نحتاج إلى أن نذرف دمعة ندم على ما فرطنا في جنب الله وأخطأنا مع ربنا ومع أنفسنا ،

نحتاج إلى أن نعصر جفوننا لتخرج ماء ساخناً يغسل أدراننا وخطايانا ، نحتاج إلى انكسار وتأسف على

ما صنعنا بأنفسنا ،؛ فقد اعترف أنبياء الله ورسله – عليهم الصلاة والسلام – بذنوبهم وبكوا منها ؛

فهذا الخليل إمام التوحيد – عليه السلام –يقول : ( والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ) ، ويونس بن متى يقول :

( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) ، هذا وهم الصفوة المصطفاة ، والنخبة المجتباة ،

فكيف بنا ونحن أهل الذنب والخطأ ؟.. فمتى نتوب إذن إذا لم نتب الآن ؟ متى نأسف إذا لم نأسف اليوم ؟ ..

فيا من تكاثرت ذنوبه ، وتعاظمت سيئاته هل من دمعة ؟ هل من رجعة ؟ هل من تأسف ؟ هل من تحسر ؟ ..

وأخرى أوصيكم بها أعز وأجل ؛ وهي أن يعلن الواحد منا عفواً عاما عن إخوانه المسلمين حتى يعفو الله عنه ؛

يعفو عن من أساء إليه أو شتمه أو سبَّه أو آذاه ، فإن الله يغفر لمن يغفر للناس ، ويرحم لمن يرحم الناس ،

والذي لا يرحم الناس لا يرحمه الله .

إن من أعظم ما يعود على المسلم: توبته وإنابته إلى ربه ، ومحاسبته لنفسه ، ومراجعته لتاريخه ؛

جاء عنه – عليه الصلاة والسلام – أنه قال : ( إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ،

ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها ) .

الإساءات منا كثيرة والعفو منه أكثر ، الخطأ منا كبير ورحمته أكبر ، الزلل منا عظيم ومغفرته أعظم .

فنسأل الله أن يرحمنا رحمة واسعة يغفر بها الذنب ، ويمحو بها الخطيئة ، ويعفو بها عن الزلل 0

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته