متابعين خجلي على تويتر

متابعين خجلي على الفيسبوك

 


العودة   منتديات خجلي > تبادل اراء - وجهات نظر - حوار - نقاش عام - اخبار > مواضيع عامة - مواضيع ثقافيه - مواضيع منوعه

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26 - 8 - 2011, 08:27 AM   #1

محمد الحربي
خجلي نشيط
افتراضي الاسلام فى ظل المستعمرات الفرنسية فى غربى افريقيا



الإسلام في ظل المستعمرات الفرنسية في غربي أفريقيا
بقلم الشيخ: التيجاني ندوي
الاسلام المستعمرات الفرنسية غربى افريقيا



الدراسات عن الإسلام التي اهتدينا إليها في غربي أفريقيا لا تشفي الغليل، لأنها دراسات عابرة لم تتناول بدقة وعمق حقيقة حال المسلمين هناك، كما أنها لا تعبر عن جوهر الحركة الإسلامية وعلاقتها بسياسة فرنسا المتسلطة على تلك البلاد، ولم تعن بتفاصيل النهضة والانتفاضات الجهادية التي تسجل من هنا وهناك، والتي هي في نظر فرنسا، امتداد حقيقي للحركة الإسلامية في المغرب العربي وحركة مقاومة الغزو الفكري الأوروبي في المشرق العربي.


وإهمال هذا الجانب في سياسة المحتل، وعدم التركيز على طبيعة دور الإسلام في خضم هذه السياسة، في أواخر وأوائل القرنين التاسع عشر والعشرين، يعود، بدون شك، إلى سياسة الاستعمار السائدة والمسيطرة على الظروف الدولية في هذه الفترة، واشتغال الناس أكثر فأكثر بمحاربتها بعدما أدركوا أنها تمثل قوة غريبة تستعبدهم وتستغل ثرواتهم، زيادة على أن جل الكتّاب في الموضوع بالذات وفي هذه الفترة التاريخية لا يعنيهم، سياسياً ودينياً، الأحداث التي تقرأ في كثير من الحالات على مسامعهم فينقلونها حرفاً بحرف أو مستعينين بوثائق تركتها إدارة فرنسا للأجيال.



وقد أثبت التاريخ قديمه وحديثه بأن الوثائق هذه قد شوهت وجه الدين في هذا القطر، وحاولت أن تلوث الإسلام وتسيء سمعة علمائه، فحصلت في النهاية، تراجعات وانتكاسات سببت في الأفارقة نوعاً من التدهور كان له أثره في تشتيت قواهم وعزائمهم، وأفرزت تناقضات هيأت أجواء صالحة لمدارس الفكر الأوروبية كي تكتب عن دين لا تؤمن به، وعن حركة دعاة تناهضها على طول الخط.



وفي كل ذلك تأخذ بنظرية الطائفية أو القبلية أساساً لاستنتاجاتها. غير أن الظروف التي حفّت بمنطقة غربي أفريقيا في أواخر وأوائل القرنين المذكورين سلفاً، والقيود والضغوط التي فرضتها السلطة على دين الأغلبية، أبرزت سبلاً جديدة وأساليب وطرقاً متنوعة للتحدي الأفريقي الإسلامي ضد سياسة المستعمر.



والرسالة التي وجهها الحاكم العام إلى الأقاليم، تدل دلالة واضحة على حجم تخوفات وقلق السلطة السياسية من نشاط الدعاة وتنقلات الشيوخ عبر البلاد للتوعية الإسلامية، ومدى عمق انتشار الثقافة العربية واستعمال الناس لها في شتى بلدان ومدن المنطقة. وأكثر من قرينة تثبت أن الاستعمار كان قد هاجم الإسلام ديناً والعربية لغة في هذه الديار، والمنشور الذي صدر من الحاكم العام في مقره الرسمي بجزيرة غوره وهي جزيرة على بعد بضعة أميال جنوبي داكار عاصمة السنغال يبين الخطة التي يلزم أن تتبع تنفيذاً للسياسة الإسلامية الفرنسية في كل من السنغال، والسنغال العالي، ونيجيريا، وغينيا، وساحل العاج، وداهومي..



الإسلام والعلماء في نظر المستعمر ومكانة العربية في الدوائر الرسمية وحظر صحف وإنتاجات ثقافية تصدر من المشرق والمغرب العربيين من أهم النقاط التي يدور حولها هذا البحث.



وبالنسبة للنقطة الأولى كتب المشرف العام على سياسة المستعمرات يطلب توضيحات عن الاضطرابات المتكررة التي تحدث من حين لآخر في أماكن متفرقة لا يسيطر عليها تماماً، ويخبر الدوائر المعينة بأن الأمر يشغل باله ويأخذ منه التفكير فيه والاهتمام به أوقاتاً؛ وألح على ضرورة القضاء عليها في مهدها، إذ الغاية منها هي القضاء على الوجود الفرنسي والحضارة الأوروبية.

ولكن السلطة التي صرحت أنها لا تؤيد أو تحارب الإسلام رأت من واجبها منع مَن وصفتهم بالخونه من الأئمة من استخدام الدين لإشباع الأطماع الشخصية على حساب القبائل التي تتمسك به ولا تعرف عنه الكثير، وتعتقد رجاله رسلاً يملكون أسرار ما وراء الطبيعة، ويعومون في الأجواء متحكمين بالأرواح الخيرة والشريرة. وتبع هذا الوصف الكاريكاتوري لأهل الدين اكتشاف طريقة تحول دون ازدهار الإسلام، وتتمثل في فرض كل أنواع الرقابة التي هي إحدى ركائز سياسة فرنسا في البلاد الإسلامية، وفي استغلال الاختلاف والتمايز الذي يوجد بين القبائل المسلمة من ناحية اللهجات فرصة لإحداث فجوة في صفها، وخلق حالات تلهيها عن التفكير في ضرورة التضامن والتآزر للدفاع عن عقيدة واحدة ودين واحد؛ ولكن الخطاأ كله في الاعتقاد بأن الاختلاف في الألسن والعادات بين الشعوب كان في يوم من الأيام سبباً في اختلاف جوهري لأهل دين واحد. والقول الذي أذاعه المستعمر الذي هو بقدر ما تتعدد الخلافات بين القبائل الأفريقية بقدر ما تختلف نظرتها إلى دينها لا يستند إلى منطق سليم، لأن ذلك إثبات بأن القرآن الكريم والصلاة وصوم رمضان وحج البيت.. ليست هي في سائر أقطار العالم الإسلامي.


وقد طاردت الإدراة الفرنسية الأئمة حين استاؤوا واستنكروا تدخلها في شؤون دينهم، واعتبرتهم عملاء يروجون الأخبار الخاطئة ويوهمون الناس أن على عاتقهم مسؤولية تبليغ رسالة الإسلام التي جاءت من المشرق..
والتقرير العام عن سياسة فرنسا في أفريقيا الإسلامية صنف الجماعات الإسلامية بين من تعادي الاحتلال الأوروبي وتثور ضده في كل مكان وبأي وسيلة، وتجاهد من أجل أن تعيش حياتها الإسلامية في حرية، وإلى من تتعاطف معه في تحقيق أغراضه التوسعية؛ ويبدو أن بعض الأئمة الذين كانت لهم مناطق النفوذ والتأثير السياسي والديني ترك القيادة السياسية للنفوذ الفرنسي، ومن هؤلاء الشيخ سيدي الموريتاني، والشيخ سعدا ببه، وإذا كان لهذه الأسر الدينية الفضل في نشر الإسلام في ربوع موريتانيا، فإنها كانت أيضاً عمدة ومناصرة توسع فرنسا في الصحراء شمالي تشاد.

ومهما قيل، فإن التوسع المتزايد للثقافة الفرنسية في أفريقيا تحت وطأة الهيمنة الفرنسية كان على حساب الثقافة العربية الشديدة الانتشار والازدهار في المدارس القرآنية الكثيرة وفي المساجد؛ وكان الحاكم يشن حملات شعواء عنيفة ليس فقط ضد اللغة العربية.. ولكنه أيضاً ضد اللهجات الأفريقية، ووصف السكان بالسفاهة والخمول وفقدان الذاكرة؛ وأخطأ في مقارنته بين اللغات الغربية وفي طليعتها الفرنسية واللغات الشرقية وعلى رأسها العربية حين قال: (.. ليقرأ الأفريقي نصاً من القرآن الكريم قراءة صحيحة يلزمه على الأقل عشرون سنة من العمل المستمر، وثلاثون سنة من الجهد والدراسة لفهم النصوص وتحليلها تحليلاً سليماً، ثم إن التعليم الذي يقوم به زعماء الدين والدعاة ليس له أي فائدة عملية في حياة الطالب لأ،ه يتوجه رأساً إلى العقول. بخلاف الفرنسية التي تعطي الأفريقي إمكانات واسعة للمحادثة والنقد والنطق بها إذ يكفي ستة أشهر ليكون الفرد قادراً على التعبير وتفهم مقاصده).



وقام الحاكم العام وليام بونتي بفرض رقابة دقيقة وشديدة على الصحافة الإسلامية في رسالته رقم 105 في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 1911م إلى الحكام في المستعمرات الفرنسية الأفريقية وإلى المفوض السامي للحاكم العام في موريتانيا؛ وفي ذلك سجّل بونتي: بأنه لاحظ أن السوريين والمغاربة بدأوا منذ مدة غير يسيرة يدخلون كميات ضخمة من مطبوعات بصورة لا شرعية في المستعمرات. وهذه المطبوعات هي كتب وصحف ومجلات من جميع التيارات حُرّرت بالعربية وتنتقد بصورة معلنة المبادئ والأعمال التي تم تحقيقها في المنطقة، وتظهر فيها صور ورسوم تشخّص الحياة الدينية والإسلامية فيها. وهذه المطبوعات تقدم إلى الزعماء والتلاميذ والمعلمين في المدارس القرآنية يقرؤونها أو لا يعرفون قراءتها بينما يبيعون الصور والرسوم للسوريين والمغاربة.


وأمام هذه الحالة التي لا تبشر بالخير بالنسبة للاستعمار، أصدر هذا الأخير أمر مطاردة وملاحقة هؤلاء في كل مكان واستغلال كل الفرص للحد من نفوذ الشيوخ الذين لا يتقبلون سياسة فرنسا الإسلامية ولا سيما النخبة المستنيرة التي تتغذى فكرياً وثقافياً بتلك المطبوعات. وهذه الدوريات من الصحف والمجلات والكتيبات الدينية المتنوعة هي في الغالب أخلاقية بعيدة عن العنف والثورة والتحدي، إذ توجد غالباً عند التفتيش أنها تمجد دين محمد صلى الله عليه وسلم وتدعو إلى نموه وازدهاره بين الناس، ولكن سرعات ما يرى المحتل بأنها مليئة بدعايات ساسية مخربة تقوم بها باسم الدين لتتمكن من تزوير الخدمات الحضارية التي تتم في أفريقيا، ومن ثم أصدر الحاكم تعليماته إلى رؤساء مصالح البريد والجمارك في المستعمرات أن يشددوا الرقابة على كل المطبوعات المكتوبة بالعربية سواء أكانت قد أرسلت بالبريد أو بغيره، ثم تتلَف أو تحرق كل مطبوعة، جريدة أو مجلة أو كتاب يعادي النظام القائم أو تؤيد حركة الشيوخ، أو تروي عن حركات الإصلاح أو المقاومة في المشرق والمغرب العربيين، والموظف المشرف على منع دخول المطبوعات يكفي له لتعليل عمله بأن القانون الجاري به العمل يحرم تماماً تداول الصحف الدورية والصور والرسوم، وفي أي قطر في أفريقيا الفرنسية ما عدا القرآن الكريم، وكتب الشروح والتفاسير، وكذلك كتب العبادات؛ على الأقل يدرك وليام بونتي أن ليس من الحكمة وحسن السياسة أن تمنع سلطة المستعمرات تداول هذه الكتب بعد ما أكدت أنها تحترم عادات الناس ومعتقداتهم الدينية: (نحن ملزمون رسمياً باحترام أراء وأفكار الرعية إذا كانت على طبيعتها الدينية).













آخر مواضيعي

0 سبعة أسباب لإستيقاظك متعبا في الصباح
0 الاطمئنان في الصلاة .. الركن الغائب
0 رحلة الى أبواب الأخره
0 تشكيله للشباب - شالات و احذيه
0 الفرق بين مقاضي الشباب والبنات
0 نصائح لجعل زوجك يرى الأشياء من وجهة نظرك
0 قم فأنذر وربك فكبر
0 كل يوم مولدك بشري اثلجت صدري
0 الاسلام فى ظل المستعمرات الفرنسية فى غربى افريقيا
0 غضب الرجال اعتداء وتطليق وهجر بسبب وبدون سبب


  رد مع اقتباس
قديم 26 - 8 - 2011, 11:50 PM   #2

افتراضي رد: الاسلام فى ظل المستعمرات الفرنسية فى غربى افريقيا



يعطيك العافيه.
يسلموو.










آخر مواضيعي

0 طلب.
0 (آقبَلتْ) يآع’سأإنيْ بوسطْ قلوبكّم تربّعتْ ~! .


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الا افريقيا لا تستهينون فيها 。◕‿◕。 آنـسـه رجـه 。◕‿◕。 سفر - سياحة - رحلات - كشتات Travel - Tourism 14 9 - 6 - 2012 03:26 PM
كورس لتعليم اللغة الفرنسية فى شهر بسهولة ٱڼـثے مڼ حـرﯾڔ♣ برامج - شرح - تحميل - خلفيات وندوز - برامج حماية - مشاكل الكمبيوتر 2 8 - 9 - 2011 10:01 AM
الاسلام فى ظل المستعمرات الفرنسية فى غربى افريقيا محمد الحربي مواضيع عامة - مواضيع ثقافيه - مواضيع منوعه 0 21 - 8 - 2011 05:37 AM
زخرفة الاسماء , برنامج زخرفة الاسماء , زخارف روعة فهد برامج - شرح - تحميل - خلفيات وندوز - برامج حماية - مشاكل الكمبيوتر 4 21 - 8 - 2011 04:01 AM
طريقة عمل سلطة بالصلصة الفرنسية حنين الروح مطبخ خجلي - اكلات - معجنات - حلويات - سلطات - مقبلات 0 19 - 7 - 2011 09:58 AM


الساعة الآن 10:54 PM.


المواضيع المكتوبة في منتديات خجلي لاتعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وإنما تعبر عن وجهة نظر كاتبها

Security team

تصميم دكتور ويب سايت