الاكتئاب عند الشباب

الإكتئاب هو أكثر من شعور بالحزن أو بالتعاسة. وتعتبر مرحلة النشوء، وخاصة في سنوات المراهقة، من الأوقات التي تتسم بالبلبلة والمزاجية والحساسية المفرطة. وغالباً ما يُنظر إلى هذه المرحلة على أنها وقت التمرد.

وكوالدين فمن واجبنا ملاحظة ما إذا حلت مشاعر الحزن، الغضب، الإستياء، الذنب أوالهبوط في مقدار تقدير الذات على نفسيه ولدنا، فكل هذه إشارات تدل على أنهم يشعرونبالحزن الشديد.

إذا كان أبناؤنا المراهقون يشربون الكحول أو يتعاطون المخدرات كوسيلة للشعوربانهم في حال افضل، فهذه قد تكون إشارة على أنهم يشعرون بالإكتئاب.

في السابق- ربما إختلط أولادنا مع الآخرين أو لعبوا مع الأصدقاء أو إستمتعوا بلقاء رفاقهم، ولكنهم اليوم قد يكونون قد خسروا أصدقائهم ويقضون معظم أوقاتهم لوحدهم، منعزلين في المنزل أو في غرفهم. وربما تكون النشاطات والإهتمامات التي استمتعوا بها في السابق لم تعد الآن تجذب إهتمامهم.

وربما ادوا في السابق فروضهم المدرسية بشكل جيد وبالمقابل، قد يكون مستوى أعمالهم إنخفض بسبب إنعدام التركيز. وأولادنا الذين كان اتسموا بالحيوية الكبيرة سابقا قد لا تنعدم لديهم الآن هذه الحيوية. وربما كان لديهم شعورا جيدا تجاه أنفسهم، لكنهم الآن يكرهون أنفسهم كثيرا. وهذه التغييرات قد تظهر تدريجياً خلال عدة أسابيع أو حتى عدة أشهر.

أحياناً، فإن أبنائنا والقاصرين الذين يتورطون في مشاكل في المدرسة أو المنزل ربما يعانون في الواقع من الإكتئاب دون أن يعرفوا بذلك. ولأن الحزن قد لا يظهر على أولادنا دائما، فإننا كوالدين قد لا ندرك أن التصرف السيء هو إشارة للإكتئاب. عندما تطرح عليهم السؤال بشكل مباشر، فإن أولادنا قد يقولون أحيانا أنهم غير سعداء أو حزانى. ولكن أبنائنا والقاصرين الذين يعانون من الإكتئاب قد يجدون صعوبة بالغة في وصف عواطفهم ومزاجهم.

أحيانا لا يعرف أولادنا لماذا يشعرون بالاكتئاب، ولذا فهم لا يبحثون ولا يحصلون على المساعدة الصحيحة.

كوالدين فإن احد مسؤولياتنا ملاحظة التغيرات في حياة أولادنا وكيفية تعاملهم مع المشاعر المختلفة. عندما لا يتحدث الصغار في السن عن شؤونهم وشجونهم (اي، كيف يتدبرون أمورهم) فهذه إشارة واحدة على وجود امر غير صحيح.

غالباً ما يشعر الوالدان بالقلق عندما يعبر أبنائهم المكتئبين عن مشاعر وأفكار تقول إن "الحياة غير جديرة بالعيش فيها" أو "الحياة سيئة الى حد أشعر فيه بالتخلي عنها".

كوالدين، فإن الإستماع لأبنائنا وهم يتحدثون عن امنيتهم بالموت أو يتحدثون عن الإنتحار، هو غالبا من الأمور التي لا تطاق والتي قد تشعرنا بالعجز عن التصرف.

وبالرغم من أن الأمور التي تقال في لحظة إنفعال والتي قد تبدو غير مهمة فإن بوسعها أن تكون مرعبة للولد ووالديه. وإذا تكررت هذه الأفكار والمشاعر، فيجب أن تؤخذ على محمل الجد.

إذا كان أبنائنا مكتئبين، فقد يفكرون بالإنتحار؛ وعدم الحديث عن إكتئابهم لن يؤدي الى اختفاء الإكتئاب. قم بطريقة لطيفة، متفهمة، داعمة ومنفتحة بسؤال ابنك عما إذا كان يشعر بعدم الرغبة في الإستيقاظ من النوم أو الرغبة في الموت.

إذا سألنا أبنائنا عن هذه المخاوف دون أي إرتباك أو توجيه الإنتقادات، فغالباً ما يعطي ذلك فرصة لتقليص شعورهم بالعزلة. من المهم ان نفهم بان طرح هذا السؤال "لا يضع هذه المسائل في عقولهم"، لأنه إذا كان ابننا يقول أنه يريد الموت، فليس بوسعنا تجاهل هذا الأمر ابداً ويجب الخوض فيه بعمق.

قد نعتقد بأن أبنائنا لا يعنون حقاً ما يقولونه عندما يتحدثون عن الإنتحار ولكن من المهم كوالدين ان نسمح لأبنائنا بالحديث عن أفكارهم المتعلقة بإيذاء أنفسهم، والتجاوب من خلال إعتبار شعورهم بالعذاب امرا جديا، ولكن دون أستيلاء القلق علينا.

إذا فكر أبنائنا في إيذاء أنفسهم أو يحاولون إيذاء أنفسهم، فعلينا كأهل أن نتأ كد من عدم بقائهم وحدهم، ويجب أن تتم مراقبتهم الى ان يعاينهم طبيب العائله أو أخصائي الأطفال أو أحد اخصائيي الصحة النفسية.

إذا قال أبناؤنا بأنهم يشعرون بالرغبة في إيذاء أنفسهم، فنحن ندرك عادة أنهم بحاجة الى المساعدة. إذا كنت كوالد أو كوالدة غير قادر على إبقائهم سالمين، فيجب ان تأخذا ابنكما الى طبيب العائله أو المستشفى.

الشعور بالحزن و الإحباط في مرحلة الطفوله لا يدوم طويلا. إذا إستمرت مشاعر الحزن والإكتئاب لدى أبنائنا لأكثر من أسبوعين، فعلينا أن نأخذ الامر على محمل الجد، وإذا إستمرت هذه المشاعر لمدة ثلاث أشهر، فمن المهم طلب المساعدة.

٧- كيف أعلم متى يجب علي طلب المساعدة؟

أكثر الإشارات أهمية حول وجود اعراض الكآبه لدى الأولاد هي التعاسة المتواصلة، عدم القدرة على القيام بالأمور المعتاده، عدم القدرة على السيطرة على مشاعرهم، عدم التمكن من الإستمرار في تحقيق نتائجهم المعتاده في المدرسة وعدم المحافظة على صداقاتهم.

وقد تشمل الإشارات الأخرى الشعور بالقلق أكثر من المعتاد، الشعور بالمرض الجسدي، البكاء، الشعور بالعجز، الشعور بالذنب الكبير لأمور لا تستحق مثل هذا الشعور.

وربما يشمل ذلك الإستيقاظ باكرا في الصباح أو الصعوبة في النوم أو الاستيقاظ المتكرر خلال اللليل.

و قد تؤدي مشاهدته للتلفزيون طوال الليل بسبب عدم تمكنه من النوم الى مواجهته المصاعب في النهوض للذهاب الى المدرسة أو ربما يجعله ينام خلال النهار.

قد تكون هناك تغييرات في وزن ابننا، مثل خسارة أو زيادة أكثر من ثلاث كيلوغرامات في الوزن في الشهر مقرونة مع خسارة في الشهية وعدم الرغبة في تناول الطعام، أو تناول الطعام كي يشعر بأنه في حال أفضل.

* خسارة المعدلات العادية للحيوية والقدرة على التمتع في الحياة:

في أقصى الحالات فقد يعني ذلك التباطؤ في الطريقة التي يتحركون ويفكرون فيها.

غالبا ما يكون ذلك متعلقا بالشرود الذهني والقلق المتزايد.

عندما يقول لنا أبناؤنا أنهم يشعرون بأن حالتهم أسوأ في وقت معين من اليوم، على سبيل المثال، عندما يكونون لوحدهم في الليل، وعندما لا تكون تلك الحالة السيئة متعلقة بضغوطات يومية معينة.

* عندما تتكرر الأفكار السيئة:

أي عندما تواصل أفكار الموت وإيذاء النفس التمركز في عقول أولادنا.

* كوالدين، فقد يكون من الصعب العيش مع أولاد يشعرون بالوحدة، التعاسة، الإكتئاب أو الغضب. و خلال هذا الوقت قد تتملكنا مشاعر عديدة بما فيها الخوف على أبنائنا والشعور بعدم القدرة على مساعدتهم، اليأس والحزن الشديد عندما نرى ابننا يتألم. وبسبب هذه المشاعر فمن المهم لنا كوالدين العثور على طرق للتعامل مع غضبنا، حزننا، إحباطنا وردود فعلنا ازاء أبنائنا.

فعندما يشعر أبناؤنا بالحزن والاحباط، من المهم أن نجعلهم يدركون أننا على استعداد للاصغاء لهم وقضاء أوقات معهم وان نعرض عليهم مشاركتهم في العثورعلى المساعدة المهنية.

علينا أن نعرف كيف ينمو وينضج معظم الأولاد.

بإستطاعتنا طلب المعلومات من الجهات الصحية والمدرسة. علينا أن نسأل أنفسنا اسئلة: على سبيل المثال: "ما الذي حدث لابني كي يتصرف على هذا النحو؟" قد لا نجد الأجوبة ولكن على الأقل نستطيع ان نبدأ بالتفكير في الأمور التي علينا معرفتها.

إن محاولة ايجاد حل لمشكلة ما داخل عائلاتنا يعطي الابناء انطباعا أننا نرعاهم ونظهر محبتنا ودعمنا لهم.

إن المشاركة في الافكار والمشاعر وحل المشاكل كعائلة يجعل من السهل على اولادنا التحدث معنا عند شعورهم بالكآبة. وعبر إظهار التشجيع والتقدير، وليس الإنتقاد، بإمكاننا أيضا مساعدتهم.

* التحدث والتعبير عن مشاعرهم.

* قضاء الوقت مع أصدقاء داعمين لهم.

* المشاركة بمشاعرهم مع آخرين يثقون بهم.

* الإشتراك في نشاطات يستمتعون بها.

* القيام بتمارين غير تنافسية.

* تعلم طرق جديدة للإسترخاء مثل مشاهدة فيلم أو المشي وممارسه الرياضه.

فنعرض على أبنائنا أخذ موعد مع مختص لدعمهم ونكون على إستعداد للبدء في المساعدة على إيجاد الحلول.

فعلى سبيل المثال، أن نقوم سوية بترتيب مناسبة ما ستقام في المستقبل القريب.

فهم بحاجة للمعرفة بأننا نهتم بهم وأننا واثقون أن الأمور سوف تسير الى الأحسن.

٤- بإمكاننا التحضير فعليا للنكسات وخيبات الأمل:

نستطيع تقبل أن هناك حاجة للمزيد من الوقت و لبذل الكثير من الجهود والطاقة كي تسير الأمور الى الأحسن. الإكتئاب هو عادة حالة مؤقتة لدى الأولاد، إذا تم تشخيصها وتوفيرالمساعدة لهم في الوقت المناسب. وحتى عندما تكون المشكلة أكبر، فإنها تتجاوب في معظم الأحيان مع العلاج الخاص. إن أهم جزء في إكتشاف الإكتئاب هو الإدراك أنه قد يصيب أولادنا و أن علينا التحدث بإستمرار معهم.