هممت أن أبعث رجالا إلى هذه الأمصار ، فننظر كل من كانت له جدة ولم يحج ، فيضربوا عليه الجزية، ما هم بمسلمين.. ما هم بمسلمين. (صححه ابن حجر) .
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ( استكثروا من الطواف بهذا البيت ، قبل أن يحال بينكم وبينه )
وقال الحسن : ( لا يزال الناس على دين ما حجوا البيت واستقبلوا القبلة )
الحج يهدم ما كان قبله
عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال : « لما جعل الله الإسلام في قلبي، أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : ابسط يدك فلأبايعك ، فبسط ، فقبضت يدي . فقال : مالك يا عمرو؟ قلت: أشترط. قال : تشترط ماذا ؟ " قلت: أن يغفر لي.
قال : أما علمت أن الإسلام يهدم ما قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله ؟ » رواه مسلم.
الحج طهارة من الذنوب
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : « من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه » لفظ البخاري.
ولفظ مسلم : « من أتى هذا البيت » وهو يشمل العمرة وعند الدار قطني : « من حج واعتمر» والرفث : الجماع ، أو التصريح بذكر الجماع أو الفحش من القول.
قال الأزهري : هي كلمة جامعة لما يريد الرجل من المرأة. والفسوق : المعاصي. ومعنى : « كيوم ولد ته أمه » أي بلا ذنب. قال ابن حجر: وظاهره غفران الصغائر والكبائر والتبعات.
الحج من أفضل أعمال البر
عن أبي هريرة قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم : « أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله. قيل ثم ماذا؟ قال: جهاد في سبيل الله. قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مرور» متفق عليه .
قال أبو الشعثاء: نظرت في أعمال البر، فإذا الصلاة تجهد البدن ، والصوم كذلك ، والصدقة تجهد المال، والحج يجهدهما.
فضل الحج المبرور
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة » متفق عليه
والحج المبرور : هو الذي لا يخالطه إثم. وقيل: المتقبل. وقيل الذي لا رياء فيه ولا سمعة، ولا رفث ولا فسوق. وقيل: علامة بر الحج أن تزداد بعده خيرا، ولا يعاود المعاصي بعد رجوعه.
وعن الحسن البصري قال : الحج المبرور؟ أن يرجع زاهدا في الدنيا راغبا في ا لآخرة.
وروي أن الحج المبرور هو إطعام الطعام، وطيب الكلام، وإفشاء السلام. والصحيح أنه يشمل ذلك كله.
الحج أفضل الجهاد
عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله، نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟ قال : « لكن أفضل الجهاد حج مبرور » [متفق عليه]
الحج جهاد المرأة
وعنها قالت : « قلت يا رسول الله ! ألا نغزو ونجاهد معكم؟ فقال : لكن أحسن الجهاد وأجمله الحج، حج مبرور ، قالت عائشة : فلا أدع الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم » . متفق عليه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: « جهاد الكبير والضعيف والمرأة: الحج والعمرة » [النسائي وحسنه ا لألباني]
الحج والعمرة ينفيان الفقر والذنوب
عن جابر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « أديموا الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد » [رواه الطبراني والدار قطني وصححه الألباني ]
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة » [أحمد والترمذي وصححه الألباني].
فضل النفقة في الحج
عن بريدة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله بسبعمائة ضعف » [أحمد والبيهقي وصححه السيوطي]
دعوة الحاج مستجابة
عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله : دعاهم فأجابوه ، وسألوه فأعطاهم » [ابن ماجة وأبن حبان وصححه الألباني].
الحاج في ذمّة الله وحفظه
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ثلاثة في ضمان الله عز وجل: رجل خرج إلى مسجد من مساجد الله ، ورجل خرج غازيا في سبيل الله، ورجل خرج حاجا » رواه أبو نعيم وصححه الألباني.
حديث عظيم في فضل مناسك الحج
عن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أما خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام، فإن لك بكل وطأة تطؤها راحلتك، يكتب الله لك بها حسنة، ويمحو عنك بها سيئة. وأما وقوفك بعرفة، إن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا، فيباهي بهم الملائكة، فيقول: هؤلاء عبادي، جاءوني شعثا غبرا من كل فج عميق، يرجون رحمتي، ويخافون عذابي ولم يروني، فكيف لو رأوني؟ فلو كان عليك مثل رمل عالج- أي متراكم- أو مثل أيام الدنيا، أو مثل قطر السماء ذنوبا غسلها الله عنك. وأما رميك الجمار فإنه مدخور لك. وأما حلقك رأسك، فإن لك بكل شعرة تسقط حسنة. فإذا طفت بالبيت خرجت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك » الطبراني وحسنه الألباني.
أخي المسلم ..
لا تحرم نفسك من تلك الأجور وعظيم الهبات فإننا جميعا في أمس الحاجة إلى الحسنات، ومغفرة الذنوب والسيئات، فلماذا التسويف والتأجيل، ومن خطب جليل ؟! ولماذا الفتور والكسل وأنت مأمور بإحسان العمل .
عن أبن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا صرورة في الإسلام » [رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي]. والصرورة: ترك الحج.
الحج واجب على الفور
واختلف العلماء : هل وجوب الحج على الفور أم على التراخي. قال الشنقيطي رحمه الله : ( أظهر القولين عندي ، وأليقهما بعظمة خالق السموات والأرض هو وجوب أوامره - جل وعلا- كالحج على الفور لا التراخي، للنصوص الدالة على الأمر بالمبادرة، وللخوف من مباغتة الموت ؟ كقوله : { وسارعوا إلى مغفرة من ربّكم } [آل عمران: 133] .. وكقوله: { شيء وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم } [ الأعراف: 185] .. )




أخي الحاج ...
أخي قاصد البيت العتيق ...
أخي زائر المشاعر المقدسة ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه أوراق حاج نبعثها إلى روحك الغالية مفعمةً بقداسة المشاعر وقدسية الشعائر إنَّها رسائل حبٍ وتقدير لكل حاج يحدوه الأمل نحو هذه البقاع المباركة والديار المقدسة ليؤكد الولاء لله ويصدَّق الانتماء لهذه الأمة برغبة طلب العفو والصفح من الله جل وعلا فيسعى مع إخوانه المؤمنين نحو السعادة في الطاعة ونبذ المعصية
{ أوراق حاج } ....
هديةٌ متواضعة من التوجيهات لحجاج بيت الله الحرام كم نسعد بالتواصل معنا في أفكار هذا الكتيب على العنوان التالي :
الرياض ص. ب 56 الرمز البريدي 11392
أخوك ...
عادل العبدالجبار
055220503
الورقة الأولى {أصل وأساس }...
الحج خامس أركان الإسلام التي تُبنى عليها كما في الحديث { بُنيَ الإسلامُ على خمس وذكر منها حج بيت الله الحرام } فهو أصلٌ عظيم تتألف فيه القلوب.. وتذوب به كآفة الفوارق.. وتتحطم معه مسافات الحدود.. لا فرق بين عربي ولا عجمي ولا غني وفقير ولا كبير وصغير ولا مأمورٍ وأمير بل الجميع يقف بالمشاعر المقدسة بإحرام واحدٍ وهدفٍ وهم واحد...
الحج .. أصلٌ في الدين.. وأصلٌ في زوال الفوارق الدنيوية.. وأصلٌ في التوجه والمعتقد.. وأصلٌ في الأمنية والرجاء ..وأصلٌ في الخروج من الشرك وأهله وأصلٌ في التطهر من الذنب والخطيئة ففي الحديث ( من حج البيت فلم يرفث أو يفسق عاد من ذنوبه كيوم ولدته أمه ).. وأصلٌ لدخول الجنة والنجاة من النار ..
قال صلى الله عليه وسلم : ( الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة وقال: (ما من يوم يعتق الله عبيده من النار من يوم عرفة «
أخي الحاج ... الحج أصلٌ لأعمال عظيمة شرّفك الله به فلا تدخر وسعاً في بذل الجهد في نيلها والفوز بها وبفضلها وأفضالها.. فالفرصة بين يديك والهدف موجود والعاقبة محمودة...

الورقة الثانية { بشارة } ...
جاءت نصوص السنة النبوية ببشارات نرسلها لكل حاجٍ وحاجة ونهديها بأصدق الدعاء أن يكونوا من أهلها...
1- دخل عمرو بن العاص رضي الله عنه ليعلن إسلامه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمرو : أبسط يمينك لأبايعك فبسط رسول الله يده فقبضها عمرو .. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( مالك يا عمرو ؟ ) قال : أردت أن اشترط !! قال : (تشترط ماذا ؟ ) قال : أن يغفر لي قال : » ما علمت يا عمرو أنَّ الإسلام يهدم ما قبله .. وأنَّ الحج يهدم ما كان قبله « ..
2- روى الطبراني في الكبير وحسنه الألباني .. عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {أما خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام فإن لك بكل وطأة تطؤها راحلتك يكتب الله لك بها حسنة ، ويمحو عنك بها سيئة ، وأما وقوفك بعرفة فإن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة فيقول هؤلاء عبادي جاؤني شعثاً غبراً من كل فج عميق يرجون رحمتي ويخافون عذابي ولم يروني فكيف لو رأوني ؟فلو كان عليك مثل أيام الدنيا أو مثل قطر السماء ذنوباً غسلها الله عنك وأما رميك الجمار فإنه مدخور لك وأما حلق رأسك فلك بكل شعرة تسقط حسنة فإذا طفت بالبيت خرجت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك فما رأيك ؟؟؟...

الورقة الثالثة { ثروة لا فقر بعدها } ...
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة «رواه الترمذي
الحج طريق الغنى وأمان من الفقر بنص الحديث فمهما بذل الحاج من الأموال فهي مخلوفة أضعافاً مضاعفة بل إنَّ الحج صمام أمان من العوز والحاجة ولئن كانت المواصلات حديثة ومريحة والخيام ضخمة وعظيمة تؤمن للحاج الإقامة الهادئة والعبادة الخاشعة فإنَّ ذلك يجعل الأمانة أعظم في تحري الهدف المنشود أما التأسف أو التسويف بعدم الحج خوفاً من الفقر أو الإزدحام أو الحر أو البرد فهذا نقص مخل وتثبيط من الشيطان ...
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( من كان له جزه ولم يحج فاضربوا عليه الجزية ما هو بمسلم ) رواه البيهقي
أخي الحاج ..
الحج ثروةٌ طائلة لك في الدنيا وبعد الممات فمن يعلم وأنت تؤخر الحج خوفاً من الفقر أن تكون في عامك المقبل من أصحاب الأجداث والبلى في عداد الغرباء والأموات..
تذكر وعجل وسجل في ركاب الحجاج قبل فوات الأوان فالثروة معروضة والوعد من الله والضامن رسوله صلى الله عليه وسلم والشهود ملائكته والمكان مكة والجزاء الغنى في الدنيا.. والعاقبة الجنة في الآخرة..

الورقة الرابعة{ السلف الصالح } ...
أنموذج مضى في حياة من جاء بعدهم فهذا رسول الله أفضل البشرية وازكي البرية كان ينادي في الحجاج ( خذوا عني مناسككم ) وكفى لنقف مع ثلة مباركة من السلف الصالح منها :
أنس بن مالك .. أحرم من ذات عرق فما سُمع متكلماً إلا بذكر الله حتى رحل .
القاضي شريح.. كان إذا أحرم كأنه حية صماء ..
سفيان الثوري ..لا يفتر لسانه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. ذاهباً وراجعاً ..
الفضل بن عياض .. كان بعرفة يبكي وهو جاث على ركبتيه وعيناه تهملان ..
بكر بن عبدالله المزني قال : لولا أني في الحجيج لقلت قد غفر لهم ..
الأوزاعي .. كان يذكر الله على كل حالٍ خاشعاً متذللاً .. فتأمل!!

الورقة الخامسة { كلمات نورية } ..
في السنة العاشرة من الهجرة حج رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي اليوم التاسع من ذي الحجة اجتمع حوله الناس نحو (150) ألف فألقى فيهم خطبته الشهيرة وكان منها
) أيُها الناس اسمعوا قولي .. فإني لا أدري لعلي ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبداً إنَّ دمائكم وأموالكم حرامٌ عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا الا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع .. ودماء الجاهلية موضوعة وإنَّ أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث .. وربا الجاهلية موضوع وأول ربا أضع من ربانا ربا عباس بن عبدالمطلب فإنه موضوع كله .
فاتقوا الله في النساء .. فإنكم أخذتموهنَّ بأمانة الله .. واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولكم عليهنَّ ألا يطئن في فرشكم أحداً تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهنَّ ضرباً غير مبرح ..ولهنَّ عليكم رزقهنَّ وكسوتهن بالمعروف وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده أن اعتصمتم به كتاب الله ..
أيها الناس إنه لا نبي بعدي ولا أمةً بعدكم ألا باعبدوا ربكم وصلوا خمسكم وصوموا شهركم وأدوا زكاة أموالكم طيبة بها أنفسكم وتحجون بيت ربكم واطيعوا ولاة أمركم تدخلوا جنة ربكم وأنتم تسألون عني ، فما أنتم قائلون ؟ « .
قالوا .. نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت ..
فقال باصبعه السبابة يرفعها إلى السماء .. وينكثها إلى الناس » اللهم أشهد « ثلاث مرات

الورقة السادسة { الرِّياء والسمعة } ..
لا تخلومجالس الحجاج بعد قضاء المناسك من قولهم حججت مع حملة كذا والمطوف فلان وفعلتُ وعملتُ وطفتُ ورميتُ وذبحتُ وسلسلةٌ من التباهي بالأعمال والأقوال ونسي الحاج أو تناسي أنَّ الإخلاص لله تعالى هو المقصود حقاً من الحج وأن لا يرجو به إلا الله عز وجل قال تعالى : ( وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ) وقال ( فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ) وقال: ( أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ )
وفي الحديث الصحيح قال صلى الله عليه وسلم : » إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرءٍ ما نوى « .
قال شريح .. الحاج قليل والركبان كثير وما أكثر من يعمل الخير ولكن ما أقل الذين يريدون وجهه ..
قال ابن رجب {لا يقصد الحاج بحجه رياءً وسمعة ولا مباهاة ولا فخراً ولا خيلاء بل يقصد وجه الله ورضوانه ويتواضع في حجه ويستكين ويخشع لله به}
روى أنس رضي الله عنه : ( حج رسول الله صلى الله عليه وسلم على رحل رث وقطيفة ما تساوي أربعة دراهم وقال : » اللهم اجعلها حجة لا رياء فيها ولا سمعة « رواه ابن ماجة

الورقة السابعة { التلبية } ..
( لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك له لبيك .. إنَّ الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك )
بهذا الصوت الندي الشجي يهتف جمع الحجيج التي توفدت من كل حدبٍ وصوبٍ ليشهدوا منافع لهم معلنين ولاءهم لله قاصدين بيته راجين فضله طالبين رحمته ملبين نداء أبيهم إبراهيم الخليل في خشوع وطهرٍ تامين ....
( التلبية ) بها يقطع الحجاج رحلة إيمانية رائدهم فيها التوبة لله والخلوص من كل ذنب إجلالاً وتعظيماً لشعائر الله واقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وترديده لها ورفع الصوت بها دليلٌ ملموسٌ وإعلانٌ صادق أنَّ العظمة لله وحده وأن طاعة الله ستكون ملازمة له أينما كان وحينما توجه ..
فما أجمل النداء ... ؟؟ وما أروع الأستجابة .. ؟؟
{التلبية} .. ليست أناشيد واهازيج وتوشحات يرددها واحدٌ ومن خلفه يردد معه دون تأملٍ وتفكر لمعناها ليفقد الجميع الخشوع في متابعة الأصوات الملبية المنشدة الذي يُعد عملاً مخالفاً لسنة رسوله وأصحابه بل فيه من التشويش على الأخرين بل أنَّ التلبية الجماعية ( بدعة ) لا دليل عليها ليعظم الأمر حين يغلب صوت النساء فيكون منكراً عظيماً فالحذر من الابتداع والحرص على الاتباع ..
يوميات حاج ..
اليوم الثامن ويسمى يوم التروية ..
يستحب له أن يغتسل ويتطيب قبل احرامه فيحرم بالحج ويشترط إن كان خائفاً ويبيت ( بمنى ) ليلة التاسع ويكثر من التلبية .. ويقصر الصلاة الرباعية .

اليوم التاسع ( يوم عرفة ) ..
يسير إليها بعد طلوع الشمس ويصلي الظهر والعصر جمعاً وقصراً ( جمع تقديم ) ويجتهد في الدعاء وقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير .. ويبذل الصدقة ويكثر منها ..

ليلة مزدلفة ..
يدفع إليها بعد مغيب الشمس بسكينة ووقار ويصلي بها المغرب والعشاء متى وصل جمعاً بأذان واحد واقامتين قبل حط رحاله وينام ولا ينشغل بصلاة سوى الوتر . ويبقى ويصلي الفجر بها ويقصد المشعر الحرام إن تيسر .. ويدعو الله حتى يسفر جداً ..

يوم العيد ..
يكثر من التلبية حتى يرمي جمرة العقبة بـ (7) حصيات فيقطعها ويكبر الله مع كل حصاة ويذبح هديه في هذا اليوم ويحلق شعره أو يقصره والحلق أفضل لغير النساء بل تقصر قدر أنملة من كل ظفيرة ويطوف ويسعى حسب النسك .. ويخلع إحرامه بالتحلل الأول ..

أيام التشريق 11 – 12 – 13
يرمي الجمرات الثلاث بعد الزوال يبدأ بالصغرى ثم الوسطى ثم العقبة الكبرى بـ(7) حصيات لكل جمرة يكبر عند كل حصاة .. ويسن له بعد الرمي عند الصغرى والوسطى أن يدعو عندهما طويلاً حسب اللوحات الإرشادية هناك رافعاً يديه ويبيت بمنى هناك وجوباً ليختم أخر أعمال الحج بطواف الوداع ..
حوار مع لباس الإحرام ..
من أنت ؟ عرَّف بنفسك ؟
أنا من رافق الحاج في مناسكه وأنا من أذكره بيوم انتقاله إلى عالمه الآخر ( القبر ) أذكره بالكفن وفقط .

لماذا لونك أبيض ؟
هذه سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهو المشرَّع لنا وهو دليل النقاء والصفاء في القصد والعمل .

أمرٌ أعجبك كثيراً ؟
كثرة من يلبسني ويتضرع ويسأل الله عز وجل ويلبي دائماً وأبداً أثناء ارتدائي .

أمرٌ أساءك كثيراً ؟
إضاعة الوقت في هذه الأيام القليلة الفاضلة بالقيل والقال وفضول الأعمال .

أمنية غالية ؟
توبة من لبسني وقبول الله له وتذكر نعمة الله عليه بي فلا ينسى شرفي وعظمتي في قلبه .

متى تكون سعيداً ؟
عندما اتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : » أنَّ المحرم إذا مات يبعث يوم القيامة ملبياً بسببي « فتأمل !!!

نصيحة لمن يلبسك ..
أن يوقرني فلا يرفث ولا يفسق ولا يسب ولا يشتم ومما يسوني كثيراً حينما يدخن الحاج حالة لبسي مما يخدش لب الخشوع والسكينة والوقار .

ختاماً .. من تحب ومن تكره من الحجاج ؟
أحب داعي الخير المتقي المحسن من يحفظ عورته عن أعين الآخرين وأكره الفاسق والعاصي وأقول للجميع الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ..

الدعاء .. الدعاء ..
أخي الحاج .. من يكثر قرع الباب يوشك أن يفتح له .. ومن يكثر الدعاء يوشك أن يستجاب له .. ففي الحديث الصحيح » إنَّ الله حيي كريم إذا رفع العبد إليه يديه يستحي أن يردهما صفراً خائبتين « فهل أجمل من مشهد الحجاج وهم يسألون الله ويرجون فضله ومغفرته بدموع ملؤها الصدق في الرجاء ..
وبايدٍ اجتهدت بالدعاء .. وألسنٍ أكثر من الثناء .. وقلوب عظمت في الله الرجاء في بقاعٍ طاهرة .. وموسم مبارك .. وموقف عظيم ولاسيما في يوم عرفة أعظم الأيام وأفضلها كيف لا .. وهو يوم مغفرة الذنوب .. والتجاوز عن الخطوب .. والستر على العيوب .. والفوز بالمحبوب .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل » أشهدكم يا عبادي أني غفرت لمحسنهم وتجاوزت عن مسيئهم « .. فلا تتأخر في رفع الدعاء وأبشر بالإستجابة .

ضعفاء ..
أخي الحاج .. إليك نماذج من الضعفاء في حجهم وبصورة موجزة وطرح جديد ..
1- ضعيف في عمله .. فيحج كما يرى الناس لا يسأل أهل الذكر والفتيا والعلم .
2- ضعيف في نفقته .. حين حج من كسب الحرام ونسي أنَّ الله طيب لا يقبل إلا طيباً ..
3- ضعيف في احرامه .. فلا يستشعر عظمته ووقاره بل ربما أبدى الحاج تضايقه منه وتمنى التخلص منه ..
4- ضعيف في حب المشاعر .. فهو كثير السؤال عن العودى والانتهاء من المناسك وكأن البقاع المقدسة لا تعني له شيئاً ..
5- ضعيف في جوارحه .. فعيناه تنظر وتتصيد العورات .. ولسانه لم يسلم منه الحجاج غيبةً وسباً وشتماً وكذباً .. ويداه تبطش بالسرقة دون النظر لقدسية المكان والبقعة وربما اقترفت التدخين المثل المحزن على محيا متعاطيه .
6- ضعيف مع عبادته .. فلا تراه إلا غافلاً بعيداً عن كل سنة وكأن الحج حمل ثقيل يتمنى التخلص منه .
هذه نماذج ومشاهد مؤلمة في الضعف بأنواعه من خلاله ندعو الجميع إلى القوة في الأعمال الصالحة وأن يكون الحج صفة جديدة في حياة صاحبه تدعوه للتغيير نحو القوة في الإرادة والهدف والمقصد والعمل ..
المرأة في الحج ...
أختي المسلمة ..
هنيئاً لكِ حج بيت الله وقصد المشاعر المقدسة .. فلنا معك حديث في رسائل عجلى أو توجيهات إيمانية كم يسرّنا أن تتأملي ما فيها وتتقلبيها بإخلاص ودعاء ..
1- المحرمة لا تلبس النقاب ولا القفازين حالة الإحرام بل لا تكشف وجهها ولا كفيها أمام الرجال الأجانب .. قالت عائشة ( كان الركبان يمرون بنا ونحن مع الرسول صلى الله عليه وسلم محرمات فإذا حاذونا سدلت احدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزونا كشفناه ).
2- المحرمة لا تجهر بالتلبية بل تسرُ بها فتسمع نفسها ومن بجوارها من النساء ومحارمها من الرجال .
3- تجنبي مزاحمة الرجال في عام المناسك وليس من الواجب استلام الحجر الأسود والركن أثناء الزحام .. كما ليس عليك ( رمل ) بل هو خاصٌ بالرجال ولا سعي بين العلمين في السعي بين الصفا والمروة .
4- إن كنت ضعيفة جاز لك الدفع من مزدلفة آخر الليل ورمي جمرة العقبة قبل زحام الناس .. كما يجوز لكِ أيام التشريق تأخير الرجم إلى الليل خشية الإزدحام ولا شيء في التأخير ..
5- أخيتي .. احذري النوم أمام الرجال ولاسيما في الساحات الكبرى واحترسي عند الوضوء من تكشف عورتك وكشف وجهك ويديك ورجليك أمام الرجال بلا مبالاة ولا اهتمام .. كما لا تخرجي لوحدك من المخيم أو الحملة دون محرم .

ختاماً ..
الحائض والنفساء .. ليس عليها وداع وذلك تخفيف من الشارع الحكيم وتيسير على النساء فاحمدي الله أيتها المرأة واشكريه أن اصطفاك لأداء تلك الفريضة والتعرض للرحمات والمغفرة .

الهاتف ...
جهاز الاتصال المحمول والثابت في البقاع المقدسة نعمة لا تقدر بأي ثمن ذلك أنَّ بمقدور كل حاج أن يطمئن على أهله وذويه في أسرع وقت وأقل تكلفة ممكنة متى شاء وأراد .. وكأنه بينهم دقيقة بدقيقة ويوماً بيومٍ فتفاصيل حجه وصفحات يومه يعرضها لهم بشكل مستمر لتزول غربة السفر وكآبة الانتظار ..

أخي الحاج .. لنا معك وقفة في رسائل الاتصال .. نبدأ بالجهاز المتنقل ( الجوال ) لنرى وبكل حزن مشاهد مؤسفة في تعامل الحجيج فقد أخذ جلَّ وقتهم الثمين ودقائقهم الغالية حتى في شرف الأماكن حين الطواف بالبيت والسعي بل وعند رمي الجمار أيام العيد وقبله في يوم عرفة وبعد العصر الوقت الذي يتجرّد فيه الحاج من كل شيء إلا الدعاء والرجاء نراه وبكل أسف يهاتف بجواله ويتحدث ويضحك وكأنه لا شيء يعنيه .. ونسي أنه في زمان ق لا يتكرر ولا يعوض بمليارات الدراهم والدنانير لنرى بالمقابل من أضاع وقته في صف الطوابير أمام كبائن الهاتف ولو كانت لساعات طويلة ولمرات متكررة من اليوم وكان بوسعه الاتصال في أوقاتٍ مفضولة والمحافظة على الأوقات الفاضلة ..

دروس من رمي الجمار ..
أولاً .. ليس من غاية الرجم رمي الشيطان بل هو تعبد لله وحده واتباع لإبراهيم واقتداء برسولنا محمد صلى الله عليه وسلم .
ثانياً .. امتثال أمر الله في الرجم تعظيماً له واستجابة لأمره وارغام للشيطان واستجابة لنداء الرب .
ثالثاً .. أسلوب الرجم الحسي يراد به الرجم المعنوي في نبذ وبغض وعصيان شهوات النفس ودعوات الشيطان .
رابعاً .. يد الحاج المؤمن ترمي لتصيب الهدف الأسمى في نبذ اليد العاطلة واليد الخاطئة واليد العاجزة .
خامساً .. يتذكر الحاج بالرجم قصة ذبح الخليل لولده إسماعيل .. في صدق الإمتثال .
سادساً .. يستشعر رامي الجمارك بفكاك رقبته من النار وقبول عملك وأنَّ رميه لله وبراءة من الشيطان والابتعاد عنك .
عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » إنما جعل رمي الجمار لإقامة ذكر الله « .



الدعوة في الحج ..
كنوز مفقودة في حياة الدعاة إلى الله .. فهل أجمل من زيارة البلدان والدول الإسلامية بدون جوازات وسفارات ولا تأشيرات فكأنما الحج موسم لأهل الدنيا فالدعاة أولى به من غيرهم وكل ذلك لإنقاذ الناس من النار ومن الشرك بالله فكم من حاج يطوف بالبيت الحرام لكن يطوف بالقبور والأضرحة كم حاج نحر الهدي والقرابين ثم ذبح للسحرة والمشعوذين كم من حاج نزع ثيابه ليلبس إحرامه وقد بدى في يديه التمائم والتعاليق الشركية والحروز الشيطانية ..
مشاهد يطول المقام بذكرها وحصرها فمن التناقض أن يصدع الحاج بالتلبية موحداً الله ثم ما يلبث أن يقع في الشرك . الذنب الأكبر والهاوية المهلكة .

قال عمر بن الخطاب .. لما قبل الحجر الأسود
( والله إني أعلم أنك لا تنفع ولا تضر ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك ) .
دعوة لكل داعية مبارك أن يجعل أيام الحج الفرصة العظمى لدعوة الغير للخير يقول لينً وخلقٍ حسن .. واسعاع منير ..سائلين الله أن يمنح الجميع الأجر والثواب .

نهاية المطاف ..
أخي الحاج .. تقبل الله منا ومنك .. ورفع قدرك .. وغفر ذنبك .. وأعادك إلى أهلك سالماً غانماً .. وأنت ترفل بثوب الصحة والعافية .. اللهم آمين .




أحكام حج المرأة
عبدالله بن محمد المعيتق

هذه بعض المسائل المتعلقة بحج المرأة، وما يخصها من أحكام؛ نظراً لقرب وقت هذه العبادة المباركة، وهي مسائل تحوي جملةً من الأحكام رأيت عدم البسط فيها، ولكنها في الوقت نفسه أتت على غالب أحكام حج المرأة فيما يخصها دون ما يشاركها فيه الرجل.

وفيه ثلاث وعشرون مسألة:

المسألة الأولى: للمرأة أن تحج عن الرجل كما أن لها أن تحج عن المرأة ؛ لما جاء في الصحيحين ( خ-1855 )، ( م-1334 ) عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في قصة المرأة الخثعمية قالت: يا رسول الله إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخاً كبيراً لا يستطيع أن يتثبت على الراحلة؛ أفأحج عنه؟ قال: "نعم" وذلك في حجة الوداع، ولما جاء عند البخاري (1852) عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن امرأة من جهينة جاءت إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- فقالت: إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت؛ أفأحج عنها؟ قال: "نعم حجي عنها؛ أرأيتِ لو كان على أمك دين أكنتِ قاضيته؟ اقضوا لله؛ فالله أحق بالوفاء".

قال ابن المنذر: وأجمعوا على أن حج الرجل عن المرأة، والمرأة عن الرجل بجزيء.. الإجماع ( ص77)، ( المغني 5/27).

المسألة الثانية: يشترط لحج المرأة وجود محرم؛ فلا يجب عليها الحج إن لم تجد محرماً، وتكون في حكم غير المستطيع، وهي ممنوعة شرعاً من السفر بدون محرم.

لما جاء في الصحيحين ( خ - 1088)، (م - 1339) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم".

والمحرم هو من تحرم عليه على التأبيد:

أ - بسبب قرابة أو رضاع؛ كالآباء والأجداد، وإن علو من قبل الأب أو من قبل الأم، والأبناء وأبناء الأبناء وإن نزلوا، والإخوة الأشقاء؛ أو لأب أو لأم، والأعمام الأشقاء أو لأب أو لأم، وكذلك أعمام الأب أو الأم، والأخوال وأبناء الإخوة والأخوات وأبناء بناتهم.

ب - أو بسبب مصاهرة: كأبناء زوج المرأة، وأبناء بناته وإن نزلوا، وآباء الأزواج وأجداده من الأب أو الأم، وأزواج بنات المرأة، وأزواج بنات بناتها وإن نزلن، وزوج أم المرأة وزوج جداتها.

ويشترط في المحرم أن يكون بالغاً عاقلاً لا صغيراً ومعتوهاً.

وإذا حجت المرأة من غير محرم فهي آثمة، وحجها صحيح.

المسألة الثالثة: لا يشترط لحج المرأة إذن الزوج إذا كان حج فرضها ووجدت محرماً، ولكن يستحب أن تستأذن منه في ذلك.

أما حج التطوع فله أن يمنعها منه، وعليها أن تستجيب؛ لأن حق الزوج واجب، وإن أذن لها في حج التطوع ثم تلبست به فليس له أن يمنعها لأنه يجب عليها الإتمام.

المسألة الرابعة: لا تخرج المرأة إلى الحج في عدة وفاة زوجها؛ لأن لزوم المنزل والمبيت فيه واجب عليها، وذمتها مشغولة به.

ولكن لها أن تخرج إلى الحج في عدة الطلاق المبتوت؛ أما عدة الطلاق الرجعي فلها أن تخرج حسب التفصيل الوارد في المسألة الثالثة؛ لأنها ما زالت زوجة ما دامت في العدة.

المسألة الخامسة: إذا خرجت المرأة إلى الحج فتوفي زوجها؛ فإن كانت قريبة من بلدها رجعت لتعتد في منزلها، وإن كانت قد بعدت عن بلدها فإنها تمضي في سفرها لأن في رجوعها لابد لها من سفر بدون محرم، المغني/ 5.

المسألة السادسة: يستحب للمرأة أن تغتسل عند الإحرام، وإن كانت حائضاً أو نفساء لما جاء عند مسلم (1209) عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: نفست أسماء بنت عميس بمحمد بن أبي بكر بالشجرة ( بذي الحليفة) فأمر رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أبا بكر يأمرها أن تغتسل وتهل.

وجاء عند مسلم أيضاً (1218) عن جابر -رضي الله عنه- في حديثه الطويل "حتى أتينا ذا الحليفة فولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر؛ فأرسلت إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: كيف أصنع؟ قال: "اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي".

المسألة السابعة: للمرأة أن تلبس ما شاءت من الثياب الساترة؛ وألا تكون من ثياب الزينة، وكذلك لها أن تلبس السراويل والخفاف عند إحرامها، ولكنها ممنوعة من لبس القفازين، والنقاب، والبرقع.

لما جاء عند البخاري (1838) من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "ولا تنتقب المحرمة، ولا تلبس القفازين".

المسألة الثامنة: على المرأة أن تستر وجهها حتى ولو كانت محرمة ما دامت بحضرة رجال أجانب؛ لما روى أبو داود في سننه (1833) بسندٍ لا بأس به من حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- محرمات؛ فإذا حاذوا بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها؛ فإذا جاوزونا كشفناه".

وأما في حال عدم وجود رجال أجانب فالصحيح أنه لا بأس عليها أن تغطي وجهها، وكذلك يديها بأكمامها.

قال ابن القيم -رحمه الله- ( بدائع الفوائد -3/1073- 1074) وانظر (تهذيب السنن - 2/350): النبي –صلى الله عليه وسلم- لم يشرع لها كشف الوجه في الإحرام ولا غيره، وإنما جاء النص بالنهي عن النقاب خاصة؛ كما جاء النهي عن القفازين، وجاء بالنهي عن لبس القميص والسراويل، ومعلوم أن نهيه عن لبس هذه الأشياء لم يرد أنها تكون مكشوفة لا تستر البتة بل قد أجمع الناس على أن المحرمة تستر بدنها بقميصها ودرعها، وأن الرجل يستر بدنه بالرداء وأسافله بالإزار؛ مع أن مخرج النهي عن النقاب والقفازين والقميص والسراويل واحد؛ فكيف يزاد على موجب النص؟ ويفهم منه أنه شرع لها كشف وجهها بين الملأ جهاراً؛ بل وجه المرأة كبدن الرجل يحرم ستره بالمفصل على قدره كالنقاب، والبرقع؛ بل وكيدها يحرم سترها بالمفصل على قدر اليد كالقفاز، وأما سترها بالكم وستر الوجه بالملاءة، والخمار والثوب فلم ينه عنه البتة. ا.هـ.

وقد جاء عن الإمام مالك في الموطأ (1/328) عن فاطمة بنت المنذر أنها قالت: كنا نخمر وجوهنا ونحن محرمات، ونحن مع أسماء بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما-.

وأما ما يروى "إحرام المرأة في وجهها، وإحرام الرجل في رأسه" فهو موقوف على عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- (رواه الدار قطني في سننه (2735)، ومن طريقه رواه البيهقي في السنن الكبرى (5/47).

وقد قال شيخ الإسلام (الفتاوى - 26/112): "ولم ينقل أحد من أهل العلم عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إحرام المرأة في وجهها"، وإنما هذا قول بعض السلف".ا.هـ.

المسألة التاسعة: لو أحرمت المرأة بحج الفرض؛ فحلف زوجها بالطلاق الثلاث ألا تحج هذا العام؛ فهنا تكون المرأة بمنزلة المحصر على الصحيح، وقد أفتى بذلك عطاء بن أبي رباح، ولأن ضرر الطلاق عظيم، وقد أخذ بذلك الإمام أحمد (المغني 5/433).

المسألة العاشرة: يجوز للمرأة أن تتطيب قبل عقد نية الإحرام، ولكن بشرط ألا تظهر رائحة الطيب؛ لما روى أبو داود في سننه (1830) بسندٍ صحيح عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كنا نخرج مع النبي –صلى الله عليه وسلم- إلى مكة فنضمد جباهنا بالمسك المطيب عند الإحرام؛ فإذا عرقت إحدانا سال على وجهها فيراه النبي –صلى الله عليه وسلم- فلا ينهاها".

أما الطيب بعد الإحرام فلا يجوز لا في الثوب، ولا في البدن؛ لحديث ابن عمر -رضي الله عنهما- في الصحيحين (خ - 1542)، و(م - 1177) عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "ولا تلبسوا من الثياب شيئاً مسه زعفران أو ورس".

المسألة الحادية عشرة: ليس للمرأة أن تشترط بسبب الخوف من نزول دم الحيض، ولكن لها أن تستعمل ما يمنع من نزول الدم إذا لم يكن هناك ضرر عليها.

المسألة الثانية عشرة: للمرأة أن تلبس الحلي حال إحرامها بشرط ألا تظهر ذلك للرجال الأجانب؛ كما أن لها أن تختضب على الصحيح، ولكن لا تبدي شيئاً من ذلك للأجانب.

المسألة الثالثة عشرة: إذا أحرمت المرأة بعمرة متمتعة بها إلى الحج ثم حاضت أو نفست قبل أن تطوف للعمرة، ولم تطهر قبل وقت الوقوف بعرفة؛ فإنها تحرم بالحج وتصير قارنة على الصحيح من أقوال أهل العلم.

وتفعل ما يفعله الحاج غير أنها لا تطوف بالبيت حتى تطهر وتغتسل، وليس عليها إلا طواف واحد وسعي واحد على الصحيح، ويسقط عنها طواف القدوم.

لما جاء في صحيح مسلم (1213) من حديث جابر –رضي الله عنه- قال: أقبلنا مهلين مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بحج مفرد وأقبلت عائشة -رضي الله عنها- بعمرة حتى إذا كنا بسرف عركت -أي حاضت- حتى إذا قدمنا طفنا بالكعبة، والصفا والمروة؛ فأمرنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أن يحل منا من لم يكن معه هدي، قال: فقلنا: حل ماذا؟ قال: "الحل كله" فواقعنا النساء وتطيبنا بالطيب ولبسنا ثيابنا وليس بيننا وبين عرفة إلا أربع ليال؛ ثم أهللنا يوم التروية؛ ثم دخل رسول الله –صلى الله عليه وسلم- على عائشة -رضي الله عنها- فوجدها تبكي فقال: "ما شأنك؟".

قالت: شأني أني قد حضت، وقد حل الناس ولم أحلل، ولم أطف بالبيت، والناس يذهبون إلى الحج الآن؛ فقال: "إن هذا أمرٌ كتبه الله على بنات آدم فاغتسلي ثم أهلي بالحج" ففعلت ووقفت المواقف حتى إذا طهرت طافت بالكعبة، والصفا والمروة؛ ثم قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: "قد حللت من حجك وعمرتك جميعاً".

المسألة الرابعة عشرة: إذا حاضت المرأة قبل طواف الإفاضة، وتعذر بقاؤها في مكة، ولو رجعت إلى بلدها لم تستطع أن تعود؛ فلها أن تتحفظ بما يمنع نزول الدم، وتطوف لاضطرارها لذلك، هذا أحد قولي العلماء (مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام 26/244) وإعلام الموقعين (3/25) وتهذيب السنن (1/52-53) لابن القيم.

وكذلك الأمر لو جاءها الحيض أثناء طوافها.

المسألة الخامسة عشرة: إذا حاضت المرأة بعد طواف الإفاضة أجزأها عن طواف الوداع لما جاء في الصحيحين (خ - 1755)، و ( م-1328) من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خفف عن المرأة الحائض".

ولما جاء أيضاً في الصحيحين (خ-1733)، و( م-1211) من حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: "حججنا مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فأفضنا يوم النحر فحاضت صفية - فأراد النبي –صلى الله عليه وسلم- منها ما يريد الرجل من أهله؛ فقلت: يا رسول الله إنها حائض؛ فقال: "أحابستنا هي؟" قالوا: يا رسول الله إنها قد أفاضت يوم النحر؛ قال: "اخرجن" وفي لفظ عند البخاري (1771) "فانفري"، وهذا بإجماع أهل العلم (التمهيد لابن عبد البر 22/153).

المسألة السادسة عشرة: إذا حاضت المرأة بعد طواف الإفاضة ثم نفرت ثم طهرت قبل مفارقة بنيان مكة فإنها ترجع وتغتسل وتطوف طواف الوداع؛ لأنها في حكم من طهرت في مكة، وإذا مضت فعليها دم، وأما إن طهرت بعد مفارقة البنيان فلا شيء عليها لأنها شرعت في السفر.

المسألة السابعة عشرة: المرأة كالرجل في بعض محظورات الإحرام ( كإزالة الشعر بحلق أو تقصير) لقوله تعالى (ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله) (البقرة -196).

(وتقليم الأظفار بقلع أو قص، واستعمال الطيب، وكذلك عقد النكاح) فلا يعقد للمرأة المحرمة لما جاء عند مسلم (1409) من حديث عثمان - رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "لا ينكح المحرم، ولا ينكح ولا يخطب"، وهو شامل للرجل والمرأة ,(وكذلك المباشرة) فلا تمكن زوجها من نفسها وهي محرمة؛ حتى ولو كان زوجها حلالا.

(وكذلك الجماع) لقوله تعالى (فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج) ( البقرة - 197 ).

المسألة الثامنة عشرة: لو راجع الرجل زوجته المحرمة في عدة الطلاق الرجعي صحت الرجعة؛ لأن الرجعة لا تفتقر إلى عقدٍ جديد؛ بخلاف ما لو كانت الرجعة بعد انتهاء العدة.

المسألة التاسعة عشرة: ليس على المرأة رمل لا في الطواف، ولا في السعي؛ لأنها مأمورة بالستر والحشمة، وهذا بإجماع أهل العلم (الإجماع لابن عبد البر - ص70)، ( التمهيد لابن عبد البر-22/78).

المسألة العشرون: لا يجوز للمرأة حلق شعرها للتحلل، وإنما عليها التقصير فقط بقدر أنملة. وهذا بإجماع أهل العلم (ابن المنذر- ص75).

المسألة الحادية والعشرون: السنة في حق المرأة المحرمة ألا ترفع صوتها في التلبية، والدعاء، وإنما تسمع نفسها فقط.

المسألة الثانية والعشرون: يجوز للمرأة أن تدفع من مزدلفة قبل طلوع الفجر؛ لما جاء عند مسلم (1290) عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "استأذنت سودة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ليلة المزدلفة تدفع قبله، وقبل حطمة الناس، وكانت امرأة سبطة (ثقيلة) فأذن لها.

فخرجت قبل دفعه، وحبسنا حتى أصبحنا؛ فدفعنا بدفعه.

قالت عائشة: ولأن أكون استأذنت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كما استأذنته سودة فأكون أدفع بإذنه أحب إلي من مفروح به".

المسألة الثالثة والعشرون: الأصل في المرأة أن ترمي بنفسها إلا إذا تعذر ذلك عليها لنحو مرض أو ضعف أو غير ذلك.

كما أن عليها أن تتحين خفة الزحام، ولو أن تؤخر الرمي إلى الليل فلا بأس بذلك؛ فالليل كله وقت للرمي.

وإذا تعذر عليها ذلك كله فلا بأس أن يرمى عنها.




الحج والمرأة القدوة
ماجدة شحاتة

تطلّ علينا أيام ذي الحِجة لتستدعي أحداثًا عظامًا، شكّلت مقومات عبادة تضرب بجذورها في عمق تاريخ الرسل الكرام، منذ إبراهيم الخليل عليه السلام وحتى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، مؤكدة أواصر الصلة بين النبيين الكريمين، وعمق التضحية، وصياغة مسيرة الأمة المسلمة...

لقد حطّ رَحْل إبراهيم- عليه السلام- وزوجه ووليده في مكة، ذلك المكان القفر المجدب، تتلفت هاجر فلا تجد إنسانًا، ولا تكاد تسمع همسًا، صمت مريب، وسكون عجيب، وخلاء موحش، تنظر بعيدًا فإذا الأرض تتصل بالسماء، ولا تتحرك الأشياء، بل ركود وجمود. ويزيد الأمر وحشة ورهبة أن زوجها تاركها لا محالة؛ إذ يعود إلى قومه.. تساورها الظنون فيما فعل بها زوجها. وأي حياة تلك التي ماتت فيها الحياة قبل أن تجيء؟ كيف تتجاوب مع جبال شامخات مع ظلمة الليل لن تكون سوى سواد قاتل؟ إنها بلا شك هالكة لا محالة..

ما ظنّ زوجها بامرأة مثلها يدعها ووليدها في مجاهل لا شك مميتة؟.. ولكن ماذا عساها أن تفعل، وما رأت منه- عليه السلام- إلا الخير، ولكنها كلما تصوّرت أنه تاركها يكاد يحترق قلبها هلع وفزع...
همَّ إبراهيم- عليه السلام- بالعودة، وما كان لها أن تخالف زوجًا نبيًّا تثق بما أقدم عليه... وما إن سار خطوات حتى هرعت إليه، مستوثقة من حقيقة أمرها وبقائها أعن نية وقصد، أم لمجرد الإبعاد؟‍‍‍‍‍! ولأنها امرأة مؤمنة أبت إلا أن تلقى ما تلقى خالصًا لله سبحانه، وليكن ما يكون فأمره كله سبحانه إلى خير...

أسرعت هاجر تمسك بإبراهيم عليه السلام: آلله أمرك بهذا؟! إذ لا يمكن أن يكون هذا أمرًا طبيعيًّا، فما يطيقه بشر، ناهيك عن امرأة... فيردّ عليه السلام أن نعم.. هنا تسكن عواطفها، وتهدأ جوانحها، ويتبدد الخوف، ويذهب الهمّ، وتطمئن النفس المترددة.
(إذن فلن يضيعنا الله أبدًا) حقيقة أطلقتها بكل ثقة لتزيد في نفس إبراهيم عليه السلام اطمئنانه وثقته بما وعده ربه..
وهنا تتجلى قدرة المرأة على تحمُّل الصعاب التي قد لا يطيقها رجل، ما دامت مؤمنة بما كُلّفت به، وحملت تبعاته.
إن المرأة عندما تثق برسالية الغاية، وسمو القصد، ونبل الهدف فإنها تدفع في سبيل تحقيق كل ذلك ليس بأمنها واستقرارها، بل بحياتها رخيصة في شموخ وعزة.

وأُمّنا هاجر- عليها السلام- مضت في القفر المجدب حتى فُقِد الماء، لم تندب حظًّا عاثرًا، ولم تأسَ على ما هي فيه، ولم تجلس منتظرة ألا يضيعها الله بلا كدٍّ أو بذل جهد، بل استفرغت ما في وسعها، بحثًا عن الماء في جو قائظ، وسراب مُغْرٍ، غير مبالية بشمس محرقة، وصخور ملهبة.. ففي واديها السحيق لا شيء يتحرك، إذن فلتستشرف حياة خلف تلك الجبال، فلعلها أن تصعد فيتبين لها الأناسي من عَلِ، صعدت الصفا تتأمل المكان من جميع جوانبه، حتى إذا لم تجد شيئًا، نزلت غير يائسة ولا متبرمة، بل تجرّ أقدامها المتعبة، لعلّ خلف المروة هنالك حياة، تكاد تثاقل خطاها، لكنها سرعان ما تهرول مسرعة، حتى إذا أخذها التعب عادت الخطى ثانية هادئة متهادية، تنظر إلى المروة ولا يأخذها التعب فربما خلفه تكون حياة، لم تتوان أو تتكاسل بعد شوط أو اثنين، لم تيأس قط، بل تتحرك بين الصفا والمروة باحثة عن وافد أو مار لعلّ غيثًا معه، يردّ بعض الظمأ، لكنها في كل مرة لا تجد أحدًا مهما أمعنت النظر، وهى مستعينة بالله مستغيثة به، ومع نهاية الشوط السابع ونزولها إلى الصفا ومع أولَى خطواتها إليه ترقُب وليدها هنالك في الوادي فإذا الماء يتدفق من تحت قدميه، إنه مَدَد السماء وعون الله القادر، لم يكن الغيث منه رعدًا ولا برقًا ولا مطرًا ولا سيلاً، لكن عين تؤكد استمرار الحياة، واستجابة الله لدعوة نبيّه، وتصديق الله لها إذ لن يضيعها أبدًا.

وتبدأ الحياة لتبدأ مسيرة أمة لتمتد إلى قيام الساعة، وتكون قصة البداية بامرأة تتحمل عبء تكوين هذه الأمة في هذا المكان الطاهر، ويكون التكريم: تشريع خطاها ليصبح من نسك عبادة أمة لا ينقطع حتى يرث الله الأرض ومن عليها... ولا تؤدى حتى تُستدعى في الذاكرة امرأة هي أول مَن سعى بين الصفا والمروة، لتكون هي المرأة القدوة.




خصوصيات النساء في الحج


السؤال:
لقد عزمت على الحج هذا العام إن شاء الله ، فأرجو تزويدي ببعض النصائح والتوجيهات التي تنفعني في الحج . كما أود طرح هذا السؤال : هل للنساء خصوصيات في الحج تتميز بها عن الرجال ؟.

الجواب:

الحمد لله
أختي المسلمة هنيئا لك ما عزمت عليه من الذهاب إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج ، تلك الفريضة التي غابت عن كثير من نساء المسلمين، فبعضهن يجهلن أن الحج فريضة عليهن ، وبعضهن يعلمن ولكن يركبن مركب التسويف حتى يفجأهن الأجل وهن تاركات للحج ، وبعضهن لا يدرين شيئا عن المناسك ، فيقعن في المحظور والمحرم ، وربما بطل حجهن دون أن يشعرن ، والله المستعان .

والحج فريضة الله على عباده ، وهو ركن الإسلام الخامس ، وهو جهاد المرأة ؟ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها : "جهادكن الحج " رواه البخاري

- وهذه أختي المسلمة- بعض النصائح والتوجيهات والأحكام التي تختص بها من أرادت الحج ، وهي مما يعين على جعل الحج متقبلا مبرورا ، والحج المبرور كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " ليس له ثواب إلا الجنة " متفق عليه .

1- الإخلاص لله شرط في صحة وقبول أي عبادة ومنها الحج ، فأخلصي لله تعالى في حجك ، وإياك والرياء فإنه يحبط العمل ويوجب العقوبة .

2- متابعة السنة ووقوع العمل وفق هدي النبي صلى الله عليه وسلم شرط ثان في صحة وقبول العمل ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " رواه مسلم.

وهذا يدعوك إلى تعلم أحكام الحج وفق سنة النبي صلى الله عليه وسلم مستعينة على ذلك بالكتب المفيدة التي تعتمد على الأدلة الصحيحة من الكتاب والسنة.

3- احذري الشرك الأكبر والأصغر والمعاصي بجميع أنواعها ، فإن الشرك الأكبر يوجب الخروج من الإسلام وحبوط العمل والعقوبة ، والشرك الأصغر يوجب حبوط العمل والعقوبة ، والمعاصي توجب العقوبة .

4- لا يجوز للمرأة أن تسافر للحج أو لغيره بدون محرم ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم " متفق عليه .

والمحرم هو الزوج وكل من تحرم عليه المرأة تحريما دائما بقرابة أو رضاعة أو مصاهرة، وهو شرط في وجوب الحج على المرأة ، فإذا لم يكن للمرأة محرم يسافر معها لم يجب عليها الحج .

5- للمرأة أن تحرم فيما شاءت من الثياب من أسود أو غيره ، مع الحذر مما فيه تبرج أو شهرة كالثياب الضيقة والشفافة والقصيرة والمشقوقة والمزخرفة ، وكذلك يجب على المرأة الحذر مما فيه تشبه بالرجال ، أو مما هو من ألبسة الكفار .

ومن هنا نعلم أن تخصيص بعض العامة من النساء للإحرام لونا معينا كالأخضر أو الأبيض ليس عليه دليل ، بل هو من البدع المحدثة .

6- يحرم على المحرمة بعد عقد نية الإحرام التطيب بجميع أنواع الطيب ، سواء كان في البدن أو في الثياب .

7- يحرم على المحرمة إزالة الشعر من الرأس وجميع البدن بأي وسيلة وكذلك تقليم الأظافر.

8- يحرم على المحرمة لبس البرقع والنقاب ، ولبس القفازين ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تنتقب المرأة ولا تلبس القفازين " رواه البخاري .

9- المحرمة لا تكشف وجهها ولا يديها أمام الرجال الأجانب ، متعللة بأن النقاب والقفازين من محظورات الإحرام ، لأنها يمكن أن تستر وجهها وكفيها بأي شيء كالثوب والخمار ونحوهما، فقد قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : " كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات ، فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها ، فإذا جاوزونا كشفناه " رواه أبو داود وصححه الألباني في حجاب المرأة المسلمة .

10- بعض النساء إذا أحرمن يضعن على رءوسهن ما يشبه العمائم أو الرافعات حتى لا يلامس الوجه شيء من الخمار أو الجلباب ، وهذا تكلف لا داعي له ؛ لأنه لا حرج في أن يمس الغطاء وجه المحرمة .

11- يجوز للمحرمة أن تلبس القميص والسراويل والجوارب للقدمين ، وأساور الذهب والخواتم والساعة ونحوها ، ولكن يتعين عليها ستر زينتها عن الرجال غير المحارم في الحج وفي غير الحج .

12- بعض النساء إذا مرت بالميقات تريد الحج أو العمرة وأصابها الحيض ، قد لا تحرم ظنا منها أن الإحرام تشترط له الطهارة من الحيض ، فتتجاوز الميقات بدون إحرام ، وهذا خطأ واضح ، لأن الحيض لا يمنع الإحرام ، فالحائض تحرم وتفعل ما يفعله الحاج غير أنها لا تطوف بالبيت ، فتؤخر الطواف إلى أن تطهر ، وإن أخرت الإحرام وجاوزت الميقات بدونه ، فالواجب عليها الرجوع لتحرم من الميقات ، فإن لم ترجع فعليها دم لترك الواجب عليها .

13- للمرأة أن تشترط عند الإحرام إذا خافت من عدم إكمال نسكها فتقول : " إن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني " فلو حدث لها ما يمنعها من إتمام الحج تحللت ولا شيء عليها .

14- تذكري أعمال الحج :

أولا :- إذا كان يوم التروية ، وهو اليوم الثامن من ذي الحجة، اغتسلي وأحرمي ولبي قائلة : لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك .

ثانياً : اخرجي إلى منى ، وصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر مع قصر الصلاة الرباعية ركعتين بدون جمع .

ثالثاً :- إذا طلعت شمس يوم التاسع سيري إلى عرفة ، وصلي بها الظهر والعصر جمعا وقصرا في وقت الظهر ، وامكثي في عرفة داعية ذاكرة مبتهلة تائبة إلى غروب الشمس .

رابعاً :- إذا غربت الشمس اليوم التاسع سيري من عرفة إلى مزدلفة ، وصلي بها المغرب والعشاء جمعا وقصرا ، وامكثي بها إلى صلاة الفجر، واجتهدي بعد الفجر في الذكر والدعاء والمناجاة حتى يسفر جدا .

خامساً :- انطلقي من مزدلفة إلى منى قبل شروق شمس يوم العيد، فإذا وصلت إلى منى فافعلي ما يلي :

أ‌- أرمي جمرة العقبة بسبع حصيات ، وكبري مع كل حصاة .
ب‌- اذبحي الهدي بعد ارتفاع الشمس .
ج‌- قصري من كل أطراف شعرك قدر أنملة . ( 2 سنتيمتر تقريبا )
د‌- انزلي إلى مكة ، وطوفي طواف الإفاضة ، واسعي بين الصفا والمروة سعي الحج إذا كنت متمتعة ، أو لم تسعي مع طواف القدوم إذا كنت مفردة أو قارنة .

سادساً : ارمي الجمرات في اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر بعد الزوال إذا أردت التأخر، أو الحادي عشر والثاني عشر إذا أردت التعجل ، مع المبيت بمنى تلك الليالي .

سابعاًَ : إذا أردت الرجوع إلى بلدك فطوفي للوداع ، وبهذا تنتهي أعمال الحج .

15- المرأة لا تجهر بالتلبية ، بل تسر بها فتسمع نفسها ومن بجوارها من النساء ، ولا تسمع الرجال الأجانب حذرا من الفتنة ولفت الأنظار إليها . ووقت التلبية يبدأ من بعد الإحرام بالحج ويستمر إلي رمى جمرة العقبة يوم النحر .

16- إذا حاضت المرأة بعد الطواف وقبل السعي ، فإنها تكمل بقية المناسك فتسعى ولو كان عليها الحيض؛ لأن السعي لا يشترط له الطهارة.

17- يجوز للمرأة استعمال حبوب منع الحيض لتتمكن من أداء نسكها بشرط عدم حدوث ضرر عليها .

18- احذري مزاحمة الرجال في جميع مناسك الحج ، وبخاصة في الطواف عند الحجر الأسود والركن اليماني ، وكذلك في السعي وعند رمي الجمرات ، وتخيري الأوقات التي يخف فيها الزحام ، فقد كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تطوف في ناحية منفردة عن الرجال ، وكانت لا تستلم الحجر أو الركن إن كان هناك زحام .

19- ليس على المرأة رمل في الطواف ولا ركض في السعي : والرمل هو إسراع الخطا في الأشواط الثلاثة الأولى من الطواف ، والركض يكون بين العلمين الأخضرين في جميع أشواط السعي، وهما سنة للرجال .

20- احذري هذا الكتاب : وهو كتاب صغير يحوي بعض الأدعية المبتدعة، وفيه دعاء مخصوص لكل شوط من أشواط الطواف أو السعي، وليس في ذلك دليل من كتاب أو سنة، فالدعاء مشروع في حال الطواف والسعي بما شاء الإنسان من خيري الدنيا والآخرة، وإن كان دعاء مأثورا عن النبي صلى الله عليه وسلم كان أولى .

21- للمرأة الحائض أن تقرأ كتب الأدعية والأذكار الشرعية ، ولو كان بها آيات من القرآن ، ويجوز لها أيضا أن تقرأ القرآن دون أن تمس المصحف .

22- احذري كشف شيء من بدنك : وبخاصة في الأماكن التي يمكن أن يراك فيها الرجال ، كأماكن الوضوء العامة ، فإن بعض النساء لا تبالي بوجود الرجال قريبا من تلك الأماكن ، فينكشف منها حال الوضوء ما لا يجوز كشفه من وجه وذراعين وساقين ، وربما خلعت ما على رأسها من خمار ، فتظهر الرأس والرقبة ، وكل ذلك محرم لا يجوز ، وفيه فتنة عظيمة لها ولغيرها من الرجال .

23- يجوز للنساء الدفع من مزدلفة قبل الفجر : فقد رخص النبي صلى الله عليه وسلم لبعض النساء ولا سيما الضعيفات بالانصراف من مزدلفة بعد مغيب القمر في آخر الليل ، وذلك حتى يرمين جمرة العقبة قبل الزحام ، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن سودة رضي الله عنها استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم ليلة جمع- أي مزدلفة- أن تدفع قبل حطمة الناس ، وكانت امرأة ثبطة - أي ثقيلة- فأذن لها .

24- يجوز تأخير الرمي إلى الليل إذا رأى ولي المرأة أن الزحام قد اشتد حول جمرة العقبة ، وأن في ذلك خطرا على من معه من النساء ، فيجوز تأخير رميهن الجمرة حتى يخف الزحام أو يزول، ولا شيء عليهن في ذلك .

وكذلك الحال عند الرمي في أيام التشريق الثلاثة ، يمكن أن يرمين الجمرات بعد العصر ، وهو وقت يخف فيه الزحام جدا كما هو مشاهد ومعلوم ، فإن لم يمكن فلا حرج في تأخير الرمي إلى الليل .

25- احذري احذري :

لا يجوز للمرأة أن تمكن زوجها من جماعها أو مباشرتها طالما أنها لم تتحلل التحلل الكامل ، ويحصل هذا التحلل بثلاثة أمور :
الأول : رمي جمرة العقبة بسبع حصيات .
الثاني : " التقصير من جميع الشعر قدر أنملة ، وهي ما يقدر بـ (2 سنتيمتر) .
الثالث : طواف الحج (طواف الإفاضة) .

* فإذا فعلت المرأة هذه الثلاثة مجتمعة جاز لها كل شيء حرم عليها بالإحرام حتى الجماع ، وإذا فعلت اثنين منها جاز لها كل شيء إلا الجماع .

26- لا يجوز للمرأة أن تبدي شعرها للرجال الأجانب وهي تقصر من أطرافه ، كما تفعل كثير من النساء عند المسعى ؛ لأن الشعر عورة لا يجوز كشفه أمام أحد من الرجال الأجانب .

27- احذري النوم أمام الرجال : وهذا ما نشاهده من كثير من النساء اللاتي يحججن مع أهاليهن دون مخيم أو أي شيء يسترهن عن أعين الرجال، فينمن في الطرقات وعلى الأرصفة وتحت الجسور العلوية وفي مسجد الخيف مختلطين مع الرجال ، أو قريبا من الرجال ، وهذا من أعظم المنكرات التي يجب منعها والقضاء عليها .

28- ليس على الحائض والنفساء طواف وداع ، وهذا من تخفيف الشرع وتيسيره على النساء ، فللمرأة الحائض أن تعود مع أهلها وإن لم تطف طواف الوداع ، فاحمدي الله أيتها المرأة المسلمة واشكريه على هذا التيسير وتلك النعمة .


من أحكام النساء في الحج
أجاب عليها فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم وبعد :
فهذه بعض الأسئلة التي أجاب عليها فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمن في رسالة 60 سؤالا من الحيض وسبق نشرها في عدة كتيبات ونشرت أيضا في كتاب ( الدليل والمنهاج في يوميات الحجاج ) وها هي مفردة .
نسأل الله أن ينفع بها من كتبها ونشرها ووزعها بين إخوانه وأخواته المسلمين والمسلمات .. أمين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، عبد الله بن احمد العلاف

س 1 : كيف تصلي الحائض ركعتي ا لإحرام وهل يجوز للمرأة الحائض ترديد آي الذكر الحكيم في سرها أم لا؟
الجواب : أولا : ينبغي أن نعلم أن الإحرام ليس له صلاة فإنه لم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم -أنه شرع لأمته صلاة للإحرام لا بقوله ولا بفعله ولا بإقراره .
ثانيا : إن هذه المرأة الحائض التي حاضت قبل أن تحرم يمكنها أن تحرم وهي حائض لأن النبي -صلى الله عليه وسلم –أمر أسماء بنت عميس امرأة أبي بكر-رضي الله عنه وعنها-حين نفست في ذي الحليفة أمرها أن تغتسل بثوب وتحرم وهكذا الحائض أيضا وتبقى على إحرامها حتى تطهر ثم تطوف بالبيت وتسعى . وأما قوله في السؤال : هل لها أن تقرأ القران . فنعم الحائض لها الحق أن تقرأ القرآن عند الحاجة أو المصلحة أما بدون حاجة ولا مصلحة إنما تريد أن تقرأه تعبدا وتقربا إلى الله فالأحسن ألا تقرأه .

س 2 :سافرت امرأة إلى الحج وجاءتها العادة الشهرية منذ خمسة أيام من تاريخ سفرها وبعد وصولها إلى الميقات اغتسلت وعقدت الإحرام وهي لم تطهر من العادة وحين وصولها إلى مكة المكرمة ظلت خارج الحرم ولم تفعل شيئا من شعائر الحج أو العمرة ومكثت يومين في منى ثم طهرت واغتسلت وأدت جميع مناسك العمرة وهي طاهرة ثم عاد الدم إليها وهي في طواف الإفاضة للحج إلا أنها استحت وأكملت مناسك الحج ولم تخبر وليها إلا بعد وصولها إلى بلدها فما حكم ذلك ؟
الجواب : الحكم في هذا أن الدم الذي أصابها في طواف الإفاضة إذا كان هو دم الحيض الذي تعرفه بطبيعته وأوجاعه فإن طواف الإفاضة لم يصح ويلزمها أن تعود إلى مكة لتطوف طواف الإفاضة فتحرم بعمرة من الميقات وتؤدي العمرة بطواف وسعي وتقصر ثم طواف الإفاضة، أما إذا كان هذا الدم ليس دم الحيض الدم الطبيعي المعروف وإنما نشأ من شدة الزحام أو الروعة أو ما شابه ذلك فإن طوافها يصح عند من لا يشترط الطهارة للطواف فإن لم يمكنها الرجوع في المسألة الأولى بحيث تكون في بلاد بعيدة فحجها صحيح لأنها لا تستطيع أكثر مما صنعت .

س 3 :قدمت امرأة محرمة بعمرة وبعد وصولها إلى مكة حاضت ومحرمها مضطر إلى السفر فورا ، وليس لها أحد بمكة فما الحكم ؟
الجواب : تسافر معه وتبقى على إحرامها، ثم ترجع إذا طهرت وهذا إذا كانت في المملكة لأن الرجوع سهل ولا يحتاج إلى تعب ولا إلى جواز سفر ونحوه ، أما إذا كانت أجنبية ويشق عليها الرجوع فإنها تتحفظ وتطوف وتسعى وتقصر وتنهي عمرتها في نفس السفر لأن طوافها حينئذ صار ضرورة والضرورة تبيح المحظور.

س 4 :ما حكم المرأة المسلمة التي حاضت في أيام حجها أيجزئها ذلك الحج ؟
الجواب : هذا لا يمكن الإجابة عنه حتى يعرف متى حاضت وذلك لأن بعض أفعال الحج لا يمنع الحيض منه وبعضها يمنع منه ، فالطواف لا يمكن أن تطوف إلا وهي طاهرة وما سواه من المناسك يمكن فعله مع الحيض .

س ه : تقول السائلة : لقد قمت بأداء فريضة الحج العام الماضي وأديت جميع شعائر الحج ما عدا طواف الإفاضة وطواف الوداع حيث منعني منهما عذر شرعي فرجعت إلى بيتي في المدينة المنورة على أن أعود في يوم من الأيام لأطوف طواف الإفاضة وطواف الوداع وبجهل مني بأمور الدين فقد تحللت من كل شيء وفعلت كل شيء يحرم أثناء الإحرام وسألت عن رجوعي لأطوف فقيل لي لا يصح لك أن تطوفي فقد أفسدت وعليك الإعادة أي إعادة الحج مرة أخرى في العام المقبل مع ذبح بقرة أو ناقة فهل هذا صحيح ؟ وهل هناك حل آخر فما هو؟ وهل فسد حجي ؟ وهل علي إعادته ؟ أفيدوني عما يجب فعله بارك الله فيكم .
الجواب : هذا أيضا من البلاء الذي يحصل من الفتوى بغير علم . وأنت في هذه الحالة يجب عليك أن ترجعي إلى مكة وتطوفي طواف الإفاضة فقط أما طواف الوداع فليس عليك طواف وداع ما دمت كنت حائضا عند الخروج من مكة وذلك لأن الحائض لا يلزمها طواف الوداع لحديث ابن عباس -رضي الله عنهما- : "أمر الناس أن يكون عهدهم بالبيت إلا أنه خفف عن الحائض " ، وفي رواية لأبي داود : "أن يكون آخر عهدهم بالبيت الطواف " . ولأن النبي - صلى الله عليه وسلم -لما أخبر أن صفية طافت طواف الإفاضة قال : "فلتنفر إذا" ودل هذا أن طواف الوداع يسقط عن الحائض أما طواف الإفاضة فلا بد لك منه . ولما كانت تحللت من كل شيء جاهلة فإن هذا لا يضرك لأن الجاهل الذي يفعل شيئا من محظورات الإحرام لا شيء عليه لقوله تعالى:. (( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )) قال الله تعالى : (( قد فعلت )) . وقوله : (( ليس عليكم جناح فيما أخطأتم ولكن ما تعمدت قلوبكم )). فجميع المحظورات التي منعها الله تعالى على المحرم إذا فعلها جاهلا أو ناسيا أو مكرها فلا شيء عليه لكن متى زال عذره وجب عليه أن يقلع عما تلبس به .

س 6 :المرأة النفساء إذا بدأ نفاسها يوم التروية وأكملت أركان الحج عدا الطواف والسعي إلا أنها لاحظت أنها طهرت مبدئيا بعد عشرة أيام فهل تتطهر وتغتسل وتؤدي الركن الباقي الذي هو طواف الحج ؟
الجواب : لا يجوز لها أن تغتسل وتطوف حتى تتيقن الطهر والذي يفهم من السؤال حين قالت (مبدئيا) أنها لم ترى الطهر كاملا فلا بد أن ترى الطهر كاملا فمتى طهرت اغتسلت وأدت الطواف والسعي وإن سعت قبل الطواف فلا حرج لأن النبي - صلى الله عليه وسلم -سئل في الحج عمن سعى قبل أن يطوف فقال : لا حرج .

7 :امرأة أحرمت بالحج من السيل وهي حائض ولما وصلت إلى مكة ذهبت إلى جدة لحاجة لها وطهرت في جدة واغتسلت ومشطت شعرها ثم أتمت حجها فهل حجها صحيح وهل يلزمها شيء ؟
الجواب : حجها صحيح ولاشيء عليها.

س 8 :سائلة : أنا ذاهبة للعمرة ومررت بالميقات وأنا حائض فلم أحرم وبقيت في مكة حتى طهرت فأحرمت من مكة فهل هذا جائز أم ماذا أفعل وما يجب علي ؟
الجواب: هذا العمل ليس بجائز والمرأة التي تريد العمرة لا يجوز لها مجاوزة الميقات إلا بإحرام حتى لو كانت حائضا فإنها تحرم وهي حائض وينعقد إحرامها ويصح . والدليل لذلك أن أسماء بنت عميس زوجة أبي بكر -رضي الله عنه ولدت والنبي -صلى الله عليه وسلم - نازل في ذي الحليفة يريد حجة الوداع فأرسلت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم - كيف أصنع ؟ قال : "اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي "، ودم الحيض كدم النفاس فنقول للمرأة الحائض إذا مرت بالميقات وهي تريد العمرة أو الحج نقول لها : اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي ، والاستثفار معناه أنها تشد على فرجها خرقة وتربطها ثم تحرم سواء بالحج أو بالعمرة ولكنها إذا أحرمت ووصلت إلى مكة لا تأتي إلى البيت ولا تطوف به حتى تطهر ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعائشة حين حاضت في أثناء العمرة قال لها: "افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي في البيت حتى تطهري " هذه رواية البخاري ومسلم وفي صحيح البخاري أيضا ذكرت عائشة أنها لما طهرت طافت بالبيت وبالصفا والمروة فدل هذا على أن المرأة إذا أحرمت بالحج أو العمرة وهي حائض أو أتاها الحيض قبل الطواف فإنها لا تطوف ولا تسعى حتى تطهر وتغتسل أما لو طافت وهي طاهرة وبعد أن انتهت من الطواف جاءها الحيض فإنها تستمر وتسعى ولو كان عليها الحيض وتقص من رأسها وتنهي عمرتها لأن السعي بين الصفا والمروة لا يشترط له الطهارة.

س 9 :يقول السائل : لقد قدمت من ينبع للعمرة أنا وأهلي ولكن حين وصولي إلى جدة أصبحت زوجتي حائضا ولكني أكملت العمرة بمفردي دون زوجتي فما الحكم بالنسبة لزوجتي ؟
الجواب : الحكم بالنسبة لزوجتك آن تبقى حتى تطهر ثم تقضي عمرتها لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما حاضت صفية - رضي الله عنها -قال : "أحابستنا هي ؟ قالوا : إنها قد أفاضت . قال : فلتنفر إذن " فقوله - صلى الله عليه وسلم - أحابستنا هي دليل على أنه يجب على المرأة أن تبقى إذا حاضت قبل طواف الإفاضة حتى تطهر ثم تطوف وكذلك طواف العمرة مثل طواف الإفاضة لأنه ركن من العمرة فإذا حاضت المعتمرة قبل الطواف انتظرت حتى تطهر ثم تطوف .

س 10 : هل المسعى من الحرم ؟ وهل تقربه الحائض ؟ وهل يجب على من دخل الحرم من المسعى أن يصلي تحية المسجد؟
الجواب : الذي يظهر أن المسعى ليس من المسجد ولذلك جعلوا جدارا فاصلا بينهما لكنه جدار قصير ولا شك أن هذا خير للناس لأنه لو أدخل في المسجد وجعل منه لكانت المرأة إذا حاضت بين الطواف والسعي امتنع عليها أن تسعى والذي أفتي به أنها إذا حاضت بعد الطواف وقبل السعي فإنها تسعى لأن المسعى لا يعتبر من المسجد وأما تحية المسجد فقد يقال إن الإنسان إذا سعى بعد الطواف ثم عاد إلى المسجد فإنه يصليها ولوترك تحية المسجد فلا شيء عليه والأفضل أن ينتهز الفرصة ويصلي ركعتين لما في الصلاة في هذا المكان من الفضل .

س 11 :تقول السائلة : قد حججت وجاءتني الدورة الشهرية فاستحييت أن أخبر أحدا ودخلت الحرم فصليت وطفت وسعيت فماذا علي علما بأنها جاءت بعد النفاس
الجواب: لا يحل للمرأة إذا كانت حائضا أو نفساء أن تصلي سواء في مكة أو في بلدها أو في أي مكان لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في المرأة : "أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم " . . وقد أجمع المسلمون على أنه لا يحل لحائض أن تصوم ولا يحل لها أن تصلي ، وعلى هذه المرأة آلتي فعلت ذلك عليك أن تتوب إلى الله وأن تستغفر مما وقع منها وأما طوافها حال الحيض فهو غير صحيح وأما سعيها فصحيح لأن القول الراجح جواز تقديم السعي على الطواف في الحج وعلى هذا فيجب عليها أن تعيد الطواف لأن طواف الإفاضة ركن من أركان الحج ولا يتم التحلل الثاني إلا به وبناء عليه فإن هذه المرأة لا يباشرها زوجها إن كانت متزوجة حتى تطوف ولا يعقد عليها النكاح إن كانت غير متزوجة حتى تطوف والله تعالى أعلم .

س 12 :إذا حاضت المرأة يوم عرفة فماذا تصنع ؟
الجواب: إذا حاضت المرأة يوم عرفة فإنها تستمر في الحج وتفعل ما يفعل الناس ، ولا تطوف بالبيت حتى تطهر.

س 13 :إذا حاضت المرأة بعد رمي جمرة العقبة وقبل طواف الإفاضة وهي مرتبطة وزوجها مع رفقة فماذا عليها أن تفعل مع العلم أنه لا يمكنها العودة بعد سفرها؟
الجواب : إذا لم يمكنها العودة فإنها تتحفظ ثم تطوف للضرورة ولا شيء عليها وتكمل بقية أعمال الحج .

س 14 :إذا طهرت النفساء قبل الأربعين فهل يصح حجها؟ وإذا لم تر الطهر فماذا تصنع مع العلم أنها ناوية الحج ؟
الجواب : إذا طهرت النفساء قبل الأربعين فإنها تغتسل وتصلي وتفعل كل ما تفعله الطاهرات حتى الطواف لأن النفاس لا حد لأقله .
أما إذا لم تر الطهر فإن حجها صحيح أيضا لكن لا تطوف بالبيت حتى تطهر لأن النبي -صلى الله عليه وسلم - منع الحائض من الطواف بالبيت والنفاس مثل الحيض في هذا .


















آخر مواضيعي

0 رمزيات شفايف بنات 2018
0 مسلسل الدايرة الحلقة 40
0 لامبارد يحرز هدفه 200 - لامبارد يقترب من تحطيم الرقم القياسي
0 هدايا للطفلة رهام , صور هدايا للطفلة رهام , حملة زرع ابتسامة الطفلة رهام
0 جوجل جالاكسي نيكسس , Galaxy Nexus
0 مسلسل عندما يكتمل القمر الموسم الثاني الحلقة 12
0 صور بابا نويل 2017
0 كلام عن الفراق والحب
0 نكت خاصه للسعوديين
0 ازياء وفساتين سهرة 2018


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
معلومات عامة عن الحج بينو بنت حسن مواضيع عامة - مواضيع ثقافيه - مواضيع منوعه 0 28 - 9 - 2013 03:53 PM
معلومات عن الحج غريبة في دنيــا عجيبة.. مواضيع اسلاميه - فقة - عقيدة 3 28 - 10 - 2012 06:54 PM
قصيدة الحج , شعر الحج , اشعار عن الحج , قصائده عن الحج صعب المنال شعر - قصائد - قصايد صوتيه - همس القوافي - قصائد الشعراء 3 12 - 10 - 2012 08:59 PM
قصيده عن الحج , قصيدة معبرة عن الحج , شعر عن الحج , قصائد حج , اشعار حج صعب المنال شعر - قصائد - قصايد صوتيه - همس القوافي - قصائد الشعراء 3 7 - 10 - 2012 09:10 PM
مناسك الحج 2013 , معلومات عن مناسك الحج 2013 , مناسك الحج بالصور 2013 صعب المنال مواضيع اسلاميه - فقة - عقيدة 2 1 - 10 - 2012 03:03 PM


الساعة الآن 06:09 AM.


المواضيع المكتوبة في منتديات خجلي لاتعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وإنما تعبر عن وجهة نظر كاتبها

Security team

تصميم دكتور ويب سايت