متابعين خجلي على تويتر

متابعين خجلي على الفيسبوك

 


العودة   منتديات خجلي > تبادل اراء - وجهات نظر - حوار - نقاش عام - اخبار > مواضيع عامة - مواضيع ثقافيه - مواضيع منوعه

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23 - 2 - 2013, 02:36 AM   #1

غندا
• مشرفة قسم الشعر والخواطر •
افتراضي ماهو "قهري" وما هو "خَنَّاس"..



"وسْوسَة"



كلمة.. غالبا ما يتبعها في حديثنا
الكثير من ألفاظ التعوُّذ والاستغفار والإبعاد..

"دعك منها إنها وساوس"

"كبّر دماغك.. وسوسة شيطان وهاتروح"

جمل نسمعها ونرددها كثيرا..

بعضنا يقولها متبسِّطا
لا يدري أن مربط الفرس
والمحك كل المحك.. هو في هذه الكلمات:

"دعك منها.."

"كبّر دماغك"

أفعال أمر..

ربما كان من العسر بمكان الاستجابة لها
عند بعضنا..

ومن هنا يخرج معنى كلمة:


"الوسواس القهري"

أو بعلم الصطلاحات:

"إضطراب الوسوسة القهرية"
"Obssessive compulsive disorder"


ما هو الوسواس القهري؟


من الناحية العلمية،

الوسواس القهري: هو حالة من حالات الاضطراب السلوكي العصبي المرتبطة بالقلق (Anxiety)،
واضطراب الوسواس القهري هوَ عطب نفسيٌّ تشيرُ أقلُّ التقديرات إلى أنهُ يصيبُ
ما لا يقل عن مليون إنسان مصري،
وما لا يقل عن ستة مليون عربي،
لأنهُ يصيبُ واحدًا من كل خمسين من البشر على مستوى العالم،
وتشيرُ متابعةُ الدراسات العلمية عن معدل انتشاره إلى أنه في زيادةٍ مطردة، على مستوى العالم أيضًا،


ورغم ذلك لم تحظَ المكتبةُ العربية ربما حتى الآن
بكتابٍ وافٍ عن اضطراب الوسواس القهري باللغة العربية.


ومشكلةُ هذا الاضطراب أنهُ كثيرًًا ما يعتبرهُ المريضُ سرًا يخفيه ما بينهُ وبينَ نفسه،
لأنهُ يخجلُ من أعراضه أو يخافُ أن يعتبرها الناسُ علامةً على جنونه أو قلة ثقته بنفسه
أو ربما حتى قلة دينه أو استسلامه للشيطان،
خاصةً وأن المعنى اللغوي والمعنى الديني للوسوسة معروفٌ ومشتهرٌ بالشكل الذي يجعلُ الكثيرين
من علماء الدين ومن الناس العاديين يخلطون ما بين الوسواس الخناس"الشيطاني" ووسواس النفس،
وبين اضطراب الوسواس القهري، الذي هوَ موضوعٌ مختلفٌ إلى حد كبير..


ومن المشاكل الجذرية المتعلقة بهذا الاضطراب،
أن الكثيرين من المرضى لا يعرفون أنهم مرضى
بالرغم من معاناتهم التي كثيرًا ما تكونُ متصلةً على مدى السنوات،
لأنهم يحسبُون أن الله سبحانهُ وتعالى خلقهم على هذا الشكل
وأن صفاتهم الغريبة تلك هي صفات غير موجودةٍ عند أحد سواهم،
أو أنهم أحيانا يرون أنفسهم غير مخطئين فيما يتعلق بمبالغاتهم في أمور
مثل: الصحة، والعقيدة، وتربية الأولاد...


ويعتبرُ موضوع الوسواس القهري
واحدًا من المواضيع التي تغيرت الأفكار العلميةُ بشأنها تغيرًا مذهلاً خلال العقدين الأخيرين،
بحيثُ أن مفاهيمًا عمرها يزيدُ على مئات السنين تم محوها تماما واستبدالها بعكسها خلال بضعة أعوام،
والوسواس القهري موضوعٌ يمسُّ حياة الناس بشكل مباشر
لأن خبرةَ الوسوسة كخبرة نفسية معرفيةٍ وشعوريةٍ
هيَ خبرةٌ تحدثُ في تسعين بالمائة من البشر في كل المجتمعات،
ومعنى ذلك أن الوسوسةَ قديمةٌ قدمَ العقل البشري ذاته،
أي أنها موجودةٌ منذُ خلقَ الله الإنسان،
وبالرغم من ذلك لم يصل إلينا تفسيرٌ لها، من حيث كونها خبرةٌ بشريةٌ، يسبقُ التفسير الإسلامي القديم
والذي قسمها إلى نوعين هما:
وسوسةُ النفس
ووسوسةُ الشيطان..

ونفس الكلام ينطبقُ على مفهوم الشيطان فهوَ أيضًا مفهومٌ قديم،
لأنهُ موجودٌ - وإن كانَ بصورةٍ غير واضحةٍ -
في معظم الديانات البشرية القديمة كقوةٍ مسؤولةٍ عن الشر بوجهٍ عام،
وهوَ موجودٌ في الديانة اليهودية وفي الديانة المسيحية،
إلا أن مفهوم الشيطان لم يظهر من قبل بشكلٍ واضحٍ كما ظهرَ في الإسلام،
ولا كان هناكَ ربطٌ ما بينَ "الوسوسةِ" وبينَ "الشيطان" قبل الفهم الإسلامي..

ومريضُ اضطراب الوسواس القهري عادةً ما يعاني من أفكارٍ تسلطية ومن أفعالٍ قهرية
فمثلاً..،
هناكَ من تشعرُ رغم نظافة يديها أن يدها غير نظيفة فتقومُ بغسلها،
ولا تكتفي بالغسيل مرةً ولا مرتين بل تحتاجُ إلى عدة مرات،
وما دامت قررت غسلها عشرة مرات مثلا فإن العدد يجبُ أن يكونَ مضبوطًا..!!،
وعادةً ما تشكُّ بينما هيَ تغسلُ في عدد المرات
فتعيدُ الغسيل من البداية عشرة مرات فإذا ما انتهت من ذلك،
عاودها القلقُ والشك هل كان الغسيلُ كافيًا أم لا؟

وهكذا يكون السقوط في دوامةٍ من الفعل وتكرار الفعل
الذي لا يعطي إلا راحةً زائفةً وقصيرةَ الأمد..

وفي هذه الحالة،
تكون فكرةُ عدم نظافة يديها هيَ فكرةٌ تسلطيةٌ،
وكذلك شكها في عدد مرات الغسيل فكرةٌ تسلطيةٌ،
بينما فعل الغسيل نفسه هوَ فعلٌ قهري،
وبعيدًا عن النظافةِ والغسيل فهناكَ من تبدو أفكاره التسلطيةُ التحقُـقِيَّـةُ غريبةً بحق،
فمثلاً هناكَ من يشكُّ بعد مغادرته مكانًا ما أن يدهُ قد "سقطت" منهُ في ذلك المكان،
وهو يعرفُ أن يده موجودةٌ بل يراها بعينيه..!!

لكنهُ رغم ذلك لا يستطيعُ منع نفسه من العودة للمكان الذي كان فيه
ليتحقق من أن يدهُ لم تسقط منه..

ففكرةُ أن يد الإنسان "سقطت" منهُ فكرةٌ لا معنى منطقي لها
وكلنا يستطيعُ طردَ مثل هذه الأفكار من رأسه إذا صادفتهُ في يوم من الأيام
لكن مريض اضطراب الوسواس القهري لا يستطيع ذلك
وهي لذلك فكرةٌ تسلطية،
بل هو لا يستطيعُ منع نفسه من التصرف على أساس الفكرة التسلطية نفسها
التي يعرفُ هوَ أنها بلا معنى وغير ممكنة الحدوث،
لكنهُ يضطرُ إلى التحقق من أن الفكرة غير صحيحة من خلال أدائه للفعل القهري
وهو الرجوع للمكان الذي كان فيه ليرى بنفسه
ويتأكد ويتحقق من أن يده الموجودةُ أصلا في نهاية ذراعه.. لم تسقط منه..

ومن الأمثلة المشابهة،
من يجدُ نفسه مرغمًا على أن يعود الطريق الذي قطعه لتوه بسيارته ليتأكدَ من أنه لم يدهس أحدًا،
رغم علمه أنهُ لم يدهس أحدًا ولا كانَ هناك أحدٌ عبر الطريق من أمامه طوال الطريق..

إحدى الطبيبات في سنة الامتياز،
جاءت إلى إحدى العيادات النفسية تشتكي
أنها لا تستطيع أن تجلس على أي كرسي إذا جلس عليه رجل من قبلها
لأنها تخشى أن يحدث "حمل" - ولا يوجد خطأ في هذه الكلمة -
من جراء الجلوس مكان الرجل،
وهذه الطبيبة كانت تعلم قطعا باستحالة حدوث ما تفكر فيه وتخشى منه..،
ولكنها لم تكن تستطيع أن تمنع نفسها من الخوف من هذا الأمر
وهو ما جعل وجودها في مقر عملها وتعاملاتها مع زملائها
أمرا معقدا وشائكا..

وعادةً ما يسقطُ المريضُ في شراك هذا الاضطراب منذُ طفولته أو مراهقته،
ويتساوى الرجالُ والنساءُ في نسبةِ الإصابةِ به وإن كانَ يبدأ مبكرًا في العمر في الرجال عنه في النساء،
وعادةً ما تظلُّ معاناة المريض سرًّا يكتمهُ عن الناس لأنهُ يخافُ أن يتهمهُ الناس بالجنون
وسبب ذلك أن الأفكار التسلطية والأفعال القهرية غالبًا ما تبدو لا منطقية ولا معقولةً ومزعجةً
ومتعارضةً مع قيم المريض نفسه.

والأعراض الوسواسية لكي تكون جديرة بهذا الوصف
لابد أن تكون متكررة مرارا،
عنيدة،
ولا ارادية،
وغالبا تثير الازعاج والضيق عند صاحبها نفسه،
وخاصة عند محاولته توجيه التفكير إلى امور اخرى،
أو عند القيام بأعمال اخرى..


ومن أهم محاور هذه الوساوس أو المخاوف بشكل عام:


- الخوف من الاتساخ او التلوث..
- الحاجة الى الترتيب والتناظر..
- الرغبات العدوانية جامحة..
- افكار او تخيلات تتعلق بالجنس..
- الوساوس المتعلقة بالعبادات..



وتشمل الأعراض المرتبطة بالوساوس،
والتي كثيرا ما تقود الطبيب في العيادة النفسية
إلى تشخيص حالة الوسواس القهري عادة أعراضا مثل:


- خوف من العدوى نتيجة لمصافحة الآخرين،
او ملامسة اغراض تم لمسها من قبل الآخرين..
- شكوك حول قفل البـاب، او اطفاء الفرن..
- افكار حول التسبب بأذى لآخرين في حادثة طريق كما ذكرنا من قبل..
- ضائقة نفسية شديدة في الحالات التي تكون فيها الاغراض غير مرتبة كما يجب

او لا تتجه في الاتجاه الصحيح..
- تخيلات حول إلحاق الأذى بالأبناء (ابناء الشخص الذي يتخيل)..
- رغبة في الصراخ الشديد في حالات غير مناسبة..
- الامتناع عن الاوضاع العادية التي يمكن ان تثير الوسواس،
كالمصافحة مثلا..
- تخيلات متكررة لصور إباحية..
- إلتهابات في الجلد من جراء غسل الأيدي بوتيرة عالية..
- ندوب جلدية نتيجة المعالجة المفرطة له..
- تساقط الشعر، او الصلع الموضعي، نتيجة لتكرار نتف الشعر..


وغير ذلك من الآثار
مما يترتب على الأفعال المتكررة القهرية..



ونظرًا لأهمية هذا النوع من الاضطراب
وللخلط الحادث في أذهان الناس عامةً والمثقفين بشأنه خاصةً في نواحيه المتعلقة بالدين،
فقد لزم توضيح الفارق في المنظور إلي معنى الوسواس
بين كيانين مؤثرين في حياتنا هما:



الدين..


والطب النفسي..



فـ "الشيطانُ" بنصِّ القرآن الكريم هوَ "الوسواس الخناس"،
وهو الذي وسوسَ لآدم وحواءَ بأن يأكلا من الشجرة، فتسبب في طردهما من الجنة،
كما أن النفسَ البشريةَ في الفهم الإسلامي هيَ الأخرى مصدرٌ من مصادر الوسوسة (النفس الأمَّارةُ بالسوء)
إلا أن "الوسوسةَ" في التراث الإسلامي بين العامة تعني معنى آخرَ هو: التشدد في الدين،
كما تعني "الوسوسة" العديد من المعاني عند الناطقين بالعربية مثل: الشك والتكرار والخوف على الصحة إلى آخره.

وقد كانَ لذلك تأثيرٌ كبيرٌ في تعامل المسلمينَ مع معطيات البحث العلمي الحديث
فيما يتعلق بالوسواس القهري لأن غير الطبيب النفسي إنما يقفُ حائرًا أمام خبرات نفسية
يفسرها الشيوخ بشكل،
ويفسرها الأطباءُ بشكل مختلف،
بينما الحقيقةُ هيَ أن ما يتكلمُ عنه الطبيبُ النفسي شيء
وما يتكلم عنه الشيوخ شيء آخر من ناحية الجوهر،
بالرغم من التشابه الذي كثيرًا ما يحدثُ من ناحية المظهر..

لذلك و لهذا الخلط المزعج، لزم أن يظهر من يسمى بـ "الطبيب النفسي المسلم"
الذي يكون تعامله مع معطيات العلم الحديث، موقفٌ لابد أن يختلفَ عن مواقف الآخرين.

ويظهر هذا الخلط على أشد ما يكون
حين يتعلق بممارسات العقيدة كالصلاة والوضوء..

فعقيدتنا الغراء بعيدة كل البعد عن إرهاصات وتداعيات الظن
بكل ما يحيطه.. قال تعالى:

"إنَّ الظنَّ لا يُغنِي مِن الحق شيئًا"

وقال:

"إنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إثمٌ"

وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سوء الظن،
وورد عنه صلى الله عليه وسلم الكثير من النهي
عن الشك والارتياب.. وتداعياتهما الرهيبة
التي قد تصل إلى القنوط من رحمة الله تعالى..

وهنا يجب أن نفرق تماما بين وسوسة الصدر "الشيطانية"
و"الوسواس القهري"..

فمثلا حين يتعلق الأمر بالصلاة
وعدد ركعاتها..

نجد الكثيرين ممن يمرون بنوعي الوسوسة،
والفارق هنا أن الوسوسة تكون من الشيطان،
إذا لم تكن تكرارية إلزامية..

بمعنى أن يكون الأمر عارضا
ويحدث بما لا يسبب لك صراعا مستمرا داخل نفسك
بين ما هو زائد وما هو مفروض..

فعلاج الوسوسة الشيطانية هنا
هو العلاج النبوي الكريم بتركها "والبناء على اليقين"..

أما الوسواس القهري
فيجعل صاحبه يشك في صلاته وركعاتها في معظم الأوقات
وهو الأمر الذي يخالف المنطق..، فالأصل فيمن يداوم على الصلاة
هو أنه يكون منتظما تلقائيا في عدد الركعات.. لا أن ينسى ويرتاب في كل مرة،
فيضطر كل مرة إلى إضافة ركعات إلى صلاته،
لجبر النقص الذي يظن أنه موجود فيها..

والمشكلة تبدأ في التعاظم عند هذا الشخص
حين يعتقد خاطئا أن الأمر شديد التكرار هذا.. من الشيطان،
فيُعزي ما يحدث له من الوساوس المتكررة
إلى غضب الله عليه..
وكأن الله تعالى قد قيض له شيطانا

ليفسد عليه صلاته..

وهو الأمر المنافي لثوابت في ديننا.. قال تعالى:

"وَالذينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا"

وقد سمعتُ أستاذا في الطب النفسي يقول،
أن أساس علاج هذا النمط، يقوم على "العلاج المعرفي"..

بمعنى أنه يجب على صاحب هذه العلة
أن يعلم جيدا أنه مريض بكل ما تحمل الكلمة من معنى،
وأنه في واقعه بينه وبين ربه، إنسان صاحب ابتلاء كالمرض تماما،
حتى أنه قال:
"هذا الشخص المريض يجب أن يعرف أن له درجات عند ربه لمرضه كأي مريض عضوي آخر"
وهو عكس ما يتوقعه صاحب العلة تماما، وما يتخيله من غضب ربه عليه،
غير أنه لابد أيضا أن يبحث لعلته عن الدواء.. لما تُحدثه من أثر في عقيدته..

والعلاج المعرفي قديم قدم الإسلام نفسه..

وحتى ما بُني منه على الأسس العلمية
فقد بدأ مع أطباء المسلمين الأوائل..

ومن الرواد في هذا المجال تحديدا،
وصاحب برنامجَ العلاج السلوكي المعرفي
العالم الطبيب: أبو زيد البلخي
في القرن التاسع / العاشرالميلادي،
فلم يقل ذلك الشيخُ الجليلُ أن الوسواس من الشيطان بنص القرآن
ثم أغمض عينيه وصم أذنيه عن آلام الناس (كما يفعلُ البعض من شيوخنا في هذه الأيام للأسف)،
بل إن أبا زيد البلخي وضعَ نموذجًا مشرفًا لتفكير العالم المسلم الذي يعملُ عقلهُ إلى جانب إيمانه،
فاستعان بخبرته وعلمه ومرجعيته الإسلامية في الخروج علينا بما عرف بعد ذلك
بـ "برنامج العلاج المعرفي والسلوكي"
كيف لا وقد حارب الشرع الإسلاميُّ الوسوسة والمغالاة والتشدد في الدين،
كما نرى في رسالة ابن قدامةَ المقدسيَّ في "ذمِّ الموسوسين"،
لكي يكونَ ما قدمهُ جزءًا من البنيان المعرفي للعلاج الإسلامي لمرضى اضطراب الوسواس القهري.

فقد ذكرَ أبو زيد البلخي (850-934 ميلادية)
تحتَ عنوانِ:

"في الاحتيال لدفع وساوس الصدر وأحاديث النفس"

"..أن هناكَ أحاديثَ النفس ووسواسها وهيَ أمرٌ طبيعيٌّ يحدثُ في كل إنسان،
وأما الوسواس الذي يمنعُ الإنسانَ عن التفكير في ما سواه
ويشغلهُ عنْ أكثر أعماله أو عن قضاءِ أوطاره
فهوَ منَ الأعراض النفسية التي لابد من علاجها،
وتلكَ الأحاديثُ والوساوس المرضية ربما وقعت في جنس ما يحبُّهُ المرءُ ويتمناهُ
وربما وقعت في جنس ما يخافُهُ ويخشاهُ.."


نأتي إلى مرحلة العلاج..


وعلاج الوسواس القهري هو عملية معقدة
وغير مضمونة النجاعة والنجاح في بعض الحالات الطويلة الأمد في المشكلة

وفي بعض الاحيان، قد تكون هناك حاجة الى علاج متواصل يستمر مدى الحياة
ومع ذلك، يمكن ان يكون علاج الوسواس القهري مفيدا في مساعدة المريض على التعامل مع الاعراض،
ومواجهتها ومنعها من السيطرة على مجريات حياته..


وهناك نوعان اساسيان متبعان في علاج الوسواس القهري، هما:


- العلاج النفسي
- العلاج الدوائي


ويختلف العلاج الأفضل والأنجع لاضطراب الوسواس القهري تبعا للمريض نفسه،
ووضعه الشخصي وتفضيلاته، وغالبا ما يكون الدمج بين العلاج النفسي والعلاج الدوائي ناجحا جدا.


العلاج النفسي:


وقد تبين ان الطريقة العلاجية المسماة
"المعالجة المعرفية (الادراكية) السلوكية" (Cognitive behavioral therapy - CBT)
هي الاكثر نجاعة في معالجة اضطراب الوسواس القهري، بين الاطفال والبالغين على حد سواء.


العلاج الدوائي:


ثمة ادوية معينة لمعالجة الامراض النفسية يمكن ان تساعد
في السيطرة على الوساوس والسلوكيات القهرية التي تميز اضطراب الوسواس القهري،
وغالبا ما يبدأ علاج الوسواس القهري بمضادات الاكتئاب.


فالادوية المضادة للاكتئاب قد تفيد في علاج الوسواس القهري،
لانها تعمل على رفع نسبة السيروتونين،
التي قد تكون منخفضة لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الوسواس القهري.


وتوجد مضادات للاكتئاب صادقت عليها ادارة الاغذية والادوية الامريكية
(FDA - Food and Drug Administration) في علاج الوسواس القهري منها:

- فلوؤكسيتين (Fluoxetine) (بروزاك - Prozac)
- باروكسيتين (Paroxetine) (باكسيل - Paxil)
- سيرترالين (Sertraline) (زولفوت - Zoloft)


ويمكن توقع انخفاض قوة الأعراض بحوالي من 40% إلى 95% مع العلاج الدوائي

وتستغرق الأدوية من 6 إلى 12 أسبوعا لإظهار التأثير العلاجى الفعال.

وقد يحتاج الأمر في الحالات الشديدة المتقدمة
خاصة المصحوبة بمضاعفات مثل:
الميول الانتحارية، والإدمان، والسلوك العدواني،
إلى إيداع المريض قسم الامراض النفسية وربما التعرض للمعالجة بالتخليج الكهربي (Electroconvulsive therapy - ECT)
أو التحفيز المغناطيسي في داخل الجمجمة، أو حتى التحفيز العميق للدماغ..








..............










ربما كانت الكلمات التي ذكرت هنا
لا تجاوز كلمة: "كبر دماغك" عند البعض..


ولكنها عند من يعانون مما وصفت،
ربما تكون دليلا معرفيا جديرا بالتتبع منهم،
للبحث عن أصل مشكلة يعرفون بوجودها في حياتهم
من آثارها على علاقاتهم وأعمالهم..


وخطوة أولى في البحث عن علاج لمرض
لم يكونوا يعرفون بكونه.. مرض..



فـ "الوسواس" عندنا أمر قابل للاختلاط علينا
حين يتعلق بما يمس عقيدتنا..






ويبقى في النهاية
وقع كلماتي على من سيقرؤها أمرا متباينا..




فهناك من سيراها نورا،
ومن سيراها ثقافة، أو إضافة،



ولكن يبقى هناك من سيظل يراها










مجرد وسوسة...













آخر مواضيعي

0 طق يامطر طق يامطر .
0 حرام اسكن خراب الطين ..
0 تبليغ عن مشاركة بواسطة غندا
0 بسكات يغلينــي و انا حيل مغليــه ..
0 عشرون طبيباً لولادة أضخم طفل في العالم
0 تبليغ عن مشاركة بواسطة غندا
0 ‏​سفينة (تايتنك) بناها أفضل خبراء السُفُن وسفينة ( نــوح ) بُنيت من دون أي خبرة
0 رغمم بساطتهــا إﻻ‌انهإ ثمينه
0 ابتسموا جميعا فقد بكى المهرج
0 شرطة الرياض تكشف هوية جانٍ قتل حدثاً ودفنه بمنطقة صحراوية *


  رد مع اقتباس
قديم 23 - 2 - 2013, 08:24 PM   #2

سهر الليل
• مشرفة قسم العامة •
افتراضي رد: ماهو "قهري" وما هو "خَنَّاس"..



غاليتي غندا
حفظنا الله واياكم من الوسواس القهري الذي لطالما تملكه الشخص
اصبح بلاارده ان ينزعه منه
بارك فيك واثابك الله على هالجهود الرائعه والقيمه
التي تجعلنا نبحر بجمال بمحتواءها
لرووحك السعاده










آخر مواضيعي

0 الحزن جدا اناني mms & sms
0 كامارو 2013 تحسينات خيالية
0 الجنة وطن الأماني البيضاء
0 كبرنا وصارت الدنيا نصف أحزاننا
0 طاف قلبي حول العرش
0 لاتعتذر بالظروف ماقلت لك حبني غصب
0 أي القلوب قلبك ياأدم
0 فوائد حبوب كبد الحووت
0 لاتغرك الأشكال
0 عفواً لنشعل الضّوء على عتبة حلم


  رد مع اقتباس
قديم 23 - 2 - 2013, 08:54 PM   #3

غندا
• مشرفة قسم الشعر والخواطر •
افتراضي رد: ماهو "قهري" وما هو "خَنَّاس"..



سهر الليل

شكرا لك اختي اسعدني مرورك واعجابك


بالموضوع زادني سعادة


اشعرني بأني قدمت شيئا نال الاعجاب


فشكرا لكي ولا حرمني الله من طلتك
وربي يسعدك










آخر مواضيعي

0 حتى الاحلام لها لصوص
0 أن تخسر اشياء لم يكن في حسبانك خسرانها
0 ( نعم أكرهك وانت مني ) شطحات أنثى إستثنائية
0 بيًض الله وجهڪ اللي سآتره تحت القنآع
0 شاب سعودي ينقذ فتاتين اختطفهما سائق ليموزين
0 روحك تسرى بجسدي
0 أخـلاقيات الخـلاف
0 رأى حكيم رجل يضرب زوجته
0 أَبِي أَصّرَخ وَأَقُولّ إِنّ الفَرَحِ خَوَّّانٌ’
0 عُشّاقْ يَـتألَمونْ*


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فيتامين "دي" 2013 , اهمية فيتامين "دي" لجسم الانسان 2013 منه صحة - طب بديل - اعشاب - تغذية - رجيم - نصائح طبيه 0 6 - 12 - 2012 10:31 PM
الهيئة تقبض على الرافضي الغانم مخرج مسلسل "طاش ما طاش" في الرياض مشتاقه اخبار عامه - سياسيه - اقتصادية - عالمية - متنوعة 4 14 - 4 - 2012 01:50 PM
حصرى قارى الكتب الالكترونية الشهير " Adobe Reader X v10.1.3 " الطائر المفقود برامج - شرح - تحميل - خلفيات وندوز - برامج حماية - مشاكل الكمبيوتر 2 14 - 4 - 2012 03:44 AM
جائزة "أوسكار" الرئيسية لفيلم "الفنان" وجائزة أفضل فيلم أجنبي لمخرج ايراني Riita Des اخبار عامه - سياسيه - اقتصادية - عالمية - متنوعة 0 27 - 2 - 2012 07:09 PM
ماهو المقصود بقوله تعالى " ان قران الفجر كان مشهودآ " همس المشاعر مواضيع اسلاميه - فقة - عقيدة 3 24 - 9 - 2011 12:20 PM


الساعة الآن 02:31 PM.


المواضيع المكتوبة في منتديات خجلي لاتعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وإنما تعبر عن وجهة نظر كاتبها

Security team

تصميم دكتور ويب سايت