متابعين خجلي على تويتر

متابعين خجلي على الفيسبوك

 


العودة   منتديات خجلي > مراحل التعليم - تعليم عالي - تعليم اللغات - البحث العلمي > مقالات اجتماعية - بحوث علمية - تقارير جاهزة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15 - 11 - 2011, 01:38 PM   #1

صعب المنال
خجلي موهوب
افتراضي تحقيق كتب التراث



كتب التراث , تحقيق في كتب التراث , كتاب التراث , تحقيق كتاب التراث , مجموعه كتب من التراث , كتب التراث وتحقيق فيها ,
تحقيق كتب التراث

1- الخطوة الأولي:
معرفة هل الكتاب المراد تحقيقه حقق من قبل أم لا ، ويعرف ذلك بالكتب التي تنص على المحقق من كتب التراث، وسيأتي التعريف بها، فإذا كان الكتاب حقق من قبل فيُنظر هل هذه الطبعة مطابقة لمواصفات التحقيق العلمية أم لا ؟ فإن كانت مطابقة للتحقيق العلمي الصحيح فأعرض عنها واشتغل بغيرها .


كيف أعرف هل هذا الكتاب طبع من قبل أم لا ؟ .
1- بسؤال أهل الخبرة المشتغلين بحقيق كتب التراث وهم كثر ولله الحمد .
2- بالبحث عنه في شبكة الانترنت ، فهو مفيد في ذلك .
3- بالبحث عنه في الكتب التي تنص علي المطبوع من كتب التراث.

مسوغات إعادة طبع كتاب حقق من قبل :
1- أن يكون الكتاب طبع دون مراعاة لأصول التحقيق وقواعده.
2- أن يكون الكتاب حقق على نسخة واحدة مع وجود نسخ أخرى غفل عنه المحقق وأو تكاسل عن إحضارها .
3- أن يكون المحقق وقع في أوهام تؤدي إلى تشويه الكتاب ، أو أخطأ في تحقيق عنوان الكتاب أو نسبه إلى غير مؤلفه
4- أن يكون المحقق غير أمين قد تلاعب بمتن الكتاب بالتحريف المتعمد .
5- أن يكون المحقق الجديد قد عثر على نسخ أخرى نفيسة لم يعثر عليه المحقق الآخرى.
6- أن يخرج الكتاب دون دراسة علمية تخدم الكتاب وكذا خروجه دون فهارس فنية ،وكشافات .

2-الخطوة الثانية :

معرفة أماكن نسخ الكتاب المراد تحقيقه:
لابد لم أراد أن يحقق كتابا أن يعرف
1 أماكن النسخ للكتاب الذي شرع في تحقيقه
2 ترتيب النسخ على حسب النفاسة .
3-جمع النسخ.
4-فحص النسخ ، ودراستها .
5-معرفة منازل النسخ ودرجاتها .
6-معرفة أي النسخ أقدم وأكمل .
7-مقابلة النص وإثبات فروق ما بين النسخ في الحواشي .
8-التعليق على النص وله مدارس .
9-صنع مقدمة للكتاب ودراسة تخدم الكتاب .
10-صنع الفهارس الفنية والكشافات.

صفات المحقق:
1- الإحساس بقيمة التراث العلمي والفكري .
2- الحب والتعلق بتراثنا المخطوط .
3- الخبرة والتمرس بتحقيق المخطوطات .
4- أن يكون المحقق على علم ودراية بموضوع الكتاب.
5- الأمانة العلمية التي تقتضي تحرير النص وتصحيحه.
6- الإمام الواسع باللغة العربية.
7- الصبرة والأناة .
8- سعة الاطلاع على كتب التراث ومصادره.
9- معرفة مناهج التحقيق العلمي.
10- معرفة مصادر هذا العلم .
11- معرفة مناهج المحققين.


ما هو الكتاب المحقق ؟
يجيب على هذا العلامة المحقق عبد السلام هارون في كتابه تحقيق النصوص(ص42)فيقول: الكتاب المحقق هو الذي صح عنوانه، واسم مؤلفه، ونسبة الكتاب إليه ، وكان متنه أقرب ما يكون إلي الصورة التي تركها مؤلفه. انتهي كلامه رحمه الله. ثم قال : وعلي ذلك فإن الجهود التي تبذل في كل مخطوط يجب أن تتناول البحث في الزوايا التالية:
1- تحقيق عنوان الكتاب .
2- تحقيق اسم المؤلف.
3- تحقيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه.
4- تحقيق متن الكتاب حتى يظهر بقدر الإمكان مقاربا لنص مؤلفه.
فعلى هذا ينبغي للمحقق أن يكون حذرا في التحقق من هذه العناصر الأربعة، وفي ذلل كتب تفيد الباحث في التحقق من ذلك. سيأتي الكلام عليها


خطوات تصحيح العنوان:
هذا الأمر خطير جدا ، أعني تصحيح عنوان الكتاب وليس بالأمر الهين ، وسأذكر الآن الخطوات العليمة المتبعة في تصحيح العنوان وما هي درجاتها. ملخصا إياها من كتاب الشيخ المحدث حاتم الشريف، في كتابه وسائل معرفة العنوان الصحيح ، فيقول حفظه الله:
1- أن نجد للكتاب نسخة بخط المؤلف، وعلى واجهة الكتاب وطرته عنوانه بخط يده، هذه أقوى الوسائل .
2- التصريح باسمه في المقدمة بقوله (( وسميته كذا)) وهذه أقل من الأولى لأنه ليس هو موضعه الحقيقي.
3- أن يسمى الكتاب في ثنايا الكتاب ، بعد مقدمته .
4- أن يسمى الكتاب في طرة نسخة خطية معتمدة كالتي قرئت على المؤلف أو القريبة من زمنه أو المقابلة على عالم ، أو المتداولة بين العلماء .
5- أن يسمى المؤلف كتابه في مصنف آخر له .
6- أن يسمى الكتاب في خاتمته ، مثال: تم كتاب كذا أو يسمى في سماعاته بشرط ألا يكون بخط المؤلف .
7- البحث في كتب الفهارس والبرامج (قلت: هذا المصطلح ظهر في المغرب وهو بمعنى الكتب التي يذكر فيه الشيخ الكتب التي حملها عن مشايخه مثل : برنامج ابن أبي الربيع، والرعيني ووادي آشى ، وبرنامج شيوخ المجاري وغيرهم وهي كثيرة ظهرت في المغرب ومع ذلك فأغلبها مفقود أو لم يطبع . انظر كتب برامج علماء الأندلس لدكتور عبد العزيز الأهواني ، نشره في مجلة معهد المخطوطات (1/91-122)وكذا انظر كتاب : فهارس علماء المغرب،د.عبد الله الترغي) وكذا البحث في كتب الأثبات والمشيخات والمعاجم ، قلت : وهي كلها بمعني واحد.
8- النظر في ترجمة المؤلف الذي أحقق كتابه عند جميع من ترجم له من كتب التراجم، والنظر في ذكرهم عنوان الكتاب.
9- الاطلاع الواسع على المكتبة الإسلامية بعامة وعلى كتب ذلك الفن بخاصة .
10-التذوق الدقيق لأسلوب المؤلف الكتابي . انتهى كلامه رحمه الله بتصريف
فهذه خطوات تحقيق العنوان الصحيح.


ماذا يفعل المحقق لو كانت صفحة العنوان مفقودة أو مطموسة؟
الإجابة على ذلك تكون من وجوه:
1- أن يقرأ المحقق الكتاب فلعله يظفر في ثنايا الكتاب باسم كتاب للمؤلف ،مثل: أن يقول المؤلف: وقد فصلت ذلك في كتاب كذا كما كان يفعل ذلك شيخ الإسلام ، وبعنوان الكتاب الثاني يبحث عن مؤلفه ثم ينظر إلى موضع الكتاب الذي يحققه ويرجع إلى ترجمة المؤلف فلعله يجد الكتاب مصرحا بعنوانه في الترجمة ، ويذكر ذلك في دراسة الكتاب .
2- أن يظفر المحقق بنصوص كثيرة للكتاب في كتب أهل العلم ممن جاء بعده ونقل منه وصرحوا باسمه .
3- أن يكون له خبرة بأسلوب المؤلف، وبهذه الخبرة يتوصل إلى العنوان الصحيح


إن صفحة العنوان هي أضعف وثيقة في جمع البيانات ،هذا بالنسبة للمخطوط، بخلاف الكتاب المطبوع فإن أقوى وثيقة لجمع البيانات هي صفحة العنوان .
مفاد هذا الكلام هل المحقق إذا وجد ظهيرة الكتاب فيه عنوان الكتاب هل يعتمد المحقق بسرعة، أم أنه ينبغي عليه ألا يسلم ذلك إلا بالبحث في كتب البليوجرافيات ( الكتب التي تذكر الكتب بعناوينها )؟
الإجابة على هذا تكون بذكر قصة حدثت معي في دار الكتب المصرية ،وهي كنت ذهبت إلى دار الكتب للبحث عن كتاب فبينما أنا أتصفح الحاسوب وجدت عنوان كتاب (( بيان علل سنن أبي داود)) فقلت: في نفسي هذا الكتاب لم أراه مطبوعا ففرحت لذلك قلت في نفسي :عثرت عليه فطلبت منهم إحضار هذا الكتاب فحينما أتوا بالكتاب أول ما وقعت عيني عليه عرفت أنه علل الدارقطني ففرحت أكثر لماذا؟ لأنه قلت في نفسي : إذا هذا الجزء غاب عن المحقق للعلل وقلت عثرت عليه ، ولكن قلت بدلا ما أصور الكتاب كله أصور الورقة الأولى والأخيرة وحينما أذهب إلى بيتي أطابق المخطوط بالمطبوع حتي لا يصير الحلم خيالا ، ولكن فوجئت بأن الاسم في في الغاشية أي أخر ورقة في الكتاب المخطوط وتسمى أيضا حرد المتن مطموسة ، فأخذتها وذهبت إلى بيتي فأول ما دخلت أسرعت على الكتاب المطبوع من العلل وكان في مسند عائشة رضي الله عنها فلما طابقت المخطوط بالمطبوع فوجئت أنه مصفوف أي موجود في المطبوع وصار الحلم خيالا عشته والحمد لله ولكن أستفدت من هذه القصة فوائد جمة:
1- التثبت عدم التسرع .
2-عدم الثقة بما يوجد على صفحة العنوان حتى أراجع المصادر التي ذكرت الكتاب .
3-الاجتهاد في هذا العلم العظيم ولذا بعد هذا القصة دخلت معهد المخطوطات .
4- معرفة أن في فئة الوراقين جهالا لا علاقة لهم بهذا العلم.
إذا الشاهدمن هذه القصة التثبت وعدم التسرع في نسبة العنوان أو الكتاب إلى مؤلف بوجود ذلك في صفحة العنون والله الموفق.
وأنا أدعو إخواني بدخول معهد المخطوطات ، فإنه معهد عظيم الشأن عريق ، ويدرس فيه العمالقة الكبار في هذا المجال

منازل النسخ(درجات النسخ):
نسخ المخطوطات للكتاب الواحد تتفاضل كأي شيء ، ونتعرف الآن على منازل النسخ ودرجاتها ، فما هي أعلى نسخة؟ الجواب على هذا يكون بهذا التسلسل:
1- النسخ التي كتبها المصنف بيده (المبيضة:الكتاب الذي نقحه)وتسمي النسخة الأم أو الأصل، ما حكمها إذا وجدت؟ تجب كل النسخ ولا يجوز تركها ولو كانت في الصين ، ولكن لا تهمل النسخ الأخر لأنه لعله تكون النسخ الأم فيها طمس أو أرضة أو نقص فيستكمل الباقي من النسخ الأخرى، وقد اتهم العلماء قديما بالنسخ الأصول، وللأخ الباحث تام الجبالي كتاب في جمع هذه النسخ وطبيعي لم يحصر، وللعمل نسخة المؤلف قليلة .
2- المسودة النسخ التي لم ينقحها المصنف إذا لم نجد المبيضة.
3- النسخة التي نقلت من نسخة المؤلف.
4- النسخة التي أملاه المؤلف .
5- النسخة التي كتب في عصره.
6- النسخة التي عليها تعليقات العلماء .
هناك ضابط عام هو مراعاة النسخة الأقدم ، لكنه أمر نسبي قد نجد نسخة حديثة وكاتبها عالم ضابط والقديمة كاتبها جاهل يكثر فيها من السقط والتحريف فلا شك تقدم الأحدث ، وكذلك قد نجد الحديثة أكمل من القديمة فلا شك تقدم الحديثة.
إذا هذا ضابط عام نبه عليه الشيخ عبد السلام هارون وغيره ألا وهو مراعاة النسخة ذات التاريخ الأقدم .(انظر : تحقيق النصوص(ص37)
فلا يجوز علميا أن تكون نسخة المؤلف موجودة تذهب النسخة الأقل درجة فإذا فعلت هذا كان تحقيقه طللا (هدرا) فينبغي عليك أن تراعي هذا الضوابط التي وضعها علماء هذا الفن .
تنبيه :
1- قد نجد في حرد المتن ( آخر ورقة في المخطوط) الناسخ المضلل حينما ينسخ الكتاب ينسخ عبارة المؤلف نفسه التي هي قوله: تم الكتاب علي يد مؤلفه كذا ،فيكتبه هذا الوراق كما هي دون أن يبين أن الناسخ هو فيظن القارئ أنه أمام نسخة عريقة كتبها المؤلف بيده ولكنه عند البحث ومعرفة خطوط العلماء يكتشف أنه قد لبس عليه ، ففي هذا الحالة ينبغي أن يتثبت في نسخ المؤلفين ومعرفة خطوطهم تبين هذا الكلام صحيح أم لا.
2- قد تجد في حرد المتن عبارة للناسخ يقول فيها في فراغه من نسخ الكتاب : كتبه لنفسه .
فإذا وجدت هذه الكلمة فاعلم أن كاتبها إما أن يكون عالما أو طالب علم وليس وراقا همه نسخ الكتاب ليحصل على ثمن نسخه ، وهذا يدل على أن هذه النسخة التي كتبها عالم أو طالب علم نسخة مصححة بعيدة عن كثرة السقط والتحريف ، فاعلم هذا فهو ينفعك، والله الموفق إلى سبيل الرشاد.
3- عادة ما إذا مات صاحب النسخة عرضها ورثته للبيع في سوق الوراقين فإذا وجدت في صفحة العنوان عبارة (( دخل في نوبة كذا،أو كتبه لنفسه ،أو تملكه بالبيع الشرعية الصحيح ،أو تملكه أو انتقل إلي فلان أو انسلك في سلك فلان)) فاعلم أن من يذكر بعد ذلك من اسم فهو مالكها فابحث عنه لعله يكون عالما أو طالب علم ، وهذا التملك مهم كما سيتأتي بيانه في علامات توثيق المخطوطات .
4- قد تجد عبارة النسخة الخزائنية في بعض المخطوطات فهذه النسخ هي التي كتب للسلاطين والملوك والأمراء أو كبار العلماء أي في خزائنهم الخاصة بهم ويعرف ذلك بعدة عبارات هي: يكتب عليه لخزانة كذا أو لأجل كذا أو تحفة ،أو برسم الخزانة ، أ, بصيغ أخرى.


الخطوة الثالثة:

فحص النسخ:
هذه الخطوة مهمة جدا في التحقيق العلمي وسوف نتعرف الآن على ما الذي يدرس في عملية فحص النسخ، فنبدأ مستعينين بالله رب العالمين .
لو قلنا: ما الذي يدرس في عملية فحص النسخ؟
الجواب: الذي يدرس في عملة الفحص هو الكيان المادي للمخطوط، والكيان المادي للمخطوط له عناصر أربعة هي:
1- الكاغد (الورق)
2- المداد ( الحبر)
3- القلم (الخط)
4- التفسير مصطلح يستخدمه المغاربة بمعنى (التجليد)
فهذه العناصر الأربعة للكيان المادي للمخطوط الذي هي عناصر صناعة المخطوط التي تسمى في الغرب (الكوديكولوجيا) وهذا العلم قد ظهر في الغرب وهو يدرس كل مالا علاقة له بالنص أي متن الكتاب فهو يدرس الخط والحبر والتجليد والورق ومظاهر التوثيق المتعلقة بالكتاب مثل : البلاغات والسماعات والمقابلات والتملكات .، وكذلك رحلة المخطوط من حيث ألفه المؤلف إلى أن تناقلته الأيدي بالشراء والقراءة .
إذا الذي يدرسه المحقق في تحقيق كتابه هو نوع الورق ،وبهذه الدراسة يتمكن من تحقيق عمرها ، ولا ينخدع بما يثبت عليها من تواريخ قد تكون مزيفة، وكذلك يدرس الحبر والخط ، وكذلك التعقيبة الكلمة التي تكون في آخر الورقة للدلالة على أن الصفحة التي تليها تبدأ بها وهذه هي علامات الترقيم في هذه العصور بها يعرف الكتاب كاملا أم لا ، وكذلك يدرس اطراد الخط فقد تكون نسخة ملفقة وكذلك يدرس عنوان الكتاب وما يحمله من تملكات وسماعات إجازات وقراءات ، وكذلك يدرس النسخة هل كاملة أم ناقصة وقلنا : يعرف ذلك بالتعقيبة، وكذلك يدرس المحقق حرد المتن وما يكتب عليه من اسم الناسخ وتاريخ النسخة وأحيانا مكان النسخ.


مقدمات تحقيق النص:
1- التمرس بقراءة النسخة ومعرفة حال الناسخ وطريقته ومنهجه ، فإن لكل ناسخ طريقة.
2- التمرس بأسلوب المؤلف ، وأدنى صوره أن يقرأ المحقق الكتاب المرة بعد المرة .
3- الإمام بالموضوع الذي يعالجه الكتاب حتى يتمكن المحقق من فهم النص.

كتب مساعدة على ضبط النص:
1- كتب المؤلف نفسه المخطوط منها والمطبوع.
2- الكتب التي له علاقة بالموضوع.
3- الكتب التي شرحت الكتاب واختصرته وهذبته.
4- الكتب التي استقت من الكتاب وكان من مواردها .
5- الكتب المعاصرة للمؤلف والتي تعالج نفس الموضوع أو قريبا منه.
6- المراجع اللغوية وهو المقياس الذي به تسبر صحة النص.
7- المراجع العلمية الخاصة بموضوع الكتاب .


مرحلة التعليق على النص:
في هذه المسألة مدرستان :
1- مدرسة ترى أن التحقيق هو ضبط النص فقط وإخراجه صحيحا ولا ترى إثقال الحواشي بالتعليق ، وعلى رأس هذه المدرسة المستشرقون ومن اتبعهم .
2- المدرسة الثانية :ترى أن من الواجب على المشتغل بتحقيق الكتب التعليق على النص، دون إثقال الحواشي بالتعريفات والتعليقات المشهورة ، وارتأى الدكتور بشار عواد هذا الرأي في كتابه ((ضبط النص والتعليق عليه))وقال:إن نشر النص مجردا من كل مراجعة وتعليق لا يصلح لتحقيق المخطوطات العربية وعلل لذلك بأسباب:
1- ندرة النسخة الخطية الصحيحة الخالية من التصحيف والتعريف.
2- أغلب المخطوطات العربية كثيرة التصحيف والتعريف.
3- أغلب المخطوطات لم تصل إلينا بخطوط مؤلفيها ، بل بخطوط نساخ فيهم الجاهل وفيهم العالم .
4- أن غالب المؤلفين لم يعجموا كتبهم.
فكل هذه الأسباب جعلته يرى أن الواجب التعليق على النص بما يستحقه من إبانة غريب وإيضاح مبهم .
ونصح الدكتور بشار عواد،في كتابه المسمى آنفا بعدة أمور:
1- تنظيم مادة النص .
2- ضرورة التعليل عند ترجيح كلمة على كلمة، لماذا اختار كلمة عن كلمة أخرى.
3- عند الرجوع إلى توثق نقل يتعين على المحقق الرجوع إلى الطبعات المحققة تحقيقا صحيحا ؛ لأن بعض الطبعات السيئة تشوه النص فلا التوثيق من هذه الطبعات.
4- تقييد النص بالحركات: أي ضبط المشكل من النص .
5- التعريف بالمبهم المغمور ، وترك المشهور.
6- التخريج الحكيم دون إثقال في ذلك واستقصاء المصادر .
7- نقد النص، لمن تأهل لذلك وقدر عليه ولكن بالدليل.
8- الإشارة إلى الموارد التي اعتمد عليه المؤلف، صرح بها أم أغفل.
9- متابعة الكتب التي نقلت من النص فهي تعد نسخا أخرى للكتاب.
فهذه أبزر الأشياء التي نبه عليه الأستاذ الكبير بشار عواد في كتابه ضبط النص والتعليق عليه.


التعليق علي النص:
التعليق على النص يشمل الكلمات الغريبة، والتعريف بالمبهم من الأسماء والبلدان والكتب ، تخريج الأحاديث والأشعار، مقارنة النص بالكتب التي تناولت النص، وإن لم يطلع عليه المؤلف ، نقد النص ، وبيان الأوهام التي وقع فيها المؤلف، وبيان الصحيح بالأدلة .


خطوات جمع نصوص كتاب مفقود:
إذا كان هناك كتاب مفقود وأردنا أن نجمع نصوصا لهذا الكتاب المفقود ، فما هي القواعد العلمية المتبعة في هذا الصدد ؟
نقول ولله الحمد : الإجابة عن هذا السؤال تكون مبثوثة في بئيرة (ذخيرة) كتاب فذ لم أره مثله وأظنه فريدا ألاوهو كتاب ((القواعد المنهجية في التنقيب عن المفقود من الكتب والأجزاء التراثية)) للدكتور : حكمت بشير ياسين.ط مكتبة المؤيد، الرياض.
وقد قرأت هذا الكتاب وسوف ألخصه لك أخي القارئ مجملا ثم أشرع في التفصيل فإليك البيان:
1- البحث في كتب الإجازات والمسموعات الموجودة في كتب السماعات والأثبات والبرامج والمشيخات والفهارس.
2- البحث في الكتب الموجودة لمصنف الكتاب المفقود.
3- البحث في الكتب التلاميذ، وتلاميذ التلاميذ ، ومن بعدهم.
4- البحث في الكتب الخاصة بفن الكتاب المفقود.
5- البحث في الكتب التي صنفت في موضوع الكتاب المفقود.
6- البحث في الكتب التي استلت من الكتاب وهي (كتب المختصرات ، المنتخبات ، التهذيبات، المختارات ، العوالي، الأمالي ، الردود، الزوائد، الفوائد)
7- البحث في الكتب التي احتوت الكتاب بالكامل (( الشروح، الحواشي ، الترجمات ))
8- البحث في رواة الكتاب وفي كتبهم فغالبا ما يفتخر راوي الكتاب بروايته له فيذكر نصوصا له.
9- البحث في كتب أهل المؤلف إن وجد ،و في كتب أهل بلده وأهل مذهبه فغالبا ما تجد نصوصا لهذا الكتاب المفقود.
10- البحث في كتب التخريجات والموسوعات،والأطراف الحديثية .
11- البحث في كتب الموارد والمصادر والفهارس .
12- البحث في الكتب المسندة المتأخرة عن الكتاب المفقود.
انتهت القواعد من كتاب القواعد المنهجية في التنقيب عن المفقود من كتب التراث.
وأنصح إخواني بقراءته فهو كتاب فذ يفيدك في قراءة لكتاب ملئ بنصوص من كتب مفقود .


والآن يأتي التفصيل :


الخطوة الأولي:
البحث في كتب الإجازات والمسموعات الموجودة في كتب السماعات والأثبات والبرامج والمشيخات والفهارس.
إذا بحثنا في كتب الإجازات والسماعات نجد الذي قد سمع الكتاب أو أجيز فيه غالبا ما يذكر نصوصا لهذا الكتاب الذي أجيز فيه يفتخر بذلك إذا كان من أهل التصنيف ، فنجمع هذه النصوص حينئذ في بطاقات مرتبة منظمة.
مثال : الحافظ ابن حجر في المعجم المفهرس قد روى كتبا كثرة قد أجيز فيها، فإذا رجعنا إلى مصنفاته نجد قد ذكر نصوصا كثيرة عن هذه الكتب التي أجيز فيها. في هذه الطريقة فوائد: معرفة رواة كتب التراث فإن كل كتاب في الكتب القديمة له إسناد .

أهم الكتب(كتب البرامج والفهارس) التي تذكر الكتب بأسانيدها :
1- فهرس ابن خير الإشبيلي : من أوسع الكتب في ذلك .طبع عدة طبعات ،منها طبعة بيروت ، منشورات دار الآفاق الجديدة، وكذلك حققه :إبراهيم الأبياري ، طبعة :دار الكتاب المصري ودار الكتاب اللبناني
2- فهرس ابن عطية، صاحب التفسير ، حققه محمد أبو الأجفان ومحمد الزاهي ،ط دار الغرب الإسلامي ، بيروت.


3- فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات : للشيخ الكبير : عبد الحي الكتاني ،ط دار الغرب الإسلامي .
4- برنامج ابن جابر الوادي آشي:حققه محمد الحبيب الهيلة ، نشره مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى.
5- برنامج المجاري: للمجاري ، حققه :محمد أبو الأجفان ، ط دار الغرب الإسلامي
6- صلة الخلف بموصول السلف : للروداني ، حققه : محمد حجي.
وغيرهم كتب كثيرة فهذه الكتب تذكر رواة الكتب ، وبعد ذلك نبحث هل لهم مصنفات؟ فإذا كان سوف تجد بإذن الله في كتبهم نصوص عن الكتاب الذي أجيز فيه أو رواه.


الخطوة الثانية:
2-البحث في الكتب الموجودة لمصنف الكتاب المفقود.
وهذه الخطوة تجعلنا نستقرئ كل كتب المصنف ، ونبحث فيها عن نص لهذا الكتاب المفقود وترتب هذه النصوص .


الخطوة الثالثة:
3-البحث في الكتب التلاميذ، وتلاميذ التلاميذ ، ومن بعدهم.
هذه الحالة تجعلنا نرجع إلى ترجم المؤلف والبحث عن تلاميذه الذين لهم مصنفات وهذه القاعدة تنفع كثيرة في الكتب المسندة ككتب التفسير والحديث ، وكذلك غيرها.
مثال : ابن القيم في كتب كثيرا ما ينقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية ، وقد جمع الشيخ محمد بن القاسم المستدرك على مجموع الفتاوى بهذه الطريقة استقرأ كتب ابن القيم وقارن النصوص غير الموجودة في كتبه ،و كذلك الروايات الشفوية التي سمعها ابن القيم من شيخه حينما يقول : سمعت : شيخ الإسلام يقول : كذا ،أو قال لنا في مجلس، فجمعه الشيخ ابن القاسم.
وهذه طريقة من الطرق.


الخطوة الرابعة:
5- البحث في الكتب الخاصة بفن الكتاب المفقود.
وهذه القاعدة مهمة جدا التي إذا طبقت سيكون فيها نفع كثير وهي تنقسم إلى قسمين:
1- كتب الموسوعات: فتجرد الموسوعات ، وتدرس مواردها .
2- كتب غير موسوعية.


الخطوة الخامسة :
البحث في الكتب التي صنفت في موضوع الكتاب المفقود.


الخطوة السادسة:
البحث في الكتب التي استلت من الكتاب وهي (كتب المختصرات ، المنتخبات ، التهذيبات، المختارات ، العوالي، الأمالي ، الردود، الزوائد، الفوائد). هذه الطريقة تجعله يبحث عن مختصر للكتاب المفقود أو مهذب ، وهذا لابد لمن أراد جمع نصوص لكتاب مفقود.
الخطوة السابعة:
البحث في الكتب التي احتوت الكتاب بالكامل (( الشروح، الحواشي ، الترجمات ))
هذه الطريقة تجعل الباحث ينظر في الكتب المترجمة والشروح والحواشي للكتاب المفقود وبعدها يأتي التنقيب.
الخطوة الثامنة:
البحث في رواة الكتاب وفي كتبهم فغالبا ما يفتخر راوي الكتاب بروايته له فيذكر نصوصا له.
لابد للباحث عن كتاب مفقود من النظر في ترجمة المؤلف ؛لأن بعض المترجمين يهتم في إيراد نصوص للمترجم له من أقواله أومن رسائله.
الخطوة التاسعة:
البحث في كتب أهل المؤلف إن وجد ،و في كتب أهل بلده وأهل مذهبه فغالبا ما تجد نصوصا لهذا الكتاب المفقود.
غالبا إذا بحثت عن أهل المصنف ، وكذا أهل مذهبه سوف تجد نصوصا للكتاب الذي فقد فكتبه في بطاقة ورتبه .
الخطوة العاشرة:
البحث في كتب التخريجات.
فحينما يقوم المصنف بالتخريج فيحاول أن يستقصي الطرق ، وإذا كان العالم موسوعيا فغالبا فإنه ينقل عن كتب كثيرة ، قد يكون فيها شيء من نصوص كتابنا.
من أهم كتب التخريج:
1- تخريج أحاديث الأم للبيهقي.
2- نصب الراية، للزيلعي.
3- تخريج أحاديث الكشاف ، للزيلعي
4- المغني عن حمل الأسفار، للعراقي.
5- التلخيص الحبير لابن حجر.
كل هذه الكتب مشحونة بنصوص عن كتب مفقودة.

الخطوة الحادية عشرة:
البحث في كتب الموارد والمصادر والفهارس(أعني فهارس الكتب التي تكون في الكشافات).
النظر في كتب الموارد في الكتب الموسوعية يوفر على الباحث الجهد ؛ لأنه ينص في المورد أن الكتاب قد اقتبس عن الكتاب المفقود كذا وكذا موضعا ،
وبالتالي يأتي الباحث مقمشا هذه المواضع دون قرأت الكتاب كله.
كتب الموارد ما زالت بكرا تحتاج إلى جهد طلبة العلم فهي قليلة ،
ومن أهمها :
1- موارد الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد .د . أكرم ضياء العمري ، دار طيبة ، الرياض.
2- موارد السيوطي في الدر المنثور ، د. عامر حسن صبري ، وقد نشره في مجلة جامعة العين بالإمارات.
3- طبع حديثا موارد السيوطي في الإتقان.
4- موارد ابن القيم في كتبه ،د. بكر أبو زيد، دار العاصمة.
5- موارد ابن عساكر في تاريخ دمشق.
6- موارد البلاذري عن الأسرة الأموية في أنساب الأشراف ، د. د محمد جاسم، مكتبة الطالب الجامعي ، مكة.
7- موارد ابن حجر في الإصابة ، د. شاكر عبد المنعم.
وكذلك النظر في فهرس الكتب الذي يكون في الكشافات فهو يعد مورد صغير، فهو يغني الباحث عن قراءة الكتاب .


الخطوة الثانية عشرة:
النظر في كتب الأطراف .
فإن كتب الأطراف تذكر كتبا كثيرة لم تصل إلينا ، ومن أجمعها : كتاب السيوطي الجامع الكبير .
الخطوة الثالثة عشرة:
البحث في الكتب المسندة المتأخرة عن الكتاب المفقود.
ككتب التفسير، والعقيدة والحديث.
وبهذا يكون قد انتهيت من عرض ملخصا لهذا الكتاب البديع ، فجزى الله مؤلفه خير الجزاء.
نصائح وتوجهات :
أتمن من إخواني بأن يوجهوا عنايتهم بهذا الأمر البكر الذي لو تبناه محقق أمين يحترق قلبه على المفقود من كتب التراث لكان أولى له من أن يحقق كتابا قد حقق من قبل ، فلو أنه طبق هذه القواعد على كتاب مفقود من كتب التراث فأحيا الله به كتابا كان معدودا في الموتى ، لكان فيه نفع للمكتبة الإسلامية وللمسلمين ما الله به عليم.
وكذلك أنصح إخواني بالاشتغال في كتب الموارد أعني أنه يأخذ كتابا موسوعيا و يستقرأه ويخرج من مصادر المؤلف الكتب التي نص عليها، وينبه على المفقود منها لكان عملا مباركا إن شاء الله له و شكره عليه العلماء من المسلمين فهذه الفكرة ما زالت بكرا كما قلت، وكان هذا خدمة للمسلمين.
والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد المبلغ عن ربه كلام ربه ، وعلى أبوينا إبراهيم وإسحاق.

جمع النسخ واستيفاؤها:
كيف نحصل على نسخة خطية من كتاب نريد تحقيقه؟
في ذلك طريقتان :
1- دخول المكتبات والتنقيب فيها وهي كثيرة جدا.
2- الاطلاع علي فهارس المخطوطات المنشورة، وهي كثيرة جدا.
ولكن هناك مشكلة في الفهارس وهي وجود أخطاء مضللة للباحث، وكذلك هنالك مشكلة أخرى أن هناك مكتبات كثيرة لم تفهرس حتى الآن ، كما أخبر بذلك شيخ المفهرسين الشيخ عصام الشنطي ،بل إنه صرح بأن ثلثي المكتبة الإسلامية لم يفهرس ، ولا نعرف عنه شيئا. انظر: أدوات التحقيق المصادر العامة. (ص15)
ومن ثم ليس وراء الباحث إلا الرجوع إلى كتب الببليوغرافيات و التنقيب فيها عن كتابه المنشود .


الكتب التي تذكر النسخ وتعرف بأماكنها:
أهم كتابين في ذلك هو كتاب : تاريخ الأدب العرب ، للمستشرق الألماني بروكلمان ، وقصد بالأدب التراث العربي بكل فروعه ، والكتاب الثاني تاريخ التراث العربي للسزكين ، وسنشرع الآن بالتعريف بهما ، فنقول:
كتاب تاريخ التراث العربي : قضى بروكلمان نحو: خمسين عاما يعمل في هذا الكتاب ، يجمعه من كتب فهارس المخطوطات على ما فيها من قصور وأوهام ، فكل ما وقع فيه المفهرس من أخطاء وقع فيها بروكلمان، فجمع في كتابه نح:و عشرين ألف مخطوطة ، وهي لا تشكل جزء صغير من كتب التراث .


منهج بروكلمان في كتابه:
1- التزم في كتابه الترتيب الزمني غير الموضوعي ، فقسمه على العصور والدول مبتدئا بالعصر الجاهلي ، ومنتهيا سنة (1900م)، كان يذكر في كل عصر ودولة المؤلفين حسب الموضوعات .
2- كان يذكر في ترجمة كل مؤلف عدة أمور:
1- ترجمته .
2- مصادر الترجمة.
3- الكتب التي ألفها .
4- مواضع هذه الكتب في مكتبات العالم ،وأرقامها فيها.
5- يبن ما طبع منها.
6- يذكر الشروح والحواشي والتعليقات.
7- استبعد الأعمال المجهولة.
8- استبعد ما ألف باللغة العربية عن الديانة المسيحية واليهودية،المتصل بالعبادات.
9- كان يضع أمام الحرف اللاتينية ما يقابله بالعربي .


ما عيب علي بروكلمان:
تعود سلبيات هذا الكتاب في عدة أمور :
1- أنه بمنهجه هذا قد جزأ وحدة الموضوع ، فيذكر في أبواب منفصلة الشعر الجاهلية والشعر في عصر الرسول الكريم وصدر الإسلام والشعر عند الأمويين ، وهكذا إلى آخر العصور والدول.
2- ما وقع فيه من أخطاء نتيجة اعتماده على الفهارس المطبوعة على ما فيها من أخطاء ، ولم ينزل إلى المكتبات بنفسه .
3- توزيع مادة الكتاب بين جزءين أصليين ، وملاحق ثلاثة أضخم من الكتاب.

الكتاب الثاني : كتاب تاريخ التراث العربي: أحس سزكين بالنقص والأخطاء التي وقع فيها بروكلمان ، فأراد أن يستدرك عليه في كتاب،فنزل بنفسه إلى المكتبات واطلع على المخطوطات، لكن ما فعله جعله يحدد فترة زمنية لكتابه يقف عندها (430هجريا)، فيحتاج الباحث بعد هذه الفترة إلى الرجوع إلى كتاب بروكلمان.


منهج سزكين في كتابه:
1- رتب كتابه على الموضوعات ، فيذكر كتب علوم القرآن ثم الحديث وهكذ ا.
2- كان يذكر في كل علم مقدمة تمهيدية له ، يتحدث فيها عن نشأته وتطوره.
3- كان يضيف في كل مخطوطة يذكرها رقمها في المكتبة ، وسنة نسخها وعدد أوراقها وأجزائها ، وهذه إضافة لها قيمة عالية عند الباحثين.
4- حدد فترة زمنية يقف عندها (430هجريا)
ما أضافه سزكين على بروكلمان:
1- استوعب ما قام به بروكلمان.
2- صحح أخطاءه وأوهامه.
3- أضاف مخطوطات جديدة لم يذكرها بروكلمان .
4- أضاف ذكر سنة النسخ وعدد الأوراق وهذا عمل مهم جدا للباحثين.


ولكن كل هذا لم يجعل عمله وافيا ، فتعقبه باحث تركي ألا وهو رمضان شِشِن ، فألف كتابا ،سماه (( نوادر المخطوطات العربية في مكتبات تركيا))بعد أن زار نحو: 150 مكتبة تركية ، ذكر فيه نحو:1500 مخطوطة غفل عنها سزكين في كتابه.
ولكن عمل سزكين يعد أوفي من عمل بروكلمان في حدود الفترة التي حددها ، ويحتاج الباحث كما قلت آنفا إلى أن يرجع بعد هذه الفترة إلى كتاب بروكلمان ، فهذا يدل الباحث على أنه لا غنى له عن الكتابين ، والتنقيب فيهما عن كتابه الذي يرجو تحقيقه.

الكتب التي تنص على المطبوع من كتب التراث:
1- الكتب العربية التي نشرت في مصر بين عامي 1900-1925م ،ط. القاهرة ، قسم النشر بالجامعة الأمريكية، 1983م.
2- الكتب العربية التي نشرت في مصر بين عامي 1926-1940م.نفس الناشر ، سنة 1980مز
3- اكتفاء القنوع بما هو مطبوع ، لدوارد فانديك ، طبع في القاهرة، بمطبعة الهلال عام 1313هجريا.
4- معجم المطبوعات العربية والمعربة .ليوسف سركيس .
5- جامع التصانيف الحديثة ، له أيضا، طبع في القاهرة.
6- معجم المخطوطات المطبوعة . د. صلاح الدين المنجد ، مدير معهد المخطوطات سابقا.
7- ذخائر التراث الإسلامي ، لعبد الجبار عبد الرحمن. وهو مدير مكتبة جامعة البصرة في العراق، أصدر كتابه في جزءين.، ضمنه ما طبع ونشر في شتى العلوم من بدء التأليف إلى عام 1980م.
8- المعجم الشامل للتراث العربي المطبوع، ل د. محمد عيسى صالحية ، وقد طبع في خمسة، وكان قد فقد الجزء الرابع من في الحرب على الكويت ، وطبع حديثا بإعداد :محمد أحمد المعصراني، تقديم د. فيصل الحفيان.، وقد صدر عن معهد المخطوطات مستدركان: الأول صنعه : هلال ناجي ، والثاني: د.عمر عبد السلام تدمري.
9- معجم المطبوعات العربية في شبه القارة الهندية الباكستانية منذ دخول المطبعة إليها حتى عام 1980م.أعده د.أحمد خان. نشر في الرياض بالتعاون مع معهد المخطوطات.
10- معجم المطبوعات النجفية منذ دخول الطباعة إلى النجف. لمحمد هادي الأميني ، مطبعة النعمان ، النجف،1966م.
11- مطبوعات الموصل منذ 1861-1970م. عصام محمد محمود، الموصل،1971م.
12- مطبوعات البصرة من دخول الطباعة إليها 1889-1970م، ليوسف السالم.
13- دليل المطبوعات المصرية من سنة 1940حتى1956م. لأحمد محمد منصور وآخرين، الجامعة الأمريكية، القاهرة ،1975م.
14- معجم المطبوعات السعودية،شاكر عبد السلام العناني،وزارة المعارف، الرياض،1393هجريا.
15- جمهرة تصانيف العرب،دليل الباحث إلى المطبعة من تراث العرب حتى القرن الرابع الهجري، إعداد: أحمد خليل الشال ، ط دار السقيفة مكتبة السنة ، بورسعيد.
16- فهرسة الكتب النحوية المطبوعة، عبد الهادي الفضلي، مكتبة المنار، الأردن.
17- دليل مؤلفات الحديث الشريف المطبوعة القديمة والحديثة، دار ابن حزم، بيروت .
18- معجم تاريخ التراث الإسلامي في مكتبات العالم المخطوطة والمطبوعة. إعداد على الرضا ، أحمد طوران،دار العقبة ، تركيا ، وهو كتاب مهم جدا.
19- معجم المطبوعات العربية .علي جواد الطاهر
20- جامع الشروح والحواشي، عبد الله الحبشي ، المجمع الثقافي أبو ظبي،2003م.
وغيرها الكثير، ولكن كل هذه الكتب لابد معها من سؤال أهل التخصص والخبرة الذين وهبوا أنفسهم لقتو ( )هذا التراث العظيم، وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه.


(1)القتو : هو الخدمة ،يقال : قتا القوم خدمهم والمقاتية هم الخدام والواحد مقتوي ، قال عمرو بن كلثوم : تهددنا وتوعدنا رويدا متى كنا لأمك مقتويين . أي خداما . انظر : لسان العرب ، مادة قتا.

النديم وكتابه الفهرست: (هذه الفقرة ملخصة من مقال أستاذنا د. عبد الستار الحلوجي).
لا نعرف عن حياته شيئا غير أنه كان وراقا في بغداد في القرن الرابع الهجري ، يتسخ الكتب ،ويصححها ويجلدها ويبيعها ، وكان كثير من العلماء يحترفون هذه الحرفة لشرفها ورفعتها ، وهذه الحرفة جعلته يسجل أسماء الكتب المصنفة التي رآها أو نسخها .
ولكن كان النديم شيعيا معتزليا، وكتب التراجم في عصره أهملته ولم تترجم له فقد أهمله الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد وغيره من المترجمين ، ولعل ذلك يكون بسبب تشيعه واعتزاله،وهو أول عمل ببليوجرافي يصل إلينا ولا يعني ذلك أنه أول من جمع أسماء الكتب ، فقد سبقه إلى هذا العمل جابر بن حيان (ت200) وقد أشار هو في الفهرست أنه نقل فهرسته في كتابه.
كم عدد الكتب التي ذكرها النديم في الفهرست؟
قرابة 6400كتاب ، نص على ذلك الدكتور : صلاح الدين المنجد في كتاب ((قواعد فهرسة المخطوطات العربية))(ص38)

منهج النديم في الفهرست :
كيف رتب النديم كتابه ؟
إن الناظر في كتابه يجد أنه قد رتبه على الموضوعات ، ولكن كان يسميها مقالات ، فيجعل لكل علم مقالة ، مثل : مقالة النحويين واللغويين مقالة الشعراء ، مقالة الفقه والفقهاء، وهكذا، فهو لم يرتبه على الترتيب الأبجدي في ذكر أسماء العلماء .
كان النديم يذكر مشاهير المصنفين في عصره ويذكر بعد ذلك أسماء الكتب التي صنفوها، فالمبدأ العام الذي كان النديم يحتكم إليه في ترتيب العلماء هو الشهرة فكان يذكر المشاهير أولا.
نلخص منهجه فنقول:
1- رتب كتابه على الموضوعات.
2- كان يقدم الأشهر في المصنفين.
3- يحرص على تحديد الكتب التي رآها أو طالعها، يقول مثلا: رأيته ، طالعته.
4- ينبه على المفقود من الكتب في عصره يقول مثلا: هذا الكتاب لم يوجد.
5- يحدد حجم الكتاب ، يصفها لنا، ذكرا عدد أوراقه.
6- أحيانا يقيم الكتاب .
7- يذكر موارده عن الكتاب ،بقوله : قرأت بخط ابن مقلة (خطاط معروف) .
8- يستعمل الإحالات إذا ذكر أحدا في موضعين.
ما عيب على النديم في كتابه:
1- يذكر أشخاصا ليسوا مصنفين ،فهم ليست لهم مؤلفات على الإطلاق ومع ذلك يذكرهم، وموضوع الكتاب هو ذكر المصنفين ومصنفاتهم.
2- أنه أحيانا لا يذكر عناوين الكتب ، مكتفيا بالموضوع مثالا: يقول : وله كتاب في الفقه أو اللغة، دون أن يحدد اسمه، ومعلوم أن العنوان ركن أساسي من أركان الوصف الببليوجرافيا لا يصلح بدونه.
3- أنه أقحم في الكتاب ما لا علاقة له به كالحديث عن فضل القلم والخط ومدح الكلام العربي ، هكذا قاله أستاذنا د. عبد الستار الحلوجي في مقاله ابن النديم وكتابه الفهرست ( )، ولكن لعله يكون مقدمة لما سيشرع فيه كبراعة الاستهلال التي في علم البلاغة، ومعلوم أن من أركان صناعة علم المخطوط كما ذكره لنا الدكتور أربعة:
1- الخط.
2- القلم.
3- الحبر.
4- التجليد.
فلعله يكون تكلم عن هذه الأشياء كدلالة عما سوف يتكلم عنه.
ثم رجح الدكتور أن هذا الكتاب أعني الفهرست للنديم أما أن يكون جزءا منه قد فقد، أو يكون النديم سوده ولم يبيضه، ورجح حفظه الله ذلك لعدة أمور:
1- ما في الكتاب من ذكر الاسم دون أن يذكر مصنفا له، فهو يقول : وله من الكتب 000000 ويأتي البياض دون اسم كتاب.
2- ما نجده من نقص أسماء الكتب .
3- سقوط أجزاء من النص.
4- تقديم وتأخير في الكتاب كان النديم ينوي تعديله.
5- وجود نصوص قلقة في الكتاب ، وكأنه كان يريد الرجوع إليها.
6- وجود أخطاء نحوية وإملائية إلى جانب أخطاء في الأسلوب.
كل هذا جعل علامة التراث د. عبد الستار الحلوجي حفظه الله يرجح أن هذه النسخ التي وصلت إلينا مسودة لم ينقح النديم، ومع ذلك فلعل النديم يكون قد نقح ما في الكتاب ولم يصل إلينا تبيضه، ومع هذا كله فإن كتابه هذا يعد عملا خضما في صناعة الببليوجرافيات، فلا يعني من ذكر هذه السلبيات تقليل العمل بل سيظل هذا العمل فريدا في بابه ، يكفي أنه أول عمل وصل إلينا من تراثنا .


(2) كان منذ وقت قريب يقال : ابن النديم ، ولكن محقق كتاب الفهرست رضا تجدد وجد نسخة عليها اسمه ((النديم)) وكذا في الطبعة الجديدة التي حققها أستاذي د. أيمن فؤاد السيد، صحح اسمه.

(3)انظر: كتابه : المخطوطات والتراث العربي، د.عبد الستار الحلوجي.ط. الدار المصرية اللبنانية.(143-160). ويعد هذا الكلام اختصارا له، فجزاه الله خيرا عما يفعله لتراثنا المجيد.

كتب توثق نسبة الكتاب إلى مؤلفه وكذا العنوان:
قلنا : إن جهود المحقق ينبغي أن تصرف في تحقيق ثلاثة أشياء :
1- عنوان الكتاب.
2- نسبة الكتاب إلى مؤلفه.
3- تحقيق متن الكتاب.
كما نص على ذلك الشيخ عبد السلام هارون في كتابه تحقيق النصوص(ص42)
فما هي الكتب التي توثق نسبة الكتاب إلى مؤلفه وكذا العنوان؟.
أقول: الكتب التي توثق عنوان الكتاب ونسبته إلى المؤلف هي:
1- كتب التراجم.
2- كتب الببليوجافيات.
3- كتب المؤلف نفسه الأخرى.
4- كتب العلماء الثقات.
ومن أهم كتب التراجم في ذلك كتب الوفيات، مثل كتاب ((وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان ))لابن خلكان (ت681)، وكذا كتاب ((فوات الوفيات))لابن شاكر الكتبي (ت764)وكتاب ((الوافي بالوفيات)) لصلاح الدين الصفدي .وكذا كتب التراجم ومن أهما كتاب ((سير أعلام النبلاء للذهبي ))(ت748) وكذا كتاب ((هدية العارفين)) لإسماعيل باشا البغدادي(ت1920) وكتاب ((الأعلام )) للزكلي(ت1976) وكتاب ((معجم المؤلفين)) للكحالة .
ومن أهم كتب الببليوجرافيا فمن أهمها كتاب ((كشف الظنون))للحاج خلفية(ت968)، وكتاب(إيضاح المكنون)لإسماعيل باشا البغدادي، وكتاب ((الفهرست للنديم))(ت380) فهذه هي أهم كتب التي بها يتوصل إلى توثيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه ، وكذا توثيق العنوان، وكذلك كتب المؤلف الأخرى فإذا ذكر المؤلف الكتاب في كتبه الأخرى فيعد هذا من أفضل أنواع التوثيق، وكذلك لو ذكره عالم من العلماء الثقات في كتبه بأن يقول: وله من الكتب كذا، أو قال فلان في كتاب كذا ، ويسميه .
فهذه من بعض مظاهر توثيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه و عنوان الكتاب .




~













آخر مواضيعي

0 صور منة فضالي 2015 , منة فضالي 2015 , اطلالة منة فضالي 2014
0 مصطلحات قصيميه ومعانيها
0 اسماء ادوات المكياج بالعربي
0 مانشستر سيتي يعلن اقالة مانشيني , اقالة مانشيني من تدريب مانشستر سيتي
0 الوورد 2016 - برنامج الوورد 2016
0 عبارات عن الصباح , اجمل عبارات الصباح
0 افضل كتب للمراهقين والمراهقات
0 طريقة تركيب تقويم الاسنان
0 الاطعمة المثالية في شهر رمضان
0 التقويم الهجري والميلادي 2015


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الملك عبدالله عقد مصالحة بين التراث المحافظ والاقتصاد الحديث صعب المنال اخبار عامه - سياسيه - اقتصادية - عالمية - متنوعة 1 18 - 10 - 2011 07:40 PM


الساعة الآن 06:04 PM.


المواضيع المكتوبة في منتديات خجلي لاتعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وإنما تعبر عن وجهة نظر كاتبها

Security team

تصميم دكتور ويب سايت