منتديات خجلي

منتديات خجلي (http://www.5jle.com/vb/)
-   قصص - قصص قصيره - روايات - قصص واقعية - روايات طويلة (http://www.5jle.com/vb/f12/)
-   -   رواية المقايضة , تحميل رواية المقايضة , رواية المقايضة مكتوبة , رواية المقايضة كاملة (http://www.5jle.com/vb/f12/t82863.html)

صعب المنال 22 - 6 - 2013 11:50 AM

رواية المقايضة , تحميل رواية المقايضة , رواية المقايضة مكتوبة , رواية المقايضة كاملة
 
رواية المقايضة بين الحاجة والفضيلة
رواية للكاتب/صادق جواد الجمل

عرض /كرم الله شغيت
في زمن الحرب، حيث تتبدل القيم ويرخص الإنسان، تدور أحداث رواية (مرافئ هلامية) لكاتبها صادق جواد الجمل، من اصدارات مصر_ مرتضى للكتاب العراقي ، وهي تعتمد على وقائع حقيقية الأمر الذي يعطيها مسحة كبيرة من الواقعية، ويضع كاتبها أمام مهمة إقناع القارئ بصدق الأحداث، نظرا لأن الزمن الذي تدور فيه أحداثها لا زال ماثلا في أذهان جيل بكامله، وهو الآن يرزح تحت تبعاته.
وقد اختار أن يدخل إلى عالم هذا الزمن الصعب من خلال شخصية امرأة متعلمة(مي) تزوجت من أستاذها، الدكتور علي عميد الكلية الذي تخرج في لندن. مي شخصية جذابة وشكل جميل يسحر الجميع بما فيهم الدكتور رائد صديق الدراسة والعائلة الذي لم يفترق عنهم إلا للنوم. كانت مي لزوجها ممرضة وخادمة في فترة مرضه التي دامت سبع سنين ،وفي آخر أيامه يفاجئه فقدان البصر الذي يغير مزاجه.وبوفاة زوجها تنتهي المرحلة الأولى من حياة (مي)، وتعتبر صباح انتهاء العدة إطلاق سراح لها وهو تعبير عن القيد الذي يفرضه المجتمع على الأرامل وهو عبء مضاف إلى أعبائها المتمثل بأطفالها. وتنطلق في زحمة الدنيا باحثة عن عمل وتجده عند (الباشا) الذي يطمع بجمالها فيضمها إلى محظياته فتتمنع عليه حتى يتزوجها سرا ، وهي في كل هذا محط أنظار الرجال ومطمعا لرغباتهم، ابتداءً من د.أمجد المصري ثم الشيخ عبد الزهرة وسمير وغيرهم، تقول عنها صديقتها هدى (تخترقين قلوب الرجال يا مي..ما أسعدك). وقد كانت تطرب لسماع كلمات الإطراء(ص 198) أو عندما يهمس لها بغزل(ص 169)، إلا أنها كانت متذبذبة في آرائها، وقراراتها بنت اللحظة التي تعيشها، بنت الانفعال الذي يجتاحها كما يجتاح الجراد الحدائق(ص 227) أسيرة أي نظرة أو كلمة تطربها، فقد وافقت على خطبة الشيخ عبد الزهرة ثم فسختها بمجرد أن جاء سمير إلى دارها وقدم سيارته هدية لها ورحل، وقد سألت نفسها عندما عرض الباشا عليها الزواج هل هي بحاجة إلى معيل لأولادها أم هي عاشقة لرجل أي رجل أم وافقت لحسم ترددها.وتعترف بان قلبها يعيش ازدواجية فماذا سيقال عن سلوكها المحير المتناقض (ص 201)، كما تعترف بأنها ارتكبت الخطايا من أجل أطفالها وأن عالمها الماضي كان خسيسا.وبعد دخول القوات الأجنبية للعراق يهرب الباشا وتنهب أمواله ويرسل لها من يخبرها بأنها في حل منه فتفرح لما حدث لتخلصها من شرنقته، وهذا هو إطلاق السراح الثاني لها. ومع كل بداية جديدة لها نجد صديقتها (هدى) شريكة لها أو أن لها دورا كبيرا في حياتها الجديدة ، ففي صباح يوم قرارها أن تبدأ خطوتها الأولى بعد وفاة زوجها تلتقي بها في نقابة المهندسين، وترشدها إلى عمل في الشركة الأهلية التي تعمل فيها. والثانية تتعرف على الدكتور مجدي المصري عن طريق هدى وتتنامى العلاقة بينهما حتى تصل إلى الخطوبة، ثم تكتشف أمره قبل إتمام الزواج. الثالثة اكتشافها بأن الدكتور مجدي متزوج وله عائلة عن طريق نسرين صديقة هدى المقيمة في مصر.الرابعة لقاؤها بسمير خطيب نسرين عن طريق هدى وتحوله عن خطيبته إليها.الخامسة تتويج الشراكة بين مي وهدى في البداية الجديدة لـها بعد خلاصها من الباشا أثر سقوط النظام وقرارها تأسيس شركة خاصة والعمل تحت الشمس رامية الماضي خلف ظهرها ومعه الذل والهوان والخوف والقلق وجعلت هدى شريكة لها فيها.
كانت مي في كل منعطف خطير في حياتها نجدها تعود إلى ما اسماه الكاتب بالصومعة ، وقد نشأت هذه الطقوس عندها منذ أن كان زوجها مريضا حيث كانت تسهر معه تراقبه منشغلة بالدعاء والصلاة،حتى صار ذلك منهجا لها ، أما بعد وفاته فقد أضيفت صورة زوجها إلى الصومعة والتي كانت تناجيها وتعود إليها في كل موقف شديد عليها حيث عادت إلى صومعتها بعد أن طلب الدكتور مجدي الزواج منها ووافقت . عودة أخرى إلى الصومعة والصورة بعد مواجهة مجدي حين اكتشاف أمره وفسخ الخطوبة . وفي ص/177 تنسحب إلى صومعتها مرة أخرى بعد عرض زواج آخر من قبل الشيخ عبد الزهرة، وتفكر هل أن جمالها نعمة من الله أم نقمة؟، وفي ص/203 عادت إلى صومعتها تشكر الله على هدايتها وتطلب مغفرته عن خطاياها (بعد أن أعادت هدية الباشا إليه حيث كان قد أهداها عقدا جلبه معه في سفرته الأخيرة).وفي ص/21 دخلت صومعتها ولم تنسَ أن تدعو الله أن يسدد خطاها (بعد موافقتها على الزواج السري من الباشا)، ويكشف لنا الكاتب ماذا تعني الصومعة بالنسبة لبطلته فيقول في ص/153:في الصومعة يرتاح ضميرها وتسكن روحها وتبكي بصدق ومرارة حيث يتجدد إيمانها وتطلق الدنيا لتعانق الله والخلود والسمو وتنام تحت ظل رعاية الله وترى الحقيقة العارية من خلال مرسال الروح الأمين. وكانت أحيانا تحاور صورة زوجها وتبث ما لديها من شعور كبير بالذنب وتعتبر نفسها سجينة لدى تلك الصورة وتريد أن تتنفس الحياة خارج أسوار صاحبها.
تبدأ الرواية وبطلتها (واقفة تتمرأ) وشتان ما بين وقوفها في ص/1 ووقوفها في ص/244 ففي البداية كانت على مشارف القلق والخوف من كل شيء أما في النهاية فقد اطمأنت روحها وبقيت ذكريات الأيام النقية الجميلة مع زوجها وهي على إطلالة جديدة حيث يزيل عنها الكاتب أدرانها وخطاياها التي ارتكبتها من أجل أطفالها، فيجعلها تغتسل كناية عن عودتها نقية من جديد.وهنا تحاول الرواية ان تبث في قارئها خلقا تعليميا ينبعث من الشعور بالمقايضة بين الحاجة والفضيلة والتي سماها (مارك شورر)بأخلاقية المقاييس، وقد أجاد كاتبها الدفاع عن أبطاله ومنحهم التبريرات لأفعالهم، فقد قرر منذ الصفحة الأولى أن يكون منحازا لهم ، واختارهم بعناية فائقة فهو عندما جعلهم من المثقفين لم يجد حرجا في أن يجعلهم يفكرون ويستنتجون وتظهر في حواراتهم اللغة المجازية التي تراوح بين الشعر والفلسفة ويستخدمون شتى عبارات الثقافة والحضارة والحكم والجمال، وهنا تبرز حاجة الكاتب إلى التفريق بين شخصياته وإعطاء كل منها مستوى مختلفا عن الآخر، وقد تمثل ذلك في بعض الشخصيات التي ميزها من خلال اللهجة ونظام تركيب الجملة كما هو الحال مع الباشا.


الساعة الآن 02:49 AM.

Privacy-Policy Copyright
Powered by vBulletin® Version
Copyright ©2000 - 2024 , vBulletin Solutions, Inc
Search Engine Friendly URLs by
vBSEO 3.6.1

المواضيع المكتوبة في منتديات خجلي لاتعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وإنما تعبر عن وجهة نظر كاتبها

Security team