متابعين خجلي على تويتر
متابعين خجلي على الفيسبوك
|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2 - 9 - 2012, 10:10 AM | #1 | ||||
| الأدب مع أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم
لا يُتصور ممن يدعي حب النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن تنطلق جوارحه بطاعته واتباعه ، فليس حبه صلى الله عليه وسلم مجرد كلمات مدائح خالية من الاتباع والعمل ، بل باتباعه فيما أمر به ، والتأدب مع أقواله وأحاديثه ، واتخاذه صلى الله عليه وسلم قدوة في الظاهر والباطن ، والعبادات والأخلاق ، قال الله تعالى : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ }(الأحزاب: من الآية21)، وقال : {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }(آل عمران:31) .. كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم أعظم وأجَّل في نفوس الصحابة من أن يلغوا إذا تحدث ، أو ينشغلوا عنه إذا تكلم ، أو يرفعوا أصواتهم بحضرته ، وإنما كانوا يلقون إليه أسماعهم ، ويحضرون عقولهم وقلوبهم ، ويحفزون ذاكرتهم ، فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في وصف حال أصحابه رضوان الله عليهم عند سماع قوله وحديثه - صلى الله عليه وسلم قال : ( وإذا تكلم أطرق جلساؤه ، كأنما على رؤوسهم الطير ، فإذا سكت تكلموا )(الترمذي) .. وفي ذلك دلالة على السكون التام ، والإنصات الكامل من الصحابة رضوان الله عليهم هيبة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وتعظيما له ، وإجلالا لحديثه .. ومع كمال هيبة الصحابة للرسول - صلى الله عليه وسلم - وشدة تعظيمهم له ، لم يكونوا يترددون في مراجعته - صلى الله عليه وسلم - لاستيضاح ما أُشْكِل عليهم فهمه ، حتى يسهل حفظه بعد ذلك والعمل به ، ومن ذلك حديث حفصة رضي الله عنها قالت : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( إني لأرجو ألا يدخل النار أحد إن شاء الله ممن شهد بدرا والحديبية ) ، قالت : قلت يا رسول الله، أليس قد قال الله : { وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً }(مريم:71) ، قال : ( ألم تسمعيه يقول : { ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً } (مريم:72))(ابن ماجه).. وكانت أسئلة الصحابة رضي الله عنهم للنبي صلى الله عليه وسلم بقصد العلم والعمل ، لا الشهرة والجدال ، لِما علموا من كراهة النبي - صلى الله عليه وسلم - للمسائل التي لا يُحتاج إليها ، ولما سمعوا من تحذيره من كثرة السؤال .. فعن الزهري عن سهل بن سعد قال : " كَرِه رسول الله صلى الله عليه وسلم المسائل وعابها " . قال النووي : " .. المراد : كراهة المسائل التي لا يُحْتاج إليها ، لاسيما ما كان فيه هتك ستر مسلم ، أو إشاعة فاحشة أو شناعة على مسلم أو مسلمة .. قال العلماء: أما إذا كانت المسائل مما يحتاج إليه في أمور الدين وقد وقع فلا كراهة فيها " .. وقد التزم الصحابة رضوان الله عليهم بترك السؤال عما سكت عنه النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم يتكلفوا السؤال عما سكت عنه حتى لا يؤدي السؤال عن ذلك إلى إيجاب ما لم يوجبه الشرع ، أو تحريم ما لم يحرمه ، فيكون السؤال قد أفضى إلى التضييق على المسلمين ، كما قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ }(المائدة : من الآية101) .. وحذر الرسول - صلى الله عليه وسلم - من مثل ذلك ، فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إن أعظم المسلمين جُرْما(ذنبا) من سأل عن شيء لم يُحَّرَّم، فحُرِّم من أجل مسألته )(البخاري) . وكان الصحابة رضي الله عنهم إذا سمعوا شيئا من النبي - صلى الله عليه وسلم - وحملوا عنه علما ، جلسوا فتذاكروه فيما بينهم ، تأكيدا لحفظه ، وتقوية لاستيعابه وضبطه والعمل به .. وقد بقى مبدأ المذاكرة قائما بين الصحابة حتى بعد وفاته - صلى الله عليه وسلم - ، فعن علي بن الحكم عن أبي نضرة قال : " كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اجتمعوا تذاكروا العلم .." .. ومن الأدب مع قوله وحديثه صلى الله عليه وسلم كما يقول ابن القيم : " أن لا يُسْتشكل قوله ، بل تستشكل الآراء لقوله ، ولا يعارض نصه بقياس ، بل تهدر الأقيسة وتلقى لنصوصه ، ولا يحرف كلامه عن حقيقته لخيال يسميه أصحابه معقولا ، ولا يوقف قبول ما جاء به على موافقة أحد " .. وكذلك من الأدب مع أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم معرفة قدرها ، والعمل بها ، وعدم تقديم قول أحد عليها ، فقد قال الله عز وجل عن كلامه وحديثه صلى الله عليه وسلم : { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى }(النجم 3 : 4) .. ومن ثم كان أبو هريرة رضي الله عنه إذا أراد أن يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " هلموا إلى ميراث نبيكم " .. وقال مالك : " جاء رجل إلى ابن المسيب فسأله عن حديث وهو مضطجع فجلس وحدثه ، فقال له الرجل : وددت أنك لم تتعن ، فقال : إني كرهت أن أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مضطجع " ..
وقال مصعب بن عبد الله : كان مالك بن أنس إذا حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ وتهيأ ولبس ثيابه ثم يحدث .. قال مصعب : فسُئِل عن ذلك فقال : إنه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وذكرالسيوطي عن الشافعي أنه روى يوما حديثا وقال إنه صحيح ، فقال له قائل : أتقول به يا أبا عبد الله ؟ ، فاضطرب وقال : " يا هذا أرأيتني نصرانيا ؟ ، أرأيتني خارجا من كنيسة ؟ ، أرأيت في وسطي زنارا ؟ ، أرْوِي حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أقول به !".. ومن أقوال الإمام الشافعي في الأدب مع حديث وسنة النبي صلى الله عليه وسلم : " أجمع المسلمون على أنه من استبان له سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحل لأحد أن يدعها لقول أحد ". وقال : " إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا بقول رسول الله ، وهو قولي " .. وقال : " إذا صح الحديث فهو مذهبي " ، " كل مسألة صح فيها الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أهل النقل بخلاف ما قلت ، فأنا راجع عنه في حياتي وبعد موتي " . ومن أقوال الإمام أحمد بن حنبل في ذلك : " لا تقلدني ، ولا تقلد مالكا ، ولا الشافعي ، ولا الأوزاعي ، ولا الثوري ، وخذ من حيث أخذوا " . وقال : " من رد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهو على شفا هلكة " . هكذا كان الصحابة رضي الله عنهم وسلف وعلماء الأمة يتأدبون مع أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد وفاته ، ولا يقدمون قول أحد على قوله إن ثبت وصح عنه ، وهذا من تمام حبه والأدب معه صلى الله عليه وسلم .. قال ابن القيم : " ومن الأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم : " أن لا يُتقدم بين يديه بأمر ولا نهي ، ولا إذن ولا تصرف حتى يأمر هو وينهى ويأذن ، كما قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } (الحجرات:1) ، وهذا باق إلى يوم القيامة ولم يُنْسَخ ، فالتقدم بين يدي سنته بعد وفاته كالتقدم بين يديه في حياته ، ولا فرق بينهما عند ذي عقل سليم .." .. موقع مقالات اسلام ويب
المصدر: منتديات خجلي - من قسم: حياة - صفات - اخلاق - اقوال - رسول الامه | ||||
2 - 9 - 2012, 12:36 PM | #2 |
| رد: الأدب مع أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم صلوات ربي وسلامه علييه جزاك ربي الجنة على هالطرح القييم والمفييد بانتظار جديدك |
3 - 9 - 2012, 03:04 AM | #3 |
| رد: الأدب مع أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم اللهم صلي وسلم ع حبيبنا وسيدنا محمد عليه افضل الصلوات واتم التسليم جزاك الله جنه عرضها السموات والارض يا هموسه ولجميع اعضاء واداره مندى خجلي |
3 - 9 - 2012, 05:35 AM | #4 |
| رد: الأدب مع أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم بارك الله فيك وجزاك الله خيرا |
3 - 9 - 2012, 11:29 AM | #5 |
| رد: الأدب مع أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم جُزيتم الجنه ووالديكم ... صلوات ربي وسلامه عليه |
3 - 9 - 2012, 08:11 PM | #6 |
| رد: الأدب مع أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عليه افضل الصلآة والسلآم .. جزآكِ الله كل خير عليآء طرح مميز وقيم .. لآحرمكِ الله الأجر والثوآب .. تحيآتي . |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
حقوق الخدم في سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، صور من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في معاملة الخدم | أنشودة المطر | حياة - صفات - اخلاق - اقوال - رسول الامه | 4 | 23 - 1 - 2016 11:00 PM |
حكم من سب النبي صلى الله عليه وسلم | همس المشاعر | حياة - صفات - اخلاق - اقوال - رسول الامه | 6 | 15 - 4 - 2012 11:27 AM |
حوض النبي صل الله عليه وسلم | همس المشاعر | حياة - صفات - اخلاق - اقوال - رسول الامه | 3 | 18 - 3 - 2012 11:27 AM |
حكم من سب النبي صلى الله عليه وسلم . | همس المشاعر | حياة - صفات - اخلاق - اقوال - رسول الامه | 3 | 29 - 2 - 2012 05:12 PM |
أزواج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم | Riita Des | حياة - صفات - اخلاق - اقوال - رسول الامه | 2 | 9 - 12 - 2011 07:41 PM |