منتديات خجلي

منتديات خجلي (http://www.5jle.com/vb/)
-   مواضيع اسلاميه - فقة - عقيدة (http://www.5jle.com/vb/f2/)
-   -   حديث احتجت الجنة والنار (http://www.5jle.com/vb/f2/t139905.html)

النهر الأزرق 3 - 4 - 2018 02:07 AM

حديث احتجت الجنة والنار
 


عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( احتجت الجنة والنار فقالت النار : في الجبارون والمتكبرون ، وقالت الجنة : في ضعفاء الناس ومساكينهم فقضى الله بينهما : إنكِ الجنة رحمتي أرحم بكِ من أشاء ، وإنكِ النار عذابي أعذب بكِ من أشاء ، ولكليكما علي ملؤها )) رواه مسلم( 30 ) .


الـشـرح
ذكر المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ فيما نقله عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( احتجت الجنة والنار )) يعني : تحاجا فيما بينهما ، كل واحدة تدلي بحجتها ، وهذا من الأمور الغيبية
التي يجب علينا أن نؤمن بها حتى وإن استبعدتها العقول وقال الإنسان : كيف تتحاج الجنة والنار وهما جمادان ؟!
فإننا نقول إن الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير ، وقد أخبر الله سبحانه وتعالى أن الأرض يوم القيامة تحدث أخبارها بما أوحى الله إليها به ، فإذا أمر الله شيئاً بشيء ؛ فإن هذا المأمور سيستجيب على كل حال ، الأيدي يوم القيامة والألسن والأرجل والجلود كلها تشهد ، مع أنها جماد ، وتشهد على صاحبها مع أنها أقرب الناس إليه ؛ لأن الله سبحانه وتعالى على كل شيءِ قدير.
فالجنة احتجت على النار ، والنار احتجت على الجنة . النار احتجت بأن فيها الجبارين والمتكبرين .
الجبارون أصحاب الغلظة والقسوة ، والمتكبرون أصحاب الترفع والعلو ، والذين يغمطون الناس ويردون الحق ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الكبر : (( إنه بطر الحق وغمط الناس ))( 31 ) .
فأهل الجبروت وأهل الكبرياء هم أهل النار والعياذ بالله ، وربما يكون صاحب النار لين الجانب للناس ، حسن الأخلاق ، لكنه جبار بالنسبة للحق ، مستكبر عن الحق ، فلا ينفعه لينه وعطفه على الناس ، بل هو موصوف بالجبروت والكبرياء ولو كان لين الجانب للناس ؛ لأنه تجبر واستكبر عن الحق .
أما الجنة فقالت : إن فيها ضعفاء الناس وفقراء الناس . فهم في الغالب الذين يلينون للحق وينقادون له ، وأما أهل الكبرياء والجبروت ؛ ففي الغالب أنهم لا ينقادون .
فقضى الله عز وجل بينهما فقال : ((إنك الجنة رحمتي أرحم بك من أشاء )) وقال للنار : ((إنك النار عذابي أعذب بك من أشاء ))إنك الجنة رحمتي : يعني أنها الدار التي نشأت من رحمة الله، وليست رحمته التي هي صفته؛ لأن رحمته التي هي صفته وصف قائم به ، لكن الرحمة هنا مخلوق ، أنت رحمتي يعني خلقتك برحمتي ، أرحم بك من أشاء .
وقال للنار أنت عذابي أعذب بك من أشاء كقوله تعالى : ( يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ )[العنكبوت: 21] فأهل الجنة هم أهل رحمة الله ـ نسأل الله أن يجعلني وإياك منهم ـ وأهل النار هم أهل عذاب الله .
ثم قال عز وجل : (( ولكليكما عليَّ ملؤها )) تكفل عز وجل وأوجب على نفسه أن يملأ الجنة ويملأ النار ، وفضل الله سبحانه وتعالى ورحمته أوسع من غضبه ، فإنه إذا كان يوم القيامة ألقى من يلقى في النار ، وهي تقول هل من مزيد ، يعني أعطوني . أعطوني . زيدوا . فيضع الله عليها رجله ، وفي لفظ عليها قدمه ، فينزوي بعضها على بعض ، ينضم بعضها إلى بعض من أثر وضع الرب عز وجل عليها قدمه ، وتقول : قط قط ، يعني : كفاية كفاية ، وهذا ملؤها .
أما الجنة فإن الجنة واسعة ، عرضها السَّمَوَاتِ والأرض يدخلها أهلها ويبقى فيها فضل زائد على أهلها ، فينشى الله تعالى لها أقواماً فيدخلهم الجنة بفضله ورحمته ؛ لأن الله تكفل لها بملئها .
ففي هذا دليل على أن الفقراء والضعفاء هم أهل الجنة ؛ لأنهم في الغالب هم الذين ينقادون للحق ، وأن الجبارين المتكبرين هم أهل النار والعياذ بالله ؛ لأنهم مستكبرون على الحق وجبارون . لا تلين قلوبهم لذكر الله ، ولا لعباد الله . نسأل الله لنا ولكم السلامة والعافية


الساعة الآن 11:31 PM.

Privacy-Policy Copyright
Powered by vBulletin® Version
Copyright ©2000 - 2024 , vBulletin Solutions, Inc
Search Engine Friendly URLs by
vBSEO 3.6.1

المواضيع المكتوبة في منتديات خجلي لاتعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وإنما تعبر عن وجهة نظر كاتبها

Security team