بحث عن حوادث السيارات

جلب اختراع السيارات العديد من الفوائد المختلفة، والتي غيرت مجرى العالم بأسره؛ إذ ساعدت السيارات الناس على سرعة التنقل، ونقل البضائع، والحدّ من المخاطر التي كان الناس يتعرضون لها عند السفر، إلّا أنّها في الوقت ذاته جلبت بعض المخاطر وأهمها حوادث السير؛ إذ إنّ حوادث السير في العصر الحالي قتلت ما يقارب المليون وربع المليون شخص حول العالم، وهي السبب الرئيسيّ لحالات الوفاة بين الشباب الذين يتراوح أعمارهم ما بين 15 إلى 29 سنة، وأكثر الأشخاص المعرضين لخطر هذه الحوادث هم المشاة وراكبو الدراجات الهوائيّة والناريّة.

تنتج حوادث السير من عدم التقيّد بالأنظمة والقوانين الخاصة بالسير، لذلك من الممكن تقليل عدد حوادث السير والإصابات التي تحدث جراءها في حال وقوعها عن طريق الابتعاد عن المسببات الرئيسيّة للحوادث، وتطبيق وسائل الأمان، واتّباع التعليمات وإشارات المرور الخاصّة أثناء القيادة.

تعتبر السرعة أحد المسبّبات الرئيسيّة لحوادث السير وزيادة خطورة الإصابات في حال وقوعها، فدهس المشاة بسرعة 50 كم/ساعة يؤدي إلى جعل خطر الوفاة أقل من 20%، بينما تصل هذه النسبة إلى 60% عند دهس أحد المشاة بسرعة 80 كم/ساعة، ولهذا ينصح بالقيادة بسرعة تقل عن 30 كم/ساعة في الأماكن التي يزداد فيها أعداد المشاة حول المدارس، أو المساجد، أو في الأماكن السكنيّة.

يعدّ التشتت أثناء القيادة أحد الأسباب المهمة التي تزيد من نسبة الحوادث، كما تتعدد أسباب تشتت السائق أثناء القيادة، كتناول الطعام، وإرسال الرسائل، وإجراء المكالمات الهاتفيّة؛ إذ إنّ استخدام الهاتف بشكل عام يزيد فرصة حدوث الحوادث إلى أربعة أضعاف مقارنة بالأشخاص الذين يركزون على الطريق أثناء القيادة.

تعدّ أحد أسباب الحوادث الرئيسيّة خاصة في المجتمعات التي يكثر فيها شرب الكحول؛ إذ يزيد شرب الكحول من معدل الحوادث ومخاطر إصابة الأشخاص في الحوادث، كما تزداد نسبة الحوادث بشكل كبير جداً عند وصول تركيز الكحول في الدّم إلى أكثر من 0.05 غرام/ديسيلتر.

يشمل هذا الأمر السائقين والمشاة على حدّ سواء؛ فعبور الشارع من الأماكن غير المخصصة، وعدم استخدام جسور المشاة، والتشتت أثناء المشي يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالحوادث، كما أنّ عدم التزام السائقين بالقوانين المختلفة كإشارات المرور أو تغيير المسرب بشكل مفاجئ وغيرها يؤدي إلى زيادة نسبة الحوادث بشكل كبير جداً.

إنّ عدم الالتزام بوسائل الأمان يزيد من خطر الإصابة عند حصول الحادث، لذلك يجب الالتزام بها، فمثلاً وبحسب منظمة الصحة العالميّة يقلّل ارتداء الخوذة أثناء قيادة الدراجة الناريّة خطر الوفاة بنسبة 40%، كما يقلّل خطر التعرض لإصابة خطيرة بنسبة 70%، بينما يحمي حزام الأمان الأشخاص في المقاعد الأماميّة من خطر الإصابة بنسبة 40% إلى 50%، وفي المقاعد الخلفيّة بنسبة 25% إلى 75%، كما يقلّل جلوس الرضع في مقعد السلامة المخصص لهم بالطريقة الصحيحة خطر الموت بنسبة تزيد عن 70%، ولدى الأطفال بنسبة 54% إلى 80%.