مفاتيح نفسك

بسم الله الرحمن الرحيم


فلسفة كنت أعرضها على صديقاتي في الآونة الأخيرة


أناقش فيها أصحاب العقول الرزينة منهم


أثق تماما بمصداقيتها و أتمنى أن تشاركوني اعتراضاتكم و موافقاتكم في متصفحي هذا ^_^


و بسم الله نبدأ


مفاتيح نفسك ,,, أقرب من ما بين يديك .. فهي في عقلك


المشاعر شيء لا نستطيع التحكم في حدوثه


فنحن لا نستطيع جلب الفرح غصبا ... و لا نستطيع أيضا أن نمنع الحزن من المجيء


لا نستطيع منع دموعنا من السقوط ... و لا نستطيع أن نبتسم على الدوام


نعم ... فهذا قصور بشري كما أن له حلاوته و لذته ^_^


ولكن ... كما أننا لا نستطيع التحكم بها ... فنحن نستطيع ضبطها


فعندما ينتابنا الضعف و يخيم علينا الحزن و الأسى


تنطلق دموعنا ... قد نزيدها شهيقا و بكاءً و نقنع نفسنا بيأسنا ... و هنا نكون قفلنا الباب بدل فتحه


و هذا أهم مفتاح ... فهنا يفترض بنا أن نفتح باب الأمل في نفسنا ... نغير الفكرة


كيف ؟


نجد الدافع في البداية ... ثم نحدد المسار الجديد ... ثم ننطلق فيه نحو الهدف


نمحو دموع الحزن و نرسم بسمات الأمل ... نهجر صحاري الضيق و ننطلق في بساتين الفرح


~مفتاح نفسك~

تعريفه : هو فكرة تدور في خلدك .. ان صغتها بأي شكل من الأشكال فأنت تفتح بابا و تغلق بابا آخرا


فمسببات الحزن هي فكرة ... ان صغناها بشكل معين نفتح باب الأمل و نغلق باب اليأس ... و ان صغناها بشكل آخر فنحن نفتح باب اليأس و نغلق باب الأمل


معادلة بسيطة


فلنتجه للمراهق ...


ما هي أكثر مسألة تؤرق المراهق و تتعب نفسيته ...!؟


((الحبس و التشديد من قبل الوالدين))


فلو نظر إليها هذا المراهق على انها انعدام ثقة فيه أو نقص يظن والداه أنه موجود فيه سيجن جنونه و يخرج عن طوره

و قد يدخل في حالة من الكآبة و هذا على حسب شخصيته


أما لو نظر إليها على أنها خوف عليه من العالم الخارجي حيث أن المراهق في العادة يكون مندفعاً غير مبالٍ بالعواقب ...


فسيجد فيها مفتاحا لحب والديه و البر بهما و تنمية فكره و فطنته و بابا للرزق


فهنا نفس المسألة و لكن اختلف التحليل الفكري


و هذا يثبت أن مفاتيح نفسنا كامنة في عقلنا


................................... ...........................


مثال بسيط قد لا يرقى لمستوى الفكرة ... و لكنه جدير بأن يوضح أحد أركانها


من أحد أبواب هذا الموضوع هو أن الجنّ يخاف البشر


الجن يتفوق علينا بصفات عديدة ... فهو يرانا و نحن لا نراه ... يستطيع الطيران و التنقل بسرعة
خارقة ... و يستطيع كذلك التشكل بأي شكل من أشكال حياتنا المعروفة


فما الذي يخيفه فينا ...!؟


نحن نتميز عنه بهذا العقل الذي كرمنا به ربنا تبارك و تعالى ... من اتبع شهواته فهو مهمل لعقله و يتمكن منه الجن


ولكن من استثمر عقله جيدا ... و مشى على الصراط المستقيم ... و أيقن أن مفاتيح نفسه كامنة في عقله


فلا يتمكن الجن من أذيته لأنه يعلم أنه أحسن استخدام عقله


................................... ................................... .................................


و هذا يعتبر أحد الأدلة على أننا نملك مفاتيحنا ... و ليس علينا سوى استخدامها بالاتجاه الصحيح


قد نفقد في أحد الأيام رؤيتنا ... و لا أنكر أنني افتقدتها في بعض الأحيان .. و هنا نجد من يمد لنا يد العون لنعرف ماهو الاتجاه الصحيح للف المفتاح


و لكن قبل أن نبحث عن هذا الشخص علينا بالدعاء


فالله وليّنا و هو على كل شيء قدير


اخواني و أخواتي


جميعنا نحزن ... و جميعنا نخاف ... و جميعنا نكره ... و كلنا نهرب و نؤجّل ...


ولكن ... حالما نتمكن من أنفسنا بفكرة ايجابية واحدة لا تستغرق سوى ثوانٍ لاستخلاصها

نجد أننا نحول الحزن إلى أمل و فرح ... و نحول الخوف إلى أسباب للشجاعة ... و نبدّل الكره محبة ... و نجعل الهرب مواجهة و التأجيل إنجازاً


كل ما علينا هو إيجاد هذه المفاتيح ثم لفها بالاتجاه الصحيح


و هذه أحد قدرات الإنسان


فالإنسان كتلة من المشاعر ... ان لم يحكمها بعقله أصبح يهيم في فضاء شاسع لا نهاية له

و ان ضبطها بعقله سيكون هيامه في مسارٍ محدد و معبّد و مجهّز بوسائل الراحة ^_^


جل ما أدعوكم إليه هو : احكموا أنفسكم ... بفكرة من عقلكم





ودمتم بود ^_^