متابعين خجلي على تويتر

متابعين خجلي على الفيسبوك

 


العودة   منتديات خجلي > الاسلام - حياة الرسول - صوتيات -مرئيات > مواضيع اسلاميه - فقة - عقيدة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 6 - 3 - 2012, 03:02 PM   #1

بنوته كووووول
خجلي فعال
22 الرضا بالمقسوم من الله



الرضا بالمقسوم


ارض بما قسم الله لك

الدكتور حسان شمسي باشا



يقول علماء النفس إن كثيرا من الهموم والضغوط النفسية سببه عدم الرضا ، فقد لا نحصل على ما نريد ، وحتى لو حصلنا على ما نريد فقد لا يعطينا ذلك الرضا التام الذي كنا نأمله ، فالصورة التي كنا نتخيلها قبل الإنجاز كانت أبهى من الواقع .

وحتى بعد حصولنا على ما نريد فإننا نظل نعاني من قلق وشدة خوفا من زوال النعم . ومن هنا كان الدعاء المأثور " اللهم عرفنا نعمك بدوامها لا بزوالها " .

وقد خلق الإنسان .. وخلق معه القلق .. أو خلق القلق ثم خلق له الإنسان ليكابده .

وهناك نوعان من القلق : القلق الطبيعي والقلق المرضي .

والقلق الطبيعي هو الذي يمكن أن نطلق عليه القلق الصحي ، أو القلق الذي لا حياة بدونه ، أو الذي لا معنى للحياة بدونه . وإذا اختفى أصبح الإنسان مريضا متبلد الوجدان .

وهموم الحياة كثيرة : هموم العمل والمنزل ، مرض الآباء أو الأبناء ، ديون متراكمة أو خلافات عائلية، امتحانات أو مقابلات . وكلها حالات تبعث في النفس القلق ، وقد تجعلنا نفقد شهيتنا للطعام ، أو ربما نفقد السيطرة على أعصابنا لأتفه الأسباب . وقد نحرم لذة النوم الهانئ ، نتعذب بالانتظار والحيرة ، ونذوق مرارة الحياة . وتمر الأيام ، وتنقشع تلك المشاكل والهموم ، ونرضى بالأمر الواقع ، ويزول القلق ، وننعم بالسكينة والهدوء ، ثم تأتي مشكلة جديدة ونمر بتجربة أخرى ، وهكذا هي الحياة ..

أما القلق غير الطبيعي فهو _ كما يقول الدكتور عادل صادق _ إحساس غامض غير سار يلازم الإنسان . وأساس هذا الإحساس هو الخوف . الخوف من لا شيء ، الخوف من شيء مبهم .

وفي حالات القلق يزداد إفراز مادة في الدم تدعى الأدرينالين ، فيرتفع ضغط الدم ، ويتسرع القلب ، ويشكو الإنسان من الخفقان ، أو يشعر وكأن شيئا ينسحب إلى الأسفل داخل صدره .

ويظن بقلبه الظنون ، ويهرع من طبيب إلى طبيب ، وما به من علة في قلبه ، ولا مرض في جسده إلا أنه يظل يشكو من ألم في معدته واضطراب في هضمه ، أو انتفاخ في بطنه ، و اضطراب في بوله أو صداع في رأسه .

يقول ديل كارنجي : " عشت في نيويورك أكثر من سبع وثلاثين سنة ، فلم يحدث أن طرق أحد بابي ليحذرني من مرض يدعى ( القلق ) ، هذا المرض الذي سبب في الأعوام السبعة والثلاثين الماضية من الخسائر أكثر مما سببه الجدري بعشرة آلاف ضعف . نعم لم يطرق أحد بابي ليحذرني أن شخصا من كل عشرة أشخاص من سكان أمريكا معرض للإصابة بانهيار عصبي مرجعه في أغلب الأحوال إلى القلق !

ويتابع كارنجي القول : " لو أن أحدا ملك الدنيا كلها ما استطاع أن ينام إلا على سرير واحد ، وما وسعه أن يأكل أكثر من ثلاث وجبات في اليوم ، فما الفرق بينه وبين الفلاح الذي يحفر

الأرض ؟ لعل الفلاح أشد استغراقا في النوم ، وأوسع استمتاعا بطعامه من رجل الأعمال ذي الجاه والسطوة " .

ويقول الدكتور الفاريز : لقد اتضح أن أربعة من كل خمسة مرضى ليس لعلتهم أساس عضوي البتة ، بل مرضهم ناشئ من الخوف ، والقلق ، والبغضاء والأثرة المستحكمة ، وعجز الشخص عن الملاءمة بين نفسه والحياة " .

قال المنصور :
كن موسرا إن شئت أو معسرا لابد في الدنيا من الغم

وكلما زادك من نعمة زاد الذي زادك في الهم

والهموم تفتك بالجسم وتهرمه . قال المتنبي :

والهم يخترم الجسيم نحافة ويشيب ناصية الصبي ويهرم
وقد قرأنا كيف أن بكاء يعقوب على ابنه أفقده بصره ، وكيف أن الغم بلغ مداه بالسيدة عائشة عندما تطاول عليها الأفاكون - فظلت تبكي حتى قالت : " ظننت أن الحزن فالق كبدي " .

وترى المهموم حزينا مكتئبا . قال أحمد بن يوسف :

كثير هموم القلب حتى كأنما عليه سرور العالمين حرام

إذا قيل : ما أضناك ؟ أسبل دمعه فأخبر ما يلقى وليس كلام

ومن الناس من يستطيع كتمان همومه ، ويبدي لله نفسا راضية . قال أسامة بن منقذ :

انظر إلى حسن صبر الشمع يظهر للرائين نورا وفيه النار تستعر

كذا الكريم تراه ضاحكا جذلا وقلبه بدخيل الهم منفطر

ولربما ضحك المهموم وأخفى همومه ، وفي أحشائه النيران تضطرم . قال الشاعر :

وربما ضحك المهموم من عجب السن تضحك والأحشاء تضطرم

وقد ذم الرسول صلى الله عليه وسلم التكالب على دنيا الهموم فقال :



" من جعل الهم واحدا كفاه الله هم دنياه ، ومن تشعبته الهموم لم يبال الله في أي أودية الدنيا هلك " رواه الحاكم .

ويهدف هذا التوجيه النبوي إلى بث السكينة في الأفئدة ، واستئصال شأفة الطمع والتكالب على الدنيا . وفي ذلك يقول عليه الصلاة والسلام :

" من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه ، وجمع له شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة . ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه ، وفرق عليه شمله ، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له ".رواه الترمذي .

وقال أيضا : " تفرغوا من هموم الدنيا ما استطعتم ، فإنه من كانت الدنيا أكبر همه أفشى الله ضيعته وجعل فقره بين عينيه . ومن كانت الآخرة أكبر همه جمع الله له أموره ، وجعل غناه في قلبه ، وما أقبل عبد بقلبه على الله عز وجل إلا جعل الله قلوب المؤمنين تفد إليه بالود والرحمة ، وكان الله إليه بكل خير أسرع " . رواه البيهقي .

وسمع النبي عليه الصلاة والسلام رجلا يقول : اللهم إني أسألك الصبر . فقال :

" سألت الله البلاء فسله العافية " . رواه الترمذي .

ولا شك أن علاج الهموم يمكن في الرضا بما قدر الله ، والصبر على الابتلاء واحتساب ذلك عند

الله ، فإن الفرج لا بد آت . قال الشاعر :

روح فؤادك بالرضا ترجع إلى روح وطيب

لا تيأسن وإن ألح الدهر من فرج قريب

وتذكر قصة موسى عليه السلام كما يصفها الشاعر :

كن لما لا ترجو من الأمر أرجى منك يوما لما له أنت راج

إن موسى مضى ليطلب نارا من ضياء رآه والليل داج

فأتى أهله وقد كلم الل ه وناجاه وهو خير مناج

وكذا الأمر كلما ضاق بالنا س أتى الله فيه ساعة بانفراج
وتذكر قول الإمام الشافعي رحمه الله في قصيدة من أجمل قصائده :

ولا تجزع لحادثة الليالي فما لحوادث الدنيا بقاء

فلا حزن يدوم ولا سرور ولا عسر عليك ولا رخاء

ويقول أبو العلاء المعري :

قضى الله فينا بالذي هو كائن فتم ، وضاعت حكمة الحكماء

وهل يأبق الإنسان من ملك ربه فيخرج من أرض له وسماء

فما من شدة إلا وبعدها فرج قريب كما يقول أبو تمام :

وما من شدة إلا سيأتي من بعد شدتها رخاء
وقال آخر :

دع المقادير تجري في أعنتها ولا تبيتن إلا خالي البال

ما بين غفوة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال

والساخطون والشاكون لا يذوقون للسرور طعما . فحياتهم كلها سواد دامس ، وليل حالك .

أما الرضا فهو نعمة روحية عظيمة لا يصل إليها إلا من قوي بالله إيمانه ، وحسن به اتصاله .

والمؤمن راض عن نفسه ، وراض عن ربه لأنه آمن بكماله وجماله ، وأيقن بعدله ورحمته .

ويعلم أن ما أصابته من مصيبة فبإذن الله . وحسبه أن يتلو قول الله تعالى :

{ وما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم } التغابن 41 .

والمؤمن يؤمن تمام اليقين أن تدبير الله له أفضل من تدبيره لنفسه ، فيناجي ربه " بيدك الخير إنك على كل شيء قدير " آل عمران 26 .

قال صفي الدين الحلي :

كن عن همومك معرضا وكل الأمور إلى القضا

أبشر بخير عاجل تنسى به ما قد مضى

فلرب أمر مسخط لك في عواقبه رضا

ولربما اتسع المضيق وربما ضاق الفضا

الله يفعل ما يشاء فلا تكن متعرضا

الله عودك الجميل فقس على ما قد مضى

وتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس " رواه أحمد .
******************************













آخر مواضيعي

0 إختاري من 1الى 10وشوفي شكلك وانتي صغيره
0 ديكورات ريسبشن ايطالي انيق
0 للعظه والعبره
0 شوفو وش راح يصير في المستقبل القريب عام 2050
0 أيها الاباء لا تغيظوا أولادكم لئلا يفشلوا
0 رسالة عتاب
0 من الجريئه اللي تلبس هذا
0 عد من (1الى5)واطلق اشاعه عن اي عضو تبي....
0 أرجوكم إقروا هذه القصه ولا تهملوها فلن اكتبها الا لانني أحبكم
0 عشر نصائح للخشوع في الصلاة


  رد مع اقتباس
قديم 6 - 3 - 2012, 05:29 PM   #3

بياع الورد
• مشرف سابقاً •
افتراضي رد: الرضا بالمقسوم من الله



تسلمى بنوته كووول على هذا الطرح المتميز جعله الله بموازين حسناتك وبعد :-

فقد جاء في الحديث القدسي: " عبدي.. خلقتك لعبادتي فلا تلعب. وقسمت لك رزقك فلا تتعب

إن قل فلا تحزن. وإن كثرفلا تفرح. إن أنت رضيت بما قسمته لك، أرحت بدنك وعقلك،

وكنت عندي محموداً. وإن لمترض بما قسمته لك، أتبعت بدنك وعقلك وكنت عندي مذموماً.

وعزتي وجلالي لأسلطن عليكالدنيا، تركض فيها ركض الوحوش في الفلاة، فلا يصيبك

منها إلا ما كتبته لك".

ويقول ابن عطا الله:"إياك والهم بعد التدبير، فما قام به غيرك عنك ، لاتقم أنت به لنفسك".


أنت أديت واجبك ، واتقنت عملك ، فلماذا تشعر بالهم؟











آخر مواضيعي

0 العمر نعيشه مره واحده وكل يوم يمضى لا يعود
0 متى ترقص الشياطين
0 أحاسيس مؤلمه
0 كل يوم خميس ( لماذا الزانية قبل الزانى ، السارق قبل السارقة ) الاسبوع السادس والعشرون
0 وثبة التا ئبين
0 نداء الى كل ظالم ومظلوم
0 نادى أمك بكل لغات العالم
0 خمسة أيات معجزات
0 هذا الرقم غير متاح حاليآ
0 الحيره


  رد مع اقتباس
قديم 7 - 3 - 2012, 03:20 PM   #4

سهر الليل
• مشرفة قسم العامة •
افتراضي رد: الرضا بالمقسوم من الله



جزآك الله خيراً غاليتي بنوته كوول
وجعلةه بموآزين حسناتك
وأن لأيحرمك من لذه النظر لوجهه الكريم

ووالديك بالجنه










آخر مواضيعي

0 شموع للمطبخ
0 ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو
0 أفكر أقطع علاقاتي مع العالم
0 أوراق ذات قيمه
0 لاتنصدم في بسمتي يوم أحاكيك
0 قسوة حنين العواطف
0 كن إيجابيا متفائلاً وابعث البشرى لمن حولك
0 كلما أرى حبات المطر تنزل علي ورق الزهر
0 رمضان والشوق لك في إزدياد
0 أَعماق نفوس اشخاص أَشد خطورة من البحار


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كيف آرسخ محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في طفلي مشتاقه حياة - صفات - اخلاق - اقوال - رسول الامه 7 7 - 3 - 2012 12:31 AM
الرضا بما قسمه الله بياع الورد مواضيع اسلاميه - فقة - عقيدة 11 4 - 3 - 2012 05:04 PM
فوائد ذكر الله ، معجزات ذكر الله ، علاج الامراض النفسية بذكر الله ، أنشودة المطر مواضيع اسلاميه - فقة - عقيدة 6 25 - 2 - 2012 03:49 PM
حقوق الخدم في سنة رسول الله ، صل الله عليه وسلم همس المشاعر حياة - صفات - اخلاق - اقوال - رسول الامه 2 29 - 10 - 2011 10:36 PM
ماتت زوجته وآحيآء الله طفله بزوجته الميته سبحآن الله محمد الحربي قصص - قصص قصيره - روايات - قصص واقعية - روايات طويلة 0 26 - 8 - 2011 06:23 AM


الساعة الآن 06:44 PM.


المواضيع المكتوبة في منتديات خجلي لاتعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وإنما تعبر عن وجهة نظر كاتبها

Security team

تصميم دكتور ويب سايت