لعلَّكَ تدرك أن الوجع تربى في أحشائي و كَفَلْتَه أنت بعد العامين
حَمَلَت به أحلامي في عز غثيانها
لم ترى ذلك و أنت تمر عبر طريق العوده
لم ترى أنك تقاسمت معي إرثًا في منتصف الغضب
تلك أمَانِيَ..ما ذنبها أخبرني
كنت آملُ أن يوقظ فيك الوجع الإحساس بوجعي
لم أتعلم القسوة إلا بعد الهجر
و لم أذرف الدم إلا بعد الغدر
شربت من كأس الموت حتى الثماله
و اشتهيت ثمالتي على يديك..أوليس الموت في حبك يُشتهى
أدركت بعدها أنَّني حُبْلى بألم الفراق
و لم أجد بُدًّا من إجهاضه ... كان سيولد رغما عني و عنك
و .. وُلِد كما ترى
حتى أنك لم تعي أن عذابي سبق عذابك بدهرين
و الوجع وصل إليك بعد محطتين
قلبي المُلَبّد و روحي المغتالة بسيف ذكراك مرتين
مَرّةً حين أيقظتني من سكرتي ..و مَرّةً حين أدخَلْتُكَ في عالم الغياب
لا يمكن لقلبي أن يكون موطنًا
لأنه بين ضلوعي ..لو بحثت عن خافق فلن تجده
فقد رحل مع رحيلك لدنيا الضياع
اخترت الرحيل بدوني .. و لم أملك تذاكر سفر حينها
و لا حتى أي شيء يُباع
بقيتُ وحيدةً أُرَبّي شتاتي ..و أرضعه من لبن ذكراك
علّ الجرح يوما يخبرك بظلمة الأحشاء التي احتوته
و من المطر اتخذت وشاحا يقيني برد الجفاء بعدك
هي نفسها زخاته التي أرقصتنا يومًا سويا
هي نفسها أنفاسه التي أحيتنا
صدقت فليس كل ما يذرفه الغيم مطر