اذاعة مدرسية عن الظلم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد، يسعدنا أن نبدأ سويًا برنامجنا الإذاعي لهذا اليوم، والذي يتحدث عن ظاهرة انتشرت في بعض الناس وهي ظاهرة الظلم ذكرها القران الكريم والسنة النبوبة المطهرة، إما على سبيل الذم، أو على سبيل بيان سوء عاقبة من فعلها، وحرمها الله على نفسه والناس جميعا.

خير ما نبدأ به برنامجنا الإذاعي لهذا اليوم هو القرآن الكريم، والطالبة ..
﴿ أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [الروم: 9].

صدق الله العظيم جاء موعدنا مع الحديث الشريف والطالبة …
قال صلّ الله عليه وسلم : (اتَّقوا الظُّلمَ، فإنَّ الظُّلمَ ظلماتٌ يومَ القيامةِ، واتَّقوا الشُّحَّ فإنَّ الشُّحَّ أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءَهم واستحلُّوا محارمَهم) ” رواه مسلم “.

جاء موعدنا مع كلمة الصباح وهي اليوم عن الظلم، والطالبة ..
ظاهرة الظلم ظاهرة كبيرة، حرمها الله سبحانه وتعالى فقال الرسول صلّ الله عليه وسلم في الحديث القدسي ” يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا } [رواه مسلم”، واتفق الآئمة جميعهم في أن الظلم هو وضع الشيء في غير محله، وحذر الله والرسول من المظلوم لأن دعاءه لا يحجب.

هناك ثلاثة أنواه من الظلم وهم :
ـ ظلم الإنسان لربه، ويكون ذلك بالكفر بالله سبحانه وتعالى كما في قوله ” والكافرون هم الظالمون ” ” سورة البقرة 254 “، ويكون ذلك بالشرك في عبادة الله والإبتعاد عن عبادته لغيره.
ـ ظلم الإنسان لنفسه، ويكون ذلك بإتباع الشهوات وإهمال الواجبات، وتلويث نفسه بآثار الذنوب والجرائم والمعاصي، فقال الله تعالى ” وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [النحل:33].
ـ ظلم الإنسان لغيره من عباد الله ومخلوقاته، وذلك بأكل أموال الناس بالباطل وظلمهم بالضرب والشتم والتعدي والاستطالة على الضعفاء.

والآن موعدنا مع قصة قصيرة عن ظلم الأجير إحدى صور الظلم من الإنسان لأخيه الإنسان والطالبة …
كان رجل يعمل عند كفيله فلم يعطه راتب الشهر الأول والثاني والثالث، وهو يتردد إليه ويلح وأنه في حاجة إلى النقود، وله والدان وزوجة وأبناء في بلده وأنهم في حاجة ماسة، فلم يستجب له وكأن في أذنيه وقر، والعياذ بالله.
فقال له المظلوم: حسبي الله؛ بيني وبينك، والله سأدعو عليك، فقال له: أذهب وأدعوعلي عند الكعبة وشتمه وطرده.
وفعلا استجاب لرغبته ودعا عليه عند الكعبة بتحري أوقات الإجابة، على حسب طلبه، وبريد الله عز وجل أن تكون تلك الأيام من أيام رمضان المبارك وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ [الشعراء:227]،
ومرت الأيام، فإذا بالكفيل مرض مرضاً شديداً لا يستطيع تحريك جسده وانصب عليه الألم صباً حتى تنوم في إحدى المستشفيات فترة من الزمن.
فعلم المظلوم بما حصل له، وذهب يعاوده مع الناس. فلما رآه قال: أدعوت علي؟ قال له: نعم وفي المكان الذي طلبته مني. فنادى على ابنه وقال: أعطه جميع حقوقه، وطلب منه السماح وأن يدعو له بالشفاء ).
فيا أيها الظالم لغيره:اعلم أن دعوة المظلوم مستجابة لا ترد مسلماً كان أو كافراً،
ففي حديث أنس قال: قال رسول الله : { اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافراً؛ فإنه ليس دونها حجاب }، فالجزاء يأتي عاجلاً من رب العزة تبارك وتعالى.

وصلنا سريعًا إلى ختام برنامجنا الإذاعي لهذا اليوم عن الظلم، ونتمنى أن نكون قد أسعدناكم، كانت معكم الطالبة .. تحت إشراف الأستاذة .. ، نترككم في رعاية الله وأمنه وإلى اللقاء في برنامج آخر، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.