منتديات خجلي - تراجع الذهب , اسباب تراجع الذهب , تراجع اسعار الذهب , سبب تراجع اسعار الذهب

صحيفةالمرصد: يهيمن القلق على الأسواق الدولية مع التراجع المتواصل في أسعار الذهب، فالمعدن النفيس يفقد يوما بعد آخر جاذبيته كوعاء استثماري، فقد هبط في السوق الفورية إلى 1224.54 دولار للأوقية مسجلا أدنى مستوى له منذ آب (أغسطس) 2010، وتراجع 3.5 في المائة إلى 1232 دولارا للأونصة.

المشكلة الأكبر أن أغلب التوقعات تشير إلى أن أسعاره ستشهد مزيدا من التراجع، ليس فقط خلال الأشهر المتبقية من العام الحالي، بل أيضا خلال العام المقبل، ويتوقع عدد من البنوك الاستثمارية في بريطانيا أن ينخفض سعر أونصة الذهب بنهاية العام بنحو 9.4 في المائة لتستقر عند 1300 دولار للأونصة، وسيزداد الوضع تفاقما العام المقبل لتخسر الأونصة الواحدة نحو 17.3 في المائة من قيمتها وتبلغ 1.050 دولار.

من المسؤول؟ وما العمل؟ وكيف نتصدى لهذا الوضع؟ هذه هي الأسئلة التي تهيمن على المعنيين بأسواق المعدن النفيس.
وقال روني بيكر الرئيس السابق لقسم التحليل المالي في مجلس الذهب العالمي، والاستشاري في بورصة لندن وفقا لصحيفة الاقتصادية : ''يصعب أن تجد سببا واحدا لهذا التراجع المخيف''، ويضيف: ''هناك عدد من العوامل من بينها التحسن الحالي في الأوضاع الاقتصادية الأمريكية، فهذا يعني أن المستقبل للدولار وليس للذهب، فالغالبية العظمى من المستهلكين يقتنون الذهب كوعاء استثماري، ولكن مع تحسن قيمة الدولار يصبح من الأفضل لهم الاحتفاظ بثرواتهم بالدولار''.

رولا دين الخبيرة في بورصة لندن لا تختلف وجهة نظرها كثيرا عن تحميل أمريكا المسؤولية، ولكنها ترجعها إلى الضبابية التي تنتاب موقف واشنطن بشأن سياسة التيسير الكمي، وتعلق لـ ''الاقتصادية''، قائلة: ''لا أحد يعرف على وجه اليقين موقف مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي) الأمريكي من سياسة التيسير الكمي، ومع التصريحات بأنه يمكن أن يقوم بخفض قيمة برنامج التيسير الكمي فإن هذا يعني أنه لا خوف الآن من التضخم، فلماذا إذا يحتفظ المستهلكون بالذهب؟ من الأفضل تحويل ثرواتهم إلى نقود وتحديدا دولارات واستثمارها''، وتضيف: ''إن الانهيار الحالي في سعر المعدن النفيس يعني أن المستثمرين يغادرون أسواق الذهب للأسواق المالية أي الأسهم والسندات''.

ويقدر الخبراء أن الذهب خسر خلال هذا العام نحو 24 في المائة من قيمته وخاصة في شهر نيسان (أبريل) الماضي، حيث فقد خلال أيام 250 دولارا من قيمة الأونصة.

على الرغم من ذلك فإن هناك اتجاها داخل المجلس العالمي للذهب ينظر للقضية من منظور مختلف، إذ لا يعتبر أن الوضع الراهن في أسواق الذهب هو انهيار سعري، بل يعتبره عملية تصحيح تلقائية جراء المبالغة السعرية في أسواق الذهب خلال الفترة الماضية، وأن ما يحدث أمر متوقع يتفق تماما مع الدورات السعرية للمعدن النفيس.

ويدافع ميتشيل سنادا من شركة ''دي . في . ال'' العاملة في مجال تجارة المعادن النفيسة عن وجهة النظر تلك، مؤكدا أن الوضع كان يمكن أن يكون أسوأ''.

ويشير إلى أن جزء من التراجع الراهن كان مرجعه المخاوف التي انتابت الأسواق أخيرا من وجود أزمة سيولة مالية في الصين، فالصين والهند هما أكبر مستهلكين للذهب في العالم، وأزمة السيولة تدفع قطاعات كبيرة من صغار المستهلكين لبيع ما لديهم من المعدن النفيس للحصول على المال، وهذا أدى لزيادة العرض خلال الأيام الماضية، لكن تأكيدات المسؤولين في بكين بأن الصين لديها ما يكفي من السيولة أدى الى تراجع العرض نسبيا''.

أوضاع الفضة لم تكن أفضل حالا من الذهب بل لربما كانت أسوأ وضعا من المعدن النفيس، فقد تراجع السعر الفوري للفضة 4.9 في المائة إلى 18.65 دولار للأوقية.

وفي الحقيقة فقد شهدت الفضة أسبوعا عسيرا في الأسواق الدولية فقد خسرت نحو 9.07 في المائة من قيمتها. ورغم أنها أفلحت يوم الجمعة الماضية في تحقيق بعض المكاسب حيث تجاوزت 20 دولارا للأونصة بزيادة قدرها 0.43 في المائة، إلا أنها خسرت هذه المكاسب في الأيام التالية. ويقول الخبراء إن أسعار الفضة عانت هذا العام بشكل ملحوظ للغاية. فقد خسرت نحو 34 في المائة من قيمتها للأونصة الواحدة منذ بداية العام لتكون أسوأ السلع أداء هذا العام