26 - 9 - 2011, 07:53 PM
|
#4 |
| رد: الى متى !!! رأيتُها تحملُ الأقدامَ مسرعةً
نحوي تغذُّ خُطاها قلتُ واعَجَبِي
ماذا تريدُ فتاةٌ في براءَتِها
سمراءُ والوجه مصفرٌّ من التعبِ
ماذا تريدُ من المرآةِ أرمُقُها
وكلما اقترَبَتْ يزدادُ بي عَجَبِي
تقدَّمتْ وأنا دَهَشَاً أُناظرُها
صغيرتي ما الذي أغراكِ بالنَّصَبِ
فمثلُك الآن بين الصَّحْبِ وادعةً
لتنهلَ العلمَ أو تزدانَ بالأدبِ
فأين والدُك الحاني وأمُّك أي
ن الأهلُ أين ذوو الإحسان؟لم تُجِبِ
«بخورُ يا عم» هل تشري فرائحةٌ
للعودِ والصَّمغِ لم تُخْلَطْ ولم تشبِ
«بخورُ يا عم» خذْ للأهلِ واحدةً
أو اثنتين فهذا غايةُ الطلبِ
«بخور يا عم» أغرتني براعَتُها
فقلتُ هاتِ فقد أعفيكِ من تَعَبِ
بكم بخورُكِ هاتِ الكلَّ آمنةً
وهاكِ قيمَتَهُ بالضِّعْفِ فاقتربي
قرأتُ في عينِها والدّفءُ يسكُنُها
ما لستُ أقرؤُهُ في أعذَبِ الخُطَبِ
يا عمُّ شكراً لقد خففتَ من ألمِي
فصوتُ أمي هناك الآن يهتفُ بي
فوق السريرِ مع المرضى ممددةً
في إثر حادثِ سَيرٍ ماتَ فيه أبِي
أبي، وندَّتْ من العينين دمعَتُها
وفارقتني وكاد الحزنُ يعصفُ بي
وبينما صوتُها الحاني يرنُّ أسىً
في مسمعيّ وصدري جذوة اللهبِ
إذا بصوتٍ يثيرُ الرعبَ أفزعني
وزحمةٍ لجموعِ الناسِ بل صَخَبِ
مَنْ؟ مَا؟ وكيفَ؟ وما هذا؟ أُسائلُهُم
قالوا اقتربْ لترى ما كان من عَجَبِ
لما اقتربتُ وكان الخوفُ يسبقُنِي
دعوتُ يا ربُّ يا رحمنُ لطفُك بي
رأيت سيارةً حمراءَ صاحبُهَا
روائحُ الخمرِ من بُردَيْهِ لم تَغِبِ
ثم التفتُّ يميناً فاحترقتُ أسىً
رأيتُها والدمُ المسفوحُ كالقِرَبِ
دنوتُ منها وقد بانَتْ بشاشَتُها
وافتر مبسَمُها عن لؤلؤٍ رطبِ
«بخور يا عم» إني كنتُ عائدةً
لحضنِ أمي أواسيها من التَّعَبِ
«بخور يا عم» شرُّ الناسِ منزلةً
ذاك الذي يرجعُ العافين بالغضبِ
«بخور يا عم» فافق حين تسمعها
ثم اشترِ أو فجُدْ بالقولِ في أدَبِ
الله ما أنبلَ الإحسان أعظمَهُ
في رقةِ القول ما يُغني عن الذهبِ
«بخور ياعم» كان الصوتُ مُنخنِقَاً
كأنما يتوارى ثَم بالحُجُبِ
«بخور يا عم» ريحُ العود طيبةً
لكنَّ هذا بغيرِ الخمرِ لم يَطِبِ
«بخور يا عم» وانسلَّتْ أمانَتُها
لله عائدةً في موكبِ الشُّهُبِ
وحينها فاحَ في الأرجاءِ رائحة
كأنما بُعثَتْ في الكونِ روحُ نبي
وعدتُ للبيتِ مُغتماً ومُنقهراً
وحسرةُ الحزنِ تُطفي فورةَ الغَضَبِ
أُكفكفُ الدَّمعَ في عينيّ أحبسُهُ
وحرقةُ القلبِ مثلُ الجمرِ واللَّهَبِ
ما ذاك؟ تسألني زوجي حُفِظت لنا
فقلتُ صمغٌ وعودٌ طيّبُ الحَطَبِ
هاكِ انشُرِي في ربوعِ الدارِ رائحةً
زكيةً ودعيني أحتسِي تَعَبِي
فقد شَهدتُ قُبيلَ الآن حادثةً
مريعةً فاسمعي بالحادث العَجَبِ
إني شهدتُ فتاةً مثل طفلتنا
وديعةَ الوجه في حُسْنِ المها العربي
رأيتُها تلفظُ الأنفاسَ قائلة
«بخورُ يا عم» بلّغْ كلَّ ذي أَرَبِ
أني قضيت وفي نفسي أسى وجوى
لم ألقَ حولي ذوي الأرحام والنَّسَبِ
سعيتُ خلفَ رغيفِ الخبزِ أطلبُهُ
بالكدّ حافيةً في لَسْعَةِ اللَّهَبِ
«بخور يا عم» والألبابُ حائرةً
في ما تقول وما تحوي من الأدَبِ
ِوعندها همسَ النقالُ في أذني
قمْ حانَ وقتُ صلاةِ الفجر واحْتَسِبِ
الحمدُ لله رؤيا تلك أيقظَنِي
بها الإلهُ لفعلِ الخيرِ والقُرَبِ |
|
| |