لــــقـــــاءات لم تكتمل . . . | ~ لمْ أظن يوماً أنني سأعيد النظر في لقاءاتي الماضية إلى أن رحلوا جميعهم ، ولم يتركوا مني سوى بضع أحجيآت أزفها للقمرٍ كلما اشتدت حلكة الليل ، كي أعوضه عن سمرنا الرآحلْ إثر فرآقنـآ ,’ ذآتَ مسـآء و قبل الأصيل بلحظآت قليلـة ، كآنت أصابعي تتخلل شعيراته البيضآء، أمعنت النظر بريق عينـآه فتراءى لي وداع يقتربْ و أحسست من رعشة ضلوعه و أنآ أدآعب جثته الهامدة بلطف عساني انسيه بعضا من الآهْ ، أنه يترجاني أن دعيهم يخرجوني من هنـآ ! وفجأة ، انهمرت دموعي كَ أمطآر حزنٍ تميت أمآني القلب الصغيرْ ، مع أنني أسرعت بمسحها موهمة نفسي أن ما أفكر فيه ليس سوى نفثات شيطانية ، و للحظة فكرت في تقبيل جبهته ، غير أن الطبيب أبعدنآ عنه قائلا : حان وقت الفحص هلا انصرفتم و عدتم غدا قد انتهى وقت الزيارة ايضا ، و ذهبتْ مثقلة بأمنية تقبيل رأسه التي أخذت أحس بأنهآ صارت مستحيلة و لا دراية لي بالسبب ! مجرد إحساس حرمني لذة النوم طيلة تلك الليلة ، لكي يبدأ يومي برنة هاتف ، و عبارة رد أمي : " رحمه الله ، إنا لله و إنآ إليه راجعون " ، فتيقنتُ حينهآ أن لقاء الأمس كان مجرد لقـآء لم يكتمـلْ ! ؛ ذآت لقـآء لم يكن بالحسبـآن ، أو كآن مفآجئ جدا بالنسبة لي ، أتتني بآسمـة تهتف : نسيبـة ، نسيبـة اشتقتكِ غآليتي ، التفت إليها مندهشـة : مريــم ! كيف حالك؟ ، و فجأة ، رأيت في عينيها الاستغرآبْ و اختفت الابتسامة العريضة لتحل محلها بسمة مصطنعة ( لربما كانت مصطنعة في نظري فقط ) نظرت الى جهة نظرها فوقعت عيناي على يدي مشتبكة بيد أخرى عاهدت مريم -ذات لحظة - أن لآ أصادقها ، حينها فهمت سبب استغرابها ، أجابتني : بخير ما دمتم بخير اهتمي بنفسك جيدا و سررت بلقائكما من جديد " و ذهبت مع الريح تسابق دمعاتها التي يستحيل أن تخفيها عني ، و ها انا اليوم أعض الأصابع ندماً و أكرر يوميا : " ليتني قصصتُ لها حقيقة ما جرى ، ليتني صارحتها بحبي المتجدد لها "،، ليتني أكملتُ لقاءنـآ ! ؛ ذآت صبآحْ ، تأخرتُ عن حصتي الأولى " اللغة العربية " فأخذت أجري في الممر الذي كان يعج بالتلاميذ المشاغبين ، إلى أن وصلتُ إلى القاعة رقم " 8 " أو كما أذكر ، فتوقت اثر اصطدامي بإحدى الأساتذة رفعت رأسي في حياء و رددتُ و أنا أشهق بسرعة : " آسفة جدا استاذة " و زاد حيائي حين وجدتها استاذتي للسنة الماضية في مادة الفرنسية ، و أجابتني و الفرحة بادية على ملامحها :" لاداعي للاسف غاليتي لو علمت كم أحبك تلميذتي المفضلة لما اعتذرتي " حينها كنت جد مستعجلة ، فلم أعر كلامها اهتماما بل اكتفيت ببسمة و ادرت ظهري مسرعة نحو صفي ، اليوم و انا ادرس في ثانوية تحمل نفس كنيتها ، أحتار كل صباح :" لمَ لم أصارحها أنني أشاركها الحب ذاته ؟ " ، و سيظل مجرد لقاء لم يكتمل ! ؛ ذآت صيف ، قررت جدتي أن تكافئني و الناجحين من أحفادها ، فأخذتنا جميعا الى حديقة الألعاب و التسليـة ، كنا حينها مجرد أطفال يشغلهم العبث و التسليـة ، فانتهزنا الفرصة لإظهار قدراتنا المزاحية ، و تجريب جميع الألعاب الصعبـة ، منذ أن وصلنا و خالي يتظاهر بأنه كبر و اختفى من ذاته ذاك الطفل المرحْ ، إلى أن وصلنا إلى الارجوحة العالية ، لم يستطع حينها التغلب على رغبتها القوية فأفرحنا بقراره أن يصعد معنا ، وقتها صعدنا جميعا في أرجوحات متقاربة وتشبثنا بايدي بعضنا راسمين على شفاهنا ابتسامات تعكس شدة اغتباطنا بجمعتنا التي اشتقناها طيلة العام الدراسي ، كان كل واحد يثابر كي تظل يد الثاني بيده و حضرنا العبارات التي سترتفع عند ترديدها اصواتنا ، و فجأة ، نزع خالو يده من يد ابن خالتي ، و فتح السلاسل و نزل لمجرد " انفتاح حذائه " فتركنا أيدي بعضنا البعض للأنسام تداعبهآ و نزلنا جميعنا ، لنتذكر كلما التقينا ذآت لقاء لم يكتمل ! ؛ هي بضعُ لقاءات من لقاءاتي التي لم تكتمل ، و لا يزال في الذاكرة العديـد منهـآ ما يجعلني أواصل هذيـآني مع القمـر كل ليلة ، معلنـة احتفاظي ببضع أشلاءٍ {مني } |
الساعة الآن 05:14 AM. |
المواضيع المكتوبة في منتديات خجلي لاتعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وإنما تعبر عن وجهة نظر كاتبها