متابعين خجلي على تويتر

متابعين خجلي على الفيسبوك

 


العودة   منتديات خجلي > مراحل التعليم - تعليم عالي - تعليم اللغات - البحث العلمي > مقالات اجتماعية - بحوث علمية - تقارير جاهزة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2 - 10 - 2011, 05:09 PM   #1

صعب المنال
خجلي موهوب
افتراضي بحث عن يوم القيامة والجنه والنار



بحث عن يوم القيامة , بحوث عن يوم القيامة , بحث مفصل عن يوم القيامة , بحث مفصل عن يوم القيامة والجنة والنار , بحث عن الجنة والنار , بحوث عن الجنة والنار





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا
محمد وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين ..




سأقوم بوضع بحث مفيد جداً يهتم بكل مايخص يوم القيامة ومايحدث فيها

من

النعيم والعذاب بالتفصيل..

بدايتاً سأطرح كل مايحدث قبل وقوع القيامة وعلامات ظهورها وأهوالها المفجعة
والنفخات اللتي ستحدث فيها ..

فإن مسالة المعاد مسالة واسعة جدا , لان الحديث عنها هو حديث عن عالم واسع ,وبما ان عالم المعاد عالم مجهول
ويختلف من جهات عديدة عن عالمنا هذا لذلك سيكون البحث في هذا المجال بحثا واسع , ومع كونه
واسع فهو ممتع وجذاب في نفس الوقت ويعود ذلك لسببين :.

الاول : لكونه موضوعا مثيرا , وهذا ما يبعث عند كل انسان حب التطلع وكشف المجهول .


الثاني : ان التوجه الى هذه المسالة ومعرفة جزئياتها له اثر نفسي وروحي وتربوي كبير في بنا النفس
الانسانية , اذ انها تشتمل على جميع مراحل حياة الانسان , وربماهذا هو السبب الذي جعل القرآن الكريم
يتناول الكثير من الموارد والمسائل التي تتعلق بالمعاد , وهذا ما لانجده في غيرها من المسائل .



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

يبتدأ البحث بالموضوع الآتي ..
أهوال يوم القيامة


قال تعالى في كتابه المحكم الكريم:
(فارتقب يوم تاتي السما بدخان مبين # يغشى الناس هذا عذاب اليم )
ولقد ذكر المفسرون آراء عديدة في تفسير هذه الاية نذكر ثلاثة منها :.
الاول :يرى البعض ان الدخان اشارة الى عذاب يوم القيامة وهو دخان مرعب شره مستطير يظلل رؤوس المجرمين

ولكننا نرى هذا الاحتمال بعيدا لاننانجد في ذيل الاية ان المجرمين يطلبون رفع هذا العذاب الالهي ويظهرون الايمان وياتيهم الخطاب:
(انا كاشفوا العذاب قليلا انكم عائدون ) الدخان 15.

فلا يمكن تصور وقوع هذا المعنى في يوم القيامة خاصة وان الاية التي بعدهاتشير الى القيامة وعقوباتها بشكل مستقل وهذا يدل على ان ما ذكر قبلها يتعلق بغير
يوم القيامة (يوم نبطش البطشة الكبرى انا منتقمون ) الدخان 16.


الثاني :يرى ان الاية تشير الى ان الكفار بعد ان حلت بهم المجاعة والجدب جاؤوا الى النبي صلى الله عليه
وآله وسلم يطلبون منه الدعا لرفع هذا العذاب فدعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فرفع العذاب عنهم ولكنهم عادوا الى عتوهم وجحودهم .
وبناءاً على ذلك فان الدخان هنا يراد به المعنى المجازي لأن الأدب العربي يستخدم كلمة دخان كناية عن الشر والبلاء الغالب ..
او قد يراد بالدخان الاتربة والغبار الذي يغطي صفحة السماء اثناء سنوات القحط حيث لا وجود للامطار التي
تزيل هذا الغبار وهذه الاتربة من هنا يطلق على سنة القحط ب (السنة الغبراء) او (عام الرماد).
والمأخذ الذي يؤاخذ عليه هذا التفسير هو أن الدخان الوارد في الاية الكريمة لم يستعمل
بمعناه الحقيقي وقد حمل على معناه المجازي بدون اي قرينة .

اما الثالث : فيرى ان الاية تشير الى احدى علامات قرب القيامة حيث تغطى السماء بدخان
مبين فيلجا الناس الى لطف اللّه تعالى ليكشف عنهم العذاب فيرفع بكرمه ولطفه عنهم قليلا منه ورغم كل هذا لا يؤمن المنكرون .
ان هذا التفسير اضافة الى كونه مطابقا لظاهر الاية فانه يتفق مع الاخبارالمتعددة التي وردت
في مصادر تفسير الشيعة والسنة , ونقرا هنا حديثا عن الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله
وسلم حيث يقول :(عن حذيفة قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: اول الايات خروجا
الدجال ونزول عيسى بن مريم ونار تخرج من قعر عدن ابين تسوق الناس الى المحشر تبيت معهم اذا
باتوا وتقيل معهم اذا قالوا , وتصبح معهم اذا اصبحواو تمسي معهم اذا امسوا قلت : يانبي اللّه
وما الدخان ؟ فتلا هذه الاية :(فارتقب يوم تاتي السما بدخان مبين ) يملأ مابين المشرق والمغرب
يمكث اربعين يوما وليلة اماالمؤمن فيصيبه منه شبه الزكام واما الكافر فيكون بمنزلة
السكران يخرج الدخان من فمه ومنخره وعينيه واذانيه ودبره ) .
ولقد ورد هذا المعنى في مصادر الشيعة بشي من الاختلاف فنقل الامام علي عليه السلام:عن
الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم:(عشرة قبل الساعة لابد منها : السفياني ,والدجال , والدخان
, والدابة , وخروج القائم , وطلوع الشمس من مغربها , ونزول عيسى عليه السلام, وخسف بالمشرق , وخسف بجزيرة العرب
, ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس لى المحشر ).
وقد وردت روايات اخرى تؤيد هذا المعنى .
وبناءاً على ذلك يكون التفسير الثالث للاية الشريفة هو التفسير الافضل .
هذه هي اهم (اشراط الساعة ) التي ذكرها القرآن الكريم .
الفصل الثاني .

العلامات التي تنذر بنهاية هذا العالم :
يستفاد من طائفة اخرى من ايات القرآن الكريم حدوث اضطراب عظيم في نظام الكائنات والارض والسما
بنهاية هذا العالم وبتعبير آخر ان انتها العالم لايكون تدريجيا وانما يكون مباغتا ومقترنا بمشاهد وحوادث مرعبة .
ومن جملة هذه الحوادث التي تعد قسما من علامات الساعة ما ياتي :.
تلاشي الجبال:
لذا ورد هذا الموضوع في آيات متعددة من القرآن الكريم وذكر له عدة مراحل مختلفة ويمكن تقسيمها وتلخيصها في سبعة مراحل هي :
1 المرحلة الاولى :اهتزاز الجبال : ( يوم ترجف الارض والجبال ) المزمل 14.
2 المرحلة الثانية : قلعها : ( وحملت الارض والجبال ) الحاقة 14.
3 المرحلة الثالثة : تسييرها : ( وتسير الجبال سيرا ) الطور 10.
4 المرحلة الرابعة : الدك والهدم ( فدكتا دكة واحدة ) حاقة 14.
وفي هذه المرحلة تصبح الجبال كالكثبان المتراكمة ( وكانت الجبال كثيبامهيلا ) المزمل 14.
5 المرحلة الخامسة : تصبح فيها الجبال كالغبار المتفرق ( وبست الجبال بسا فكانت هبا منبثا ) الواقعة 5 6.
6 المرحلة السادسة : تكون الحبال فيها كالعهن المنفوش اي كالصوف المندوف المتطاير في الريح الشديدة
ولا يرى في السما الا لونها ( وتكون الجبال كالعهن المنفوش ) القارعة 5.
7 المرحلة السابعة : تلاشي الجبال ولا يبقى منها الا شبح كشبح سراب في
صحرا قفر( وسيرت الجبال فكانت سرابا ) النبا 20.
وهكذا سوف تزول الجبال تماما ولا يبقى منها اي اثر وتبدل الى ارض مستوية لا نرى فيها
عوجا ولا امتا ( فيذرها قاعا صفصفا ) طه 106 ((10)) .
والسؤال الذي يطرح هنا هو هل ان هذه الحوادث العجيبة والمرعبة تقع للجبال على اثر انفجارات
داخلية فيها واندثار لنظامها الذري وتحرر الطاقة الكامنة في داخلها ؟
ام انها على اثر ضربة خارجية توجه اليها من اصطدام الاجرام السماوية بسرعة وجاذبيه عالية بعضها
مع البعض الاخر ؟ ام هناك علل اخرى لم يكتشفهاالعلم اليوم ؟.
لا يمكن لاي شخص اعطا جواب صحيح عن هذه الاسئلة فالعلوم اليوم عاجزة عن تفسير هذه الظواهر.
ان هناك انفجارات عظيمة حدثت وتحدث في الاجرام السماوية , ولكن العلم يعجز عن تفسير علل تلك
الانفجارات فنحن لانعرف الا ما اخبرنا عنه القرآن من ان هذه الحوادث تقع في نهاية هذا العالم .


انفجار البحار :
من العلامات الاخرى لنهاية هذا العالم وقرب قيام الساعة انفجار البحار ,ونقرا
في هذا الصدد قوله تعالى :( واذا البحار فجرت ) الانفطار 3.
وقال في موضع آخر ( واذا البحار سجرت ) التكوير 6 وقال في الاية السادسة من
سورة الطور بعد ان اقسم بايمان متعددة ومتتابعة ( والبحر المسجور ).

بلا شك ان الاية الاولى والثانية اشارتا الى (اشراط الساعة ) وذلك لان الايات التي وردت بعدها
دلت على هذا المعنى بشكل واضح اما فيما يتعلق بالاية الثالثة فقيل في تفسيرها بانها كانت ناظرة الى علامات القيامة .
ولقد وردت في احد موارد هذه الايات عبارة (فجرت ) واستعملت بمعنى الانفجار ومن الممكن ان تكون هذه اشارة الى انفجار البحار.
لقد اصبحت هذه المسالة اليوم مسالة سهلة قابلة التحقق نظرا لأن الماء يتكون من عنصرين , الاول هو
الاوكسجين والثاني هو الهيدروجين وهذان العنصران قابلان للاحتراق فلو كان هناك عامل يسبب
في تجزئة الما لتبدلت البحار الى كتلة عظيمة من نيران محرقة وتكفي قدحة صغيرة لاحراق العالم باسره .
ويحتمل ان تكون الزلزلة الشديدة التي تقع قبيل القيامة هي السبب في تشقق الارض واتصال البحار
مع بعضها البعض وعلى اثر ذلك سوف تتصل جميع البحيرات الموجودة على الارض
والبحار وهذا ايضا احد الاقوال التي ذكرت في تفسير هذه الاية .
وهناك تفسير ثالث يقول : عندما تتلاشى الجبال يسقط غبارها في البحارفتمتلئ
ويطغى الماء على اليابسة فتصير كلها بحرا واحد.
وبهذه المعاني الثلاثة فسرت الكلمة الثانية سجرت المشتقة من مادة (تسجير) وذلك لان التسجير في
الاصل يعني الايقاد وياتي احيانا بمعنى الملي ولذايقال للتنور المملوء بالنار (مسجر).
وقد يكون اشتعال البحار بسبب تجزئتها الى عنصرين قابلين للاحتراق (الاوكسجين والهيدروجين ) او
لعلل اخرى نجهلها اما امتلا البحار فهو اما بسبب تلاشي الجبال وسقوطها في البحار او بسبب
سقوط الاحجار السماوية الكبيرة فيها اولعلل اخرى غير معروفة .

الزلزال العظيم المدمر:
من العلامات الاخرى لنهاية هذا العالم وقرب قيام الساعة وحدوث زلزلة عظيمة ليس لها نظير بحيث تهز

جميع انحا الكرة الارضية فتدمر كل شي ويدفن جميع الناس في لحظات بقول القرآن : ( ياايها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شي عظيم ) الحج 1
ثم يقول ( يوم ترونها تذهل كل مرضعه عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وماهم ب سكارى ولكن عذاب اللّه شديد ) الحج 2

ان هناك زلزلة اخرى تقع قبيل احيا الاموات اشارت اليها بعض الايات الكريمة , ويحتمل ان تكون الاية الكريمة التي نحن بصددها
قد اشارت الى هذا المعنى بقرينة :( ولكن عذاب اللّه شديد ) , وبهذا يجب ان نفسر المراد بالمرضعات والحوامل تفسيرا
مجازيا فشدة الهلع والخوف الناشئ من اثر الزلزلة العظيمة تجعل كل امراة حامل تسقط جنينها وهذا التفسير على خلاف
ظاهر الاية على اية حال ان هذاالمعنى ورد ايضا في الاية 14 سورة المزمل : ( يوم ترجف الارض والجبال )
((11)) وجا نظير هذا المعنى في سورة الواقعة آية 4 : ( اذا رجت الارض رجا وبست الجبال بسا ).


ذهاب ضؤ الشمس والقمر والكواكب:
من العلامات الاخرى لقرب الساعة انطفاء قرص الشمس واختفاء ضوء الكواكب كما

ذكرت الاية ( اذا الشمس كورت واذا الن جوم انكدرت ) التكوير 1 2.
(كورت ) مشتقة من مادة تكوير , وهي بمعنى الطي او اللف او جمع الشي مثل لف العمامة على

الراس وكذلك جات هذه الكلمة بمعنى الانطفاء او الاسفاط ,والظاهر من هذين المعنيين فيما يتعلق
بالشمس انها من باب اللازم والملزوم ,فيذهب ضوء الشمس بالتدريج وتعم الظلمة اما (انكدرت )
فهي مشتقة من مادة (انكدار) وهي الظلمه او السقوط والتناثر , والظاهر ان كلا المعنيين بخصوص الكواكب
من باب اللازم والملزوم , نعم وحسب شهادة القرآن ينطوى ويجمع في نهاية هذا العالم اعظم مصدر للنور
في منظومتنا الشمسية وهو الاساس لإضاءة جميع السيارات وبهذا سيكون مصير الكواكب الاخرى نفس مصير الشمس.

ونقرا في سورة القيامة ( فاذا برق البصر# وخسف القمر وجمع الشمس والقمر# يقول الانسان اين المفر ) القيامة 7.
يتضح من خلال هذه الايات ان جميع هذه الحوادث تقع بصورة مباغتة وليست تدريجية والا سوف لا يكون هناك انسان في ذلك الزمان.



انشقاق الاجرام السماوية :من العلامات الاخرى لنهاية العالم اختلال نظام الكواكب وانشقاق الاجرام السماوية
ولقد اشار القرآن الكريم في آيات عديدة وبتعابير مختلفة الى ذلك فاحياناعبر عنه ب (الانشقاق ) ,( اذا السماء انشقت ) الانشقاق 1 ,
وجا نظير هذاالمعنى في الاية 16 سورة الحاقة ( وانشقت السماء فهي يومئذ واهية ) كما ورد نفس هذا المعنى بشئ
من الاختلاف في الاية 25 سورة الفرقان ( ويوم تشقق السماء بالغمام ).
والمراد من السماء في هذه الايات هي الاجرام السماوية حيث تشقق هذه الاجرام في نهاية العالم على اثر

الانفجارات المتتابعة , اما المقصود من تشقق السماء بالغمام فيحتمل ان يرافق انشقاق السماء حصول
غمام كثيف بفعل الاتربة والغبارالمتولد عنها والبا في قوله ( بالغمام ) كما يحتمل ذلك صاحب
الميزان للملابسة اي تنفتح السما متلبسة بالغمام (اي متغيمة )
ولا نستبعد ان يكون الكلام كناية عن انكشاف غمة الجهل وبروز عالم السماء وهو من الغيب وبروز

سكانها وهم الملائكة ونزولهم الى العالم الارضي (فالباء في هذه الاية تكون بمعنى
(عن ) اي تذهب الغيوم جانبا ويظهر غيب العالم ). والله أعلم

و يقول تعالى : ( يوم تكون السماء كالمهل ) المعارج 8.
ولقد فسر المفسرون كلمة المهل دردي الزيت او الفضة اذا ذابت والمعنى الاخير يناسب الاية اعلاه .
على اية حال ان حصول مثل هذه الحالة في الاجرام السماوية انما هونتيجة لزواله.


وفي النهاية عبر القرآن بتعبير آخر فقال : ( يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده ) الانبياء 104.
هذا التعبير يوضح ابعاد تغيير السموات والكواكب في نهاية هذا العالم ويدل ايضا على ان جميع المنظومات والكواكب السيارة

والثابتة تطوى كطي السجل للكتاب ويعاد الخلق كما خلقه اول مرة ويضع اللّه سبحانه وتعالى نظاما جديدا لعالم الوجود وتقوم القيامة على هذا العالم الجديد.


فنستنتج من مجموع هذه الايات السالفة الذكر ان القيامة هي ليست استمرارا للحياة الدنيا بل ان هذا النظام يتغير

تغيرا كاملا وذلك لوقوع انفجارات عظيمة وزلازل مرعبة تدمر كل شي ثم يقوم نظام جديد بعد ذلك وتقوم القيامة فيه .




علامات بدء القيامة :


عند بداية القيامة تحدث حوادث عظيمة فكما ان الدنيا تنتهي بوقوع حوادث عظيمة , كذلك تقترن بداية
القيامة بحوادث عظيمة ايضا وقد ورد هذا المعنى في آيات مختلفة من القرآن الكريم .
1 قال تعالى : في سورة ابراهيم : ( يوم تبدل الارض غير الا رض والسموات وبرزوا للّه الواحد القهار ) ابراهيم 48.
هذا التبديل هو اشارة واضحة الى المرحلة الثالثة وذلك لانه تعالى يقول في ذيل الاية ( وبرزوا للّه الواحد القهار ).
وهذه الآية جديرة بالاهتمام فليس المراد من تبديل الارض بارض اخرى هو تبديل لذات الارض كما يتصور البعض بل
ان المقصود هو تبدل صفاتهامثل ازالة الجبال او استوائها وصيرورتها قاعا صفصفا كما يذكر القرآن
الكريم او زيادة مساحتها وغير ذلك من دون تبديل ذاته.
ودليل هذا الكلام آيات عديدة عن نشور الاموات من قبورهم وبالخصوص الاية 55 طه اذ
تذكر ( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى ).
على كل حال ذكر المفسرون ارا عديدة حول هذه الاية ولا يوجد لديهم اي دليل الا بعض الروايات المرسلة
او الاستناد الى بعض اقوال الاخرين فاحيانايقولون ان الارض تبدل بالفضة والسماء بالذهب واحيانا اخرى يقولون
ان الارض تبدل بالنار والسماء بالجنان او كل قطعة من الارض تبدل اما الى فضة او الى نارحسب ما يناسب وضعها مع المؤمنين والكفار.
وكل ما نستفيده من هذه الاية بشكل عام : ان هناك تغيرات عظيمة لاتتضح جزئياتها لن.


قال تعالى في موضع آخر ( ا ذا زلزلت الارض زلزالها واخرجت الارض اثقالها ) الزلزال 1 2.
وهنا يطرح هذا السؤال هل ان هذه الزلزلة هي نفس الزلزلة التي تعم جميع انحا الكرة الارضية عند نهاية الكون

وتؤدي الى تدمير العالم باسره ؟ ام انها هي التي تقع اثنا يوم القيامة ؟ هناك اختلاف بين المفسرين بصدد هذه ا
لاية ولقد نقل الفخرالرازي في تفسيره كلا التفسيرين ((18)) ولكن اذا تاملنا الاية الثانية من هذه السورة ( واخرجت الارض اثقالها ) لكان
المعنى الثاني هو الانسب مع سياق الاية , وذلك لان الاثقال جمع ثقل اي يخرج كل مادفن فى الارض وهناك احتمال قوي ان ا
لمراد بالاثقال الموتى حيث يخرجون من قبورهم كما ذكرت ذلك الاية 4 من سورة الانشقاق ( والقت ما فيها وتخلت ).
وبهذا المعنى تحدث الزلزلة الثانية قبل احياء الاموات وشروع القيامة وهذه الزلزلة تعم كل الكون على خلاف سائر الزلازل التي

تتحدد بمنطقة صغيرة فان تعبير ( اذا زلزلت الارض ) يفيد الاطلاق وتعبير زلزالها يؤكد هذاالمعنى .
ولقد ورد ما يشابه هذا التعبير بل وبصورة اوضح في سورة ق آية 44( يوم تشقق الارض عنهم سراعا ذلك حشر علينا يسير ) ((19)) .
يتضح من الايات اعلاه ان انشقاق الارض باسرها وخروج الناس دفعة واحدة من قبورهم يكون

متزامنا مع وقوع زلزلة عنيفة تشمل كل ارجاء العالم .
على اية حال ان هذه الزلزلة تقع قبيل احياء الاموات وليس في نهاية العالم خاصة وقد ورد في الاية تعبير (حشر) بدلا

من احياء الاموات , والحشر يعني (اجتماع الناس بعد احيائهم او جمع اجزا الابدان المتفرقة او جمع الارواح والاجساد) ان
هذه الزلزلة وعلى خلاف سائر انواع الزلازل زلزلة بنا واعمار فهي ليست مدمرة او مميتة بل انها تاتي لاخراج الناس من قبورهم ليستانفوا حياة جديدة .

ولو تاملنا في هذه الايات
( ويسالونك عن الجبال # فقل ينسفها ربي نسفاً فيذرها قاعاً صفصفا # لا ترى فيها عوجاً ولا امتا # يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له )
طه 105 108 يتضح لنا بأن هذه الايات تعرض لنا مشاهد من حوادث نهاية العالم ومشاهد اخرى من
حوادث بداية القيامة ،فإن حركة الجبال هي مقدمة لتدمير الارض وعلى اثر هذا التدمير الوارد في الاية التي
نحن بصددها وبعض الايات الاخرى ايضا تصبح الارض قاعا صفصفا : اي ملسا مستوية لا يعلوها شي ويظهر جميع الناس عليها بشكل واضح .


نفخة الصورصرخة الموت والحياة )

ما المراد ب (نفخة الصور) او صرخة الموت والحياة ؟علمنا ان الصور وحسب قول الكثير من ارباب
اللغة يعني البوق او القرن العظيم (كانوا يصنعون البوق من قرن الحيوان ).
فكانوا ينفخون فيه من جهة فيخرج الصوت عاليا من الجهة الاخرى .
هل ان هذا التعبير تعبير مجازي كناية عن الامر الصادر من قبل اللّه تبارك وتعالى ينذر بنهاية العالم المباغتة وبداية القيامة ؟ اي هل

هو تشبيه لما اعتاد عليه الناس في ايقاف الجند او التوافد او تحريكها فهي وسيلة تستعمل لاعلام الجميع بالوقوف او الحركة
؟ (حيث ان لحن بوق الوقوف يختلف عن لحن بوق الحركة )حيث لا زال هذا الاسلوب معمولا به في بعض الثكنات والقطعات
العسكرية فهناك بوق النوم وبوق النهوض وبوق التجمع ؟ ام ان هذا العبير ليس له بعد كنائي وانماهي نفخة حقيقية ؟ ولكن
من الواضح ان هذا البوق ليس بوقا عاديا وانما هو صاعقة وصيحة عظيمة تعم ارجاء السموات والارض وتسبب في موت جميع
الموجودات الحية او احيائها وبعث الحياة والحركة فيه.
ان هذا الاحتمال هو الارجح ويتناسب مع ظاهر الايات : ونقرا في هذاالصدد حديثا ورد عن الامام علي بن الحسين

عليه السلام (ان الصور قرن عظيم له راس واحد وطرفان , وبين الطرف الاسفل الذي يلي الارض الى الطرف الاعلى
الذي يلي السما مثل ما بين تخوم الارضين السابعة الى فوق السما السابعة , فيه اثقاب بعددارواح الخلائق , وسع فمه ما بين السما والارض ) )) .
ولقد ورد في حديث آخر عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم:
(الصور قرن من نور فيه اثقاب على عدد ارواح العباد) .
وهذين الحديثين يؤكدان ان هذا التفسير هو كناية عن موضوع هام بين في هذا المجال .


إن هذه النفخة تسبب في تدمير كل شي فهي قادرة في لحظة واحدة على تحطيم اي مقاومة تواجهها , فتحول الانسان والابنية الى حطام متناثر
على هذا الاساس ليس من العجب ان تكون صيحة القيامة هي السبب في اماتة الناس وجميع المخلوقات وازالة الجبال في مدة قصيرة
1 هل ان نفخة الصور تقع مرتين فقط ؟.


من المعلوم ان الايات القرآنية تشير الى وجود نفختين (نفخة الاماتة ونفخة الاحياء) وقد لا حظنا ذلك في الايات السالفة الذكر.
ولكن يستفاد من بعض الروايات ان نفخة الصور تتحقق ثلاث مرات حتى ان بعض الروايات تستدل بالقرآن على ذلك.
إن عدد النفخات ثلاث..
((نفخة القرع )) و((نفخة الموت )) و ((نفخة البعث ))) فاذا فنيت الدنيا امر اللّه اسرافيل ان يهبط الى

الارض وينفخ نفخة الفزع كما قال تعالى (ويوم ينفخ في الصورففزع من في السموات ومن في الارض الا من شا اللّه )
النمل 87 (وتزلزلت الارض وتذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها ويميد الناس ويقع بعضهم على
بعض كانهم سكارى وماهم بساكرى ) واما نفخة الاحيا فقال تعالى :(ويوم ينفخ في الصور فصعق من في السموات
ومن في الارض ) الزمر 68 كما قال تعالى : (ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون ) الزمر 68 ((37)) .
ولقد اضاف البعض نفخة رابعة الى هذه النفخات الثلاث وهي نفخة الجمع والحضور والظاهر ان هذه النفخة

اخذت من الاية 53 سورة يس (ان كانت الا صيحة واحدة فاذا هم جميع لدينا محضرون ) ولكن في الواقع
انها نفس هاتين النفختين اتسعتا وتبدلتا الى اربع نفخات وذلك لان الفزغ الاكبر ماهو الا مقدمة لموت الناس الذي يحدث على اثر ادامة واستمرار نفخة الحياة.

ما الفاصلة بين النفختين ؟
يستفاد من آيات القرآن الكريم بشكل عام ان هناك فاصلة زمنية بين نفختي الاماتة والاحياء وان تعبير (ثم ) ا

لذي ورد في الاية 68 الزمر يؤكد هذا المعنى ولكن ورد في بعض الروايات ان امد هذه الفاصلة اي (ان مابين النفختين اربعون سنة ) اي
ولا احد يعلم هل ان هذه السنين من سنين الدنيا ام من سنين وايام الاخرة التي يعادل كل يوم منها خمسين الف سنة .


وعلى اية حال ان هناك حوادث عظيمة تقع مابين النفختين يتشكل خلالها عالم جديد وحياة جديدة للناس , ولم يبق

في هذه الفترة اي مخلوق حي في العالم باسره الا وجه اللّه الحي القيوم واما ما جا في الايتين 68 الزمر 87 النمل
اللتين ذكرتا جملة (الا ماشا اللّه ) لا يعني ان هؤلا لا يشملهم الموت بل ان موتهم موكول الى زمان لاحق اي ان
اجلهم يتاخر والشاهد على ذلك جملة (كل نفس ذائقة الموت ) آل عمران 185 ((42)) حيث وردت اليها
في ثلاث آيات من القرآن الكريم والجديربالذكر هنا ان (النفس ) مفهوم واسع يشمل جميع الموجودات الحية
اما من هم الذين استثنتهم الاية فقد ذكر المفسرون احتمالات عديدة في ذلك فقال البعض انهم مجموعة من
ملائكة اللّه المقربين امثال (اسرافيل وجبرائيل وميكائيل وعزرائيل )ولقد اضاف بعضهم جملة العرش وقيل
ارواح الشهدا (في الابدان المثالية ) وقيل :خزنة الجنة ومالكو النار.


يوم الحساب..

قال تعالى في محكم كتابه الكريم:(وان كل لماجميع لدينا محضرون ) ((96)) .
صحيح ان الناس وجميع المخلوقات في هذه الدنيا وفي كافة الاحوال ,في محضر اللّه تبارك وتعالى , فهو حاضر في كل مكان
وهو معنا اينما كنا وهو اقرب الى انفسنا منا, ولكن هذه المسالة تتخذ بعدا آخر يوم القيامة فمن جهة يكشف عن جميع حجب
الغفلة والجهل فتصبح الابصار حادة قوية والقلوب
ذات بصيرة نافذة ومن جهة اخرى تتجلى في ذلك اليوم آثار اللّه اكثر من اي وقت اخر فتقام محكمة عدله وتوضع موازين القسط.
حقا انه مشهد عظيم الكل يحضر ليقف على ماقدم وعمل في الحياة الدنيا, الكل في محضر اللّه تعالى .
وقال أيضاً: (اللّه يحكم بينكم يوم القيمة فيماكنتم فيه تختلفون ).
من البديهي ان انواع الحجب التي تحيط بفكر وقلب الانسان في هذه الدنيا (حب الذات , الانانية , المصالح الشخصية والطائفية

, العصبية حجاب الذنوب ) لاتسمح بحل اختلافات الاقوام والشعوب , ولكن عندما ترفع جميع هذه الحجب ويصبح الحكم
للّه الواحد القهار عند ذلك تنتهي جميع الاختلافات
والمنازعات ان المبطلين بعد ازالة هذه الحجب ينقادون ويرجعون الى عقولهم بحيث يصبحوا هم المحاسبون لانفسهم .


تجسيم العمل :
أولا : لماذا العقوبة والشدة يوم القيامة ؟


هل الارتباط بين العمل والجزاء وضعي اعتباري كارتباط الأجير مع رب العمل ؟ أم ارتباط حقيقي تكويني ؟
في الحقيقة هناك تجّسم للأعمال في الآخرة , أي عمل الإنسان له ظهورين و وجودين , وجود دنيوي ووجود أخروي في الدنيا والآخرة .
وما يراه الإنسان في ذلك العالم إنما هو حقيقة عمل هذا الإنسان , عمله ينتقل من هنا إلى هناك وليس جزاء العمل .
صحيح توجد نسبة من الجزاء لكن أكثر ما يراه الإنسان هو حقيقة عمله .
القرآن قال ذلك ويراه كذلك .
القائلون بهذا الكلام يستدلون بقوله تعالى : ( يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيدا ) .
في الآية (محضرا) أي أن العمل يحضر , فالخير يأتي والشر يأتي .
( تود لو أن بينها وبينه أمدا ) أي يتمنى الإنسان أن يكون بينه وبين ذنوبه فاصل , ويتمنى للخير والعمل الصالح يتمنى يلقاه بسرعة .
الآية الثانية ( يوم ترى المؤمنين والمؤمنات نورهم يسعى بين أيديهم )
النور من أين ؟
عالم القيامة عالم ظهور حقائق العمل والانجاز وليس عالم إيجاد , الأساس في الدنيا ويظهر في الآخرة .
المنافقون يقولون ( انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا ) أي ارجعوا للدنيا وهو من باب التعجيز فلا رجوع للدنيا .
نور الإيمان .. نور الطاعة ..
في الحقيقة تجسّم للأعمال ما يتنّعم به وما يعذّب به هو حقيقة أعماله , لذا لا نقول كيف هذا العذاب فهو تجسّد لعملك .


من أشد المواقف على الإنسان هي نفس عملية الخروج من القبر , حتى أن بعضهم يخرج قدم واحدة فقط

ويظل ثلاثمائة سنة ليخرج القدم الأخرى من هول البعث .
الإنسان يخرج معه من قبره مثال يخاطبه لا تحزن يا صاحبي أنا معك , نلاحظ هذا الشخص عبر على عقبات ومواقف

عديدة حتى وصل بك إلى المحكمة الإلهية . أوصلك للحساب النهائي ثم يحاسبك الله حسابا يسيرا ويأمر بك إلى الجنة ,
حينها تسأله من أنت ؟ فيقول لك : أنا السرور الذي أدخلته على قلب أخيك المؤمن في الدنيا , لاحظ هنا بساطة العمل
لديك في الدنيا وعظمه في الآخرة فلا تستحقر أي عمل تقوم به .

ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما عُرِج به للسماء رأى ملائكة تبني قصراً من لبنة , وفجأة توقفوا عن البناء ,
فسألهم عن سبب توقفهم فأجابوا : ننتظر حتى تجيئنا النفقة .
الملائكة تبني القصور وهي متفاوتة يعتمد تفاوتها على رصيد الإنسان من الصالحات في الدنيا .
الملائكة توقفت للنفقة .. لكي تبني قصرك تحتاج للعمل , كل لبنة هي عمل صالح تقوم به .


أشكل بعض المفسرين على مسألة تجسّد الأعمال فقالوا : لا يوجد شي تجسّد للعمل .
دليلهم : أن ما يقوم به الإنسان من أعمال يُفنى , العمل متبوع بالعدم , لا يدوم ويتبعه الفناء .
يقولون : العمل الصالح يفنى فكيف يحضر يوم القيامة ؟ إنما جزاء العمل هو الذي في القيامة .


الجواب :
جواب علمي فلسفي :
كل شيء يلبس لباس الوجود لا يتبعه العدم .
لا يوجد شيء يُعدَم بل يتغيّر صورته . إذن العمل سواء الذي أوجده الخالق أو العمل الذي أوجده المخلوق يشمله هذا

الحكم , أي لا يتبعه العدم . العدم موجود نسبيا وليس مطلقا .
مثال :
صلاة المغرب نؤدي الصلاة ثم تنتهي , في الحقيقة لا نستطيع القول أنه مثلا بعد السادسة انتهى لأنه من السادسة إلى

التاسعة نسبي , لكن إذا رجع الزمان للساعة السادسة مرة أخرى فالعمل موجود .
العمل محفوظ في أزمنته الخاصة إذن العمل يتبعه عدم نسبي .
في القيامة : العمل يحضر بمحضره الزماني لذا لا وجود للمشكلة .
الجواب العلمي الآخر:ان المادة والطاقة أمران لحقيقة واحدة , المادة تراكم الطاقات .
المادة تتحول لطاقات مختلفة حرارية .. نووية ....
العمل هو طاقة لم تكن في الأصل طاقة بل مادة .
مثلا : الوقود مادة تضعه في الحافلة يتبدّل لطاقة ميكانيكية حركية .. لا يوجد شيء عدم .
المادة انتقلت بظروف معينة لطاقة .
حقيقة الأعمال طاقة تتحول لمادة .
قد يصل العلم الحديث لهذه النتيجة فيحولّون الطاقة إلى مادة , فمالذي يمنع من ذلك يوم القيامة ؟
نخرج لثلاث مقدمات :
مقدمة أولى :عمل الإنسان طاقة تخرج منه .
مقدمة ثانية : الطاقة ثابتة في الوجود .
مقدمة ثالثة : الطاقة ثابتة تتحول لمادة .
نصل إلى نتيجة الفلسفة من تجسّد الأعمال وان ما يراه الإنسان بالقيامة هو حقيقة أعماله .



مسألة التخويف:

لله تعالى من أسمائه الربوبية (الرب).
يريد أن يربّي البشرية , والتربية تقوم على أمرين : التبشير والتخويف (التحذير) .
وأحيانا يكون تأثير التخويف أكثر من التبشير .
نرى آيات الله تعالى في التحديث أكثر من آيات التبشير .
أحيانا من يعبد الله خوفاً من النار أكثر من طمعه في الجنة ( قد يكون غنيا ومتنعما في الحياة الدنيا ) .
مثال :
إذا تربّي طفل وتريد تحذرّه أنت تعلم أنه لا يدرك لذا سوف تخوفّه لأنه لا يفهم , لكن بعد مرحلة الرشد سوف يتغيّر الأمر وبنفسه سيفهم الأمور .
البشرية لا تستطيع إدراك حقائق الأحكام الشرعية , الله جل وعلا حماية منه لعباده استعمل عامل التخويف .
الآن لو يأتي إليك شخص يقول لك الصلاة ليست واجبة ولكن الله يحبها , هل ستصلي فقط لأن الله يحب الصلاة ؟؟
عامل التخويف مسألة مهمة في تربية البشر .


العقوبات ضمان لتنفيذ القوانين الإلهية
نجد أن القوانين الوضعية ( كقانون المرور مثلا ) توضع فيه عقوبات لضمان تطبيقه ,, فكيف بقانون يضعه الخالق لكافة البشرية ؟
إذن مسألة التخويف مهمة لضمان التنفيذ وهي من صفات الأولياء , وإن مع مرحلة الخوف ستبدأ مرحلة العشق بعدها .
الخوف غريزة فطرية لولاها نهلك , نحن نخاف من البرد فنلجأ للدفء , نخاف نار الدنيا فلا نقربها .

هناك قسمان للخوف :
خوف مذموم :وهو الخوف من الشيطان وأوليائه ( إنما ذلكم الشيطان يخوّف أولياءه ) , كذلك الخوف من المستقبل
من ناحية مادية وغيرها , الخوف من الظلمة أعوان الشياطين ....

خوف ممدوح :الخوف من الله .
لا نقصد أن الله يخوّف بل يخاف الإنسان أعماله , يرى سيئات أعماله في الآخرة , يخاف المستقبل ليس من جهة مادية بل
بخاتمة حياته والعاقبة وعند النطق بالشهادتين وهل سيكون موته على ولاية الدين , يخاف نزعة الروح , فلحظة نزع الروح شديدة .
هذا خوف ممدوح لأنه يجعلك تنشط في العمل .
لا يُصلِح المؤمن إلا الخوف , لا يُصبِح إلا خائفا فلا يصبه لا غرور ولا عُجب .
إذن علامة الخوف الممدوح عدم الكسل في العبادة والاجتهاد في الطاعات .


الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم صلى بالناس الصبح فنظر لشاب في المسجد يخفق ويهوي بنفسه قد غارت عيناه في رأسه .
سأله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كيف أصبحت ؟
قال : أصبحت موقناً .
قال عليه الصلاة والسلام: - لكل شيء علامة – ما علامة يقينك ؟
قال : يقيني أحزنني وأسهرني ليلي بالعبادة ونهاري بالصوم وعزِفَت نفسي عن الدنيا وما فيها , رأيت أهل الجنة يتنعمون وأهل النار

يتعذبون وكأنّي أسمع زفير النار في مسامعي , كيف لي ان أعيش , يا رسول الله ادعوا لي بالشهادة .
فدعا له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالشهادة , فاستشهد مع الرسول صلوات الله وسلامه عليه في إحدى غزواته .



نحن لماذا لا نعيش حالة الخوف ؟
لأننا لم نقرأ عن النار ولم نفهمها وهي مرحلة عالية , لو تحاسب نفسك كل ليلة لن تنام للصباح , هكذا ستصل لمرحلة الخوف .



.. الخصائص العامة لنار القيامة..


قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم و أهليكم نارا وقودها الناس والحجارة )

النار مركز جزائي يتجلى فيه الغضب الإلهي والعقوبة للمجرمين والظالمين من البشر , لها أبواب وطوابق متعددّة سنتحدّث عنها الليالي المقبلة .

ومن الخصائص العامة لنار القيامة :


الخاصية الأولى : تحرق الجسد والروح

نار الدنيا مهما اشتعلت لا تتعدّى الجسد ولا تصل للروح , بخلاف نار القيامة تحرق روح الإنسان وفؤاده وعظامه .
لو نعمل مقارنة بين نار الدنيا والآخرة نجد تفاوت كبير , لا مجال للمقارنة ولكن للتقريب للذهن .
نار الصاعقة تنبعث من اصطدام طبقتين من الغيوم يحدث بينهما تصادم سريع جدا لا يمنعه شيء يمرّ من خلال الزجاج والمياه ويحرق كل شيء .
نار الآخرة هي سبعين مرة مضاعفة من نار الصاعقة , فما بالك بمقارنتها بنار الدنيا .

الخاصية الثانية : وقودها الناس والحجارة

من أجل إشعال النار في الدنيا تحتاج للوقود وتحتاج لما توقِد عليه . عادة تأتي النار من الخارج فيمكن للإنسان أن يفرّ منها .
نار القيامة تنبعث من داخل الإنسان من فؤاده , ويكون الإنسان هو وقودها وهو حطبها ( ما توقد عليه) فكيف يفرّ منها ؟!
( وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا ) , ( أولئك هم وقود النار ) الظالم هو حطب جهنم .
إذن أهل النار يحترقون بأنفسهم وهذا ما يؤيّد ما ذكرناه من حقيقة تجسّم الأعمال , الآن عملك تجسّد وخرج من فؤادك وروحك .

الخاصية الثالثة : تملك الإدراك والشعور

النار لها وجود مستقل قائم بذاته , تملك الحس والشعور إذا اقترب إليها أحد ( وإذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا ) .
عند دخول الكافرين النار يسمعون لها زفيرا وتغيّر صوتها .
يقول الإمام عليه السلام : ( ان الناس جميعا يسمعون زفير وغضب جهنم ) ورُوِي أن صوتها يسمعه المؤمن على الصراط ,, ذكرنا في

البحوث السابقة مواقف القيامة ومنها موقف الصراط وان على كل إنسان أن يمرّ عليه وهو منصوب على نار جهنم وسرعة المشي
عليه متفاوتة .. الإمام عليه السلام يريد أن يقول
أن كل من يدخل الجنة يعبر هذا الصراط .
يُروى أن صوت جهنم يرتفع عند مرور المؤمن على الصراط كأنها تريد أن تقول له : أسرع فإن نور إيمانك يطفئ لهيبي .
في الحقيقة ليست فقط نار القيامة هي التي تملك الشعور , بل كل شيء يملك الإدراك , لأن كل شيء يشهد علينا في

القيامة ومن شروط الشهود الإدراك والشعور .
من ضمن الشهود الأرض , لذا يستحب أن يصلي المؤمن في أماكن مختلفة من الأرض كي تشهد له .
فإذا كانت الأرض لا تملك إدراك كيف ستشهد أمام المحكمة الإلهية ؟!
إذن دليل على أن الجماد يملك الإدراك والشعور , فأَولى للحيوان والإنسان و كل شيء .
لكن نحن نعيش أسارى الطبيعة والمادة لذا لا نشعر بهذا الشعور .


الخاصية الرابعة : نار لا تعوّض بشيء

لا تستطيع أن تعوّض العقوبة بشيء , بخلاف الدنيا إذا جاءتك عقوبة قد تستطيع التعويض مثلا بغرامة مالية أو برشوة أو واسطة تخفّف

عنك عقوبتك , أما في القيامة لا مجال للتعويض .


يقول تعالى : ( يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه، وصاحبته وأخيه، وفصيلته التي تؤويه، ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه‏ )
أول مرحلة يريد المجرم أن يضحّي بأبنائه ليقي نفسه العذاب , ثم يضحي بصاحبته وأخوته , ثم فصيلته وقبيلته التي كان يشدّ بها

ظهره في الدنيا , بل من في الأرض جميعا مستعد أن يضحي بهم , ولو أنه لا يستطيع ذلك ولكن من باب ضرب المثال .


الخاصية الخامسة : تجمَع العذاب الجسدي والعذاب الروحي في آن واحد


بخلاف نار الدنيا تحرق جسدك ولا تتعذّب روحك , نار القيامة يستمر العذاب الجسدي بالإضافة للعذاب الروحي ولا وجود للموت

, مهما تعذّبت لن تموت بل تجدّد مستمر للعذاب .


نماذج من العذاب الجسدي :
الصورة الأولى :
يقول تعالى ( وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال . في سموم وحميم . وظل من يحموم. لا بارد ولا كريم) .
الإنسان يحتاج لثلاث أمور ووسائل في جميع العوالم : الهواء والماء والطعام .
في النار هذه الوسائل تكون للتعذيب وفي الجنة تكون للتنعيم .
هذه الآية الشريفة تصف حالة أصحاب الشمال , أولا لابد أن نعرف أن عالم القيامة عالم فسيح وكبير جداً , الآية تصف حال

المحترق بنار عظيمة تحرق الجلود والعظام , يخرج أهل النار منها ليخففّوا حرارتها يلجئون لثلاث وسائل .


مثال :لو احترقت يدك تضعها في ماء بارد , أو أمام هواء بارد لتبرد أو تذهب لمكان به ظل لتخفيف الحرق .


هكذا أهل النار يلجئون للنسيم ( سموم ) , عندما يصبّ في جلد المحترق سم يدخل بمسامات جلده يكون وسيلة لتعذيبه فيزيده بذلك عذاب على عذابه .
يلجأ أهل النار للوسيلة الثانية : الظل
ظل من يحموم أسود من دخان النار .
الوسيلة الثالثة : المياه .
يرمي أهل النار أنفسهم في الماء ويكون مغليّاً من حميم فيغلي أجسادهم ,, إذن أين الفرار ؟؟

الصورة الثانية :يقول تعالى ( إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون في الحميم ثم في النار يسجرون )
الأغلال جمع غل وهي الحلقة الدائرية الحديدية .
السلاسل جمع سلسلة وهي حلقات متصلة مع بعضها .
الآية تقول يغلّون بحلقات من النار وسلاسل تُربَط على الغل , كل سلسلة وزنها سبعون ذراعا .
الآية تصف أغلال أهل النار من خلال السلاسل يسحبون بطريقة الاهانة والذل في الحميم .. يعني أول يدخلون في ماء مغلي ثم يدخلون النار .
يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لو أن حلقة واحدة من السلسلة التي طولها سبعون ذراعا وُضِعت على الدنيا لذابت .
فكيف لنا نحن أن نتحملها .. قلنا هذه الأغلال لم تأتي من الخارج بل طبيعة عملك .

أهون الناس عذابا في النار :سُئِل الإمام عليه السلام: من أهون الناس عذابا في النار فقال :
رجل عليه نعلان من نار يغلي منهما دماغه .

نماذج من العذاب الروحي :يُقصد به الضغوطات النفسية والمعنوية , ويكون أشدّ من العذاب الجسدي .

الصورة الأولى :الاهانة والذل .
يدخلون النار عن طريق السحب والضرب بمقامع من حديد , البعض يسحبون من سلاسل في أرجلهم وبعضهم من مقدم شعر

ناصيتهم .. جميع هذه الصور صور ذل ومهانة .


الصورة الثانية :
حين يشتد العذاب يُخاطبون من قِبل الله ( ربنا أخرجنا منها ) فيأتيهم الجواب ( اخسئوا فيها ولا تكلمون ) .
كلمة اخسأ تُستخدم للكلاب , أي أن الله تعالى يعاملهم معاملة أقل من الكلاب .
نعم الله جل وعلا قال لك في الدنيا باب التوبة مفتوح ولم تستجب لندائه فكيف يستجيب اليوم نداءك الآن ,, لماذا غرّتك الدنيا

واستجبت لوساوس الشيطان , عبدي فتحت لك في الدنيا باب الرجوع ولم تستجب .
هل تجد هناك إهانة أكثر حين تجد نفسك مطرود من اللطف والرحمة الإلهية .


الصورة الثانية: الفضيحة. وهي أشدّ ما على الداخلين للنار .
مثال :
في الدنيا عندما ترتكب الفضائح تستتر عن أخيك , ترتكب الذنوب بالخفية والخلوة و لا تدري أيها المسكين بالملائكة والأرض

تشهد عليك , أيضا هذا الإنسان لو يُحكم عليه بالسجن يقول لأهله : لا تخبروا الناس بأمري خوفاً من الفضيحة .
يا ترى من يدخل النار يدخل بالخفية ؟
لو كان هكذا لكان الأمر سهلا على أهل النار . بل على أرض المحشر أمام الملأ يُقال فلان بن فلان يُدخل النار , الكل

يتذكر هذا الشخص كان يعرفه في الدنيا وكان يعتقد أنه من الأخيار فتحصل الفضيحة .
والفضيحة لا تكون على البشر العاديين فقط , بل تكون بين الأنبياء والأوصياء , كيف يتحمل الإنسان نظرات هؤلاء كلهم .


الصورة الرابعة :الحسرة والندم . يقول تعالى ( كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات ) .
الداخلين النار تصيبهم الحسرة , بل المؤمن والكافر تصبهم الحسرة .
فلو دخل الإنسان الجنة في أعلى الطوابق ولكن يجد نفسه بعيد عن الأنبياء والأوصياء تصيب قلبه حسرة , ومهما يُؤتى من

الصالحات يتحسر ويقول يا ليتني فعلت أكثر ولم أضيّع أي فرصة .
إذن الحسرة صفة للجميع .



الصورة الخامسة :
اللوم والملامة .
كل فئة تلوم الأخرى لأن دخول النار له أسباب , إما الشيطان أو الأصحاب فكل يلوم الآخر لولا أنت لما دخلت النار .
لوم الشياطين :
يقول تعالى ( وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق و وعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان )
الشيطان يقول بأنه كاذب في وعوده .
وانه لا يسيطر عليك فقط يقدّم لك بطاقة دعوة وأنت تختار بين رفضها وقبولها .
مثال :
لو أعطوك بطاقتين الأولى لحضور حفل مخالف والأخرى لحضور مجلس أهل الذكر فأنت مخيّر بين حضور أي منهما .
الآن لديك بطاقة الشيطان وبطاقة الرحمن كلاهما يدعوك وأنت المخيّر .
الشيطان يقول : لا تلوموني ولوموا أنفسكم لأنكم أنتم من استجبتم , أنا فقط دعوت .


لوم الملائكة :
يقول تعالى ( كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير )
ألم يكن عندكم صلحاء , أنبياء ؟؟
لماذا النتيجة النار ؟ ألم يكن هناك أشرطة , كتب , أولياء صالحين في المجتمع ؟؟
( قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء ) .
إذن المشكلة ليست في عدم وجود سبل الهداية بل المشكلة ان الشخص لم يقبل الهداية ,, فهل يستحقون العقاب أم لا ؟
قد جاءهم النذير فالتقصير منهم وليس من الله .

لوم الأنبياء :الأنبياء تلوم أممها حين يجدونها في النار , يقولون : ألم نتحمل ألوان العذاب والتشريد من أجل إنقاذكم ؟
وخاصة رسول الله (ص) يلوم أمته عندما يرى بعضهم يدخلون جهنم لماذا ؟؟
ألم أُضرب بالحجارة من أجلكم ؟ ألم أتعذّب لأجلكم ؟؟
ألستم الأمة المرحومة لماذا أصبحتم أمة محرومة ؟؟


طعام وشراب ولباس أهل النار..

قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم و أهليكم نارا وقودها الناس والحجارة )

نتحدّث عن ثلاث أمور تكون أحيانا وسائل للتنعيم والتلذّذ , وأحيانا تكون للتعذيب , وهي الطعام والشراب واللباس .

طعام أهل النار :
الطعام الأول : الزقوم
أول طعام أهل النار من شجرة الزقوم .
يقول تعالى ( إن شجرة الزقوم طعام الأثيم، كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم )
شجرة الزقوم تنبت في النار أصلحها في الجحيم وثمرها طعام لأهل النار , كلما اشتكى أهل النار الجوع أُعطوا من شجرة الزقوم
و تغلي في بطونهم وهذا الطعام نوع من العذاب ووسيلة للتعذيب .

أشكل بعضهم كيف تكون الشجرة في النار ولا تحترق ؟؟

جواب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
هذه الشجرة نموها في النار , أصلها تحيى في النار , كما في الدنيا تنموا الشجرة بالسماد والماء , كذلك هذه الشجرة تحتاج للنار
لنموها , فأصلها ونباتها وشرابها وسقيها من النار .

الزقوم أغصانها تجسّد لأعمال الإنسان .
بالمقابل شجرة طوبى تمثّل للإيمان والعمل الصالح والولاية والتقوى , لها فروع وثمار كل عمل صالح يتمثل بغصن .
الزقوم تمثّل للكفر والإلحاد والظلم والقذارة والانحراف والغفلة عن ذكر الله , وكل معصية هي غصن من أغصانها .
أهل النار يُجبرون على الأكل من هذه الشجرة وليس باختيارهم , فقد كانوا في الدنيا مختارون للمعصية .
من يقصّر في صلاته المفروضة يتعلّق بغصن من شجرة الزقوم , ومن جاءه فقير يشكوا له حاله ولم يساعده وهو مقتدر تعلّق بغصن ,
ومن أفسد بين المرء وزجه تعلق بغصن , ومن عقّ أبويه تعلّق بغصن , ومن تغنّى بغناء حرام تعلّق بغصن ...
في الحقيقة كل غصن هو تجسّد لمعصية .

الطعام الثاني : الضريع
يقول تعالى ( ليس لهم طعام إلا من ضريع . لا يسمن ولا يغني من جوع )
الإنسان يأكل في الدنيا ليسكت جوعه أو ليتغذّى ويحصل على الفيتامينات .
أهل النار أكلهم لا يحميهم من الجوع .
يقول الإمام عليه السلام : ( لو أن قطرة من الضريع قطرت في شراب أهل الدنيا لمات أهلها من نتنها )
الرواية تقول مات من نتنها أي رائحتها , فما حال طعمها .

الطعام الثالث : غسلين
يقول تعالى ( فليس له اليوم هاهنا حميم . ولا طعام إلا من غسلين . لا يأكله إلا الخاطئون ) .
يقول بعض المفسرون أن غسلين هي غسالة أبدان الكفار , وبعضهم يقول : بعد أن يأكل الكفار من شجرة الزقوم يخرج من أبدانهم طعام آخر هو الغسلين .

شراب أهل النار :
الشراب الأول : المهل
يقول تعالى ( إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب )
حين يستغيث أهل النار من العطش لمالك خازن النار يأتيهم بشراب يسمى مهل وهو نحاس أسود ذائب يُقرّب إليهم حتى فيشوي وجوههم .

الشراب الثاني : حميم
يقول تعالى ( لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا . إلا حميما و غساقا )
الحميم هو الماء الحار المغلي والغسق أنهار وأعين قد جُمِع فيها سموم حيتان وعقارب النار .
في الحقيقة مسألة عطش أهل النار هي تجسّد عطشهم للشهوات في الدنيا .
الإنسان يملك غرائز كالجوع والعطش والجنس , جميع الغرائز تحتاج لإشباع , تريد أن ترتوي و لا تعرف حدودا .
على الإنسان أن يتحكّم بإشباع غرائزه بحدود الشرع والأحكام الإلهية .
عطش أهل النار و شرابهم تجسّد لشهوات الدنيا التي لم يضع الإنسان لها حدا .
نسمع البعض يقول : ( أحب ) آكل هذا , ( أشتهي ) أشرب هذا , ( يعجبني ) هذا " لا يهمه حلال أم حرام "
هذه الألفاظ لا يوافقها الشرع , فالنفس أمارة بالسوء إلا ما رحم ربي .
هناك عقل تحكّم به لغرائزك , ما يفرّق بينك وبين الحيوان هو تقيّدك بالمنطق والعقل .
النفس كالطفل الصغير إذا لم يتربى يفسد . النفس أمارة إذا لم تربيها بالعلم والتقوى بالمبادئ والقيم تفسد وتطغى .
الإسلام لا يقول لك اكبح غرائزك وإنما لا إفراط ولا تفريط , وبحدود الشرع .
لو تركت العنان العنان لغرائزك لأهلكتك وهو نفس حالك في القيامة .
يا ترى .. الحرام أليس قبيح ؟؟
هو قبيح ولكن الشيطان يزينّه لك , المعصية قبيحة لو تملك البصيرة لرأيت قبحها .
الآن يوجد أشخاص من التقوى يعرفون الكاذب والمنافق , يشمون رائحة الكذب والنفاق منهم .
نحن منغلقين بهذه الشهوات , ولكن في القيامة سوف تشم هذه الرائحة .
كيف سمحت لك فطرتك النقية التلوّث بالمعاصي , عليك اليوم أن تذوق العذاب .

الشراب الثالث : الصديد
يقول تعالى ( يسقى من ماء صديد يتجرعه ولا يكاد يسيغه )
الصديد هو دم و قيح يخرج من فروج الزواني اللاتي يُعذبن في جهنم . لذا تقول الآية يتجرعه ولا يكاد يسيغه , يتمنى أن يأتيه الموت ولا يأتيه .

لباس أهل النار :
يقول تعالى ( فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب فوق رؤوسهم الحميم يصهر به مافي بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد
. كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق)
اختلف المفسرون في الجزء الأول من الآية هل جنس القماش من النار أم جنس آخر , والمشهور أن اللباس من جنس النار .
ثم تعبّر الآية بعد لبس هذه الثياب يصبّ فوق رأسهم ماء مغلي حميم يصهر به بطونهم وجلودهم .
لباس من النار وماء مغلي .. طبيعي سيحرق جلد اللابس بل يحرق فؤاده وعظامه .
( لهم مقامع من حديد ) من شدة التعذيب يحاول أهل النار الفرار , فيلقون ملائكة لهم مقامع أعمدة من حديد تضربهم
على رؤوسهم فتعيدهم في النار .

اللباس الثاني :
يقول تعالى ( وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد . سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار )
سرابيل : جمع سربال وهو قميص طويل
قطران : مادة سوداء ذات رائحة نتنة قابلة للاشتعال وعند الاشتعال يخرج منها رائحة نتنة يضج منها أهل النار .
آخر الآية ( تغشى وجوههم ) معناه : ان الشفة العليا تتقلّص وترتفع لقمة الرأس , والشفة السفلى ترتخي إلى السرّة .

هناك تساءل :
ما هو هذا الذنب الذي يستحق به هذا العذاب الكبير ؟
هل هناك تناسب بين الذنب والجزاء ؟
قد أرتكب الجريمة ولا يستغرق مني ارتكابها أكثر من خمس دقائق فلماذا يعذبني الله مئات السنين ؟؟
الإنسان قد يدخل النار ولا يخلّد فيها , بل يبقى سنة أو فترة معينة .
لدينا ما نسميه بالأثر الطبيعي للفعل .
مثال :
شهوة وارتباط محرّم بين شخصين لا تدوم لأكثر من خمس دقائق ثم يبلتي أحدهما بمرض الايدز يلازمه طوال حياته .. هل
تساءل لماذا معصيته بوقت قصير ويبتلي بمرض طوال الحياة ؟؟

مثال آخر :قانون المرور , يأتي شخص يسرع , غفلة وشهوة وسرعة يحدث التصادم فيفقد أحد أعضائه أو يُكسر عموده
الفقري فيظلّ مقعدا طول عمره .. هل تساءل لماذا ؟؟
هذا نسميه الأثر الطبيعي للفعل .

كذلك العذاب الأخروي : بعض الذنوب لها من القباحة ما لا يمكن تطهيرها إلا بالحرق في النار , وإن دخلت الجنة بعدها , يجب أولا أن تتطهر بالنار .
مثال :
المريض بالسرطان لابد أن يدخل المستشفى ويستأصل عضو من أعضائه .
لهذا يقول لك الشرع لا تستهين بالذنوب الصغيرة , نفس عملية استصغار الذنوب تعتبر من الكبائر , تجرّك تدريجيا للضلال
والانحراف , لذا لابد من مراقبة النفس ومحاسبتها بالاستمرار بعد كل ذنب , تب إلى الله وتطهّر من ذنبك في الدنيا قبل أن تتطّهر منها بحرق النار في الآخرة .


عافانا الله وعافاكم من نار لاتطاق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..













آخر مواضيعي

0 عروض التميمي في رمضان 2017
0 فوائد الليمون مع الماء
0 تسريحه صباحية 2014 , تسريحات دوام 2014 , تسريحات صباحيه ناعمه 2014
0 امطار الرياض 24 / 5 / 1437 - حالة الطقس الاحد 24 / 5 / 1437
0 احتفالات اليوم الوطني للامارات 41 , صور احتفالات اليوم الوطني للامارات 41 , اليوم الوطني 41
0 طريقة تكثيف الرموش
0 الفرق بين النظام الفصلي ونظام المقررات
0 رمزيات حلوه عن رمضان
0 اسمرار اليدين , مشاكل اسمرار اليدين , علاج اسمرار اليدين , نصائح للتخلص من اسمرار اليدين
0 مسلسل تهويدة البلقان الحلقة 19


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لو تركها لدارت أو طحنت إلى يوم القيامة همس المشاعر حياة - صفات - اخلاق - اقوال - رسول الامه 7 17 - 12 - 2011 09:19 AM


الساعة الآن 09:19 AM.


المواضيع المكتوبة في منتديات خجلي لاتعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وإنما تعبر عن وجهة نظر كاتبها

Security team

تصميم دكتور ويب سايت