تعرف على الله فى الرخاء يرفك فى وقت الشدة - أن الإنسان كما يدخر النقود لأيامه القادمات فإنه كذلك يدخر العمل الصالح لكرباته الآتيات فمن تعرف على الله في الرخاء تعرف عليه في الشدة عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " يَا غُلَامُ أَوْ يَا غُلَيِّمُ أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِنَّ " فَقُلْتُ بَلَى فَقَالَ : " احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ تَعَرَّفْ إِلَيْهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ وَإِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ " أحمد أن مجال العمل الصالح واسع بشكل كبير لا يقتصر على صلاة وصدقة وصيام. إنما يشمل كل نواحي الحياة.. فالبرّ عمل صالح والعفّة عمل صالح وأداء الأمانات عمل صالح وترك المحرمات عمل صالح وغض البصر عمل صالح وستر المسلمين عمل صالح وهذا من رحمة الله بهذه الأمة إذ ما من إنسان إلا ويوافق هواه نوعا من هذا السيل العارم من الأعمال الصالحة فقد يكون قيام الليل صعبا على بعض الأشخاص لكن خدمة المسلمين سهلة عنده وقد يكون صيام النّفل صعبا عند البعض لكن الصدقة سهلة عندهم وهكذا فلا تجد إنسانا إلا وقد وافق هواه نوعا من العمل الصالح وهذا من فضل الله ومّنته فإن الله سبحانه وتعالى لم يحصر العمل الصالح في نوع أو جهة أو زمان أو مكان حتى يوسع على هذه الأمة ويُكثّر المقبلين عليه سبحانه و إن سر النجاح أن يعرف المسلم أي الأعمال الصالحة هو قادر عليها متقن لها فيتمسك بها ويؤديها حتى تأتيه يوم القيامة منافحة عنه ومحاجة له . لكن الكمال أن يمر المسلم من أمام كل عمل صالح فيوقع بقربه ليأتي يوم القيامة شاهدا له معترفا بأن فلانا قد مر من هنا يمر أمام قيام الليل فيكتب اسمه ويمر من أمام الصدقات وقضاء الحوائج وستر العورات وحسن الخلق وصلاة الفجر في المسجد فيوقع بقرب كل عمل صالح أن فلانا قد مر من هنا وهو يطمع أن ينادى يوم القيامة من أبواب الجنان المختلفة |
الساعة الآن 07:43 AM. |
المواضيع المكتوبة في منتديات خجلي لاتعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وإنما تعبر عن وجهة نظر كاتبها