متابعين خجلي على تويتر
متابعين خجلي على الفيسبوك
|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
11 - 1 - 2012, 06:52 AM | #1 | ||||
| فقدنا البكاء
فَقَدْنا البكاءَ .~! ~ ~ لقد غاب عن حياة الكثيرين منَّا سَمتٌ جليل ، وسِمة ربانيَّة أنْسَتْنا الدُّنيا ومشاغلها ولَهَونا بها في الليل والنهار ، هذه الخصْلة الكريمة الشريفة وهي صفة قدِ امتدحَ اللهُ ورسولُه - صلى الله عليه وسلم - فاعِلِيها نعم لقد فَقَدْنا البكاءَ مِن خشية الله وغاب عنَّا هذا السمت البُكائي وندر حتى صار يُقال : إنَّ فلانًا يبكي وحتى صار منَ المُسْتَغْرَب أن تجدَ مَن يخشع في الموعظة وحتى صار صَفُّ الملتزمينَ في الصلاة أشَحَّ بالدَّمع منَ الصَّخر إنَّ هذا كلَّه مؤذنٌ بِخَلل خطيرٍ ، ومُنذر بشرٍّ وَبِيل لا نريد المُخادَعة ولا الضَّحِك على النَّفْس فربَّما الْتَمَسَ الإنسان لنفسه أَلْف عُذْر وربما قال ما قال إياس لأبيه : " إنما هي رقَّة في القلوب " يريد أنَّ المسألة طبائع فهناك مَن في قلبه رِقَّة ،، وهناك مَن في قلبه قسوة وكلُّ هذه مبررات واهِية ، وحُجج ساقِطة واجعل نصب عينيكَ أبدًا قول مَن قال : " إذا لم تبكِ مِن خشية الله، فابكِ على نفسك؛ لأنَّكَ لَمْ تبكِ " كثيرٌ منَّا مَن يقرأ القرآن ولكن لا تدمع عيونُه مِن خشية الله وكثيرٌ منَّا مَن يستمع إلى أحاديث تُذَكِّرُه بالآخرة ، وتُخَوِّفه بالنار ، وتُحَبِّبه في الجنَّة ولكن قلبه لا يخشع ، ولا يخضع ، ولا يلين فقد عَمَّتِ البلوى ، وانتشرتِ المعاصي والآثام فلم يبقَ لهذا القلب خوفٌ منَ الله ولم يبقَ لهذه العين خَشْيَة حتى تدمعَ شوقًا إلى الله ليسأل الواحدُ منَّا نفسَه : بالله عليكِ ، متى آخر مرةٍ دَمِعَتْ عيناكي خشيةً وخوفًا منَ الله ؟ ولعلَّ جواب كثيرٍ منَّا قد يكون : مِن سنواتٍ عديدةٍ ، أو أنها لم تدمعْ أَصْلاً خشية لله فلماذا هذه القسوة في القلوب ؟ ولماذا هذا التَّحَجُّر في العيون ؟ ما هو إلاَّ بسبب الإبتعاد عن منهج الله والرُّكون إلى هذه الدُّنيا الفانية فقد نقرأ القرآن ولا نتأثَّر ،، ولا نبكي ونسمع أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا تَقْشَعِرُّ الجلودُ ونسمع المواعظ والتَّخْويف بالله وبالآخرة ولا تُحَرِّك فينا ساكنًا وحسبنا هذا التَّهديد الإلهي المخيف : { فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ } قال مالك بن دينار - رحمه الله - : ما ضرب الله عبدًا بعقوبة أعظم من قسوة القلب وما غضب الله - عَزَّ وجل - على قوم إلاَّ نَزَعَ منهمُ الرحمة إنَّ البكاءَ مِن خشية الله - تعالى - مقامٌ عظيم وهو مقامُ الأنبياء والصالحين إنَّه مقام الخُشُوع وإراقة الدُّموع خوفًا منَ الله إنَّه التعبير عن حُزن القلب وانكسار الفؤاد يقول الله - سبحانه وتعالى - عنْ أولئك الذين تدمع عيونُهم من خشية الله وترق قلوبُهم لِذِكْر الله يقول - سبحانه - { وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} ويقول عنهم - سبحانه - أيضًا : { إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} ويقول كذلك: { وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا } إنَّ البكاء مِن خشية الله - تعالى - مِن أعظم الأمور التي يحبُّها الله - تبارك وتعالى - فعن أبي أُمامة - رضي الله عنه - عنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين ، قطرة من دموع في خشية الله ، وقطرة دم تُهرق في سبيل الله ) وانْظُروا إلى الفَضْل العظيم الذي أَعَدَّهُ اللهُ - سبحانه - لصاحب العين التي تدمع خشية وخوفًا منَ الله يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ( لا يَلِج النار رَجُل بَكَى مِن خشية الله، حتى يعود اللَّبن في الضرع ) ويقول - صلى الله عليه وسلم -: ( عينانِ لا تَمَسهما النار : عينٌ بكتْ مِن خشية الله ، وعينٌ باتَتْ تحرُس في سبيل الله ) وقد عدَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - الرَّجل الذي يبكي من خشية الله منَ السبعة الذين يُظِلهم الله يوم القيامة يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ( سبعةٌ يُظِلُّهم الله ، يوم لا ظِلَّ إِلاَّ ظله ) ذكر منهم: ( ورجُلٌ ذَكَر الله خاليًا ففاضَتْ عَيْنَاه ) ما رَقَّ قلبٌ لله - عَزَّ وَجَلَّ - إلا كان صاحبه سابقًا إلى الخيرات ، مُشَمِّرًا في الطاعات ما رَقَّ قلبٌ لله - عَزَّ وَجَلَّ - إلاَّ كان حريصًا على طاعة الله ومحبته ما رَقَّ قلب لله - عَزَّ وَجَلَّ - إلاَّ وَجَدْتَ صاحبَه مُطمئنًّا بِذِكْر الله وما رَقَّ قلبٌ لله - عَزَّ وَجَلَّ - إلا وجدتَهُ أبعد ما يكون عَنْ معاصي الله - عز وجل - فالقلبُ الرَّقيق قلبٌ ذليلٌ أمام عظمة الله، وبطشه - تبارك وتعالى - ما انتزعه داعي الشيطان
إلاَّ وانكسر خوفًا وخشية للرَّحمن - سبحانه وتعالى - ولا جاءَهُ داعي الغَي والهوى إلاَّ ارتعدتْ فرائِصه من خشية المَلِيكِ - سبحانه وتعالى - مِن أعظم أسباب القَسْوة للقلب ، وقِلَّة البكاء مِن خشية الله : الرُّكون إلى الدُّنيا والغُرُور بأهلها وكثْرة الاشتغال بِفُضُول أحادِيثها وكذا منَ الأسباب كَثْرة الذُّنوب فواللهِ ما تحجَّرَتِ العيون ، وقَسَتِ القلوب إلاَّ بِتَرَاكُم المعاصي والآثام فأصبح القلبُ لا يجد مساغًا لآيات تُتْلى وأحاديث تُذكِّر والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : إنَّ العبد إذا أذنبَ ذنبًا نُكِتَتْ في قلبه نُكتةٌ سوداء فإنْ تاب ونزع واستغفر صقل قلبه ، وإن عاد زادتْ حتى تعلوَ قلبَه فذلك الرَّان الذي ذَكَرَ الله في القرآن: { كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } فقد أظلم هذا القلب بِشُؤْم المعصية فكيف لقلبٍ علاه الرَّان أنْ يبكيَ مِن خشية الله ؟ وكيف لقلبٍ سَوَّدَتْهُ المعاصي والآثام أن يَتَفَكَّر في خلق الله ؟ يقول الحسن البصرى : والله يا بن آدم لو قرأت القرأن ثم آمنت به ليطولن حزنك وليشتدن خوفك وليكثرن فى الدنيا بكاؤك ~ ~
المصدر: منتديات خجلي - من قسم: مواضيع اسلاميه - فقة - عقيدة | ||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
البكاء | فهد | مواضيع اسلاميه - فقة - عقيدة | 2 | 11 - 12 - 2011 08:29 PM |
البكاء ، البكاء الشديد يريح الاعصاب | بدرر | صحة - طب بديل - اعشاب - تغذية - رجيم - نصائح طبيه | 1 | 29 - 11 - 2011 09:18 PM |
قصيدة :{ كف البكاء } | فاقدة حنان | شعر - قصائد - قصايد صوتيه - همس القوافي - قصائد الشعراء | 4 | 28 - 9 - 2011 09:43 AM |
اضرار البكاء قبل النوم | حنين الروح | صحة - طب بديل - اعشاب - تغذية - رجيم - نصائح طبيه | 1 | 12 - 9 - 2011 10:26 PM |