منتديات خجلي

منتديات خجلي (http://www.5jle.com/vb/)
-   اخبار عامه - سياسيه - اقتصادية - عالمية - متنوعة (http://www.5jle.com/vb/f67/)
-   -   معرض الكتاب الدولي في الرياض 2014 (http://www.5jle.com/vb/f67/t97265.html)

ملآك 6 - 3 - 2014 06:02 AM

معرض الكتاب الدولي في الرياض 2014
 
معرض الرياض الدولي للكتاب تظاهرة ثقافية سنوية ينتطرها الكثيرون على اختلاف ميولهم. ويتفاوت هذا الانتظار وطبيعته من شخص لآخر بحسب الاهتمام. فهناك القارئ أو الباحث الذي ينتظر فرصة جيدة كهذه الفرصة لمعاينة أكبر عدد من الكتب دفعة واحدة. وهناك الناشر الذي يجدها فرصة تجارية جيدة لتسويق كتبه. كما أن هناك من ينتظر هذه التظاهرة، للاجتماع بأصدقاء مقربين يعرف أن هذه المناسبة أصبحت هي المناسبة الوحيدة، خلال السنة، للاجتماع بهم. ومن أجل كل ذلك فمعرض الكتاب ليس "سوقا" بالمعنى التجاري المالي فقط ولكنه سوق أيضا بالمعنى الثقافي الاحتفالي، ومن خلاله يمكن طرح الكثير من المراجعات الثقافية والاجتماعية. وهذا هو ذاته، ما يقلق حفيظة البعض، من جهة، ويُبهج آخرين، من جهة أخرى.

هل هناك من يقرأ؟ قبل ما يقارب أكثر من سنة، وتحديدا في تشرين الثاني "نوفمبر" 2012 أُعلنت نتائج دراسة "اتجاهات القراءة الحرة في المملكة العربية السعودية" بحضور الدكتور عبد العزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام، وهي الدراسة التي أجرتها وحدة الدراسات والبحوث في "المجلة العربية" بعد توجيه وزير الثقافة والإعلام بالقيام بإعداد دراسة مسحية عن القراءة الحرة كل أربع سنوات في السعودية.أوضحت الدراسة أن ما يزيد على 33 في المائة من أفراد المجتمع السعودي يتخذون من "القراءة الحرة" نشاطا يوميا، وأكثر من 17 في المائة يمارسونها كل يومين، وبينت أن "القراءة الحرة" هي بمثابة "عادة" لأكثر من نصف أفراد المجتمع السعودي، ونسب من يمارسون القراءة الحرة بشكل يومي من الذكور تفوق كثيرا نسب من يمارسنها من الإناث وهي نتيجة تتسق مجتمعيا مع ارتفاع نسبة الأمية لدى الإناث، مقارنة بالذكور، إضافة إلى ذلك يتميز الذكور بالمنافسة والمباهاة في شراء الكتب بنسبة أكثر من الإناث، ولعل هذا يرتبط بظروف المجتمع السعودي، حيث تتاح للأبناء من الذكور فرصة الخروج والالتقاء بالزملاء أكثر من الإناث. الدراسة لم تغفل الجانب الإلكتروني الحديث للقراءة، حيث أبانت أن 68 في المائة من السعوديين يقضون أكثر من عشر دقائق في قراءة المطبوعات الورقية من صحف، ومجلات، وكتب، وقصص وروايات، بينما يقضي 75 في المائة منهم أكثر من عشر دقائق في قراءة النصوص الإلكترونية، وبينت أن القارئ السعودي يقضي بوجه عام في القراءة على شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت) وقتا أطول مما يقضيه في قراءة المطبوعات الورقية، كما أن الوقت الذي يخصصه القارئ السعودي للمطبوعات الورقية في تناقص ملحوظ لصالح الوقت المخصص لقراءة النصوص الإلكترونية.

التنوع القرائي الدراسة المسحية السابقة تدعونا للتحقق بسؤال من حضروا فعاليات معرض الكتاب وشاركوا فيه، باعتباره مؤشرا عمليا وواقعيا يعكس مدى صحة هذه الدراسة. وهنا يتحدث الكاتب والباحث العراقي رشيد الخيّون لـ"لاقتصادية الثقافية" حول تجربته الشخصية مع معرض الرياض الدولي للكتاب فيقول: حضرت ثلاث دورات، اثنتان منها دعوة والثالثة شخصية. وكان الإقبال على الكتاب مدهشا في كل مرة. فشعرت ككاتب أني كتبتُ وأن هناك من قرأ واستفسر، عمّا غمض وخفي. وعن هذه الدورة تحديدا يأسف خيّون لصعوبة إجراءات "الفيزا" التي حالت دونه ودون حضور المعرض. ولكنه مع ذلك متأكد، سلفا، من أن المعرض سيكون بحجم نجاح سابقيه، وأن الإقبال سيكون أكثر من الدورات السابقة، مما يُنعش الكاتب والناشر والقارئ، خصوصا أن هذا المعرض سيخلو من كتب "توظيف الدين في السياسة"، بحسب تعبير الخيّون.أما الكاتب والباحث السعودي محمد علي المحمود، فلا يرى مشكلتنا الأساسية في "من يقرأ" ولكن في "كيف نقرأ". فالمشكلة الأساسية لدينا تكمن أيضاً في عدم تنوع القراءة. ويشدّد على ضرورة "التنوع القرائي" كفعل مضاد للانغلاق. ويضيف، جملة كنا نرددها دائما: "القراءة غذاء العقل". وبما أنها كذلك، فليس كل غذاء نافعا، يجب الحرص على التنوع وعلى النوعية في القراءة. فهناك من يقرأ منذ أربعين سنة أو أكثر ولكنه لا يقرأ إلا نمطا واحدا مكرورا، والأدهى أنه يقرأ ما يقرأ بعقلية منغلقة/ موجهّة سلفًا. وتبقى "القراءة النوعية" بحد تعبير المحمود هي الاستراتيجية الأجدى لتحرير الذات. فالعقل المتسائل يكون ابتداء من إرادة التحرر، ثم تأتي القراءات المتنوعة ذات الطابع العقلي، لا النقلي، لتعزّز حيوية التساؤل وتمنحها مشروعية.

صناعة الكتاب إضافة إلى كون الكتاب والقراءة أمرين نوعيين ثقافيين. فإنه اليوم أيضا صناعة، من ضمن الصناعات الثقافية التي تستدعي أسئلة اقتصادية وتنموية. فكان لا بد للناشر السعودي من أولوية وعناية مقارنة بغيره. فالكتاب لم يعد فقط سبيلاً للمعرفة، بل وسيلة جيدة للصناعة والاستثمار، وهذا ما ذهب إليه الدكتور ناصر الحجيلان وكيل الوزارة للشؤون الثقافية والمشرف العام على معرض الرياض الدولي للكتاب في أن "الهدف من وضع المعايير هو الرقي بصناعة الكتاب، محلياً ودولياً، بحيث نكون شركاء دوليين في صناعة المعرفة عالمياً من خلال مثل هذه المعارض". الأديب والناشر إبراهيم الجريفاني يتحدث للاقتصادية الثقافية عن مشاركة داره هذا العام بشيء من الاستياء فيما يتعلق، تحديدا، بالاستعداد التنظيمي "المبكر" ويقول: في معارض الكتاب، عربيا، بما فيها معرض الرياض الدولي للكتاب، يبقى تعيين رقم الجناح ومكانه تحت رحمة الكثير من "الاجتهادات" ولا يتم تحديده إلاّ قبل يومين أو ثلاثة من الانطلاق الرسمي لفعاليات المعرض، مما يتسبب للناشرين في الكثير من الضغط والإرباك. وهذا لا يُقارن، مثلا، بما حدث حين قدّمنا في 2012 للمشاركة في معرض فرانكفورت الدولي لعام 2015 فبعد اكتمال مسوغات المشاركة، يقول الجريفاني: "تلقينا الموعد ورقم الجناح واستمارة في حال كان لدينا أي مقترحات لضمان نجاح المشاركة". وبرغم ذلك، لا يفوت الجريفاني، ذكر الإيجابيات التي لا يخلو منها معرض الرياض الدولي للكتاب فهو ـ برأيه ـ محرّك ثقافي مهم. وقد خطى في السنوات الأخيرة خطوات جيدة وواثقة تتمثل في مرونة العمل أثناء عرض الكتب إضافة للتفعيل الملحوظ للبرنامج الثقافي المرافق.


الساعة الآن 06:41 AM.

Privacy-Policy Copyright
Powered by vBulletin® Version
Copyright ©2000 - 2024 , vBulletin Solutions, Inc
Search Engine Friendly URLs by
vBSEO 3.6.1

المواضيع المكتوبة في منتديات خجلي لاتعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وإنما تعبر عن وجهة نظر كاتبها

Security team