يا قاتل النفس البريئة ظالماً *** في شرعنا للقاتل سفك الدّم
وقتيله إن كان
عبداً مؤمناً *** فجزاؤه ومقامه بجهنّم
يا من تعدّت في إراقة دمّنا *** بجهالة أولى لك أن تعلمي
أنّي قتيل من هوىً لك ميّت *** لا قادر بالبوح أو أن أكتم
إسمي فدتك النفس قد واريته *** في بعض ما قدّمت قبلاً فافهمي
واسم المُحَبِّ فقد رضيت بذكره *** بالقلب سرّاً علّه أن يسلم
ذرني أبيّن ما حجبت وما الذي *** أخفيت في بعض الحديث المبهم
الإسم مكنون ببيت ثانيٍ *** وبرابع الأبيات وصف تميّم
فإذا أزلت النفي عن إسم به *** أغناك إثبات له عن معجم
إن كنت قد أكثرت فيك معاتباً *** أكثرتِ في بعد المحبّ المغرم
وسقيته كاس المودّة مرّة *** أروته مُرّاً من أريج العلقم
وشراب كاس من حبيب قد جفا *** إن كان شهداً ما له من مطعم
صبراً جميلاً يا فؤادي عن جما *** ل ليت شعري واصفاً أو ملمم
ما خضت في هذا وذاكا قبل أن *** أرعى نجوماً بالليالي الظلّم
ما كنت قد أبديت ما بي شاعراً *** أو كنت في شأن الهوى متكلّم
وأبيت أن أسعى لغيرك واصلاً *** إن كان وصل الحُسن يشفي مسقمي
وأنفت أن يرجوك غيري راغب *** وأغار أن غيري بذكر يغنم
يا هجر سحقاً قد مضت أعمارنا *** لم أبلغ المأمول أو أن أنعم
ووصال من أفنيتِ عنك فواجب *** وبذاك تأتي ديّة المتظلّم
وبه يكفّ الصّب عنك معاتباً *** لاتقبلي زجراً ولوم اللوّم
اسعي إلى ردّ الحياة لهالك *** أجراً وإلاّ فتعلي قد تأثمي
الشمس تأتي فجره من مغرب *** والبدر يخفى في الضلام الأدهم
وعيونها فصل الربيع إذا رنت *** وتمامه في ثغرها المتبسّم
قد كان وجهي يستنسر بوجهها*** والعين من لحظٍ بها لم تسأم
يا ربّ غفراً قد طغت أهواؤنا *** يا ربّ عفواً عن محبّ ظالم
إنّي سألت العقل عن حكم الهوى*** مستفتياً في العلم ما لم أعلمِ
فأجابني : نعم السؤال وقال لي *** نصحاً يليق بكلّ غويّ آثم
يا عاشق الحسن البعد مناله *** لا تبك صدّ الحسن أو تستسلم
أسرع إلى وصل الحبيب فإن أبى*** لا تُبد ذلاًّ عنده إن تُحرم
إن لم تجد ما تشتهي فاصبر ولا *** ترضى لنفسك بالهوان فتندم
وارجع إلى ربّ العباد تضرّعاً *** هذا جدير أن تموت فتُرحم
الخير فيما قد قضى ربّ الورى *** والشرّ فيما دون ذلك قائم
والصبر لا يأتي بما لا ينبغي *** ما من صبور ما تجده بمكرم