منتديات خجلي

منتديات خجلي (http://www.5jle.com/vb/index.php)
-   حياة - صفات - اخلاق - اقوال - رسول الامه (http://www.5jle.com/vb/forumdisplay.php?f=63)
-   -   لو تركها لدارت أو طحنت إلى يوم القيامة (http://www.5jle.com/vb/showthread.php?t=6966)

همس المشاعر 25 - 9 - 2011 07:10 AM

لو تركها لدارت أو طحنت إلى يوم القيامة
 
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم قال :
( أصاب رجلاً حاجة ، فخرج إلى البرّية ، فقالت امرأته : اللهم ارزقنا
ما نعتجن وما نختبز ، فجاء الرجل والجفنة ملأى عجيناً ، وفي التنور الشواء
، والرحا تطحن ، فقال : من أين هذا ؟ ، قالت : من رزق الله
، فكنس ما حول الرحا )
وقال عليه الصلاة والسلام :
( لو تركها لدارت أو طحنت إلى يوم القيامة ) رواه الطبراني في الأوسط .



معاني المفردات



أصاب رجلا حاجة : أي الفاقة والجوع.
الجفنة : الوعاء الكبير الذي يُقدّم به الطعام.
الرحا : الحجر الكبير الذي يُستخدم في طحن الحبوب.
التنور : الموقد.




تفاصيل القصّة



جعل الله هذه الحياة الدنيا مليئةً بألوان المحن والبلايا ، والشدائد والرزايا

، والتي يجريها سبحانه وتعالى على عباده امتحاناً واختباراً ، ولابدّ من
هذا البلاء للكشف عن معادن الناس ، فيتميّز الصادق من الكاذب
، والمخلص من المدّعي ، والمؤمن من المنافق .
ثم أن سنة البلاء التي أقام الله عليها هذه الحياة فرصةٌ مهمّة لتربية المؤمنين


على مواجهة المصاعب والمتاعب ، والإعداد لتحمّل الآلام والشدائد ، مهما
كان نوعها أو بلغت شدّتها ، فلا تذهب نفوسهم حسراتٍ مع كلّ فاجعة
تصيبهم ، أو تجزع قلوبهم أمام كلّ محنة تحلّ بديارهم ، ولكن يواجهونها
برباطة جأشٍ وثبات جنان.
ومن شيم المؤمنين وأخلاقهم إذا نزل بهم قضاء الله وقدره ، أن يلجؤوا إلى

الركن الركين ، والحصن الحصين ، ويرفعوا أكفّ الضراعة إلى خالقهم ،
موقنين أن طول البلاء مؤذن بقرب الفرج ، وأن وراء كل محنة منحة ،
ووراء كل مصيبة حكمة .
ولعل القصّة التي حكاها النبي – صلى الله عليه وسلم - مثالٌ حيّ على

النفوس المؤمنة الصابرة ، الراضية الشاكرة ، المربوطة بالله سبحانه وتعالى
في أحوال الدنيا وتقلّباتها ، فاستحقّت بذلك حصول الفَرَج ، واستيفاء
الأجر ، على نحوٍ تظهر فيه عظمة الله وقدرته ، وحكمته وتدبيره .
فنحن أمام قصّة رجل مع زوجته ، عضّهما الفقر بنابه ، ونفد كل ما لديهما من

زاد وطعام ، فلم يجدا بُدّاً من الخروج إلى البرّية ؛ علّهما أن يظفرا بشيء
يصلح طعاماً لهما ، ويخفّف من جوعهما .
وطال البحث ، لكن من غير طائل ، إذلم يجدا شيئاً ، فقامت المرأة تناجي

ربّها داعيةً أن يرزقهما شيئاً من الطحين يصنعون به خبزاً يأكلانه ، أو يمنّ
عليهم بلحمٍ يطبخانه ، ولعلّه لم يدر في خاطرها أن يكون الفرج الإلهيّ لهما
آية عظيمة يتحدّث بها التاريخ ، ويتناقلها الناس إلى قيام الساعة .
عاد الزوجان إلى البيت ، فإذا بهما يريان عجباً : وعاء مُلئ عجيناً ، ورحىً

تطحن الحبّ من غير أن يحرّكها أحد ، وفرن يفوح برائحة الشواء ،
فانقشعت عنهم الغمّة ، وظهر على محيّاهما البِشر .
وقام الرجل الصالح فكنس ما حول الرّحا من الطحين ، ولو ترك الأمر على

حاله ، لاستمرّ الحجر في الدوران إلى يوم القيامة ، كما أخبر النبي –
صلى الله عليه وسلم – في خاتمة القصّة .


وقفات مع القصّة
عالجت القصّة بسياقها وأحداثها عدداً من القضايا ، فقرّرت حقائق مهمّة

، وأرست مباديء قيّمة ، كي يتربّى المسلم عليها ويعمل بمقتضاها .

حيث تظهر القصّة في المقام الأوّل قدرة الله تعالى ليزداد المؤمنون إيماناً
، وليعلموا أن شواهد القدرة الإلهيّة لا تنقطع عنهم آناء الليل وأطراف
النهار ، يرونها بجلاء في كلّ ذرّة من ذرّات هذا الكون الفسيح ، لا يملك
أحدٌ إنكارها ، وقد تناولت نصوص قرآنيّة عديدة هذا الجانب من صفات
الكمال الإلهيّ ، وإن مظاهر القدرة الإلهيّة في هذا الحديث بيّنة في تهيئة
الطعام والشراب للزوجين الصالحين من غير سببٍ ظاهر ، ومن خلال
الرحى التي كانت تطحن والقدر الذي يُطبخ من غير حاجة إلى أحد .

كما تبيّن القصّة أيضاً أن الله سبحانه وتعالى يجيب دعاء المضطرّين ، حين
ينزل بهم البلاء ، وتحلّ بهم الهموم ، وتضيق عليهم السُبُل ، وتتخاذل عنهم
الأسباب إلا سبب السماء ، كما قال تعالى ممتنّاً على عباده :
{أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ أَإِلَهٌ
مَّعَ اللَّهِ قَلِيلا مَّا تَذَكَّرُونَ
} ( النمل : 62 ) .

وفي القصّة إثباتٌ للكرامات التي يجريها الله تعالى على يد عباده الصالحين
، وتكون مخالفة لما اعتاده الناس من نواميس الكون وسننه ، إكراماً لهم
وتأييداً لحالهم ، وقد تواترت نصوص الكتاب والسنّة على إثباتها ، وشهد
التاريخ على وقوعها ، وإن حصرها فيمن استقام على شرع الله والتزم
حدوده .
وأخيراً : فعلى المؤمن أن يعظم رجاؤه بالله ، وثقته به ، واعتماده عليه ،

فالفرج يحصل سريعاً مع الكرب ، والعسر لابد أن يعقبه اليسر ،
كما قال الله في كتابه : { فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا *إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} ( الشرح : 5 – 6 ) .

اسلام ويب

معجون سنسوداين 25 - 9 - 2011 10:17 PM

رد: ( لو تركها لدارت أو طحنت إلى يوم القيامة )
 
مشكووووووره والله يعطيك الف عافيه
همس

همس المشاعر 26 - 9 - 2011 09:38 AM

رد: ( لو تركها لدارت أو طحنت إلى يوم القيامة )
 
أتمنى أستفدت من الموضوع .
الشكر لله..
موفق يارب .

فهد 26 - 9 - 2011 07:38 PM

رد: لو تركها لدارت أو طحنت إلى يوم القيامة
 

همس المشآعر

قصة تعكس رحمة الله بعبآده ،، وقناعة العبآد برزق الله

الحمدلله الذي يجيب الدعآء ،، سبحانه لا يضيع عبيده

همس المشاعر 27 - 9 - 2011 02:53 PM

رد: لو تركها لدارت أو طحنت إلى يوم القيامة
 
بآرك الله فيك أخوي على المرور والاستفاده ..
موفق يارب .

فواز حسن 13 - 12 - 2011 03:51 PM

رد: لو تركها لدارت أو طحنت إلى يوم القيامة
 
جزاك الله خيرا
بارك الله فيك ومتعك بالصحة والعافية

حمـود 14 - 12 - 2011 08:42 AM

رد: لو تركها لدارت أو طحنت إلى يوم القيامة
 
اخيتي الفاضلة اسال الله ان يجعل لك بكل حرف حسنة وان يجعل لك من كل ضيق
مخرجا وان يجعل ماتكتبين وما تنشرين شاهدا لك لا شاهدا عليك

همس المشاعر 17 - 12 - 2011 09:19 AM

رد: لو تركها لدارت أو طحنت إلى يوم القيامة
 
جُزيتم الجنه على المرور
وأجزلكم عظم الثواب


الساعة الآن 09:25 AM.

Privacy-Policy Copyright
Powered by vBulletin® Version
Copyright ©2000 - 2024 , vBulletin Solutions, Inc
Search Engine Friendly URLs by
vBSEO 3.6.1

المواضيع المكتوبة في منتديات خجلي لاتعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وإنما تعبر عن وجهة نظر كاتبها

Security team