شرح دعاء الاستفتاح السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين: أما بعد : فلقد قرأت شرح دعاء الإستفتاح وأحببت أن أنقله لأخوتي :: " سبحانك اللهم وبحمدك , تبارك اسمك , وتعالى جدك , ولا إله غيرك " "سبحانك " ومعناه : تنزيها لك يا رب عن كل نقص , والنقص إما يكون في الصفات , أو في مماثلة المخلوقات , فصفاته التي يتصف بها منزه فيها عن كل نقص , يتصف بالعلم الكامل , وبالحياة الكامله , وبالسمع الكامل , والبصر الكامل .. وهكذا جميع الصفات التي يتصف هو فيها منزه عن النقص , كذلك منزه عن أن يوصف بصفة نقص محضه مثل أن يوصف بالعجز أو الظلم , أو ما أشبه ذلك ومنزه عن مماثلة المخلوقات ...إذا ينزه الله عن ثلاثة أشياء , عن النقص في صفات الكمال ,, عن صفات النقص المجرده عن الكمال ,, عن مماثلة المخلوقين ... " وبحمدك " أما الحمد فهو : وصف المحمود بالكمال , الكمال الذاتي والفعلي , فالله سبحانه وتعالى كامل في ذاته , ومن لازم كماله في ذاته أن يكون كاملا في صفاته , كذلك في فعله , ففعله دائر بين العدل والإحسان لا يمكن أن يظلم ...إما أن يعامل عباده بالعدل , وإما أن يعاملهم بالإحسان , فالمسيء يعامله بالعدل ( وجزاء سيئة سيئة مثلها )" الشورى 40 ..."والمحسن يعامله بالفضل . ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ) " الأنعام 160 " ومن كان فعله دائرا بين هذين الأمرين العدل والفضل , فلا شك أنه محمود على أفعاله , كما هو محمود على صفاته ... إذن جمعت بين التنزيه والكمال في قولك " سبحانك اللهم وبحمدك " " وتبارك اسمك " يشمل كل إسم من أسماء الله , والمراد أن اسم الله نفسه كله بركه , وإذا كان اسم المسمى بركه فالمسمى أعظم بركه وأشد وأولى... مثل من بركة اسم الله : لو ذبحت ذبيحه بدون تسميه لكانت ميته نجسة حراما , ولو سميت الله عليها لكانت ذكية طيبه حلالا .. " وتعالى جدك " تعالى : أي ارتفع ارتفاعا معنويا , والجد : بمعنى العظمه يعني أن عظمتك عظيمه عاليه , لا يساويها أي عظمة من البشر , بل من عظمة المخلوق كله ... " ولا إله غيرك " هذه هي كلمة التوحيد التي أرسل بها جميع الرسل , وهي أفضل الذكر , ومعناها لا معبود حق إلا الله , فإله بمعنى مألوه , إلا الله : إلا أداة استثناء والله بدل من الخبر المحذوف , وهل هناك معبود باطل سوى الله ؟ الجواب نعم , قال تعالى : ( ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل ( " الحج 62 ".. ومقتضى هذه الكلمه التسليم التام لله عز وجل , لأن العباده مأخوذه من الذل ومقتضى هذه الكلمه العظيمه الإستسلام لله تعالى ظاهرا وباطنا .... هذا هو دعاء الإستفتاح , وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يستفتح به , وهو أحد الخلفاء الراشدين الذين أمرنا باتباعهم ... وهناك أدعية أخرى كان يستفتح بها النبي صل الله عليه وسلم وكلها جائزة وسنه , وينبغي للإنسان أن يستفتح بهذا مره وبهذا مرة ليأتي بالسنن كلها , وليكون ذلك إحياء للسنه , ولأنه أحضر للقلب , ولا يجمع بين الدعائين في صلاة...... |
الساعة الآن 07:45 PM. |
المواضيع المكتوبة في منتديات خجلي لاتعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وإنما تعبر عن وجهة نظر كاتبها