متابعين خجلي على تويتر

متابعين خجلي على الفيسبوك

 


العودة   منتديات خجلي > الاسلام - حياة الرسول - صوتيات -مرئيات > مواضيع اسلاميه - فقة - عقيدة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 3 - 3 - 2012, 09:47 PM   #1

مصطفي سيف
محظور / هـ
افتراضي وسائل الوقاية من الزنا



وسائل الوقاية من الزنا
الإستئذان وغض البصر والتزويج

من خلال تجربتي الحياتية منذ نعومة أظافري وحتي كهولتي , وأعلم أن الزنا فاحشة عظيمة ومن أكبر الكبائر بإتفاق العلماء قال تعالى: ( وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً الإسراء32).
ولا أغالي لو قلت : إن نشر الفواحش و القبائح على الملأ من خلال وسائل الإعلام المختلفة ،ومن خلال الأفلام الهابطة وأغاني الفيديو كليب الساقطة الماجنة، والصور الخليعة في الجرائد السيارة وعلى أغلفة المجلات المختلفة، والحط من شأن الأتقياء ، و رفع شأن المتهتكين والمتفحشين مما ساعد على ذلك ، بحيث صار البعض يتباهى بارتكاب الزنا و أصبح الجنس والغريزة أدباً و فناًَ !! "و ما ظهرت الفاحشة فى قوم حتى أعلنوا بها إلا ابتلوا بالطواعين والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ..... " (رواه ابن ماجة و الحاكم و صححه الألباني). و لذلك لا يستغرب انتشار الإيدز و الزهري و السيلان ..وغيرها من الأمراض الفتاكة عقوبة من الله تعالى لمن تساهل في هذه الفاحشة.
إن كثرة الكلام على الإجهاض و إثبات النسب و انتشار اللقطاء و أولاد الزنا من نتاج الحريات المزعومة، و من لوثة تقليد الغرب و متابعته حذو النعل بالنعل ، و رغم سهولة ارتكاب الفواحش إلا أننا نسمع عن زيادة جرائم الاغتصاب ، و التي تتم في وضح النهار و على مرأى ومسمع من الخلق !! و كأن الحرام السهل ما عاد يشبع الشهوات البهيمية المتأججة ، و هذا نتاج البعد عن منهج الله .
و شيوع الاختلاط في المدارس و الجامعات و أماكن العمل و البيوت بزعم الصداقة البريئة قد أدى إلى انتشار الرذائل والقبائح و زيادة حالات الزواج العرفي و النكاح بدون ولي ، فالمرأة يزوجها الولي ، و الزانية هي التي تزوج نفسها ، بل ساعدت الأعراف الفاسدة و دخول ابن العم و ابن الخال و أخي الزوج و الجار و الصديق على المرأة بمفردها على كثرة صور الخيانة ، فما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ، و الحمو الموت. ويقيني بأن الزنا نجاسة و خبث أكثر و أغلظ من سائر الذنوب ما دون الشرك ، و ذلك لأنه يفسد القلب و يضعف توحيده جداً .
و الشذوذات التي تزكم الأنوف كثيرة ، بل بلغت الوقاحة و الجرأة بالبعض مبلغاً جعلته يطالب بإباحة اللواط و السحاق. و كان عمر بن عبد العزيز يقول : لا يخلون رجل بامرأة و إن كان يحفظها القرءان ، فلا يعتد بالنوايا الطيبة فمعظم النار من مستصغر الشرر ، ولابد في هذا وغيره من صحة العمل . و قد نهى الإسلام عن كل أنواع الزنا ، سراً كان أو جهراً و سواء كان احترافاً أو مجرد نزوة عابرة من حرة أو من أمة ، من مسلمة أو غير مسلمة ، كما نهى أيضاً عن الخطوات التي تسبقه و تؤدي إليه من نحو المخادنة و المصادقة ، و حرم الخضوع بالقول و سفر المرأة بدون محرم وغير ذلك من الأمور التي شرعها الإسلام لصيانة الأعراض والأفراد والمجتمعات من هذه الجريمة النكراء.
وأري بأن استحلال الزنا كفر بالله تعالى ، و عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "يا شباب قريش احفظوا فروجكم لا تزنوا ، من حفظ فرجه فله الجنة ". (رواه البيهقي و الحاكم و قال صحيح على شرط البخاري و مسلم).
و قال المسيح – عليه السلام – " لا يكون البطالون من الحكماء ، ولا يلج ( لا يدخل ) الزناة ملكوت السماء " . و قال أبو هريرة – رضى الله عنه – " من زنى أو شرب الخمر نزع الله منه الإيمان كما يخلع الإنسان القميص من رأسه " .
وللوقاية من الزنا والتحرز منه , قلت في نفسي لمن ألجأ لأنهل منه المعرفة؟ وقلبت في الكتب المتخصصة في هذا المنحي فوجدت ملجئي من العلاج والدواء النافع والجامع في كتاب الله سبحانه عز وجل وإحتضنت منه سورة النور, ثم سبحت في كتب التفسير القرآني وإلتقطت منها درر كامنة في أعماقها .
إن من عظيم سورة النور في القرآن الكريم أن جاء المولي عز وجل بأول آياتها معلناً بأن هذه السورة هي :{ سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } . ولقد افتتحها بافتتاح لم تشترك معها فيه سورة أخرى من سور القرآن الكريم . والسورة القرآنية(هى مجموعة من الآيات المسرودة ، لها مبدأ ولها نهاية). وكلمة سورة مأخوذة من سور المدينة ، وكأن السورة القرآنية سميت بهذا الاسم لإحاطتها بآياتها إحاطة
السور بما يكون بداخله. أو أنها فى الأصل تطلق على المنزلة السامية ، والسورة القرآنية سميت بذلك لرفعتها وعلو شأنها .
يذكر سبحانه وتعالي فيها النور بلفظه متصلا بذات الله: (الله نور السماوات والأرض)ويذكر فيها النور بآثاره ومظاهره في القلوب والأرواح ; ممثلة هذه الآثار في الآداب والأخلاق التي يقوم عليها بناء هذه السورة . وهي آداب وأخلاق نفسية وعائلية وجماعية , تنير القلب , وتنير الحياة , ويربطها بذلك النور الكوني الشامل أنها نور في الأرواح , وإشراق في القلوب , وشفافية في الضمائر , مستمدة كلها من ذلك النور الكبير .
وهي تبدأ بإعلان قوي حاسم عن تقرير هذه السورة وفرضها بكل ما فيها من حدود وتكاليف , ومن آداب وأخلاق: (سورة أنزلناها وفرضناها , وأنزلنا فيها آيات بينات لعلكم تذكرون). . فيدل هذا البدء الفريد على مدى اهتمام القرآن بالعنصر الأخلاقي في الحياة ; ومدى عمق هذا العنصر وأصالته في العقيدة الإسلامية , وفي فكرة الإسلام عن الحياة الإنسانية . .
والمحور الذي تدور عليه سورة النور كلها هو محور التربية التي تشتد في وسائلها إلى درجة الحدود . وترق إلى درجة اللمسات الوجدانية الرفيقة , التي تصل القلب بنور الله وبآياته المبثوثة في تضاعيف الكون وثنايا الحياة . والهدف واحد في الشدة واللين . هو تربية الضمائر , واستجاشة المشاعر ; ورفع المقاييس الأخلاقية للحياة , حتى تشف وترف , وتتصل بنور الله . . وتتداخل الآداب النفسية الفردية , وآداب البيت والأسرة , وآداب الجماعة والقيادة . بوصفها نابعة كلها من معين واحد هو العقيدة في الله , متصلة كلها بنور واحد هو نور الله . وهي في صميمها نور وشفافية , وإشراق وطهارة . تربية عناصرها من مصدر النور الأول في السماوات والأرض . نور الله الذي أشرقت به الظلمات , في السماوات والأرض , والقلوب والضمائر , والنفوس والأرواح
إن الإسلام لا يعتمد على العقوبة في إنشاء مجتمعه النظيف , إنما يعتمد قبل كل شيء على الوقاية , وهو لا يحارب الدوافع الفطرية , ولكن ينظمها ويضمن لها الجو النظيف الخالي من المثيرات المصطنعة .
والفكرة السائدة في منهج التربية الإسلامية في هذه الناحية , هي تضييق فرص الغواية , وإبعاد عوامل الفتنة ; وأخذ الطريق على أسباب التهييج والإثارة , مع إزالة العوائق دون الإشباع الطبيعي بوسائله النظيفة المشروعة .
ومن هنا يجعل للبيوت حرمة , لا يجوز المساس بها ; فلا يفاجأ الناس في بيوتهم بدخول الغرباء عليهم إلا بعد استئذانهم وسماحهم بالدخول , خيفة أن تطلع الأعين على خفايا البيوت , وعلى عورات أهلها وهم غافلون . . ذلك مع غض البصر من الرجال والنساء , وعدم التبرج بالزينة لإثارة الشهوات .
ومن هنا كذلك ييسر الزواج للفقراء من الرجال والنساء , فالإحصان هو الضمان الحقيقي للاكتفاء . .
فلننظر نظرة تفصيلية في تلك الضمانات الواقية التي يأخذ بها الإسلام .
الدرس الأول:
الإستئذان للدخول في البيوت:
قال تعالي في سورة النور:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27) فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَداً فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (28) لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ (29)}.
لقد جعل الله البيوت سكنا , يهرع إليها الناس ; فتسكن أرواحهم ; وتطمئن نفوسهم ; ويأمنون على عوراتهم وحرماتهم , ويلقون أعباء الحذر والحرص المرهقة للأعصاب !
والبيوت لا تكون كذلك إلا حين تكون حرما آمنا لا يستبيحه أحد إلا بعلم أهله وإذنهم . وفي الوقت الذي يريدون , وعلى الحالة التي يحبون أن يلقوا عليها الناس .
ذلك إلى أن استباحة حرمة البيت من الداخلين دون استئذان , يجعل أعينهم تقع على عورات ; وتلتقي بمفاتن تثير الشهوات ; وتهيئ الفرصة للغواية , الناشئة من اللقاءات العابرة والنظرات الطائرة , التي قد تتكرر فتتحول إلى نظرات قاصدة , تحركها الميول التي أيقظتها اللقاءات الأولى على غير قصد ولا انتظار ; وتحولها إلى علاقات آثمة بعد بضع خطوات أو إلى شهوات محرومة تنشأ عنها العقد النفسية والانحرافات .
ولقد كانوا في الجاهلية يهجمون هجوما , فيدخل الزائر البيت , ثم يقول:لقد دخلت ! وكان يقع أن يكون صاحب الدار مع أهله في الحالة التي لا يجوز أن يراهما عليها أحد , وكان يقع أن تكون المرأة عارية أو مكشوفة العورة , هي أو الرجل , وكان ذلك يؤذي ويجرح , ويحرم البيوت أمنها وسكينتها ; كما يعرض النفوس من هنا ومن هناك للفتنة , حين تقع العين على ما يثير .
من أجل هذا وذلك أدب الله المسلمين بهذا الأدب العالي , أدب الاستئذان على البيوت , والسلام على أهلها لإيناسهم , وإزالة الوحشة من نفوسهم , قبل الدخول: (لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها). .
ويعبر عن الاستئذان بالاستئناس - وهو تعبير يوحي بلطف الاستئذان , ولطف الطريقة التي يجيء بها الطارق , فتحدث في نفوس أهل البيت أنسا به , واستعدادا لاستقباله , وهي لفتة دقيقة لطيفة , لرعاية أحوال النفوس , ولتقدير ظروف الناس في بيوتهم , وما يلابسها من ضرورات لا يجوز أن يشقى بها أهلها ويحرجوا أمام الطارقين في ليل أو نهار .


وبعد الاستئذان إما أن يكون في البيوت أحد من أهلها أو لا يكون . فإن لم يكن فيها أحد فلا يجوز اقتحامها بعد الاستئذان , لأنه لا دخول بغير إذن: (فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم). .
وإن كان فيها أحد من أهلها فإن مجرد الاستئذان لا يبيح الدخول ; فإنما هو طلب للإذن . فإن لم يأذن أهل البيت فلا دخول كذلك . ويجب الانصراف دون تلكؤ ولا انتظار: (وإن قيل لكم:ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم). .
ارجعوا دون أن تجدوا في أنفسكم غضاضة , ودون أن تستشعروا من أهل البيت الإساءة إليكم , أو النفرة منكم . فللناس أسرارهم وأعذارهم , ويجب أن يترك لهم وحدهم تقدير ظروفهم وملابساتهم في كل حين .
فالله المطلع على خفايا القلوب , وعلى ما فيها من دوافع ومثيرات : (والله بما تعملون عليم). .
فأما البيوت العامة كالفنادق , والبيوت المعدة للضيافة منفصلة عن السكن , فلا حرج في الدخول إليها بغير استئذان , دفعا للمشقة ما دامت علة الاستئذان منتفية: (ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم).. (والله يعلم ما تبدون وما تكتمون). . فالأمر معلق بإطلاع الله على ظاهركم وخافيكم ; ورقابته لكم في سركم وعلانيتكم . وفي هذه الرقابة ضمان لطاعة القلوب , وامتثالها لذلك الأدب العالي , الذي يأخذها الله به في كتابه , الذي يرسم للبشرية نهجها الكامل في كل اتجاه .
إن القرآن منهاج حياة , فهو يحتفل بهذه الجزئية من الحياة الاجتماعية , ويمنحها هذه العناية , لأنه يعالج الحياة كليا وجزئيا , لينسق بين أجزائها وبين فكرتها الكلية العليا بهذا العلاج . فالاستئذان على البيوت يحقق للبيوت حرمتها التي تجعل منها مثابة وسكنا , ويوفر على أهلها الحرج من المفاجأة , والضيق بالمباغتة , والتأذي بانكشاف العورات . . وهي عورات كثيرة , تعني غير ما يتبادر إلى الذهن عند ذكر هذه اللفظة . . إنها ليست عورات البدن وحدها . إنما تضاف إليها عورات الطعام , وعورات اللباس , وعورات الأثاث , التي قد لا يحب أهلها أن يفاجئهم عليها الناس دون تهيؤ وتجمل وإعداد . وهي عورات المشاعر والحالات النفسية ,فكم منا يحب أن يراه الناس وهو في حالة ضعف يبكي لانفعال مؤثر , أو يغضب لشأن مثير , أو يتوجع لألم يخفيه عن الغرباء ؟!
ولكن كل هذه الدقائق يرعاها المنهج القرآني بهذا الأدب الرفيع , أدب الاستئذان ; ويرعى معها تقليل فرص النظرات السانحة والالتقاءات العابرة , التي طالما أيقظت في النفوس كامن الشهوات والرغبات ; وطالما نشأت عنها علاقات ولقاءات , يدبرها الشيطان , ويوجهها في غفلة عن العيون الراعية , والقلوب الناصحة , هنا أو هناك !
ولقد وعاها الذين آمنوا يوم خوطبوا بها أول مرة عند نزول هذه الآيات , وبدأ بها رسول الله - عليه الصلاة والسلام
أخرج أبو داود والنسائي من حديث أبي عمر الأوزاعي - بإسناده - عن قيس بن سعد هو ابن عبادة قال:زارنا رسول الله [ صلي الله عليه وسلم ] في منزلنا فقال:" السلام عليكم ورحمة الله " فرد سعد ردا خفيا . قال قيس:فقلت:ألا تأذن لرسول الله [صلي الله عليه وسلم] ? فقال:دعه يكثر علينا من السلام . فقال رسول الله [صلي الله عليه وسلم] " السلام عليكم ورحمة الله " . فرد سعد ردا خفيا . ثم قال رسول الله [صلي الله عليه وسلم]:" السلام عليكم ورحمة الله " . ثم رجع رسول الله [صلي الله عليه وسلم] وأتبعه سعد فقال:يا رسول الله إني كنت أسمع تسليمك وأرد عليك ردا خفيا لتكثر علينا من السلام - فقال:فانصرف معه رسول الله [صلي الله عليه وسلم] وأمر له سعد بغسل فاغتسل ; ثم ناوله خميصة مصبوغة بزعفران أو ورس , فاشتمل بها , ثم رفع رسول الله [صلي الله عليه وسلم] يديه , وهو يقول:" اللهم اجعل صلاتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة " . . . الخ الحديث .
وأخرج أبو داود - بإسناده - عن عبد الله بن بشر قال:كان رسول الله [صلي الله عليه وسلم] إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه ; ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر , ويقول:" السلام عليكم . السلام عليكم " . ذلك أن الدور لم يكن يومئذ عليها ستور .
وروى أبو داود كذلك - بإسناده - عن هذيل قال:جاء رجل - قال عثمان:سعد - فوقف على باب النبي [صلي الله عليه وسلم] يستأذن . فقام على الباب - قال عثمان:مستقبل الباب - فقال له النبي [صلي الله عليه وسلم]:" هكذا عنك - أو هكذا - فإنما الاستئذان من النظر . "
وفي الصحيحين عن رسول الله [صلي الله عليه وسلم] أنه قال:" لو أن امرأ اطلع عليك بغير إذن , فحذفته بحصاة ففقأت عينه ما كان عليك من جناح "
وروى أبو داود - بإسناده - عن ربعي قال:أتى رجل من بني عامر استأذن على رسول الله [صلي الله عليه وسلم] وهو في بيته فقال:أألج ? فقال النبي [صلي الله عليه وسلم] لخادمه:" اخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان , فقل له:قل:السلام عليكم . أأدخل ? " فسمعها الرجل فقال:السلام عليكم . أأدخل ؟ فأذن له النبي [صلي الله عليه وسلم] فدخل .
وقال هشيم:قال مغيرة:قال مجاهد:جاء ابن عمر من حاجة , وقد آذاه الرمضاء ; فأتى فسطاط امرأة من قريش , فقال:السلام عليكم . أأدخل ? قالت:ادخل بسلام . فأعاد . فأعادت . وهو يراوح بين قدميه . قال:قولي:ادخل . قالت:ادخل . فدخل !
" وروى عطاء بن رباح عن ابن عباس - رضي الله عنهما , قال:قلت أأستأذن على أخواتي أيتام في حجري معي في بيت واحد ? قال:نعم . فرددت عليه ليرخص لي فأبى , فقال:تحب أن تراها عريانة ? قلت:لا . قال:فاستأذن . قال:فراجعته أيضا . فقال:أتحب أن تطيع الله ? قال:قلت:نعم . قال فاستأذن " .
وجاء في الصحيح عن رسول الله [صلي الله عليه وسلم] أنه نهى أن يطرق الرجل أهله طروقا . . وفي رواية:ليلا يتخونهم .
وفي حديث آخر أن رسول الله [صلي الله عليه وسلم] قدم المدينة نهارا , فأناخ بظاهرها وقال:" انتظروا حتى ندخل عشاء - يعني آخر النهار - حتى تمتشط الشعثة , وتستحد المغيبة " .
إلى هذا الحد من اللطف والدقة بلغ حس رسول الله [صلي الله عليه وسلم] وصحابته , بما علمهم الله من ذلك الأدب الرفيع الوضيء , المشرق بنور الله .
ونحن اليوم مسلمون , ولكن حساسيتنا بمثل هذه الدقائق قد تبلدت وغلظت , وإن الرجل ليهجم على أخيه في بيته , في أية لحظة من لحظات الليل والنهار , يطرقه ويطرقه ويطرقه فلا ينصرف أبدا حتى يزعج أهل البيت فيفتحوا له , وقد يكون في البيت هاتف "تليفون" يملك أن يستأذن عن طريقه , قبل أن يجيء ؛ ليؤذن له أو يعلم أن الموعد لا يناسب ; ولكنه يهمل هذا الطريق ليهجم في غير أوان , وعلى غير موعد ,ثم لا يقبل العرف أن يرد عن البيت - وقد جاء - مهما كره أهل البيت تلك المفاجأة بلا إخطار ولا انتظار ! بالرغم من فرض الله الأحكام والآداب التى تتعلق بالاستئذان علينا ، ومنها نرى كيف أدب الإسلام أتباعه بهذا الأدب العالى ، الذى يؤدى التمسك به إلى غرس الفضائل ومكارم الأخلاق فى نفوس الأفراد والجماعات .
ونحن اليوم مسلمون , ولكننا نطرق إخواننا في أية لحظة في موعد الطعام ؛ فإن لم يقدم لنا الطعام وجدنا في أنفسنا من ذلك شيئا ! ونطرقهم في الليل المتأخر ؛ فإن لم يدعونا إلى المبيت عندهم وجدنا في أنفسنا من ذلك شيئا ! دون أن نقدر أعذارهم في هذا وذاك !
ذلك أننا لا نتأدب بأدب الإسلام ; ولا نجعل هوانا تبعا لما جاء به رسول الله [صلي الله عليه وسلم] إنما نحن عبيد لعرف خاطئ , ما أنزل الله به من سلطان !
ونرى غيرنا ممن لم يعتنقوا الإسلام , يحافظون على تقاليد في سلوكهم تشبه ما جاء به ديننا ليكون أدبا لنا في النفس , وتقليدا من تقاليدنا في السلوك , فيعجبنا ما نراهم عليه أحيانا ; ونتندر به أحيانا , ولا نحاول أن نعرف ديننا الأصيل , فنفيء إليه مطمئنين .
الدرس الثاني:
غض البصر بين المؤمنين والمؤمنات وحدود العورة عند النساء :
وبعد الانتهاء من أدب الاستئذان على البيوت - وهو إجراء وقائي في طريق تطهير المشاعر واتقاء أسباب الفتنة العابرة - يأخذ على الفتنة الطريق كي لا تنطلق من عقالها , بدافع النظر لمواضع الفتنة المثيرة , وبدافع الحركة المعبرة , الداعية إلى الغواية:
في قوله تعالي: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ 30النور}.
وقوله تعالي: { وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ النور 31 }.
قال القرطبى : " ليس فى القرآن الكريم آية أكثر ضمائر من هذه الآية . جمعت خمسة وعشرين ضميرا للمؤمنات ما بين مرفوع ومجرور . . . " .
قال الآلوسى : قوله - تعالى - { قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ . . . } شروع فى بيان أحكام كلية شاملة للمؤمنين كافة ، يندرج فيها حكم المستأذنين عند دخول البيوت اندراجا أوليا .
وخص - سبحانه - المؤمنين بهذا الأمر ، لأنهم أولى الناس بالمخاطبة . وبالإرشاد إلى ما يرفع درجاتهم ، ويعلى أقدارهم .
قال صاحب الكشاف : و " من " للتبعيض . . . فإن قلت : كيف دخلت فى غض البصر ، دون حفظ الفروج؟ قلت : للدلالة على أن أمر النظر أوسع ألا ترى أن المحارم لا بأس بالنظر إلى شعورهن . . . والأجنبية ينظر إلى وجهها وكفيها . . . وأما أمر الفرج فمضيق , وقوله تعالي:{ إِنَّ الله خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } تحذير من مخالفة ما أمر الله به وما نهي عنه، لأنه لا يخفى عليه شىء من تصرفاته عبيده ، ولأنه أعلم بهم من أنفسهم ، وسيحاسبهم على ما يصنعون فى دنياهم ، يوم القيامة .
ثم أرشد - سبحانه - النساء إلى ما أرشد إليه الرجال فقال : { وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا } , ومع أن النساء يدخلن فى خطاب الرجال على سبيل التغليب ، إلا أن الله - تعالى - خصهن بالخطاب هنا بعد الرجال ، لتأكيد الأمر بغض البصر ، وحفظ الفرج ، ولبيان أنه كما لا يحل للرجل أن ينظر إلى المرأة - إلا فى حدود ما شرعه الله - فإنه لا يحل للمرأة كذلك أن تنظر إلى الرجل ، لأن علاقتها به ، ومقصده منها كمقصدها منه ، ونظرة أحدهما للآخر(على سبيل الفتنة وسوء القصد) يؤدى إلى مالا تحمد عقباه
إن الإسلام يهدف إلى إقامة مجتمع نظيف , لا تهاج فيه الشهوات في كل لحظة , ولا تستثار فيه دفعات اللحم والدم في كل حين . فعمليات الاستثارة المستمرة تنتهي إلى سعار شهواني لا ينطفئ ولايرتوي . والنظرة الخائنة , والحركة المثيرة , والزينة المتبرجة , والجسم العاري . . . كلها لا تصنع شيئا إلا أن تهيج ذلك السعار الحيواني المجنون ! وإلا أن يفلت زمام الأعصاب والإرادة . فإما الإفضاء الفوضوي الذي لا يتقيد بقيد وإما الأمراض العصبية والعقد النفسية الناشئة من الكبح بعد الإثارة ! وهي تكاد أن تكون عملية تعذيب !!!
وإحدى وسائل الإسلام إلى إنشاء مجتمع نظيف هي الحيلولة دون هذه الاستثارة , وإبقاء الدافع الفطري العميق بين الجنسين , سليما , وبقوته الطبيعية , دون استثارة مصطنعة , وتصريفه في موضعه المأمون النظيف
ولقد شاع في وقت من الأوقات أن النظرة المباحة , والحديث الطليق , والاختلاط الميسور , والدعابة المرحة بين الجنسين , والإطلاع على مواضع الفتنة المخبوءة . . شاع أن كل هذا تنفيس وترويح , وإطلاق للرغبات الحبيسة , ووقاية من الكبت , ومن العقد النفسية , وتخفيف من حدة الضغط الجنسي , وما وراءه من اندفاع غير مأمون . . . وشاع هذا على إثر انتشار بعض النظريات المادية القائمة على تجريد الإنسان من خصائصه التي تفرقه من الحيوان والرجوع به إلى القاعدة الحيوانية الغارقة في الطين ! - وبخاصة نظرية فرويد - ولكن هذا لم يكن سوى فروض نظرية , رأيناها في أشد البلاد إباحية وتفلتا من جميع القيود الاجتماعية والأخلاقية والدينية والإنسانية , ما يكذبها وينقضها من الأساس .
نعم . شوهدت في البلاد التي ليس فيها قيد واحد على الكشف الجسدي , والاختلاط الجنسي , بكل صوره وأشكاله , أن هذا كله لم ينته بتهذيب الدوافع الجنسية وترويضها . إنما انتهى إلى سعار مجنون لا يرتوي ولا يهدأ إلا ريثما يعود إلى الظمأ والاندفاع ! وشوهدت الأمراض النفسية والعقد التي كان مفهوما أنها لا تنشأ إلا من الحرمان , وإلا من التلهف على الجنس الآخر المحجوب , شاهدناها بوفرة ومعها الشذوذ الجنسي بكل أنواعه . . ثمرة مباشرة للاختلاط الكامل الذي لا يقيده قيد ولا يقف عند حد ; وللصداقات بين الجنسين تلك التي يباح معها كل شيء ! وللأجسام العارية في الطريق , وللحركات المثيرة والنظرات الجاهرة , واللفتات الموقظة .
وليس هنا مجال التفصيل وعرض الحوادث والشواهد . مما يدل بوضوح على ضرورة إعادة النظر في تلك النظريات التي كذبها الواقع المشهود .
إن الميل الفطري بين الرجل والمرأة ميل عميق في التكوين الحيوي ؛ لأن الله قد ناط به امتداد الحياة على هذه الأرض ; وتحقيق الخلافة لهذا الإنسان فيها . فهو ميل دائم يسكن فترة ثم يعود . وإثارته في كل حين تزيد من عرامته ; وتدفع به إلى الإفضاء المادي للحصول على الراحة . فإذا لم يتم هذا تعبت الأعصاب المستثارة .
وكان هذا بمثابة عملية تعذيب مستمرة ! والنظرة تثير . والحركة تثير . والضحكة تثير . والنبرة المعبرة عن هذا الميل تثير . والطريق المأمون هو تقليل هذه المثيرات بحيث يبقى هذا الميل في حدوده الطبيعية , ثم يلبى تلبية طبيعية . . وهذا هو المنهج الذي يختاره الإسلام ؛ مع تهذيب الطبع , وشغل الطاقة البشرية بهموم أخرى في الحياة , غير تلبية دافع اللحم والدم , فلا تكون هذه التلبية هي المنفذ الوحيد !
وفي الآيتين المعروضتين بأعلاه نماذج من تقليل فرص الاستثارة والغواية والفتنة من الجانبين:
(قل للمؤمنين:يغضوا من أبصارهم , ويحفظوا فروجهم . ذلك أزكى لهم . إن الله خبير بما يصنعون). .
وغض البصر من جانب الرجال أدب نفسي , ومحاولة للاستعلاء على الرغبة في الإطلاع على المحاسن والمفاتن في الوجوه والأجسام , كما أن فيه إغلاقا للنافذة الأولى من نوافذ الفتنة والغواية , ومحاولة عملية للحيلولة دون وصول السهم المسموم !
وحفظ الفرج هو الثمرة الطبيعية لغض البصر , أو هو الخطوة التالية لتحكيم الإرادة , ويقظة الرقابة , والاستعلاء على الرغبة في مراحلها الأولى . ومن ثم يجمع بينهما في آية واحدة ; بوصفهما سببا ونتيجة ; أو باعتبارهما خطوتين متواليتين في عالم الضمير وعالم الواقع . كلتاهما قريب من قريب .
(ذلك أزكى لهم). . فهو أطهر لمشاعرهم ; وأضمن لعدم تلوثها بالانفعالات الشهوية في غير موضعها المشروع النظيف , وعدم ارتكاسها إلى الدرك الحيواني الهابط . وهو أطهر للجماعة وأصون لحرماتها وأعراضها , وجوها الذي تتنفس فيه .
والله هو الذي يأخذهم بهذه الوقاية ; وهو العلم بتركيبهم النفسي وتكوينهم الفطري , الخبير بحركات نفوسهم وحركات جوارحهم: (إن الله خبير بما يصنعون). .
(وقل للمؤمنات:يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن). .
فلا يرسلن بنظراتهن الجائعة المتلصصة , أو الهاتفة المثيرة , تستثير كوامن الفتنة في صدور الرجال . ولا يبحن فروجهن إلا في حلال طيب , يلبي داعي الفطرة في جو نظيف , لا يخجل الأطفال الذين يجيئون عن طريقه عن مواجهة المجتمع والحياة !
(ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها). .
والزينة حلال للمرأة , تلبية لفطرتها . فكل أنثى مولعة بأن تكون جميلة , وأن تبدو جميلة . والزينة تختلف من عصر إلى عصر ; ولكن أساسها في الفطرة واحد , هو الرغبة في تحصيل الجمال أو استكماله , وتجليته للرجال .
والإسلام لا يقاوم هذه الرغبة الفطرية ; ولكنه ينظمها ويضبطها , ويجعلها تتبلور في الاتجاه بها إلى رجل واحد ( هو شريك الحياة ) يطلع منها على ما لا يطلع أحد سواه , ويشترك معه في الإطلاع على بعضها , المحارم والمذكورون في الآية بعد , ممن لا يثير شهواتهم ذلك الإطلاع .
فأما ما ظهر من الزينة في الوجه واليدين , فيجوز كشفه . لأن كشف الوجه واليدين مباح لقوله [صلي الله عليه وسلم] لأسماء بنت أبي بكر:" يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض , لم يصلح أن يرى منها إلا هذا -
وأشار إلى وجهه وكفيه " .
)وليضربن بخمرهن على جيوبهن). . أى : وعلى النساء المؤمنات أن يسترن رءوسهن وأعناقهن وصدورهن بخمرهن ، حتى لا يطلع أحد من الأجانب على شىء من ذلك .
قالوا : وكان النساء فى الجاهلية يسدلن خمرهن من خلف رءوسهن ، فتنكشف نحورهن وأعناقهن وقلائدهن ، فنهى الله - تعالى - المؤمنات عن ذلك .
والجيب فتحة الصدر في الثوب . والخمار غطاء الرأس والنحر والصدر . ليداري مفاتنهن , فلا يعرضها للعيون الجائعة ; ولا حتى لنظرة الفجاءة , التي يتقي المتقون أن يطيلوها أو يعاودوها , ولكنها قد تترك كمينا في أطوائهم بعد وقوعها على تلك المفاتن لو تركت مكشوفة , والله لا يريد أن يعرض القلوب للتجربة والابتلاء في هذا النوع من البلاء,والمؤمنات اللواتي تلقين هذا النهي وقلوبهن مشرقة بنور الله , لم يتلكأن في الطاعة على الرغم من رغبتهن
الفطرية في الظهور بالزينة والجمال , وقد كانت المرأة في الجاهلية ( كما هي اليوم في الجاهلية الحديثة !) تمر بين الرجال مسفحة بصدرها لا يواريه شيء , وربما أظهرت عنقها وذوائب شعرها , وأقرطة أذنيها . فلما أمر الله النساء أن يضربن بخمرهن على جيوبهن , ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها , كن كما قالت عائشة رضي الله عنها -:" يرحم الله نساء المهاجرات الأول . لما أنزل الله: (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) شققن مروطهن فاختمرن بها . . وعن صفية - بنت شيبة قالت :بينما نحن عند عائشة . قالت:فذكرن نساء قريش وفضلهن . فقالت عائشة - رضي الله عنها - إن لنساء قريش لفضلا . وإني والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار , وأشد تصديقا لكتاب الله , ولا إيمانا بالتنزيل . لما نزلت في سورة النور: (وليضربن بخمرهن على جيوبهن)انقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل الله إليهم فيها ; ويتلو الرجل على امرأته وابنته وأخته , وعلى كل ذي قرابته ؛ فما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها المرحل ؛ فاعتجرت به تصديقا وإيمانا بما أنزل الله من كتابه ؛ فأصبحن وراء رسول الله [صلي الله عليه وسلم] معتجرات كأن على رؤوسهن الغربان " .
لقد رفع الإسلام ذوق المجتمع الإسلامي , وطهر إحساسه بالجمال ؛فلم يعد الطابع الحيواني للجمال هو المستحب , بل الطابع الإنساني المهذب . . وجمال الكشف الجسدي جمال حيواني يهفو إليه الإنسان بحس الحيوان ; مهما يكن من التناسق والاكتمال . فأما جمال الحشمة فهو الجمال النظيف , الذي يرفع الذوق الجمالي , ويجعله لائقا بالإنسان , ويحيطه بالنظافة والطهارة في الحس والخيال .
وكذلك يصنع الإسلام اليوم في صفوف المؤمنات . على الرغم من هبوط الذوق العام , وغلبة الطابع الحيواني عليه ; والجنوح به إلى التكشف والعري والتنزي كما تتنزى البهيمة ! فإذا هن يحجبن مفاتن أجسامهن طائعات , في مجتمع يتكشف ويتبرج , وتهتف الأنثى فيه للذكور حيثما كانت هتاف الحيوان للحيوان !
هذا التحشم وسيلة من الوسائل الوقائية للفرد والجماعة . . ومن ثم يبيح القرآن تركه عندما يأمن الفتنة . فيستثني المحارم الذين لا تتوجه ميولهم عادة ولا تثور شهواتهم وهم:
الآباء والأبناء , وآباء الأزواج وأبناؤهم , والإخوة وأبناء الإخوة , وأبناء الأخوات . . كما يستثني النساء المؤمنات: (أو نسائهن)فأما غير المسلمات فلا . لأنهن قد يصفن لأزواجهن وإخوتهن , وأبناء ملتهن مفاتن نساء المسلمين وعوراتهن لو اطلعن عليها . وفي الصحيحين:" لا تباشر المرأة المرأة تنعتها لزوجها كأنه يراها " . . أما المسلمات فهن أمينات , يمنعهن دينهن أن يصفن لرجالهن جسم امرأة مسلمة وزينتها . . ويستثني كذلك (ما ملكت أيمانهن)قيل من الإناث فقط , وقيل:ومن الذكور كذلك . لأن الرقيق لا تمتد شهوته إلى سيدته . والأول أولى , لأن الرقيق إنسان تهيج فيه شهوة الإنسان , مهما يكن له من وضع خاص ; في فترة من الزمان . . ويستثني (التابعين غير أولي الإربة من الرجال). . وهم الذين لا يشتهون النساء لسبب من الأسباب كالجب والعنة والبلاهة والجنون . . وسائر ما يمنع الرجل أن تشتهي نفسه المرأة ؛ لأنه لا فتنة هنا ولا إغراء . . ويستثني (الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء). . وهم الأطفال الذين لا يثير جسم المرأة فيهم الشعور بالجنس ؛ فإذا ميزوا , وثار فيهم هذا الشعور (ولو كانوا دون البلوغ ) فهم غير داخلين في هذا الاستثناء.
وهؤلاء كلهم (عدا الأزواج ) ليس عليهم ولا على المرأة جناح أن يروا منها , إلا ما تحت السرة إلى تحت الركبة . لانتفاء الفتنة التي من أجلها كان الستر والغطاء . فأما الزوج فله رؤية كل جسدها بلا استثناء .
ولما كانت الوقاية هي المقصودة بهذا الإجراء , فقد مضت الآية تنهي المؤمنات عن الحركات التي تعلن عن الزينة المستورة , وتهيج الشهوات الكامنة , وتوقظ المشاعر النائمة . ولو لم يكشفن فعلا عن الزينة:
(ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن). . نهى المرأة المسلمة ، عن استعمال أى حركة أو فعل من شأنه إثارة الشهوة والفتنة كالمشية المتكلفة ، والتعطر الملفت للنظر ، وما إلى ذلك من ألوان التصنع الذى من شأنه تهييج الغرائز الجنسية .
وإنها لمعرفة عميقة بتركيب النفس البشرية , وانفعالاتها واستجاباتها , فإن الخيال ليكون أحيانا أقوى في إثارة الشهوات من العيان , وكثيرون تثير شهواتهم رؤية حذاء المرأة أو ثوبها , أو حليها , أكثر مما تثيرها رؤية جسد المرأة ذاته , كما أن كثيرين يثيرهم طيف المرأة يخطر في خيالهم , أكثر مما يثيرهم شخص المرأة بين أيديهم ( وهي حالات معروفة عند علماء الأمراض النفسية اليوم ) وسماع وسوسة(صوت رنتها) الحلى أو شمام شذى العطر من بعيد , قد يثير حواس رجال كثيرين , ويهيج أعصابهم , ويفتنهم فتنة جارفة لا يملكون لها ردا . والقرآن يأخذ الطريق على هذا كله . لأن منزله هو الذي خلق , وهو الذي يعلم من خلق . وهو اللطيف الخبير .
وفي النهاية يرد القلوب كلها إلى الله ; ويفتح لها باب التوبة مما ألمت به قبل نزول هذا القرآن:
(وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون). بذلك يثير الحساسية برقابة الله , وعطفه ورعايته , وعونه للبشر في ضعفهم أمام ذلك الميل الفطري العميق , الذي لا يضبطه مثل الشعور بالله , وبتقواه . .
{ وتوبوا إِلَى الله جَمِيعاً أَيُّهَا المؤمنون لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } . ختم - سبحانه - تلك الآية الجامعة لأنواع من الأدب السامى ، بدعوة المؤمنين إلى التوبة الصادقة.

الدرس الثالث:
الحث على التزويج والمنع من البغاء :
وإلى هنا كان علاج المسألة علاجا نفسيا وقائيا . ولكن ذلك الميل حقيقة واقعة , لا بد من مواجهتها بحلول واقعية إيجابية . . هذه الحلول الواقعة هي تيسير الزواج , والمعاونة عليه ; مع تصعيب السبل الأخرى للمباشرة الجنسية أو إغلاقها نهائيا:
(وأنكحوا الأيامى منكم , والصالحين من عبادكم وإمائكم . إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله . والله واسع عليم . وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله . والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم - إن علمتم فيهم خيرا - وآتوهم من مال الله الذي آتاكم ; ولا تكرهوا فتيانكم على البغاء - إن أردن تحصنا - لتبتغوا عرض الحياة الدنيا . ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم . .(
إن الزواج هو الطريق الطبيعي لمواجهة الميول الجنسية الفطرية . وهو الغاية النظيفة لهذه الميول العميقة؛ فيجب
أن تزول العقبات من طريق الزواج , لتجري الحياة على طبيعتها وبساطتها , والعقبة المالية هي العقبة الأولى في طريق بناء البيوت , وتحصين النفوس , والإسلام نظام متكامل , فهو لا يفرض العفة إلا وقد هيأ لها أسبابها , وجعلها ميسورة للأفراد الأسوياء , فلا يلجأ إلى الفاحشة حينئذ إلا الذي يعدل عن الطريق النظيف الميسور عامدا غير مضطر , لذلك يأمر الله الجماعة المسلمة أن تعين من يقف المال في طريقهم إلى النكاح الحلال:
{وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ 32النور} . . والأيامى هم الذين لا أزواج لهم من الجنسين . . والمقصود هنا الأحرار .
وقد أفرد الرقيق بالذكر بعد ذلك: (وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ). وكلهم ينقصهم المال كما يفهم من قوله بعد ذلك: (إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ) . . وهذا أمر للجماعة بتزويجهم . والجمهور على أن الأمر هنا للندب
. ودليلهم أنه قد وجد أيامى على عهد رسول الله [ صلي الله عليه وسلم ] لم يزوجوا . ولو كان الأمر للوجوب لزوجهم . ونحن نرى أن الأمر للوجوب , لا بمعنى أن يجبر الإمام الأيامى على الزواج ; ولكن بمعنى أنه يتعين إعانة الراغبين منهم في الزواج , وتمكينهم من الإحصان , بوصفه وسيلة من وسائل الوقاية العملية , وتطهير المجتمع الإسلامي من الفاحشة , وهو واجب , ووسيلة الواجب واجبة .
وينبغي أن نضع في حسابنا - مع هذا ( أن الإسلام ) بوصفه نظاما متكاملا - يعالج الأوضاع الاقتصادية علاجا أساسيا ; فيجعل الأفراد الأسوياء قادرين على الكسب , وتحصيل الرزق , وعدم الحاجة إلى مساعدة بيت المال , ولكنه في الأحوال الاستثنائية يلزم بيت المال ببعض الإعانات . . فالأصل في النظام الاقتصادي الإسلامي أن يستغني كل فرد بدخله , وهو يجعل تيسير العمل وكفاية الأجر حقا على الدولة واجبا للأفراد , أما الإعانة من بيت المال فهي حالة استثنائية لا يقوم عليها النظام الاقتصادي في الإسلام .
فإذا وجد في المجتمع الإسلامي - بعد ذلك - أيامى فقراء وفقيرات , تعجز مواردهم الخاصة عن الزواج , فعلى الجماعة أن تزوجهم . وكذلك العبيد والإماء , غير أن هؤلاء يلتزم أولياؤهم بأمرهم ما داموا قادرين .
ولا يجوز أن يقوم الفقر عائقا عن التزويج( متى كانوا صالحين للزواج راغبين فيه رجالا ونساء ) فالرزق بيد الله . وقد تكفل الله بإغنائهم , إن هم اختاروا طريق العفة النظيف: (إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ). وقال رسول الله [صلي الله عليه وسلم]:" ثلاثة حق على الله عونهم:المجاهد في سبيل الله , والمكاتب الذي يريد الأداء , والناكح الذي يريد العفاف " .
وفي انتظار قيام الجماعة بتزويج الأيامى ,يأمرهم بالاستعفاف حتى يغنيهم الله بالزواج: (وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله). . (والله واسع عليم). . لا يضيق على من يبتغي العفة , وهو يعلم نيته وصلاحه .
وهكذا يواجه الإسلام المشكلة مواجهة عملية ؛ فيهيئ لكل فرد صالح للزواج أن يتزوج ; ولو كان عاجزا من ناحية المال , والمال هو العقبة الكؤود غالبا في طريق الإحصان .
ولما كان وجود الرقيق في الجماعة من شأنه أن يساعد على هبوط المستوى الخلقي , وأن يعين على الترخص.
والإباحية بحكم ضعف حساسية الرقيق بالكرامة الإنسانية . وكان وجود الرقيق ضرورة إذ ذاك لمقابلة أعداء الإسلام بمثل ما يعاملون به أسرى المسلمين . لما كان الأمر كذلك عمل الإسلام على التخلص من الأرقاء كلما واتت الفرصة . حتى تتهيأ الأحوال العالمية لإلغاء نظام الرق كله , فأوجب إجابة الرقيق إلى طلب المكاتبة على حريته . وذلك في مقابل مبلغ من المال يؤديه فينال حريته: {... وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً... 33النور} وآراء الفقهاء مختلفة في هذا الوجوب ; فهو يتمشى مع خط الإسلام الرئيسي في الحرية
وفي كرامة الإنسانية . ومنذ المكاتبة يصبح مال الرقيق له , وأجر عمله له , ليوفي منه ما كاتب عليه ; ويجب له نصيب في الزكاة: (...وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ... 33النور). ذلك على شرط أن يعلم المولى في الرقيق خيرا . والخير هو الإسلام أولا . ثم هو القدرة على الكسب . فلا يتركه كلا على الناس بعد تحرره . وقد يلجأ إلى أحط الوسائل ليعيش , ويكسب ما يقيم أوده . والإسلام نظام تكافل . وهو كذلك نظام واقع . فليس المهم أن يقال:إن الرقيق قد تحرر . وليست العنوانات هي التي تهمه . إنما تهمه الحقيقة الواقعة . ولن يتحرر الرقيق حقا إلا إذا قدر على الكسب بعد عتقه ; فلم يكن كلا على الناس ; ولم يلجأ إلى وسيلة قذرة يعيش منها , ويبيع فيها ما هو أثمن من الحرية الشكلية وأغلى , وهو أعتقه لتنظيف المجتمع لا لتلويثه من جديد ; بما هو أشد وأنكى .
وأخطر من وجود الرقيق في الجماعة , احتراف بعض الرقيق للبغاء . وكان أهل الجاهلية إذا كان لأحدهم أمة أرسلها تزني ; وجعل عليها ضريبة يأخذها منها - وهذا هو البغاء في صورته التي ما تزال معروفة حتى اليوم - فلما أراد الإسلام تطهير البيئة الإسلامية حرم الزنا بصفة عامة ; وخص هذه الحالة بنص خاص:
{.... وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ 33النور }؛ فنهى الذين يكرهون فتياتهم على هذا المنكر , ووبخهم على ابتغاء عرض الحياة
الدنيا من هذا الوجه الخبيث . ووعد المكرهات بالمغفرة والرحمة , بعد الإكراه الذي لا يدْ لهن فيه .
قال السدي:أنزلت هذه الآية الكريمة في عبد الله بن أبي بن سلول , رأس المنافقين , وكانت له جارية تدعى معاذة . وكان إذ نزل به ضيف أرسلها إليه ليواقعها , إرادة الثواب منه , والكرامة له . فأقبلت الجارية إلى أبي بكر - رضي الله عنه - فشكت إليه ذلك ; فذكره أبو بكر للنبي [صلي الله عليه وسلم] فأمره بقبضها . فصاح عبد الله بن أبي:من يعذرنا من محمد ? يغلبنا على مملوكتنا ! فأنزل الله فيهم هذا , هذا النهي عن إكراه الفتيات على البغاء( وهن يردن
العفة ) ابتغاء المال الرخيص كان جزءا من خطة القرآن في تطهير البيئة الإسلامية , وإغلاق السبل القذرة للتصريف الجنسي . ذلك أن وجود البغاء يغري الكثيرين لسهولته ; ولو لم يجدوه لانصرفوا إلى طلب هذه المتعة في محلها الكريم النظيف .
ولا عبرة بما يقال من أن البغاء صمام أمن , يحمي البيوت الشريفة ; لأنه لا سبيل لمواجهة الحاجة الفطرية إلا بهذا العلاج القذر عند تعذر الزواج . أو تهجم الذئاب المسعورة على الأعراض المصونة , إن لم تجد هذا الكلأ المباح !
إن في التفكير على هذا النحو قلبا للأسباب والنتائج . فالميل الجنسي يجب أن يظل نظيفا بريئا موجها إلى إمداد الحياة بالأجيال الجديدة . وعلى الجماعات أن تصلح نظمها الاقتصادية بحيث يكون كل فرد فيها في مستوى يسمح له بالحياة المعقولة وبالزواج . فإن وجدت بعد ذلك حالات شاذة عولجت هذه الحالات علاجا خاصا . . وبذلك لا تحتاج إلى البغاء , وإلى إقامة مقاذر إنسانية , يمر بها كل من يريد أن يتخفف من أعباء الجنس , فيلقي فيها بالفضلات , تحت سمع الجماعة وبصرها !
إن النظم الاقتصادية هي التي يجب أن تعالج , بحيث لا تخرج مثل هذا النتن . ولا يكون فسادها حجة على ضرورة وجود المقاذر العامة , في صور آدمية ذليلة .
وهذا ما يصنعه الإسلام بنظامه المتكامل النظيف العفيف , الذي يصل الأرض بالسماء , ويرفع البشرية إلى الأفق المشرق الوضيء المستمد من نور الله .
فاللهم طهر القلوب و حصن الفروج و اهدنا سبل السلام و جنبنا الفواحش ما ظهر منها و ما بطن . و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .













آخر مواضيعي

0 شهوة النساء في الجنة
0 ليلة العمر والرعب والقلق
0 تراجع ظاهرة القرصنة البحرية بالصومال
0 مرسى يصدر قرارا بسحب السفير المصرى من إسرائيل
0 لماذا تم شطبي من منتداكم؟
0 أمريكا توقف محادثات المساعدات لمصر إلى ما بعد انتخابات الرئاسة
0 التربية الجنسية
0 اكتشاف جينات قد يكون لها ارتباط بأمراض القلب
0 كيفية ارضاء الزوجة اثناءالمعاشرة
0 فلينظر الإنسان مم خُلِق ؟ "خُلِقَ من ماءٍ دافقْ


  رد مع اقتباس
قديم 4 - 3 - 2012, 08:34 AM   #2

بياع الورد
• مشرف سابقاً •
افتراضي رد: وسائل الوقاية من الزنا



فاللهم طهر القلوب و حصن الفروج و اهدنا سبل السلام و جنبنا الفواحش ما ظهر منها و ما بطن .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

تسلم اخى وجزاك الله خيراا على هذا الجهد الطيب والموضوع المميز ربى يبارك فيك










آخر مواضيعي

0 هندسة الحياه
0 كل يوم خميس ( المحن والأزمات ) الأسبوع الخامس
0 سبحان الملك العظيم
0 إنظر إلى جوالك وشاشته الصغيره
0 إنفضه جانبا وخذ خطوة فوقة حكمة حمار
0 هل تستطيع أن تكون كالماء
0 كل يوم خميس ( أسطورة الصحراء ) الاسبوع الثامن والعشرون
0 كيف تتقى وساوس الشيطان بقلمى
0 بيت للتمليك وسبعين ألف ملك يستغفرون لك الى يوم القيامه ، بقلمى
0 أحبك


  رد مع اقتباس
قديم 5 - 3 - 2012, 06:57 AM   #3

همس المشاعر
• مراقبه عامه •
افتراضي رد: وسائل الوقاية من الزنا



جُزيت الجنه ولو ذكرت المصدر فاشكرك عليه
لان موضوعك يحوي الكثير من الاحاديث وسنتاكد من صحتها
والا فالموضوع مهم ، والتوجيه رائع
اللهم احمنا ووالدينا وجميع من نحب من هذا الذنب العظيم .

موفق أخوي










آخر مواضيعي

0 صقيع الأحاسيس
0 الحلف والأيمان - أنواعها مع تعريفها - وبعض المسائل المهمة
0 احاديث في فضل الذكر
0 اى معنى للجمال ان غدى سهل المنال
0 المزاح بين الحلال والحرام
0 أفتح الرابط وأختر هديتك
0 معاملة النبي صلى الله عليه وسلم للعصاة
0 اذا بلغك عن صديق لك ماتكره
0 حكم من سب النبي صلى الله عليه وسلم .
0 متى يطمئن قلبك


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الزنا ، حكم الزنا ، تعريف الزنا فهد مواضيع اسلاميه - فقة - عقيدة 5 15 - 1 - 2012 11:42 AM
قريه الزنا التي اهلكها الله وجعلها ايه باقيه ملآك صور - كاريكاتير - مناظر - خلفيات - طبيعة - صور منوعه 2 13 - 11 - 2011 11:44 AM
العنايه باليدين 2012 , وسائل طبيعية للعناية باليدين ملآك عالم حواء - العناية بالبشره - رشاقتك - شعرك - تبييض البشره 1 11 - 9 - 2011 10:06 PM
وظلت قرية الزنا آية باقيه محمد الحربي مواضيع اسلاميه - فقة - عقيدة 2 26 - 8 - 2011 06:58 PM
وسائل ومفسدات القلوب مع ذكر علامات حياة القلوب مشغول ارتب جروحي مواضيع اسلاميه - فقة - عقيدة 5 26 - 8 - 2011 02:34 PM


الساعة الآن 02:11 PM.


المواضيع المكتوبة في منتديات خجلي لاتعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وإنما تعبر عن وجهة نظر كاتبها

Security team

تصميم دكتور ويب سايت