متابعين خجلي على تويتر

متابعين خجلي على الفيسبوك

 


العودة   منتديات خجلي > الاسلام - حياة الرسول - صوتيات -مرئيات > حياة - صفات - اخلاق - اقوال - رسول الامه

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 3 - 1 - 2012, 10:33 AM   #1

همس المشاعر
• مراقبه عامه •
37 شرح حديث جبريل لآبن عثيمين



[عن عمر رضي الله تعالى عنه أيضا قال : " بينما نحن جلوس عند رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم ، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد


سواد الشعر ، لا يُرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه منا أحد ، حتى جلس إلى النبي
صلى الله عليه وآله وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ، ووضع كفيه على فخذيه وقال :
يا محمد أخبرني عن الإسلام ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : الإسلام :
أن تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا . قال : صدقت . فعجبنا له يسأله ويصدقه .
قال : فأخبرني عن الإيمان ؟ قال : أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ،
وتؤمن بالقدر خيره وشره . قال : صدقت . قال : فأخبرني عن الإحسان؟ قال :
أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك . قال : فأخبرني عن الساعة ؟
قال : ما المسئول عنها بأعلم من السائل ! قال : فأخبرني عن أماراتها ؟ قال : أن تلد
الأمة ربّتها ، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان . ثم انطلق
فلبثت مليا ، ثم قال : يا عمر أتدري من السائل ؟ قلت الله ورسوله أعلم . قال :
فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم " الراوي: عمر بن الخطاب المحدث:
أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4695
خلاصة حكم المحدث: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة

كل ما سكت عنه فهو صالح]
رواه مسلم .



الشرح :


هذا الحديث يستفاد منه فوائد :

منها : أن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم مجالسة أصحابه ، وهذا الهدي يدل على

حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم .
ومنها : أنه ينبغي للإنسان أن يكون ذا عشرة مع الناس ومجالسة ، وأن لا ينزوي عنهم .
ومن فوائد الحديث : أن الخلطة مع الناس أفضل من العزلة ما لم يخش الإنسان على دينه ، فإن خشي على دينه فالعزلة

أفضل ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر ،
يفر بدينه من الفتن . الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري -
الصفحة أو الرقم: 19
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
.
ومن فوائد هذا الحديث:
أن الملائكة عليهم الصلاة والسلام يمكن أن يظهروا للناس بأشكال البشر ؛ لأن جبريل عليه الصلاة والسلام

طلع على الصحابة على الوصف المذكور في الحديث رجل شديد سواد الشعر ، شديد بياض الثياب ، لا يُرى
عليه أثر السفر ، ولا يعرفه من الصحابة أحد .
ومن فوائد الحديث :
حسن أدب المتعلم أمام المعلم حيث جلس جبريل عليه الصلاة والسلام أمام النبي صلى الله عليه وسلم

هذه الجلسة الدالة على الأدب والإصغاء والاستعداد لما يلقى إليه ، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه
على فخذيه .
ومنها : جواز دعاء النبي صلى الله عليه وسلم باسمه ، لقوله : " يا محمد " . وهذا يحتمل أنه قبل النهي أي :

قبل نهي الله تعالى عن ذلك في قوله : (({لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا)) [ النور : 63 ] . على أحد التفسيرين ، ويحتمل أن هذا جرى على عادة الأعراب الذين يأتون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فينادونه
باسمه : يا محمد . وهذا أقرب ؛ لأن الأول يحتاج إلى التاريخ .


ومن فوائد هذا الحديث :
جواز سؤال الإنسان عما يعلم من أجل تعليم من لا يعلم ؛ لأن جبريل كان يعلم الجواب ؛ لقوله في

الحديث " صدقت الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: البيهقي - المصدر: السنن الصغير للبيهقي -
الصفحة أو الرقم: 1/14
خلاصة حكم المحدث: إسناده على شرط مسلم، وذكره [العمرة والغسل] علله الدارقطني
" ولكن إذا قصد السائل أن يتعلم من حول المجيب فإن ذلك يعتبر تعليما لهم .
ومن فوائد هذا الحديث : أن المتسبب له حكم المباشر إذا كانت المباشرة مبنية على السبب ؛ لقول

النبي صلى الله عليه وسلم :" هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم " الراوي: عمر بن الخطاب المحدث:
البيهقي - المصدر: السنن الصغير للبيهقي - الصفحة أو الرقم: 1/14
خلاصة حكم المحدث: إسناده على شرط مسلم، وذكره [العمرة والغسل] علله الدارقطني
. مع أن المعلم هو الرسول عليه الصلاة والسلام لكن لمّا كان جبريل هو السبب لسؤاله جعله الرسول

عليه الصلاة والسلام هو المعلم .
ومن فوائد هذا الحديث : بيان أن الإسلام له خمسة أركان ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أجاب

بذلك وقال :" الإسلام: أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة ،وتؤتي
الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا الراوي: عمر بن الخطاب المحدث:
البيهقي - المصدر: السنن الصغير للبيهقي - الصفحة أو الرقم: 1/14
خلاصة حكم المحدث: إسناده على شرط مسلم، وذكره [العمرة والغسل] علله الدارقطني
" .
ومن فوائد هذا الحديث : أنه لابد أن يشهد الإنسان شهادة بلسانه موقنا بها بقلبه أن لا إله إلا الله .

فمعنى" لا إله ": أي لا معبود حق إلا الله ، فتشهد بلسانك موقنا بقلبك أنه لا معبود من الخلق : من الأنبياء
، أو الأولياء ، أو الصالحين ، أو الشجر ، أو الحجر ، أو غير ذلك حق إلا الله ، وأن ما عبد من دون الله فهو باطل
؛ لقول الله تعالى (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ )) [ الحج : 62 ] .
ومن فوائد هذا الحديث : أن هذا الدين لا يكمل إلا بشهادة أن محمدا رسول الله ، وهو
محمد بن عبد الله القرشي الهاشمي ، ومن أراد تمام العلم بهذا الرسول الكريم فليقرأ القرآن وما تيسر
من السنة وكتب التاريخ .
ومن فوائد هذا الحديث : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله
في ركن واحد ؛ وذلك لأن العبادة لا تتم إلا بأمرين :
الإخلاص لله : وهو ما تضمنته شهادة أن لا إله إلا الله .
والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم : وهو ما تتضمنه شهادة أن محمدا رسول الله ؛ ولهذا جعلهما
النبي صلى الله عليه وسلم ركنا واحدا في حديث ابن عمر حيث قال : " بني الإسلام على خمس : شهادة
أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والحج ، وصوم رمضان الراوي:
عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 8
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
. ومن فوائد هذا الحديث : أنه لا يتم إسلام العبد حتى يقيم الصلاة ، ولإقامة الصلاة أن يأتي
بها مستقيمة حسب ما جاءت به الشريعة ، ولها أي : لإقامة الصلاة إقامة واجبة وإقامة كاملة .
فالواجبة : أن يقتصر على أقل ما يجب فيها .
والكاملة : أن يأتي بمكملاتها على حسب ماهو معروف في الكتاب والسنة وأقوال العلماء .
ومن فوائد الحديث : أنه لا يتم الإسلام إلا بإيتاء الزكاة . والزكاة : هي المال المفروض من الأموال
الزكوية . وإيتاؤها : إعطاؤها من يستحقها ، وقد بين الله ذلك في سورة التوبة في قوله
: (( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ
اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )) [ التوبة : 60 ] .
وأما صوم رمضان : فهو التعبد لله تعالى بالإمساك عن المفطرات منطلوع الفجر إلى غروب الشمس ، ورمضان



هو الشهر الذي بين شعبان وشوال .
وأما حج البيت : فهو القصد إلى مكة لأداء المناسك ، وقيد بالإستطاعة ؛ لأن الغالب فيه المشقة ، وإلا فجميع
الواجبات يشترط لوجوبها الإستطاعة ؛ لقوله تعالى : (( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ)) [ التغابن : 16 ] .
ومن القواعد المقررة عند العلماء : أنه لا واجب مع عجز ، ولا محرم مع الضرورة .
ومن فوائد هذا الحديث : وصف الرسول الملكي للرسول البشري محمد صلى الله عليه وسلم بالصدق ، ولقد
صدق جبريل فيما وصفه بالصدق ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أصدق الخلق .
ومن فوائد الحديث : ذكاء الصحابة حيث تعجبوا كيف يصدق السائل من سأله ؟! والأصل أن السائل جاهل ، والجاهل
لا يمكن أن يحكم على الكلام بالصدق أو بالكذب ، لكن هذا العجب زال حين قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم " الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: البيهقي - المصدر: السنن الصغير للبيهقي
- الصفحة أو الرقم: 1/14
خلاصة حكم المحدث: إسناده على شرط مسلم، وذكره [العمرة والغسل] علله الدارقطني
.
ومن فوائد الحديث : أن الإيمان يتضمن ستة أمور : وهي الإيمان بالله ، وملائكته ،وكتبه ،ورسله ، واليوم
الآخر ، والقضاء والقدر خيره وشره .
ومن فوائد الحديث : التفريق بين الإسلام والإيمان، وهذا عند ذكرهما جميعا ، فإنه يفسر الإسلام بأعمال
الجوارح ، والإيمان بأعمال القلوب ، ولكن عند الإطلاق يكون كل واحد منهما شاملا للآخر ، فقوله تعالى :
(( وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ )) [ المائدة : 3 ] . وقوله : ((وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً )) [ آل عمران : 85 ] . يشمل
الإسلام والإيمان ، وقول الله تبارك وتعالى : (( وَأَن الْلَّه مَع الْمُؤْمِنِيْن
)) [ الأنفال : 19 ] . وما أشبهها من الآيات يشمل الإيمان والإسلام ، وكذلك قوله تعالى :
(( فَتَحْرِيْر رَقَبَة مُّؤْمِنَة
)) [ النساء : 92 ] .يشمل الإسلام والإيمان .
أما إذا ذكرا جميعا فيفسر كل واحد منهما بما دل عليه هذا الحديث .
ومن فوائد هذا الحديث العظيم : أن الإيمان بالله أهم أركان الإيمان وأعظمها ؛ ولهذا قدمه
النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " أن تؤمن بالله الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 3093
خلاصة حكم المحدث: صحيح
" .
والإيمان بالله يتضمن : الإيمان بوجوده ، وربوبيته ، وألوهيته ، وأسمائه وصفاته ، ليس هو
الإيمان بمجرد وجوده ، بل أن يتضمن الإيمان هذه الأمور الأربعة : الإيمان بوجوده ، وربوبيته ،
وألوهيته ، وأسمائه وصفاته .
ومن فوائد هذا الحديث العظيم : إثبات الملائكة ، والملائكة : عالم غيبي وصفهم الله تعالى
بأوصاف كثيرة في القرآن ، ووصفهم النبي صلى الله عليه وسلم في السنة .
وكيفية الإيمان بهم : أن تؤمن بأسماء من عينت أسماؤهم منهم، ومن لم يعين أسمائهم فإننا
نؤمن بهم إجمالا ، ونؤمن كذلك بما ورد من أعمالهم التي يقومون بها ما علمنا منها ، ونؤمن
كذلك بأوصافهم التي وصفوا بها ما علمنا منها ، ومن ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم
رأى جبريل عليه الصلاة والسلام وله ستمائة جناح قد سد الأفق على خلقته التي خلق عليها .
وواجبنا نحو الملائكة أن نصدق بهم ، وأن نحبهم ؛ لأنهم عباد الله قائمون بأمره ، كما
قال تعالى : (( وَمَن عِنْدَه لَا يَسْتَكْبِرُوْن عَن عِبَادَتِه وَلَا يَسْتَحْسِرُون يُسَبِّحُوْن الْلَّيْل وَالْنَّهَار لَا يَفْتُرُون)) [ الأنبياء : 19 20 ] .

ومن فوائد هذا الحديث : وجوب الإيمان بالكتب التي أنزلها الله عزوجل على رسله عليهم الصلاة والسلام
قال الله تعالى : (( لَقَد أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَات وَأَنْزَلْنَا مَعَهُم الْكِتَاب وَالْمِيزَان )) [ الحديد :25 ] .

فنؤمن بكل كتاب أنزله الله على رسله ، لكن نؤمن به إجمالا ، ونصدق بأنه حق ، أما تفصيلا : فإن الكتب
السابقة جرى عليها التحريف والتبديل والتغيير ، فلم يمكن للإنسان أن يميزالحق منها من الباطل ، وعل
هذا فنقول : نؤمن بما أنزل الله من الكتب على سبيل الإجمال ، أما التفصيل : فإننا نخشى أن يكون مما
حُرّف وبُدّل وغُيّر ، هذا بالنسبة للإيمان بالكتب . أما العمل بها : فالعمل إنما هو بما نزل على محمد
صلى الله عليه وسلم فقط ، أما ما سواه فقد نسخ بهذه الشريعة .
ومن فوائد هذا الحديث : وجوب الإيمان بالرسل عليهم الصلاة والسلام فنؤمن بأن كل رسول أرسله
الله فهو حق أتى بالحق ، صادق فيما أخبر ، صادق بما أمر به ، نؤمن بهم إجمالا فيمن لم نعرفه بعينه ،
وتفصيلا فيمن عرفناه بعينه .
قال تعالى : (( وَلَقَدْأَرْسَلْنَا رُسُلَا مِّن قَبْلِك مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْك وَمِنْهُم مَّن لَّم نَقْصُص عَلَيْك )) [ غافر : 78 ] .
فمن قص علينا وعرفناه آمنا به بعينه ، ومن لم يقص علينا ولم نعرفه نؤمن به إجمالا ، والرسل عليهم
الصلاة والسلام أولهم نوح وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم ، ومنهم الخمسة أولو العزم الذين
جمعهم الله في آيتين من كتاب الله ، فقال الله تبارك وتعالى في سورة الأحزاب :
(( وَإِذ أَخَذْنَا مِن الْنَّبِيِّيْن مِيْثَاقَهُم وَمِنْك وَمِن نُوْح وَإِبْرَاهِيْم وَمُوَسَى وَعِيْسَى ابْن مَرْيَم
)) [ الأحزاب : 7 ] الآية . وقال تعالى في سورة الشورى (شَرَع لَكُم مِّن الْدِّيْن مَا وَصَّى بِه نُوْحا
وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْك وَمَا وَصَّيْنَا بِه إِبْرَاهِيْم وَمُوَسَى وَعِيْسَى أَن أَقِيْمُوْا الْدِّيْن وَلَا تَتَفَرَّقُوٓا فِيْه )) [ الشورى : 13 ] الآية .

ومن فوائد هذا الحديث : الإيمان باليوم الآخر ،واليوم الآخر : هو يوم القيامة ، وسمي آخرا ؛
لأنه آخر المطاف للبشر ، فإن للبشر أربعة دور :
الدار الأولى : بطن أمه . والدار الثانية : هذه الدنيا . والدار الثالثة : البرزخ . والدار الرابعة :
اليوم الآخر. ولا دار بعده ، فإما إلى جنة ، وإما إلى نار .
والإيمان باليوم الآخر يدخل فيه كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله " كل ما أخبر
به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت ، فيدخل في ذلك ما يكون في القبر من
سؤال الميت عن ربه ودينه ونبيه ، وما يكون في القبر من نعيم أو عذاب ".
ومن فوائد هذا الحديث : وجوب الإيمان بالقدر خيره وشره وذلك بأن تؤمن بأمورأربعة :
الأول : أن تؤمن أنالله كتب في اللوح المحفوظ مقادير كل شيء إلى قيام الساعة .
الثالث : أن تؤمن بأن كل ما يحدث في الكون فإنه بمشيئة الله عز وجل لا يخرج شيء عن مشيئته .

الرابع : أن تؤمن بأن الله خلق كل شيء ، فكل شيء مخلوق لله عزوجل سواء كان من فعله الذي
يختص به كإنزال المطر ، وإخراج النبات ، أو من فعل العبد وفعل المخلوقات ، فإن فعل
المخلوقات
من خلق الله عز وجل ، لأن فعل المخلوق ناشئ عن إرادة وقدرة ، والإرادة والقدرة من
صفات العبد ، والعبد وصفاته مخلوقة لله عزوجل ، فكل ما في الكون فهو من خلق الله تعالى .
ولقد قدر الله عز وجل ما يكون إلى يوم القيامة قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف
سنة ، فما قدر على الإنسان لم يكن ليخطئه ، وما لم يقدرلم يكن ليصيبه ، هذه أركان الإيمان
الستة بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يتم الإيمان إلا بالإيمان بها جميعا ، نسأل الله
أن يجعلنا جميعا من المؤمنين بها .
ومن فوائد هذا الحديث : بيان الإحسان : وهو أن يعبد الإنسان ربه عبادة رغبة وطلب ك
أنه يراه ، فيجب أن يصل إليه ، وهذه الدرجة من الإحسان هي الأكمل ، فإن لم يصل إلى هذه الحال فإلى الدرجة الثانية أن يعبد الله عبادة خوف ، وهرب من عذابه ؛ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم
" فإن لم تكن تراه فإنه يراك " . أي : فإن لم تعبده كأنك تراك فإنه يراك ا
لراوي: عمر بن الخطاب المحدث: البيهقي - المصدر: السنن الصغير للبيهقي - الصفحة أو الرقم: 1/14

خلاصة حكم المحدث: إسناده على شرط مسلم، وذكره [العمرة والغسل] علله الدارقطني
.
ومن فوائد هذا الحديث العظيم: أن علم الساعة مكتوم لا يعلمه إلا الله عز وجل ، فمن ادعى علمه فهو كاذب ،
وهذا كان خافيا على أفضل الرسل من الملائكة ، وأفضل الرسل من البشر محمد وجبريل عليهم الصلاة والسلام .
ومن فوائد هذا الحديث: أن للساعة أشراطا أي :علامات كما
قال تعالى : (( فَهَل يَنْظُرُوْن إِلَّا الْسَّاعَة أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَة فَقَد جَاء أَشْرَاطُهَا)) [ محمد : 18]. ، أي : علاماتها .

وقسم العلماء علامات الساعة إلى ثلاث أقسام : قسم مضى ، وقسم لا يزال يتجدد ، وقسم لا يأتي إلا قرب قيام الساعة
تماما ، وهي الأشراط الكبيرة العظمى : كنزول عيسى بن مريم عليه السلام ، والدجال ، ويأجوج ومأجوج ، وطلوع

الشمس من مغربها .
وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من أماراتها أن تلد الأمة ربتها يعني : أن تكون المرأة أمة فتلد امرأة
فتكون هذه المرأة غنية تملك مثل أمها وهو كناية عن سرعة كثرة المال ، وانتشاره بين الناس، ويؤيد
ذلك المثل الذي بعده " وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان " الراوي:
عمر بن الخطاب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2610
خلاصة حكم المحدث: صحيح
.
ومن فوائد هذا الحديث : حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم حيث استفهم الصحابة
هل يعلمون هذا السائل أم لا ؟ من أجل أن يعلمهم به ، وهذا أبلغ مما لو علمهم ابتداء ؛
لأنه إذا سألهم ثم علمهم كان ذلك أدعى لوعي ما يقول وثبوته .
ومن فوائد هذا الحديث العظيم : أن السائل عن العلم يعتبر معلما ، وسبقت الإشارة
إلى هذا لكن أريد أن أبين أنه ينبغي للإنسان أن يسأل عما يحتاجه الناس ولو كان عالما
به من أجل أن ينال التعليم ، والله الموفق .
اللهم بارك بكاتب الموضوع

المصدر :
التعليقات على الأربعين النووية
لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله .



~













آخر مواضيعي

0 أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون
0 المسلمون اليوم يقيمون صلاة الاستسقاء
0 من ألهمه الله الدعاء فان الاجآبه معه
0 فضل الوضوء فأسبغوه
0 حديث الدنيا ملعونه ،صحة حديث الدنيا ملعونه
0 رمزيات حصــريه لمــنتدانا ( مجـهودي )
0 وشهو جابك هالسوال اللي صفعني
0 التلبينه - طعام نبوي لعلاج الاكتئاب وتخفيف الحزن
0 الصحابة هامات ليس منزلهم المسلسلات
0 أدب المؤمن في الأشهر الحرم



التعديل الأخير تم بواسطة همس المشاعر ; 3 - 1 - 2012 الساعة 10:35 AM
  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حديث عظيم مشتاقه مواضيع اسلاميه - فقة - عقيدة 5 14 - 12 - 2011 11:03 PM
حديث الروح معجون سنسوداين شعر - قصائد - قصايد صوتيه - همس القوافي - قصائد الشعراء 8 4 - 12 - 2011 08:29 PM
هندي يترجم امثال عربيه حتي يفهموها اصحابه اختناق): نكت - ضحك - الغاز - وناسة - فرفشة - مواقف مضحكه 6 30 - 11 - 2011 06:08 PM
اضغط ع السؤال واستمع للفتوى بصوت الشيخين ابن باز وابن عثيمين بنت ابوها خطب - أناشيد - صوتيات و مرئيات إسلاميه 1 28 - 11 - 2011 09:38 PM
شرح حديث ياعبدالله لاتكن مثل فلان ، ابن عثيمين همس المشاعر حياة - صفات - اخلاق - اقوال - رسول الامه 2 17 - 9 - 2011 09:17 AM


الساعة الآن 09:46 AM.


المواضيع المكتوبة في منتديات خجلي لاتعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وإنما تعبر عن وجهة نظر كاتبها

Security team

تصميم دكتور ويب سايت