أسقِطتْ أَقنِعَتِي ..
 

أسقِطتْ أَقنِعَتِي ..



بَتَرتَ بِكلماتِكَ ما تبَقّى من كبرياء ..

ولمّا خطوتَ ..

أُسقِطتْ أقنعتي ..

كالجليد من السّماء ..

تراقصتْ أمام قدمي ..

ساخرة ..
وكما عهدتُها .. ماكرة ..

حَنّطتْ دموعي قبل الرحيل ..

وصمتْنِي بالمرارة ..

بالخذلان ..

والآلام ..

أُسقِطتْ أقنعتي ..

هلمّوا يا أهل الخير ..


قد انْسَلّت الروح من الجسد ..

قد فَرتْ الذاكرة من العدم ..

واستحالَت ..

خريفا .. دون ألوان ..

أُسقِطتْ أقنعتي ..

وبعد حينِ الكلمات ..

نزفتُ .. حتى لا أنزِف ..

هربتُ بعد الفرار ..

اختفيتُ خلف الجدار ..

سطرتُ خطوطا من عدم ..

وكأنه كان يدري استحالة الحلم ..

فرّ قبل الرحيل ..

أُسقِطتْ أقنعتي ..

منذِرة بأشلاء الوداع ..

اقتفيتُ أثرها ..

كسمْفونية العمَى ..

كسخرية القدر ..

كدمعة جافّة ..

وضحكة .. لم تشارك آلام العين ..

أُسقِطتْ أقنعتي ..

وخلف مديحك المغري ..

كنت أرسُم ملامحك ..

أتعقّبها كطيف مجنون ..

كقاتل محترف ..

لا يعرف الجنون ..

كامرأة عاشِقة ..

ارتدتْ عتمةً اللّيل ..

وسارت خلفكَ كالمجنون ..

أُسقِطتْ أقنعتي ..

واستحالَ النّدم سراب ..

وبخفة .. هربتُ من قدر الأبواب ..

أحتمي بظلِّها ..

من ظلِّ القمر ..

ومن شعَاعِ المطر ..

ومن دموعٍ أنذرتْني بالخطر ..

أُسقِطتْ أقنعتي ..

حملَتْها الريح نحو العدم ..

خلف تلّة الأوهام ..

وبقيت مشوّهة الملامِح..

لا تعرفنِي الأيام ..

تسبقُني حروف الكلام ..

ترسمُنِي بأنامل عاشقة ..

وابتسامة محفورة على الفاه ..

وألف ممدود قرب الباب ..

يحرسُ ظلّ القمر ..

وشعاعَ المطر ..


ودموعا منذرة بالخطر ..

فلا أنا استكنتُ ..

ولا هي انتظرتْ ..

ناديتُها تلك التي اختفت وراء التّلال ..

عودِي قد اشتقتُ له ..

مشوًّهٌ ذلك الجمال ..

قد نزَفَ الألف ..

وقد صمَتَ الكلام ..

فعودي ..

كم حلوٌ ..

سوادُ تلك الأيام ..