متابعين خجلي على تويتر
متابعين خجلي على الفيسبوك
|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
17 - 12 - 2011, 07:22 PM | #1 | ||||
| رجل هو الزهد والزهد هو
إليكم سير علم من أعﻼم الصالحين وإماماً من أئمتهم ورجﻼً من رجالتهم، ما إن يذكر اسمه إﻻ ويذكر الزهد – وما إن يذكر الزهد إﻻ ويذكر اسمه. رجل هو الزهد، والزهد هو. غير أنه لم يدرك النبي وإنما كان على درجة من الفطنة والزكاة، والخشية واﻹنابة والعقل والورع، والزهد والتقوى ما جعله يشبه الصحابة الكرام بل قال عنه علي بن زيد لو أدرك أصحاب رسول الله وله مثل أسنانهم ما تقدّموه. قال عنه أحد العلماء: كان جائعاً عالماً عالياً رفيعاً فقيها ثقة مأموناً عابداً ناسكاً كبير العلم فصيحاً جميﻼً وسيماً. قال عنه أحد الصحابة: لو أنه أدرك أصحاب رسول الله ﻻحتاجوا إلى رأيه. كانت أمه خيرة موﻻة ﻷم سلمة زوج النبي وكان مولده قبل نهاية خﻼفة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بسنتين. وكانت أمه تخرج إلى السوق أحياناً فتدعه عند أم سلمة فيصيح جوعاً فتلقمه أم سلمة ثديها لتعلله به، إلى أن تجيء أمه – وإذا برحمة الله تنزل على الثدي فيدر لبناً فيرضع الطفل حتى يرتوي. فإذا هو يرتوي حكمة وفصاحة وتقى، فما إن شب صاحبنا إﻻ وينابيع الحكمة تنبع من لسانه وجمال اﻷسلوب ورصانة العبارة وفصاحة اللسان تتحدر من كﻼمه. إنه الحسن بن أبي الحسن يسار، اﻹمام شيخ اﻹسﻼم أبو سعيد البصري المشهور بالحسن البصري، يقال: مولى زيد بن ثابت، ويقال: مولى جميل بن قطبة. وأمه خيرة موﻻة أم سلمة، نشأ إمامنا في المدينة النبوية وحفظ القرآن في خﻼفة عثمان. وكانت أمه وهو صغير تخرجه إلى الصحابة فيدعون له، وكان في جملة من دعا له عمر بن الخطاب. قال: اللهم فقهه في الدين، وحببه إلى الناس. فكان الحسن بعدها فقيهاً وأعطاه الله فهماً ثابتاً لكتابه وجعله محبوباً إلى الناس. فﻼزم أبا هريرة وأنس بن مالك وحفظ عنهم أحاديث النبي ، فكان كلما سمع حديثاً عن المصطفى ازداد إيماناً وخوفاً من الله. إلى أن أصبح من نساك التابعين ومن أئمتهم ومن وعاظهم ودعاتهم، وصار يرجع إليه في مشكﻼت المسائل وفيما اختلف فيه العلماء، فهذا أنس بن مالك ، سُئل عن مسألة فقال: سلوا موﻻنا الحسن، قالوا: يا أبا حمزة نسألك، تقول: سلوا الحسن؟ قال: سلوا موﻻنا الحسن. فإنه سمع وسمعنا فحفظ ونسينا. وقال أنس بن مالك أيضاً: إني ﻷغبط أهل البصرة بهذين الشيخين الحسن البصري ومحمد بن سيرين. وقال قتادة: وما جالست رجﻼً فقيهاً إﻻ رأيت فضل الحسن عليه، وكان الحسن مهيباً يهابه العلماء قبل العامة، قال أيوب السختياني: كان الرجل يجالس الحسن ثﻼث حجج (سنين) ما يسأله عن مسألة هيبة. وكان الحسن البصري إلى الطول أقرب، قوي الجسم، حسن المنظر، جميل الطلعة مهايباً. قال عاصم اﻷحول: قلت للشعبي: لك حاجة؟ قال: نعم، إذا أتيت البصرة فأقرئ الحسن مني السﻼم، قلت: ما أعرفه، قال: إذا دخلت البصرة فانظر إلى أجمل رجل تراه في عينيك وأهيبه في صدرك فأقرئه مني السﻼم، قال فما عدا أن دخل المسجد فرأى الحسن والناس حوله جلوس فأتاه وسلّم عليه. وكان الحسن صاحب خشوع وإخبات ووجل من الله، قال إبراهيم اليشكري: ما رأيت أحداً أطول حزناً من الحسن، وما رأيته قط إﻻ حسبته حديث عهد بمصيبة. وقال علقمة بن مرثد: انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين، فأما الحسن بن أبي الحسن البصري. فما رأينا أحداً من الناس كان أطول حزناً منه، وكان يقول أي الحسن: نضحك وﻻ ندري لعل الله قد اطلع على بعض أعمالنا. فقال: ﻻ أقبل منكم شيئاً، ويحك يا ابن آدم، هل لك بمحاربة الله طاقة؟ إن من عصى الله فقد حاربه، والله لقد أدركت سبعين بدرياً، لو رأيتموهم قلتم مجانين، ولو رأوا خياركم لقالوا ما لهؤﻻء من خﻼق، ولو رأوا شراركم لقالوا: ما يؤمن هؤﻻء بيوم الحساب. قال مطر الوراق: الحسن كأنه رجل كان في اﻵخرة ثم جاء يتكلم عنها، وعن أهوالها. فهو بخبر عما رأي وعاين. وقال حمزة اﻷعمى: وكنت أدخل على الحسن منزله وهو يبكي، وربما جئت إليه وهو يصلي فأسمع بكاءه ونحيبه فقلت له يوماً: إنك تكثر البكاء، فقال: يا بني، ماذا يصنع المؤمن إذا لم يبكِ؟ يا بني إن البكاء داع إلى الرحمة. فإن استطعت أن تكون عمرك باكيا فافعل، لعله تعالى أن يرحمك. ثم ناد الحسن: بلغنا أن الباكي من خشية الله ﻻ تقطر دموعه قطرة حتى تعتق رقبته من النار. وقال حكيم بن جعفر قال لي من رأى الحسن: لو رأيت الحسن لقلت: قد بث عليه حزن الخﻼئق، من طول تلك الدمعة وكثرة ذلك النشيج. قال يزيد بن حوشب: ما رأيت أخوف من الحسن وعمر بن عبد العزيز، كأن النار لم تخلق إﻻ لهماً. وعن حفص بن عمر قال: بكى الحسن فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: أخاف أن يطرحني غداً في النار وﻻ يبالي. لله ما أطهر هذه القلوب، ولله ما أزكى هذه النفوس، بالله عليك قل لي: هل أرواحهم خلقت من نور أم أطلعوا على الجنة وما فيها من الحور أو عايشوا النار وما فيها من الدثور أم إنه اﻹيمان يكسى ويحمل فيكون كالنور نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء. سبحان الله ﻻ إله إﻻ الله، ما الذي تغيّر هل لهم كتاب غير كتابنا أم أرواح غير أرواحنا أم لهم أرض غير أرضنا، ﻻ والله لكنها القلوب تغيرت والنفوس أمنت واﻷجساد تنعمت، غيرتها الذنوب وقيدتها المعاصي حتى أصبحنا ﻻ نرى هذه الصور اﻹيمانية وﻻ النفوس القرآنية وصرنا نذكرها كفقير يذكر غناه أو بئسٍ ينادي فرحة دمناه، أين إخبات الصالحين، أو خشوع المؤمنين أو دموع التائبين أو أنين الخائفين. أين أهل اﻹيمان، كمدتُ أﻻ أراهم إﻻ في كتاب أو تحت تراب. وكان الحسن البصري صاحب مواعظ وتذكير، ولكﻼمه أثر في النفوس وتحريك للقلوب. قال اﻷعمش: ما زال الحسن يعي الحكمة حتى نطق بها. وكان أبو جعفر الباقي إذا ذكره يقول: ذاك الذي يشبه كﻼمه كﻼم اﻷنبياء. ومن كﻼمه رحمه الله: روى الطبراني عنه أنه قال: إن قوماً ألهتهم أماني المغفرة، رجاء الرحمة حتى خرجوا من الدنيا وليست لهم أعمال صالحة. يقول أحدهم: إني لحسن الظن بالله وأرجو رحمة الله، وكذب، ولو أحسن الظن بالله ﻷحسن العمل لله، ولو رجا رحمة الله لطلبها باﻷعمال الصالحة، يوشك من دخل المفازة (الصحراء) من غير زاد وﻻ ماء أن يهلك. عن حميد قال: بينما الحسن في المسجد تنفس تنفساً شديداً ثم بكى حتى أرعدت منكباً ثم قال: لو أن بالقلوب حياةً، لو أن بالقلوب صﻼحاً ﻷبكتكم من ليلةٍ صبيحتها يوم القيامة، إن ليلة تمخض عن صبيحة يوم القيامة ما سمع الخﻼئق بيوم قط أكثر من عورة بادية وﻻ عين باكية من يوم القيامة. وجاء شاب إلى الحسن فقال: أعياني قيام الليل (أي حاولت قيام الليل فلم استطعه)، فقال: قيدتك خطاياك. وجاءه آخر فقال له: إني أعصي الله وأذنب، وأرى الله يعطيني ويفتح علي من الدنيا، وﻻ أجد أني محروم من شيء فقال له الحسن: هل تقوم الليل فقال: ﻻ، فقال: كفاك أن حرمك الله مناجاته. وكان يقول: من عﻼمات المسلم قوة دين، وجزم في العمل وإيمان في يقين، وحكم في علم، وحسن في رفق، وإعطاء في حق، وقصد في غنى، وتحمل في فاقة (جوع) وإحسان في قدرة، وطاعة معها نصيحة، وتورع في رغبة، وتعفف وصبر في شدة. ﻻ ترديه رغبته وﻻ يبدره لسانه، وﻻ يسبقه بصره، وﻻ يقلبه فرجه، وﻻ يميل به هواه، وﻻ يفضحه لسانه، وﻻ يستخفه حرصه، وﻻ تقصر به نغيته. وقال له رجل: إن قوماً يجالسونك ليجدوا بذلك إلى الوقيعة فيك سبيﻼً (أي يتصيدون اﻷخطاء). فقال: هون عليك يا هذا، فإني أطمعت نفسي في الجنان فطمعت، وأطعمتها في النجاة من النار، فطمعت، وأطمعتها في السﻼمة من الناس فلم أجد إلى ذلك سبيﻼً، فإن الناس لم يرضوا عن خالقهم ورازقهم فكيف يرضون عن مخلوق مثلهم؟ وسُئل الحسن عن النفاق فقال: هو اختﻼف السر والعﻼنية، والمدخل والمخرج، ما خافه إﻻ مؤمن (أي النفاق) وﻻ أمنة إﻻ منافق، صدق من قال: إن كﻼمه يشبه كﻼم اﻷنبياء. توفي اﻹمام الحسن البصري وعمره 88 سنة عام عشر ومائة في رجب منها. بينه وبين محمد سيرين مائة يوم. رحمه الله رحمة واسعة وأدخله فسيح جنانه وجمعنا وإياه في دار كرامته.
المصدر: منتديات خجلي - من قسم: حياة - صفات - اخلاق - اقوال - رسول الامه | ||||
17 - 12 - 2011, 07:27 PM | #2 |
| رد: رجل هو الزهد والزهد هو بارك الله فيك وسلمت يمناك اختي علي الطرح المميز تقبلي مروري |
17 - 12 - 2011, 07:55 PM | #3 |
| رد: رجل هو الزهد والزهد هو الله يسلمك اخوي وبارك الله فيك ع المرور الطيب |
17 - 12 - 2011, 10:02 PM | #4 |
| رد: رجل هو الزهد والزهد هو جزيت الخير عزيزتي...سيرة علم عظيم من أعلام أمتنا..رزقنا الله اقتفاء آثارهم والسير على نهجهم |
21 - 12 - 2011, 09:44 AM | #5 |
| رد: رجل هو الزهد والزهد هو .يعطيك الف عافيه استمعت بسيرة الحسن البصري عالم جليل ، جعل الله من ابناء امتنا كهو ~ |
21 - 12 - 2011, 12:14 PM | #6 |
| رد: رجل هو الزهد والزهد هو الله يحفظك ويعطيك العافيه ومشكور ه وتقبلي مروري المتواضع |