متابعين خجلي على تويتر

متابعين خجلي على الفيسبوك

 


العودة   منتديات خجلي > الترحيب - الاهداءات - كافية الاعضاء > مدونة - مدونات اعضاء خجلي

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15 - 10 - 2011, 05:46 PM   #1

افتراضي سلاح الحب



إن الحسرات لرؤية الشمس تكاد تبكي كل الناس الذين يعيشون في هذه البقعة من العالم لندرة ظهورها ويمكن أن تشكل مناسبة أهم من الكثير من الأعياد ويقام جل ذلك احتفالية خاصة فالجد والجدة الأب والأم يبشران الأولاد والأحفاد بل وحتى الجيران والمعارف بخبر ظهور الشمس في النهار التالي والذي يعتبر خبرا مهما وسبقا صحفيا للكثير من محطات التلفزة المنتشرة والذي يتسابقون لإخبارهم بها ومن لحظة سماع الخبر تبدأ مراسم الاحتفال والتحضيرات لاستقبال مثل ذلك الحدث الهام كما يحدث تماما عند مرور مذنب هالي أو سقوط نيزك في البحر . فأول الأشياء هو النوم المبكر وثم الاستيقاظ مبكرا جدا لتهيئة الإفطار في إحدى الحدائق العامة أو الساحات والتي تراها منتشرة هنا بل وحتى في الشرفات التي تنشر فيها الأصص التي تحمل الزرع والنباتات وتهيأ للجلوس تحت أشعة الشمس وحين ترى كل هذا الاهتمام حتى تحاول أن تصرخ بهم ما دمتم تعشقون الشمس إلى هذه الدرجة فاذهبوا إلى بلادي وتمتعوا بها ما شئتم ويأتيك الجواب فورا سندخر من الأموال يوما ما يكفينا للسفر والتمتع بأجواء بلادكم . وفي صباح اليوم الثاني يمكن أن نلاحظ العجب العجاب في هذا المكان فالشرفات ملآى بالناس وكذلك الحدائق والساحات تفترشها العوائل للتدفئة بالشمس وقد اصطنعوا الملابس الصيفية فالسراويل تقطع فرق الركبة وترفع الأكمام من القمصان والقماصل وترى جميع أنواع الفانيلات الملونة والقطنية بل وحتى دريسات الرياضية وكأنهم في احتفال وكرنفال استعراض الملابس الداخلية ولكن فرحتهم لن تدوم طويلا فساعات النهار قصيرة جدا كأنها ساعات الفرح لعروسين في ليلة الزفاف ما أن تنتهي ليلة الدخلة حتى يبدأ الفرح بالانحسار التدريجي ليبدأ من جديد مع زفاف ودخله أخرى …
الى مثل هذه الأجواء انتقل سامر للدراسة ونيل شهادته العليا في الهندسة بعد أن ساعده في ذلك صديقه قصي وسار في دراسته للسنة الأولى وتفوق وعمل في المساء ليدخر أموالا إضافية تساعده في حياته هنا وعلى التمتع بأجواء هذا البلد الجميل فالزهور المنتشرة بكل أنواعها وألوانها تملا كل الحدائق وجميع الفسحات المنتشرة على كتوف الطرق الممتدة هنا والتي لا تستخدمها السيارات القديمة أبدا والتي يمنع القانون من استخدامها بل وتبادر إلى مصادرتها فورا لتأثيرها على الجمال المنتشر هنا وكان الأوراد هنا تطلق همساتها للجميع قائلة
( تمتع بعينيك ولا تحرم غيرك من التمتع ) فالكل يعشق الورود ويحبها في مثل هذه الأجواء تعود سامر العيش والدراسة والعمل كان قليل الخروج للسهر ويقضي معظم أوقاته في الدراسة والعمل كانت من اجمل صفاته المرح وزرع الطيب أينما حل متوسط القامة أشقر وجهه بيضاوي وشارباه معتدلان وانفه مدور وترى ملام الرياضة تبدو عليه وتكاد الابتسامة لا تفارقه أبدا .

بتلك الصفات قضى عامه الأول حتى جاءه صديقه زياد ليدعوه للخروج والترفيه عن أنفسهم .. ويخرجان إلى وسط المدينة ويدخلان إحدى الحانات المنتشرة هناك وعند جلوسهما إلى إحدى الطاولات القريبة من مسرح الرقص والغناء حيث تقدم الفرق والمطربين وصلات الرقص والغناء وتظهر إحدى الفرق لتقدم استعراضا راقصا جميلا وبعد قليل يلتفت لتقع عيناه عليها وتقاطعه نظرات عبناها الساحرتان وتتمايل باتجاهه حتى تصل طاولتهم وتنطلق نبرات صوت كتغريد البلابل لتقول .
بون سوار … أتسمح لي بالجلوس ( كانت الحروف تتدافع من فمها مثقلة بالإغراءات والإثارة ولا يمكن مقاومتها وكانت تحرك لسانها ترطب به فمها وتعظ على شفتها السفلى بأطراف أسنانها ببطء مثير وكأنها تزيح آثار الجفاف الذي تسببه الأضواء أو حتى بقايا الشراب وبينما كانت عيناه غارقة في رحلة التأمل بين أغوار ملامحها التي بالكاد كانت تتضح من خلال الأضواء وانعكاساتها على ذلك الكيان الجميل وبلا تردد أجابها …
- تفضلي ..
- إن الحر قاتل هنا وعطشي يزداد .
- وهل هناك شيء محدد لإروائك يا …
- إيفا … اسمي إيفا …
وقبل أن يرفع يديه ليدعوا إليه النادل حتى انسل كالعنكبوت ليعرض عليهم خدماته بعد أن اقتنصت عيناه يدا مرفوعة .. وبكل هدوء وكياسة طلب لها المشروب فهو يشعر ألان كالفراشة المحلقة في سماء النشوة الغامرة فهي المرة الأولى التي يشرب بها ويكثر وهي المرة الأولى التي تلتقط شبكاه حورية من غياهب البحر ولجته وبعد ان احضر النادل شرابا لها ملأ لها الكأس ورفعته وقالت .
-ألن تشرب معي … ( قالتها بعد رشفت كأسها الأول مرة واحدة )
- بلى ولكنني ما زلت مبتدءا وليس لي خبرتك …
- سأعطيك عصارة خبرتي … وزهوره العطرة …
( كانت إيفا سويدية وهي كما مواطنيها أضفى عليهم غياب الشمس عند سماء بلدهم بياضا فوق بياضهم وكذلك الشعر الأصفر والعينان الزرقاوان وكأنها ( ماركة مسجلة ) كما أضاف إليها حنكها المدور وانفها الناعم المدبب والأشم وشفتيها الحمراوان بطبعهما وكذلك أذناها المحرومتين من الحلمات على أطراف ذلك الوجه الدائري جمالا فوق جمالها وكانت أناملها تعكس مدى الوقت الذي تقضيه للعناية والحفاظ على هذا الجمال لتزيده جمالا وإثاره وهم المشهورين في كل أنحاء العالم بحبهم وعشقهم للنظافة في كل شيء … وقد كان الزغب المنتشر على ساعديها ورقبتها تلك الهبة الرائعة من الله وما تشكله قطرات العرق الناعمة المعلقة به من عازلا طبيعيا ضد الأشعة والحرارة وليرطب ذلك الجسم كي لا يحترق ويفقد لونه أما قصة شعرها فإنها بطريقة ملفتة للانتباه حيث يخف من الجوانب والخلف يشده ثم ترتفع كثافته الى الأعلى … يلتفت أليه صاحبه وهو غارق في تأملاته فيها وسأله .
- من هذه … يا سامر
- إنها إيفا … ويلتفت إليها هذا صديقي قصي .
- أهلا وسهلا
- أهلا بك .. قالها زياد متعجبا ..
- ومنذ متى أنت تعرفها .. أيها المارق تقول انك لم تخرج بدوني أبدا .
- اقسم لك باني لم ادخل هذا المكان من قبل
- ولكنك تعرفها من قبل أليس كذلك
- أبدا ولم اعرفها إلا الآن ..
- ماذا … الآن … ! انتبهت إلى حديثهما حيث تقوله له ..
- هل اسبب لك أي حرج …؟
- لا ….. أبدا …
- حسنا هل تخرج معي … الليلة..؟
- ماذا … أنا … لا ادري ربما لا أستطيع
- يبدوا انك من النوع الذي يحب التوسلات .
- لا داعي للتوصل ( وكأنه أيقن بأنها قد قررت الخروج معه بأي طريقة ولن تردها أعذار واهية )
- حسنا ولكن أنت لا تعرفين عني أي شيء .
- أنت الرجل الغامض … أليس كذلك .
- بل أنا الرجل البسيط سامر وأنا مهندس ومن العراق …
- أهلا … يا سامر ( كأنها بذلك قد أصابت قلب الهدف فعندما سمعت كلمه العراق توسعت حدقاتها حتى غاب لونهما الأزرق واصبح اصفرها وصار تمسكها بايقاعه مضاعفا فقد تم ارسالها من قبل احد السقاة للايقاع بهم بعد ان عرف بانهم عرب وانطلقت بدهائها وخبثها للايقاع بهم وبعد ان اعطته مكافاة كبيرة لمساعدتها في اصطيادهم ، وقدمت له كأسا هيا الن تشرب معي ..
- بلى …
- هل انت متزوج ..؟
- هل هي معك .؟
- ابدا انها هناك في بغداد .
- الا تفتقدها … وكانت تعني كامرأة وهي تداعب بأناملها راسه وشعره .
- بل والى ابنتي أيضا .
- انا هنا اليوم وسنحلق سويا بعيدا الى القضاء .
( نهض زياد من مجلسه ليذهب الى الحمامات وعندما دخل … جعل يتذاكر ما أوصوه به يوما حين وصل الى هذا البلد …
تعود السهر في مكان واحد ولا تغيره بسرعة
إذا أحسست بأنك بحاجة لمساعدة فاطلب فنجانا من القهوة
( وهو ما يفعله عادة من يشعر بالدوار ) .

إذا شعرت بالعجز عن المقاومة فاطلب كأسا من الماء وهذا سيبدو طبيعيا . وستأتيك النجدة فورا …لإنقاذك من الورطة التي أنت فيها .. أي ورطة … وأية موقف وحدث… غريبا . وتمتم في نفسه بنفس السؤال الذي تساءل به يوما . هل تراهم سيلاحظون ذلك … نعم … نعم .. ويجب ان يلاحظون ذلك فان لم أبدل المكان .. ابدا .. نعم لقد قال .. ( قد يكون احد الجلوس ويلاحظ النادل وهو ينقل القهوة او الماء فلو كانت لك فستعمل على نجدتك !!! او ربما يكون النادل او من في المطبخ واي كان فسيبعث لك من يعينك .. يعود بعدها وقد تعطر وقال .
- يبدو ان لديك معدة إضافية او انك لا تشربي فقد ذهبت الى الحمام للمرة الرابعة .. وبدأ راسي يدور بالجلوس كلهم وانت كما انت …
- لقد اعتدت ذلك اما انت فما زلت صغيرا على ذلك كانك تسكبين الشراب او انه نوعا آخر غير الذي يقدم لنا ( يضحك الثلاثة ويرفع يده لينادي الساقي ويطلب منه فنجانا من القهوة …تحضر بعد قليل فتاة جميلة تقترب من مجلسهما وتهمس له …
- لماذا تجلس وحيدا … هل ما زلت صغيرا على المعاشرة
من … انا….؟ ( يرفع راسه يستطلع محدثه فالفاها شقراء الشعر عيونها مائلة للخضرة بيضاء وكانها تستحم يوميا بالحليب والعسل اللذات كانت تبدو مثلهما ، رشيقة القوام طويلة ناهده الصدر طويلة الرقبة مملوءة الجسم .. تعكس ابتسامتها فمها المستطيل بشفتيه الورديان يطبقان على أسنان لؤلئية وحاجبان خفيفا الشعر وذوائب يصلان من الجانبين حتى حنكاها وكان النظر اليها يدفعك لحبس انفاسك .. امام اغراءها واثارتها .. كانت ترتدي فستانا احمر بظهر عاري قريب الى الشفافية والطول فوق الركبتين وما دفعه للنهوض من مجلسه ليقول … من .. انا ( انطلقت نظراته اليها وكانها مجسات حرارية استكشف ما خلف الأستار او ما قد حجبته أشباه الاستار …
- اجل انت …
- انا الأستاذ الفاشل وهذا هو تلميذي المتفوق .
( تلقى على الاثنان التحية )
لقد تجاوزت الثانية عشر منذ عشر سنوات .
….لكنك اطول مني بكثير ( تبتسم .. واسمي زياد .
- ومن اين انت
- انا من العراق … وانت
- انا من بولندا . واخيرا .. هل ستدعوني للجلوس .
- انا اسف .. تفضلي ..
- وانت ضمن احدى الفرق الاستعراضية .
- لا ابدا …
- لم تقولي لي … ما عمرك … ( كانه يتلكأ في ان تجلس )
- لم اكمل السنة الثانية بعد … ( التفت الى سامر وقال .
- يبدو ان هذه الليلة لن تمر بسلام ابدا ..
- ماذا تقول … الا تدعوني للجلوس …
- بل … تفضلي … ( يسحب كرسيا لها انا بحاجة الى القهوة فلا يمكن ان اكون قد بدأت بالهذيان ، كان جمالها ينعكس من خلال الاضواء يلوح تارة ويتوارى اخرى …
- ( انحنت اليه وهمست له حتى كادت شفتاها ان تلامس جبنيه وان تحرقه بانفاسها … وهي تقول له )
- اطلب لي كاسا من الشراب .. ( ورفع يده وطلب لها الشراب وبداء الاثنان يتهامسان يتناجيان .. اما سامر وايفا فقد انزويا هما الاثنان في حديث هامس صاخب وهما متقابلان وتكاد الكلمات لا تصل حمرة الشروق الرقيقة لساحرة التي تبدا بإذابة الجليد والاسمنت معا في رحلة الشمس اليومية والتي تساهم في ذات الوقت بصناعة السحب والاعاصير الرعود والعواصف بتناقض واضح باثارها الموجودة في كل زمان ومكان وكانها تغلق ابواب الجحيم وتفتح ابواب الجنان الواحد تلو الاخر لتبدأ سمفونيات الحنان والعشق والهيام والرغبة بالغرق حتى تحترق كل الالات الموسيقية وتنكسر عصا المايسترو لحظة الاندماج بين الخيال والحقيقة … )
- سامر … هل تسكن لوحدك
- نعم …..ماذا قلت .
- هل تسكن وحدك ..
- …….
- وأخيرا الجواب هو …
- نعم .. اسكن لوحدي …
- يمكننا الخروج واكمال السهرة عندك ولوحدنا .
- انك لا تتركين شيئا للصدفة ابدا .
- ابدا فليس اجمل من الصدفة الا استغلالها فربما لن تتكرر ابدا …
- بل ربما تكون اجمل .
- ربما تأتي في غير موعدها وعندها لن تفيد ابدا .
- ولكن يمكن ان تكون جميلة ..
- هذا اذا كانت صدفة حقا وغير مخططا لها ..( هكذا تكون صدفة حقا تلتفت الى جلسيهما حيث نادى قصي على النادل للمرة الثانية ونادى عليه مرة اخرى فطلبت جليسته جلب( الماء ) البارد فالقهوة لم تنفع … هكذا قالت وانسل النادل ونهض زياد الى الحمام والتفتت ايفا الى سامر الذي هم باللحاق بزياد الى الحمام .. ثم عادا بعد قليل جلس سامر والتفت الى ايفا وجلس زياد.. والتفت الى جليسته وسالها .
- لم تقولي لي ما اسمك ..
- اسمي وما الحاجة له … فلن تحتاجه بعد ان تصحو
- وهل انا نائم …
- نعم ولا بد لك من التخطيط في سهرتك القادمة … كي لا تصاب … بل ربما … تنهار …
- انا … لن انهار ابدا يا حلوتي .. ( اما سامر وايفا … فقال انطلق سحرها ليطوقه … وبدأت هساتها تطربه وزادت ابتساماتها من تاثيرات الخمر ي بدنه وكيانه حتى اسرته يحلو كلامها فكانت الفرقة الموسيقية تعزف اغنية ( hello) لليونيل ريتشي .
- كان من السذاجة لان استسلم اليها وراحت يديها تداعب يده والاخرى تطوقها وثم تنتقل أنامله من جبينها الى حاجبها الى اذنيها وحين تقترب الشفتان في التخطيط لقبلة حتى تراءت امامه فجأة … المرأة التي انقذ طفلها الذي صدمته سيارة وقام بنقله الى المستشفى وهي تقول له ( لماذا تضيع الإحسان ) سحب يديه كمن صعق واستجمع قوته من جديد ليصمد كما صمد من طويلا امام المغريات وحين سألته ايفا .
- سحرك لي يا سامر تعرف بان عيناك جميلتان
- ليست اجمل من عيناك .
- انهما يشكوان لي الشوق والصبابة والرغبة .
- انها نوازع الجسد ولا بد من لجمها … والا .
- ولم لا تدع الجسد ينال ما منحه الله من حقوق .
- ان حقوقه يجب ان ينالها بانتظام وبدراسة .
- ولكن الا تؤمن بان ساعة الحظ لا تعوض .
- يمكن ان يحدث ذلك لكن ليس هذه الليلة فقد شربت الكثير
اما سامر فقد نفي ذلك . فلم يقم به منذ وصوله حتى اليوم كما اني اشعر ب …..قفز باتجاه الحمامات وتنبه صديقه قصي الى حال صديقه ليلحق به …
- ماذا هناك … هل اصابك مكروه …
- ابدا يبدو انني قد شربت الكثير …
- لقد اثرت شكوكي في انك تعرفها منذ زمن فانسجامكما يلفت الانظار وانك حاولت اخفاء ذلك عني …
- ابدا كل ما هناك ان الاعجاب كان متبادلا وقد نقضي الليلة سويا يمر احد الاشخاص بالقرب منهما محاولا الخروج من الحمامات ويصطدم بسامر بقوة ويجرح يده فيصرخ به وهو يترنح ..
- ما هذا الا……. .
- انا اعتذر … انا اسف ( هكذا يا سامر وزياد لكن الرجل رفع يده ليضرب سامر فيسقط على الارض ويغرق راسه في بركة من الدم يخرج مسرعا لطلب النجدة ويتبرع احدهم لنقله الى المستشفى ويتكتم صاحب المحل خوفا من المساءلات القانونية ويساعد في ايصاله الى سيارة المتبرع الذي يحملوه الى المستشفى وهناك يخبرهم احد الاطباء بانه قد نزف كثيرا ويحتاج الى الدم بادر الاثنان لاجراء اختبار فحص الدم ولم يخبرهم زياد بانه قد تبرع منذ اسبوعين فقط لمحاولة انقاذ الرجل المصاب ثم سالهم الطبيب .
- هل اجريتم فحص ( الايدز )
- اجاب زياد …نعم انه معي فقد قاموا باجراءه عندما تبرعت قبل اسبوعين وثم اعطاءه اللقاح الخاص لذلك .
اما سامر فقد نفي ذلك . فلم يقم به منذ وصوله حتى اليوم
- اذن لا بد لك من اجراء الفحص ومن ثم اخذ اللقاح .
- كيف فاتك اجراء الفحص .. ( تفضلوا معي ) يسير الثلاثة في ممر طويل … ثم يدخلان احدى الغرف التي تؤدي الى غرفة اخرى جلس الاثنان في غرفة الانتظار ودخل الطبيب الى الغرفة الاخرى ثم خرج واعطى لكل منهم بطاقة صغيرة كبطاقات التعريف الشخصية ، فاذا بها وصايا … التحذير من الاصابة بالايدز
1. ابتعد عن ( المخدرات ، الممارسات الشاذة ، البغايا )
2. الممارسات الجنسية المحرمة هي اسهل الطرق للاصابة بالوباء .
( بعد ان قرأها تذكر المرأة وتذكر الرجل الذي صدمه وتذكر المرأة التي تراءت له ودخل بعد قليل رجلا باشر بسحب الدم منهما وتركهما وبعد اكثر من ساعة كانت الصراعات النفسية والفكرية تتلاطم في مخيلاتهما يخرج الرجل من الغرفة
- من منكم زياد …
- نعم انا ..
- انك سالم من الاصابات ولكنك لا تصلح للتبرع فقد تبرعت قبل اسبوعين وفي ذلك خطر عليك . والتفت الى سامر ..
- اما انت … فلا بد من اعادة الفحص لوجود بعض الشك في نتيجة التحليل …
- ماذا تعني … شك بماذا .
- شك بالإصابة طبعا
- الإصابة بماذا … وشك بماذا .. أوضح رجاءا
- هل لديك علاقة مع أي فتاة هنا …
- ابدا … لا علاقة لي بأي فتاة
- ولم تقم علاقة او تعاشر أي غانية مثلا …
- ابدا ….لكن اليوم …..ولم يحدث أي شيء بعد … فقد حصل الحادث لكن ربما …
- ربما ماذا …
- شربنا من كأس واحدة او قبلة لا ادري فالخمر قد شوشت تفكيري … لا ادري ربما …
- هل تعلم ان هذه أل ربما يمكن أن تسبب الإصابة فالجرثومة نشطة جدا
- ماذا تعني القبلة ربما …
- نعم بل وحتى سيكارة او الشرب او الطعام ولا بد ان تعرف موطن المرض والبؤرة والوباء كي تبتعد عنه وكيف تتعامل معه
- لا بد انك تمزح …
- ابدا فمثل هذه الامور لا مزاح فيها … ابدا . وستؤكد التحاليل تخوفنا .. وشكنا ! .
- تمتم سامر … وبدأت بوادر الرعب على كل اوصاله وامتلأت محاجر عيناه بالدموع وتلألأت حدقتاه وانفجرت عبر جفونه الدموع غزيره واجهش بالبكاء ويقول انا … ماذا يقول … هل يمكن ذلك … يارب .. وبدا زياد يهدئه ويلومه حول سبب عدم قيامه بأخذ التلقيح الخاص وعدم حذره من ذلك وكان صوته وهو يبكي ويقول لائما نفسه …
- لقد كنت طوال حياتي حذرا من الحرام لكنها الخمر التي شربتها أنستني وشلت تفكيري وضاع الحذر مع إغراءات تلك الساقطة التي زادت من تاثير الخمر … سأقتلها نعم سأقتلها لو أصبت …
- ولكن ربما ليست هي …
- انا لم اعرف واحدة ابدا فانا اهتم بدراستي وعملي فقط ولا شيء غيرهما .. (اه يا تعاسة امي … اخوتي ماذا ساقول لهم اه … يا الله .. غفرانك ربي … غفرانك يا الله … اشفع لي يا محمد … ( يا يس ) يا انبياء الله انجدوني … اه يا علي يا حسين … يا اجدادي انقذوني كانت الدموع بكل حرارتها لتذيب اجواء الجليد في ذلك المكان من العالم حتى يخرج اليه رجلا ويناوله منديلا … قائلا ..


- خذ امسح دموعك … يا اخي .. ( قالها بلهجة عراقية صرف…. رفع راسه ليرى امامه الرجل الذي تبرع بايصالهما بسيارته الى المستشفى .. )
- شكرا لك …
- يجب ان تكون حذرا في المستقبل
- يخرج اليه الطبيب وهو واجم … ليقول له …
- لقد نسيت ان تكتب عنوانك على الورقة ..
- ماذا … هل ظهرت النتيجة ( الصمت ) الموت اهو الموت
- يجب عليك ان تأخذ التلقيح فورا ( قالها مبتسما واضاف نحمد الله على انك سليما معافى )
قفز من مكانه طوق الطبيب واخذ يدور به في الغرفة قائلا
شكرا لك … شكرا الف شكر التفت الى زياد وطوقة وشكره ثم الى الرجل صاحب السيارة شكرا لك شكرا لكم الحمد لله الحمد لله ورفع يديه الى السماء شكرا لله وسجد شاكرا له وحامدا اياه وكانت الدموع اشد حرارة وهي تنساب فوق خديه والفرحة تكاد تخنق تعابيره ورفع راسه للسماء شكرا وحمدا لله .. ولكن الطبيب قال له .. لا بد لك من ان تشكر الرجل الذي أنقذك قبل السقوط في كمينهم ….
ساشكر من تريد كل الناس هنا .. ساعود الى دراستي ساحافظ على عهدي لاهلي لوطني .. ولكل ما تريد مني سافعله لكن قبل كل شيء لا بد ان اتبرع بالدم ما دمت غير مصابا لذلك الرجل ..
ليس قبل ان تشكره انه في الغرفة رقم( 518 ) وهي قريبة من هذا الباب الثالث الى اليسار يخرج من الغرفة ويسير في الممر وامام باب الغرفة تحمل الرقم ( 518 ) يطرق الباب ثم يدخل يجد سريرا يرقد احد المرضى حتى راسه ويجلس امامه شخصا اخر يعتمر قبعة وقد مد رجليه على المنضدة امامه واسدل القبعة لتغطي عينيه وعندما اقترب من السرير او كاد التفت الى الرجل الجالس وربت على كتفيه فرفع الاخير قبعته ليدب الذعر في اوصال سامر …
ما هذا … من … الست الرجل الذي وقع … ام انه تؤامك
بل انا … بعينه ( بعدان نهض من مجلسه
من انت .. وما هذا اللغز
انا زوج هذه المرأة التي رزقني الله منها بطفل جميل واسمي براق
انت عراقي … وتتكلم بلهجتي .. وكذلك المتبرع ثم تلميح الطبيب لان يشكر المنقذ من كمينهم ( عبارات لم يركز عليها من غمرة فرحته بعدم الاصابة لكنه استعادها كشريط سينمي
لكن الم تصدمني قبل قليل
نعم ولكن جسمك قويا حتى انني اشعر ببعض الرضوض
ما معنى هذا ..
الم تجرح يديك ..او رأسك
هل تعني ( تذاكر مع نفسه انقاذهم له من الانغماس والانحدار
نعم فقد كنت هدفا للتدمير لكونك عربي فايفا مدسوسة من قبل الموساد وقد كنت صيدا سهلا لكونك عراقيا فقد ازدادت رغبتهم في تدميرك
لكن كيف ..
ان ذلك بفضل احد السقاة العرب العاملين والذي حاول بمبادرة منه وقد دفع احدى الفتيات لابعادكم وحين لم تفلح اعطت النادل كلمة السر حين طلبت الماء فقام باحضار المتبرع الذي اقلق احلامي وانطلقنا لانقاذك .. بعد ان وضعت حبه في كأسك للتقيؤ يهوى على المقعد القريب منه ويصرخ .. الحمد لله الشكر لله اشكرك يا اخي .. ) لا اعرف كيف اشكرك ..
ادعوني للعشاء … في احدى الحانات ..
من….؟ انا .. توبة … لن ادخلها ابدا .. توبة ان اشرب ابدا بعد قليل تستيقط زوجته من نومها .
مع من كنت تتحدث .. هل جاء الطبيب .
بل انه احد المرضى كان تائها ووصفت له طريقه
اين كنت قبل قليل فلم تكن هنا .
….. لقد ذهبت لأمنع القطة من التهام الطعام الجيد
ماذا أي لحم …
أي لحم لا بد انك تحلمين هل أنت ضائعة
هل اتصلت بوالدتي وأخبرتها …
كلا فهم ما زالوا نياما الآن وبعد ساعة سأتصل بهم وهم على مائدة الإفطار
إن لم تجدها في نزل شقيقي في اليرموك فستكون في الاعظمية
حاضر يا حبيتي .. نامي وارتاحي الآن
لا تنسى ان تخبرهم إننا أسميناها … بغداد .
حسنا ….لك ما تريدين فقط استريحي .
يذهب الى صديقه الدكتور اسعد ليجلسان سويا يتناولان القهوة في غرفة الطبيب فهو من لبنان .. وينظم إليهم بعد قليل ( باهي إبراهيم ) المنقذ التونسي ) … ويعكس لك لقاءهم التوحد العربي ضد الاستعمار والاعداء .. ضد التآمر بكل اشكاله … واساليبه لتنتصر عبر تلاحم الايادي ..
هالات النصر الوهاجة عبر السماء …













آخر مواضيعي

0 اتحدى اذكى الاذكياء يحل هاذا السؤال
0 طفله صغيره تحرج مدرسه بسؤال
0 طفله ترفع الضغط
0 اختار من 1-10 وشوف نفسك وانت صغير‎
0 اختر من واحد الى عشره للبنات فقط
0 لعبة جماعية بين الاعضاء الامبراطور
0 سلاح الحب
0 آإذآإ عنَدك إآنسسسآن تعزه ،، |[ آقرأ هآلكلآإم‎
0 اتحداك تجاوز المرحلة اثالثة
0 أكَرهكَ وِأحِبكَ وِلا أبيْكَ وِأبيْكَ ..‎


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ارقام المقبولين في القوات البريه سلاح النقل 1432 صعب المنال اخبار عامه - سياسيه - اقتصادية - عالمية - متنوعة 0 10 - 10 - 2011 08:16 AM
اجمل رسائل الحب , رسائل حب , اجمل رسائل الحب 2012 ملآك جوالات - اتصالات - مسجات - sms - mms - برامج جوال - نغمات - ثيمات 3 3 - 10 - 2011 12:45 AM
الحب رودينا نقاش جاد - نقاش عام - الاتجاه المعاكس 1 14 - 9 - 2011 12:01 PM
انا الحب ٱڼـثے مڼ جوري♣ مدونة - مدونات اعضاء خجلي 0 28 - 8 - 2011 07:11 PM
سلاح ذو حدين الدبلوماسي نقاش جاد - نقاش عام - الاتجاه المعاكس 2 18 - 7 - 2009 05:03 AM


الساعة الآن 06:04 PM.


المواضيع المكتوبة في منتديات خجلي لاتعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وإنما تعبر عن وجهة نظر كاتبها

Security team

تصميم دكتور ويب سايت